الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنبأ الكتاب المقدس بقيام اسرائيل؟

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يراقب العالم اليوم بقلق التطورات فى الشرق الازسط وهناك سؤال يلح على الكثيرين هل حقا تنبأ الكتاب المقدس بقيام دولة اسرائيل العصريه؟
فى ايار مايو 1948 كان العالم يرصد بخوف مجرى الاحداث فى المنطقه. فحينذاك كان الانتداب البريطانى على فلسطين يشرف على نهايته وبوادر الحرب تلوح فى الافق.فقد اصدرت الامم المتحده فى السنه السابقه قرارا بانشاء دوله يهوديه مستقله فى جزء من الاراضى التى كانت تحت سلطة الانتداب. لكن الدول العربيه المجاوره تعهدت ان تحول دون ذلك مهما كان الثمن. حذرت جامعة الدول العربيه: لن يكون الخط الفاصل سوى خط نار ودمار.
وعند تمام الساعه الرابعه من بعد ظهر يوم الجمعه فى 14 ايار مايو 1948حين كانت الساعات الاخيره للانتداب البريطانى توشك ان تنقصى اجتمع 350 شخصا فى متحف تل ابيب تلبية لدعوه سريه من اجل سماع اعلان جرى انتظاره بشوق:الاعلان الرسمى عن قيام دولة اسرائيل العصريه. واتخذت اجراءات امن مشدده منعا لاى هجوم يشنه اعداء الدوله الحديثه الكثيرون.
قرأ رئيس المجلس القومى اليهودى ديفيد بن غوريون اعلان قيام دولة اسرائيل. وقد جاء فيه: نحن اعضاء مجلس الشعب ممثلى المجتمع اليهودى فى ارض اسرائيل ..... بفضل حقنا الطبيعى والتاريخى وبقوة القرار الصادر من الجمعيه العامه للامم المتحده نجتمع لنعلن قيام الدوله اليهوديه فى ارض اسرائيل. التى ستدعى دولة اسرائيل.
هل هذا اتمام لنبوة الكتاب المقدس؟
يعتقد بعض البروستانت الانجليين ان انشاء دولة اسرائيل العصريه هو اتمام لنبوه فى الكتاب المقدس. على سبيل المثال يذكر رجل الدين جون هايفى فى كتاب jerusalem countdown: دون النبى اشعيا هذا الحدث البالغ الاهميه قائلا: ستولد امه فى يوم واحد (اشعبا 66 عدد 8)..... انه اعظم اتمام للنبوه شهده القرن العشرون. وهو دليل حى يبرهن لكل البشر ان اله اسرائيل مازال فى الوجود.
فهل هذا صحيح؟ هل انبأت اشعيا بتأسيس دولة اسرائيل العصريه؟ وهل ماحدث فى 14 مايو 1948 هو اعظم اتمام للنبوه شهده القرن العشرون؟.اذا كانت دولة اسرائيل العصريه لاتزال امة الله المختاره وهو يستخدمها لاتمام نبواته. فلاشك ان ذلك سيثير اهتمام من يدرسون الكتاب المقدس فى كل مكان.
تقول نبوة اشعيا: من سمع بمثل هذا من رأى مثل هذه هل تولد ارض بالطلق فى يوم واحد؟ او تولد امه فى مره واحده فان صهيون اخذها الطلق وولدت بنيها. من الجلى ان هذه الايه تنبئ بولاده فجائيه لامه كامله كما لو ان ذلك فى يوم واحد. ولكن من هو المولد؟ نجد مفتاحا للجواب فى الايه التاليه: أأفتح انا الرحم ولا أولد؟ يقول الرب. ام انا المولد أغلقه؟. قال الهك.نعم يوضح الله انه هو مولد تلك الامه.
بالمقابل اسرائيل العصريه هى دوله ديموقراطيه علمانيه لم يصدر عنها اى ادعاء رسمى مفاده انها تعول على اله الكتاب المقدس. فهل نسبت فى سنة 1848 تأسيس دولتها الى الله؟ كلاعلى الاطلاق فليس هناك اى ذكر لاسم الله او حتى الكلمه الله فى النص الاصلى لوثيقة الاعلان. وعن النص النهائى يتحدث احد المراجع: حتى الساعه الواحده بعد الظهر وقت التئام المجلس القومى لم يكن اعضاؤه قد توصلوا الى اتفاق حول حول كلمات نص البيان الذى يعلن قيام الدوله.....اراد اليهود المحافظين تضمينه اشاره الى اله اسرائيل فى حين مانع العلمانيون ذلك. وللتوفيق بينهم قرر ين غوريون استخدام الكلمه صخره عوضا عن الله.
ولا تزال دولة اسرائيل العصريه حتى اليوم تعتبر ان نشوءها مرده الى قرار الامم المتحده وما تسميه الحق الطبيعى والتاريخى للشعب اليهودى.فهل من المنطقى ان تتوقع من اله الكتاب اجتراح عجيبه نبويه عظمى فى القرن العشرين لصالح شعب يرفض ان يعزو اليه الفضل فى ذلك؟
التباين بين الماضى والحاضر
ان موقف اسرائيل العصريه العلمانى بتباين تباينا صارخا مع ماحدث سنة 537 ق.م فحينذاك ولدت اسرائيل فعليا من جديد وكأنه فى يوم واحد بعد 70 سنه من تدميرها واخلائها من السكان على يد البابليين. وهكذا تمت اشعيا 66 العدد 8 بشكل مدهش حين سمح كورش الكبير الفارسى قاهر بابل بعودة اليهود الى موطنهم - عزرا 1 عدد2.
لقد ادرك هذا الملك الفارسى تدخل الله فى مجرى الاحداث سنة 537 ق.م . وكان لدى العائدين الى اورشليم هدف محدد هو رد عبادة الله واعادة بناء هيكله. اما دولة اسرائيل العصريه فلم تصرح رسميا قط بأية رغبه او نيه من هذا القبيل.
هل مازالت اسرائيل امة الله المختاره؟
فى سنة 33 ب.م لم يعد من حق اسرائيل الطبيعيه ان تكون امة الله المختاره لانها رفضت ابن الله المسيا. وقد عبر المسيا تفسه عن ذلك بالكلمات التاليه: يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها .... هاهو بيتكم يترك لكم. تمت كلمات يسوع هذه سنة 70 ب.م عندما دمرت الفيالق الرومانيه اورشليم مع هيكلها وكهنوتها.
فاذا لم ينبئ بقيام دولة اسرائيل العصريه.
شكرا لمتابعتكم.

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اني اختلف معك
وليد يوسف عطو ( 2012 / 5 / 16 - 15:14 )
الاخ مجدي زكريا الصايغ المحترم . اولا اسرائيل ليست دولة ديمقراطية - راجع سلسلة مقالاتي ( حول ديمقراطية اسرائيل ) كل دولة تتاسس على فكر ديني او قومي عنصري يرفض الانسان الاخر فهذه لاتمت للديمقراطية بصلة .. المسيحية بتبنيها للتوراة هيات للفكر العنصري اليهودي وما سفر الرؤيا الاتجسيد للعنصرية اليهودية كما عبر عنها المزمور ( وانت يابنة بابل الايلة للسقوط ,طوبى لمن يمسك برضيعك ويضرب به الصخرة ) وقد تحالفت الجالية اليهودية في بابل مع كورش الفارسي ياسقاط الحكم الوطني لاخر ملوك بابل نابو نائيد. صحيح يسوع كان معاديا لليهود وخصوصا في انجيل يوحنا ولكن متى في اتباعه التقية اليهودية والكذب قد زور هذه التعاليم باضفاء طابع يهودي عليها .وبالتالي انجيل يوحنا يتعارض تماما مع انجيل متى كما ان التوراة تتعارض مع الانجيل وتعمل عمل النسخ والمنسوخ في القران . ان مسيح التوراة القاتل والهه رب الجنود المقاتل يتعارض تماما مع مسيح الانجيل والهه اله المحبة الاب السماوي .ختاما لك مني خالص مودتي.


2 - بل هناك نبؤة فعلاً
فؤاد يسري ( 2012 / 5 / 16 - 22:13 )
يا عزيزي هناك نبوءة واضحة جداً لا أعلم لماذا يتم تجاهلها -رغم أنها لا تحتاج لمجهود لفهمها- النبؤة هي لوقا (21-24): وَيَقَعُونَ بِفَمِ السَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ، حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ .
الأربع كلمات الأخيرة من النبوءة هي مربط الفرس - حتى تكمل أزمنة الأمم- ماذا ياترى يحدث بعد أن -تكمل- أزمنة الأمم .. المنطقي أن ينتهي دوس الأمم لأرض إسرائيل .. وبعدها تعود أرض إسرائيل لإسرائيل.


3 - الأستاذ وليد عطو المحترم
شاكر شكور ( 2012 / 5 / 17 - 19:07 )
تقول : (ولكن متى في اتباعه التقية اليهودية والكذب قد زور هذه التعاليم) ، نرجو منك ان تضرب لنا امثلة على قولك هذا لكي يكون سند لقولك ، تحياتي للجميع


4 - الاخ سالم شكور المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 5 / 18 - 12:29 )
كتبت لك على الفيسبوك (لايجوز ان يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب )هذا كاتن مثل مشهور ليهود اورشليم في انتقادهم ليهود الجليل لانهم كانوا يبيعون الخبز لسكان صور وقول المسيح للكنعانية يتعارض تماما مع تعالميه الانسانية وهو كنعاني ابن الجليل .وقوله ماجئت لانقض الناموس انا عالجتها كثيرا فيسوع احدى التهم الموجهة له هو مساواته للاب واستهانته بالسيت اليهودي وبين يسوع ان حركته تستلزم تشريعا جديدا واعطى مثلين لايمكن ترقيع ثوب قديم بقطعة قماش جديد ولايمكن وضع خمر جديد في زق قديم وكثير من الاقوال ولكن ميلاد يسوع عند متى واقواله ماجئتا لا للخراف الضالة لبني اسرائيل ولاتجتازوا في السامرة وقوله للكنعانية لايجوز ان يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب هي التي اعطت الوجه اليهودي للمسيح وهي تاثيرات يهودية متاخرة تخالف الواقع الذي عاش فيه الكنعانيون اهل الجليل واليهود من ضمنهم .تحياتي ونلتقيك على خير ايها الغالي


5 - الاخ شاكر شكور - اعتذار
وليد يوسف عطو ( 2012 / 5 / 18 - 13:18 )
اعتذر عن كتابة اسمك بصورة غير صحيحة وذلك لانشغالي طول النهار بقضايا ثقافية في شارع المتنبي لذا اتقدم بالاعتذار منك ومن القراء مع خالص مودتي


6 - الى الأستاذ وليد عطو المحترم
شاكر شكور ( 2012 / 5 / 18 - 15:28 )
عزيزي الأخ وليد انت تعرف صفة الكذب والتزوير هي صفات شتم لا يستحقها ولايليق اطلاقها على شخص مثل الرسول متى الذي ترك وظيفته عند الرومان وترك الدنيا وحمل صليبه وراء المسيح ، ان كان لديك ملاحظات تشك بأن متى مالَ بأنجيله نحو اليهود فيمكن مناقشتها بشكل حضاري دون الحاجة للشتم ، ان القول (لايجوز ان يؤخذ خبز البنين ويرمى للكلاب ) تفسير هذا الكلام هو ان السيد المسيح كان غرضه التهكم على عادات اليهود وليس احتقاراَ للمرأة الكنعانية وذكره متى في انجيله ليس محابات لليهود بعكس ما فهمت انت لأن اليهود كانوا يكرهون عبادات الأمم الأخرى ويطلقون عليهم بالكلاب ، فلو كان كلام المسيح له المجد احتقارا لما قال ما اعظم ايمان هذه المرأة ولبى طلبها ، عزيزي وليد انت متأثر بثقافة اسلامية بالطعن في هذا القول وهذا القول لا يتعارض مع تعاليم يسوع الانسانية ، تحياتي ومودتي