الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية إرضاء الجماهيير

محمد عبد الفتاح السرورى

2012 / 5 / 20
المجتمع المدني


أقر وأعترف وأنا فى كامل قواى العقلية إننى ضد سياسية ما يمكن أن أسمية ( نظرية إرضاء الجماهير ) قد يبدو هذا الإعتراف فى هذه الآونة ضربا من الجنون حيث أننا نعيش عصر الجماهيير الغفيرة على حد تعبير الأستاذ الجليل( جلال امين) هذا العصر الذى أصبح فيه الشارع هو الذى يحرك الاحداث - وليست مراكز الدراسات المتخصصة - وأصبحت المصاطب الإعلامية هى التى تشكل الراى العام و- وليست الندوات الراقية والمؤتمرات العلمية - هذا العصر الذى إختلط فيه الحابل بالنابل وعلا فيه الصراخ هى ظل هذا الصخب الأرعن قد يعد ضربا من الجنون أن يعلن شخصا ما أنه ضد سياسة إرضاء الجماهيير ولكن ما هو المقصود بسياسة إرضاء الجماهيير التى يشير اليها كاتب هذه السطور ..... أعنى بسياسة إرضاء الجماهيير هى تلك السياسة القائمة على إتخاذ إجراء من الإجراءات أو الامتناع عن إتخاذ قرارما خضوعا لرغبة عموم الناس وهنا لابد لنا من التبيان بأن سياسة إرضاء الجماهيير التى يرفضها الكاتب لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بسياسة تجاهل الشعب او إقصاء الناس عن الحياة العامة كما كان متبعا منذ عقود ولكن الحجة فى رفض سياسة إرضاء الجماهيير تنبع من الرفض البرجماتى - القائم على قياس السياسات والإجراءات بنتائجها الفعلية - لكل ما من شانه أن يحل مشكلة اليوم ليولد مشكلات فى الغد ولنا فى ذلك حجة ومثال فعندما قامت ثورة 23 يوليو - القائمين عليها آنذاك لم يطلقوا عليها مصطلح ثورة ولكن أسموها حركة - ويا مصر كم بك من حركات -
مصطلح حركه ها هنا يذكرنى بالثقافة الشعبية عندما تشخص رأيا ما( أو تصرفا او مقولة بأنها حركة
عندما قامت حركة يوليو كانت تهدف الى إستمالة الشعب وتجييش الجماهيير وعلو الهتافات فإتخذت من الإجراءات ما أرضى كثير من الجماهييروقتها وكان من ضمن ما إتخذته من إجراءات عمليه تخفيض إيجارات المساكن وما هى إلا سنوات قلائل إلا وظهرت مشكلة التمليك للوحدات السكنية وهى تلك الظاهرة التى لم تكن متفشية فى المجتمع المصرى حيث كان الأمر يخضع للعرض والطلب ولكن قانون السوق فرض نفسه فمن هو هذا الشخص الذى يقوم ببناء عمارة كى يؤجر وحداتها بإيجار متواضع ,هذا مثال ومثال آخر هو ما ذلك القانون الذى سمى وقتها بقانون الإصلاح الزراعى والذى فتت الاراضى الزراعية الكبيرة الى كنتونات صغيرة وما هى إلا سنوات حتى بدات تظهر مشكلة البناء على الأراضى الزراعية حيث يعتبر كل مالك لهذة الأراضى الزراعية يعتبر نفسه حرا فيما يفعل فى نطاق أملاكه وفى العهد السابق تم أيضا إستخدام نظرية إرضاء الجماهيير فمع إقتراب الإنتخابات تقرر إلغاء قانون الحاكم العسكرى بتجريم البناء على الأراضى الزراعية وها هى الجماهيير مرة أخرى تهتف وتؤيد وتسعد أما ثالثة الإثافى - ثالثة الإثافى هى تلك الحجرة التى توضع أسفل القدر لكى يستقيم متزنا على النار - ثالثة