الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حريتكم الدينيه هل هى مهدده ؟ 1 من 2

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التعصب الدينى اليوم
لكل شخص حق فى حرية الفكر والوجدان والدين ويشمل هذا الحق حريته فى تغيير دينه او معتقده بالتعبد واقامة الشعائر والممارسه والتعليم بمفرده او مع جماعه وامام الملأ او على حده. الماده 18 الاعلان العالمى لحقوق الانسان 1948.
هل تتمتعون بالحريه الدينيه فى بلدكم؟معظم البلدان فى العالم تقر ظاهريا بهذا المبدا النبيل الذى يرد فى الكثير من الاعلانات الدوليه ولكن فى بلدان عديده حيث التعصب والتمييز حقيقتان لاسبيل الى انكارهما. يقدر ان ملايين لاتحصى من الناس اليوم لايتمتعون بالحريه الدينيه. ومن ناحيه اخرى يعيش كثيرون فى مجتمعات متعددة العروق والاديان يضمن فيها القانون الحريه ويعزز التسامح كما يبدو فى حضارة بلدانها.
ومع ذلك فالحريه الدينيه لبعض الناس مهدده حتى فى هذه الاماكن. قال موظف فى لجنة حقوق الانسان التابعه للامم المتحده : ان التمييز على اساس الدين او الاقتناع يوجد فى كل الانظمه الاقتصاديه الاجتماعيه والايديولوجيه تقريبا. وفى كل انحاء العالم . ويذكر المحرران كيفين بوبل وجولييت شين فى كتابهما حرية الدين والمعتقد: ان الاضطهاد الدينى للاقليات الدينيه هى حوادث يوميه.
لكن التمييز الدينى لايؤثر فقط فى الاقليات الدينيه. يخبر موظف اخر فى الامم المتحده فى موضوع التعصب الدينى انه لايوجد دين مستثنى من التعدى. فعلى الارجح اذ ان بعض الاديان حيث تعيشون تواجه التعصب والتحامل عموما.
الاشكال المختلفه للتمييز
يمكن ان يتخذ التمييز الدينى اشكالا كثيره. فبعض البلدان تمنع كل الاديان ماعدا واحدا وتجعله فى الواقع دين الدوله. وتسن بلدان اخرى قوانين تفرض القيود على نشاط اديان معينه. وقد سنت بعض البلدان قوانين جرى تأويلها بطريقه اعتباطيه. تأملوا فى مدى امكاتية اساءة استعمال قانون مقترح فى اسرائيل يعاقب على طبع توزيع او امتلاك كراريس او مواد تتضمن الاهتداء ترغيبا فى الاهتداء الدينى.
يذكر كتاب حرية الدين والمعتقد امثله عن التعصب: ان مفهوم الهرطقه والهراطقه ليس فقط شيئا من الماضى .... فأمور كالنبذ الاضطهاد والتمييز الموجهه ضد الدين اتخذوا مسلكا مغايرا لاتزال سببا رئيسيا للتعصب. والواضح ان الحريه الدينيه مهدده فى انحاء كثيره من العالم.
ازاء ذلك اعلن اعلن موظف اممى: ان عالم المستقبل القريب لايمنح الامل.... فقد أضرمت رياح الحريه من جديد جمرات البغض. وتأكيدا لهذه المخاوف علق مدير مدير مركز حقوق الانسان فى احدى الجامعات بالمملكه المتحده قائلا: نستخلص من كل الادله ان التعصب الدينى ...يزداد بدل ان يقل فى العالم العصرى. وهذا التعصب المتزايد يهدد الحريه الدينيه وربما حريتكم انتم الدينيه فلماذا الحريه الدينيه مهمه جدا؟
ماهو المشمول بالأمر؟
الحريه الدينيه مطلب اساسى فى كل مجتمع قبل ان يوصف بأنه حر.... فبدون الحريه الدينيه والحق فى نشر الايمان لايمكن ان توجد حقوق الضمير ولاديموقراطيه حقيقيه .
هكذا علق عالم الاجتماع براين ويلسون فى كتابه القيم البشريه فى عالم متغير. وكما اعترفت مؤخرا محكمه فرنسيه: حرية المعتقد هى احد العناصر الاساسيه للحريات العامه. وهكذا سواء كنتم متدينين او لا.يجب يجب ان تهتموا بحماية الحريه الدينيه.
ان موقف البلد من الحريه الدينيه يؤثر كثيرا ايضا فى سمعته ومصداقيته الدوليه. ذكر تقرير قدم لاجتماع عقدته منظمة الامن والتعاون فى اوروبا : الحريه الدينيه هى اسمى القيم فى مجموعة حقوق الانسان انها جوهر الكرامه البشريه ومامن نظام ينتهك هذه الحقوق او يسمح بالانتهاك المنظم لها يمكن ان يطالب شرعيا بالعضويه فى مجتمع الدول العادله والديموقراطيه التى تحترم حقوق الانسان الاساسيه.
تشبه الحريه الدينيه بأساس من اسس مبنى . والحريات الاخرى - المدنيه السياسيه الثقافيه والاقتصاديه - مبنيه عليه. فاذا هدم هذا الاساس يتضرر المبنى بكامله. يعبر البروفسور فرانشسكو ماردجوتا بروليو عن ذلك بايجاز قائلا: عندما تنتهك الحريه الدينيه فأن الحريات الاخرى تكون ستكون التاليه لامحاله. فاذا كان يراد حماية الحريات الاخرى يلزم اولا ان تصان الحريه الدينيه.
لكى نعرف كيف نحسن حماية شئ من الضرورى ان نفهمه. فما هو اصل الحريه الدينيه؟ كيف نشأت وبأى ثمن؟
موعدنا فى المقال القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهم الحرية الدينية
شاكر شكور ( 2012 / 5 / 13 - 17:20 )
الحرية الدينية مكفولة في جميع البلدان الغربية المتقدمة ولا توجد اي مشكلة للأنسان ان يعيش بدينه او يغيره الى دين آخر في هذه البلدان ، مثل هذه المشاكل موجودة فقط في الدول الأسلامية التي تصر بوضع خانة الديانة في البطاقة الشخصية للمواطن ، وهذا الأصرار بحد ذاته يبث التفرقة بين المواطنين وينسحب الى التمييز في التوظيف والمناصب الحكومية ويجعل بعض المواطنين كأنهم غرباء في اوطانهم ، ان مقولة من يتخذ غير الأسلام دينا لن يقبل منه هي مقولة بحد ذاتها ضد حقوق الأنسان ، فالدول الأسلامية في حيرة من امرها فإن طبقت شرائع حقوق الأنسان فبذلك تكون قد اعترفت ضمنيا بأن القرآن لا يصلح لكل زمان ومكان وإن طبقت ما يقوله اله القرآن ستكون محل انتقاد دائم بعدم تحقيق العدالة بين المواطنين وإن سمحت بتغيير المسلم ديانته دون تطبيق حد الردة فسيعود الأسلام غريبا ولن يبقى له اي دورلأن اهم سند لوجود وديمومة هذا الدين هو حد الردة الذي طبقه الخليفة ابو بكر الصديق بكل قسوة ، لذا فأن الموضوع محيّر ومتشابك ولن يحل بسهولة حتى ان وقعت الدول الأسلامية على شرائع حقوق الأنسان ما دام الأيمان يغلب العقل ، تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر