الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءتي في روايه (ربيع المطلقات) للكاتبين اللبنانيين د.نزار دندش ود.نضال الاميوني دكاش

آمنه سعدون البيرماني

2012 / 5 / 22
الادب والفن


قراءة في روايه (ربيع المطلقات)
روايه ربيع المطلقات الصادرة عن دار سائر المشرق هي نص مشترك بين الكاتب الدكتور نزار دندش والكاتبه الدكتورة نضال الاميوني دكاش. الكاتب اللبناني الدكتور والاستاذ الجامعي نزار دندش, له عدة مؤلفات تغطي العديد من المجالات الانسانيه والعلميه والروائيه بلغت في مجموعها اكثر من 40 كتابا متنوعاً منها ست روايات اخرها ربيع المطلقات وهي الروايه الثانيه المشتركه للدكتور حيث سبق ان قدم لنا عملا روائياً ذو رؤيه فلسفيه بعنوان –ادم وحواء- مع الكاتبه اللبنانيه المتميزة (نرمين الخنسا)
وللدكتورة نضال الاميوني دكاش استاذة اللغه العربيه في الجامعه اللبنانيه الامريكيه عدة دراسات في نقد الروايه والقصه القصيرة ومن مؤلفاتها(ظاهرة الزمن في الشعر العربي القديم)وروايه ربيع المطلقات
الروايه كما يوحي اسمها تناقش ظاهرة مهمه في كل مجتمعاتنا العربيه الا وهي ظاهرة الطلاق ,باسلوب ادبي راقي يشد الى الصفحات من اول سطر وعلى الرغم من انها عمل مشترك لكاتبين مختلفين الا ان القاريء لا يحس بالحدود بين نصوص الكاتبين حيث تعطي الروايه انطباعا بالكينونه الكامله المتتابعه التفاصيل والاحداث وكأن الكاتب واحد وتوارد الافكار ينساب بنسق محبب وسلس,وهذا الجهد الادبي الرفيع يعود الى دقه التنسيق بينهما
يناقش الكتاب كما اسلفت تناولت موضوع الطلاق من خلال تجربه ثلاث اخوات يعشن في بيت واحد واضافه الى الحالات المختلفه التي يواكبنها لمطلقات اخريات عبر احداث القصه المتسلسله ,مما اعطى الروايه تنوعا في الفكر والمفهوم والطرح الحقيقي لتلك المشكله التي تعاني منها مجتمعاتنا العربيه وتضع اليد مباشر على الجرح في عدة نقاط, منها :ان مساله اختيارالشريك تتم احيانا بتسرع واندفاع خلف عاطفه آنيه وبدون وعي ونضج فكري كافي لتحقيق التوافق المطلوب لنجاح اي علاقه عاطفيه ,وتعّرف احد الطرفين على طبائع الاخر وهذه مساله صعبه في مجتمعاتنا التي تفتقد احيانا الى اي نوع من الاختلاط حتى البريء بين الجنسين مما يؤدي الى الجهل المطلق في التعامل الصحيح واهتزاز الاسسس السليمه في اختيار الشريك المناسب ولكلا الجنسين ,اضافه الى الاشارة الى خصوصيه مجتمعاتنا قياسا بالمجتمعات المتمدنه الاخرى في نظرتها الى العانس او المطلقه وكأنها آثمه والقاء كل اللوم عليها في حاله فشل العلاقه,و هذا ناجم من الاطار الفكري الضيق الذي مزج الفكر الرجعي والبسه غطاء شرعي ديني والدين منه براء,الجرأة في الطرح والاناقه في الاسلوب تحمل القاريء الى مناقشه الكثير من المفاهيم والعادات التي تحكم مجتمعاتنا ككل والمجتمع اللبناني على وجه الخصوص والذي تدور فيه اغلب احداث القصه وكيف ان البعض يحمل معه فكر القريه وعاداتها حتى لو كان في اكثر بقاع العالم مدنيه وحضارة ,وناقش الكتاب ايضا منظور المجتمع نحو المرأة الشرقيه عموما وكذلك ناقش شخصيه المراة الشرقيه ذاتها ,فبسبب التمييز والنظرة الاستعلائيه نحو المرأة واعتبارها كيان قاصر وثانوي الدور في المجتمع ,مما خلق لنا اجيال من الجاهلات او انصاف المتعلمات اللواتي لاقبل لهن بمواجهه ضغوط وتحديات المجتمع والتطور الزمني الحاصل وكذلك معاداة المرأة نفسها للمراة منطلقه ايضا من وحي تربيتها ضمن جدران هذا المجتمع الذكوري بامتياز,وتخلص الروايه الى عدة نقاط جوهريه لمعالجه كل هذه الظواهر واهمها التركيز على تعليم المرأة واحداث ثورة جذريه في القوانين الشرعيه التي تمس حياتها وتكفل حقوقها وحقوق الاطفال وخاصه اننا في القرن الواحدوالعشرين نحتاج وبشدة الى تغيير المنظور الشرعي والقانوني المدني ليتناسب والتغيير الحاصل وهذا ما اشارت له الروايه بصورة خاصه
اكثر ما اعجبني في السرد هو التنوع في المحاور التي طرحتها الروايه على مائدة البحث والتمحيص ومنها (الاشارة الى مشاكل البيئه والاستفادة من تجربه الغرب في سن القوانين التي تنظم المجتمع وتكفل حقوق الاسرة والطفل وظاهرة زواج الفتيات لاجل الحصول على الجنسيه الاجنبيه )ومحاوله ايجاد حلول عمليه لها دون الخروج عن الاطار السردي وتسلسل الاحداث في الروايه ولعل الحدث الاكثر اثارة للجدل ضمن الروايه مناقشه ظاهرة الام البديله التي تنتشرفي الغرب ولكنها موفرضه في مجتمعنا ومن كل الاديان بسبب اشكاليه العلاقه الرابطه بين الام البديله والاسرة الاصليه في مسائل شرعيه الحمل وقد يختلف الكثيرون مع الفكر الذي حملته الروايه كون الموضوع تمت صياغته بخصوصيه تناسب بطله الروايه واقرب ما يكون الى المثاليه المطلوبه في العمل الروائي ومع الاشارة الى كل المشاكل والمعوقات التي تصاحب هذا العمل ومناقشه انسانيته من كل النواحي حتى الشرعيه منها وفي هذا اشير الى التوفيق الرائع لكلا الكاتبين في مقاربه هذا الموضوع المثير للجدل بمنهى الحرفيه والدقه,في المجمل الروايه اجتماعيه المضمون وتصل بلا جهد الى مخاطبه القلوب والعقول على حد السواء بمستوى فني عالي نحتاجه في الزمن الحالي فأُبارك للكاتبين جهودهما الرائعه والى المزيد من التألق والنجاح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-