الأثافى هنا هى تلك الكارثة المتجسدة فى نسية الخمسين فى المائة عمال وفلاحين والتى يجب ان تكون متوفرة فى تركيبة المجلس التشريعى فبطبيعة الحال لاقى هذا القانون آنذاك تأييدا جماهيريا جارفا وما هى إلا سنوات حتى إتضح للمراقب والمتابع للشان المصرى مدى كارثية هذا القانون الذى يجعل من نصف المجلس التشريعى أعضاء شبة أميين بكل ما يعنييه هذا من تأثير على بنيه التشريعات والقوانيين التى تصدر عن المجلس الموقر - كما يسمونه- ولكنها تلك السياسة اللعينة والتى تتمثل فى تلك الرغبة العجيبة لإرضاء الجماهيير , إن إرضاء الجماهيير شئ وعناد الشعب شئ مختلف تماما , إرضاء الجماهيير معناه الإنقياد للعواطف والمشاعر دون النظر الى النتائج إرضاء الجماهيير مهناة تصفيق لمدة خمس دقائق و تدمير لمدة خمس سنوات إرضاء الجماهيير معناه نفى المنهج العلمى عن إتخاذ القرار نفيا تاما والقضاء على الأسلوب الاكاديمى فى تشخيص المشكلات وحلها قضاءا مبرما ,إرضاء الجماهيير معناه سيادة الغوغاء وإقصاء الحكماء معناه إيجاد حل مؤقت وخلق مشكلات دائمة ولكن مع من نتحدث ؟ وقد أصبح الشارع هو السيد وأضحت الميادين هى المقرات الرسمية لإتخاذ القرارات , مع من نتحدث ؟ مع أناس يعلمون أن إنصراف الناس من الشوارع والعودة الى ثكنات المصانع يعنى إنتهاء دورهم ترى من هو هذا الملاك الذى على إستعداد الى أن يتخلى عن الوجاهه الإعلامية والتنازل عن السلطة الشعبية الممنوحة له بحكم تواجد الجماهيير فى الشوارع ليل نهار وتسيد الإضطرابات والإعتصامات بداع وبدون ,,, نعم لقد همش هذا الشعب كثيرا ونفيت الجماهيير نفيا طويلا وإقصيت الى داخل- الإستاد- تهتف فيه كما تشاء وتفرغ فيه طاقتها المكبوته فى الهتاف والصراخ ولكن أن تتحول هذه الطاقة الى حالة دائمة من التظاهرات والهتافات وأن تمتلئ الشوارعومن ثم يصبح هذا كلة مؤثرا على متخذى القرار وعاملا ضاغطاعليهم فإن فذلك برهانا مبينا على مدى صلاحية - الإستاد- لهم وكم هو مناسبا لإلفاظهم وتصرفاتهم وأخلاقياتهم , , , إن أسوا ما تبتلى به قيادة ما هى أن تصبح هذه القيادة منقادة بمعنى أنه بدلا من أن تمتلك هى زمام تحريك الاحداث تحركها الأحداث وبدلا من تأمر - بالمعنى الإيجابى - تتحول الى خادم يؤمر - وتلك لعمرى لكارثة عظمى - أن تتحول القيادات الى قيادات منقادة لأهواء الناس التى لاتعرف مقياسا ولا منهجا ولاشيئا غير الرغبة الآنيه فى الإستحواذ او المكاسب وما هى إلا شهور أو سنوات حتى تتحول هذه المغانم الى مغارم - بيدنا لا بيدى عمرو كما يقول المثل العربى الشهير - ولنا فى التاريخ أسوة حسنة , الخضوع لرغبة الجماهيير معناه السقوط فى فخ النتائج الحتميه و التى تشكل متواليه حسابية من النتائج الفرعية والتى بدورها تشكل متوالية هندسية من نتائج مترتبة على النتائج السابقة لها وهكذا دواليك حتى يجد المجتمع والوطن نفسة أمام كارثة صنعها بيديه لا بيدى ألد أعدائه ولنا فى التاريخ عبرة ....... فهل من متأمل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