الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة دم الشهداء جريمة عظمى لا تغتفر

سامي الحجاج

2012 / 5 / 18
المجتمع المدني


ليس الآمام الحسين- ع- وحده من تمردت روحه الكبيرة بوجه الظلم والجور ولكنه بلا شك الوحيد الذي قدم التضحيات الجسام وضحى بالغالي والنفيس في سبيل الحرية وعزة الأمة والمبادئ فأعطى للشهادة جلالٌ ورفعةٌ هي منتهى العطاء الآنساني النبيل والمنقطع النظير وقد خط للآحرار منهجاً ودرباً عبده بدمه الشريف عندما أطلق مقولته الشهيرة الخالدة التي كتبت بنور ونار(إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم)!!!
شهداء العراق الآبرار الآبطال الذين وقفوا بوجه ظلم وطغيان نظام صدام الدموي القمعي الذي يعتبر بحق من اعتى نظم الطغاة في التاريخ ...هؤلاء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون وعلقوا وسام الشرف والشجاعة على صدرالبطولة وقارعوا الطغيان قولاً وفعلاً وممارسة... وسجلوا اروع ملاحم وأيات البطولة والتي قل نضيرها في العالم!

ما قبل الآنتفاضة في غياهب السجون والمعتقلات في الشعبة الرابعة والخامسة والفضيلية والحارثية...الخ حيث بلغت اكثر من 200 سجن ومعتقل نشرتها في مدونتي على الفيس بوك, كان في ذلك الوقت رجال أمن الطاغية صدام لهم سطوة على المجتمع العراقي ولكن كان احد الآبطال المُعتقل في مديرية أمن بغداد الرهيبة ينادي كبار الضباط ب(الخنزير),كان يقول لمدير الآمن حين يدخل عليهم :-تعال أيها الخنزير... تقرب مني... عندي لك سؤال!!! ولم يعدموه بل تركوه لآشباع حقد نفوسهم المريضة بتعذيبه!!!... وقد استشهد ولكنه اعطاهم درساً قاسياً في الرجولة والبطولة! نعم أنه كان رجل بألف رجل!

وفي الانتفاضة سجل العراقيين ثورة كبرى بل كانت عروس الثورات في الوطن العربي ضد طغيان وجبروت النظام العفلقي الآثيم ...هذه الثورة التي تعد الشرارة الآولى لآنطلاق الثورات في العالم العربي,وقد أعُدموا الثوار الآبطال وكان اغلبهم في ربيع العمر...أعُدموا على ابواب منازلهم وفي شوارع مدنهم وامام انظار اهلهم وذويهم وهم لا يحملون في قلوبهم غير الخير لوطنهم وشعبهم وكانوا كأغصان الزيتون التي قصفتها العاصفة....وحثى أثناء حرب تحرير العراق من براثن البعث النجس وقردته الاوغاد....وقف احد الابطال وفي مكان عام في العاصمة بغداد وشتم الطاغية صدام وحزبه السفاح,فما كان من أزلام او اقزام الجيش الشعبي الذين كانوا ينتشرون في كل مكان, ألا ان كتفوه وركلوه بأحذيتهم ثم اخرجوا لسانه من فمه وقطوعوه بسكين حادة وظل ينزف ويرفس الى ان فارقت روحه الطاهرة الحياة(وبرغم النزيف الذي يعتريه ,يظل القتيل على ما به أجل وأكبر من قاتليه)....أما الشهيد محمد باقر الصدر أجد حروفي عاجزة عن التعبير عن عظمة وقفته الشجاعة بوجه الطاغية ...فلم ينحني قط امام جبروت عاصفة الطغيان التي حلت بالعراق في غفلة من الزمن!!!

أليس الآجدر بحكومة العراق الحديث ان يخلدوا هؤلاء الشهداء بأبسط انواع التكريم كطابع بريدي مثلاً يحمل صورهم...؟؟؟
هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لآقامة العدل والخير والمساواة في الحياة لا بد ان تُثمنْ تضحياتهم ولا بد ان يعطى كل ذي حق حقه,فأول حقوق الشهيد القصاص ممن قتله من مجرمي صدام الآوغاد الذين أراهم هذه الآيام يرقصون على الجراح والآقسى على النفس من كل هذا وذاك لم تقبض عليهم يد الموت وتعلقهم على الآرصفة والآماكن العامة لتحمل الرياح نتاتة اجسادهم القذرة وارواحهم الشريرة الى أنوف محبيهم من ارهابيين وقتلة ومتسلقين ( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون)....وهذا واجب مقدس لحفظ حياة الخلق في تحريم هدر حياة اي فرد في المجتمع مهما صغر شأنه دون وجه حق ,والحق الاخر حق التعويض لحياته,وحق عائلته الذين كانوا يأملون منه خيرا في حياته لآعالتهم.. كتعويضهم براتب شهري وسكن ربما يكون فيه شيء من التعويض لفقدان من علقوا عليه أمالهم,والحق الاخر هو حق الوطن الذي دافع عنه الشهيد ويتكرم الوطن بأسم شارع او مدرسة او مكتبة تحمل اسم الشهيد ,فحق الشهيد وعائلته ومجتمعه ووطنه حقوق على درجة عالية من القدسية,ومن يستهين بها فقد خان نفسه وخان الآمانة والدين والوطن والمبادئ...وهؤلاء الشهداء ضحوا من اجل اسمى واعظم هدف في الحياة ألا وهو العدل والحرية والمبادئ,كان نابليون بونابرت يقول:-ما يصنع من الشهيد شهيدا هو القضية لا الموت. الشعوب المتحضرة تحترم وتقدس شهدائها وهم خالدون في اعماق ذاكرة مواطنيهم وعباقرتهم والكثير من عباقرتهم ومفكريهم وأدبائهم يعتقدون بأن الشهداء هم النور الذي اضاء لهم دروب المجد... على سبيل المثال وليس الحصر الروائي المشهور ارنست هيمنغواي و الاديب الفرنسي المعروف اندريه مالرو والفيلسوف والأديب الفرنسي جان بول سارتر... واخيراً وليس اخراً أقول أن شهدائنا لا يتشرفون بالبطولة فحسب بل البطولة تتشرف بهم لآنهم تميّزوا عنا بأنهم لم يعيشوا داخل الوطن بل عاش الوطن بداخلهم.... ,وفي ذكرى المقابر الجماعية التي تركها وراءه النظام الدكتاتوري الصدامي الدموي...يتوجب علينا مراجعة النفس وعلينا كذلك ان نسرع الخطى في إنصاف شهدائنا الآبطال الأبرار وان نعمل كل ما في وسعنا لإبقاء بطولاتهم حية وخالدة في ذاكرتنا الجماعية وفي ذاكرة الوطن والتأريخ...كما يتوجب علينا ان نميز بين من ناضلوا من أجل التحرر من العبودية، وبين من طالبوا بتحسين شروط العبودية!!! كما قالها الاستاذ الكبير مصطفى محمود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا: اعتقال طلاب خلال احتجاجات داعمة لغزة بجامعة جنوب كال


.. لحظة اعتقال مصور شارك بفعالية للتضامن مع غزة في أمريكا




.. آندرو تيت للعربية English: أنا بريء من تهمة الاتجار بالبشر و


.. موجز أخبار الرابعة - مقررة الأمم المتحدة تدعو إلى وقف الإباد




.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف