الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكتبة الاسكندرية - تعود الى الحياة

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 5 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كانت احدى اشهر مكتبات الزمان. فبفضلها اصبحت مدينة الاسكمدرية فى مصر مقصدا لاعظم المفكرين فى العالم. لكن هذه المكتبة اختفت فى ظروف غامضة. وبأختفتئها فقد الكثير من الكتابات القيمة جدا مما اثر سلبا فى تقدم العلم. ولكن يبدو ان هذه المكتبه العظيمه عادت اليوم الى الحياة.
تشتهر مكتبة الاسكندرية التى اعيد بنائها بأبنيتها غير التقليدبة. فالمبنى الرئيسى لهذه المكتبة يتميز بشكله المستدير المائل ويبلغ سطحه المدور المصنوع من الزجاج والالمونيوم حوالى 160 مترا. وهو مقسم الى نوافذ تواجه الشمال. وتضئ غرفة القراءة الرئيسية. ويضم هذا المبنى الرحب الشبيه بأسطوانه غير مكتملة الاماكن الرئيسية المخصصة للعموم ويمتد قسم منه تحت البحر كما ينحدر سطحه المنبسط البراق شيئا فشيئا من علو سبعة طوابق مشكلا حفرة عميقة. لذلك عندما يتأمل الناظر من بعيد هذا البناء وهو يتلألأ تحت اشعة الشمس المنعكسة على سطحه اللماع يخاله قرص الشمس عند الشروق.
والجدار الخارجى لهذا البناء المستدير المائل وهو عبارة عن عن منحنى عريض شديد الانحدار صنع من الغرانيت الرمادى اللون. وقد نفشت على هذا الجدار احرف عدد من الابجديات القديمة والحديثة. وتعتبر هذه الاحرف المشكلة فى خطوط افقية رمزا للركائز التى تقوم عليها المعرفة.
تشغل معظم هذا البناء المستدير غرفة للقراءة مؤلفة من عدة صفوف متدرجة. اما الاجزاء الواقعة تحت الارض فهى مخصصة لتخزين ثمانية ملايين كتاب ومجلد. فضلا عن ذلك تضم هذه المكتبة صالات عرض قاعات مؤتمرات وأماكن مخصصة لضعيفى البصر والمكفوفين. وبالاضافة الى المبنى الرئيسى هنالك ايضا القبة السماوية. وهى مبنى منفصل على شكل كرة قائمة على ركائز للتثبيت. فتبدو اشبه بقمر اصطناعى معلق فى مداره. ولكى تكون هذه المكتبة التى شيدت وفقا لأحدث التقنيات متكاملة من كل النواحى زودت بأنظمة كمبيوتر واطفاء متطورة جدا.
ولادة هذه المكتبة الاسطورة
اشتهرت مدينة الاسكنرية القديمة بروائع ضاعت مع الزمن. ومن بين هذه الروائع قبر الاسكندر الكبير والفاروس اى المنارة التى يعتقد ان طولها فاق المئه والعشرةامتار. لذلك اعتبرت هذه المدينة احدى عجائب العالم القديم السبع. وبعد موت الاسكندر تولت اسرة البطالسة اليونانية زمام الحكم فى مصر واستمر حكمها الى ان هزم اوكتافيان كليوباترا وماركوس انطونيوس سنة 30 ق.م. وفى ظل حكم البطالسة شهدت الاسكندرية تغييرات جذرية. يذكر اطلس العالم اليونانى : خلال فترة طويلة من الزمن كانت الاسكندرية اهم مدينة فى العالم من الناحية التجارية والثقافية. وعندما كانت فى ذروة ازدهارها بلغ عدد سكانها حوالى 600,000 نسمة.
اعتبرت المكتبة الملكية فى الاسكندرية اهم المعالم التى استقطبت الناس من حول العالم. فقد أنشئت عذه المكتبة فى اوائل القرن الثالث قبل الميلاد وحظيت بأهتمام ودعم اسرة البطالسة. وهكذا تحولت المكتبة ومتحف الاسكندرية الى معقل للعلم والاختراع فى العالم الهلينى.
يعتقد ان هذه المكتبة ضمت 700,000 درج من اوراق البردى. فى المقابل احتوت مكتبة السوربون فى القرن الرابع عشر على 1,700 كتاب. ومع ذلك اعتبرت مدعاة للفخر لانها ضمت انذاك اكبر مجموعة من الكتب. كان الحكام المصريون مصممين على اغناء مكتبتهم. لذلك امروا الجنود بتفتيش كل سفينة ترسو فى المنطقة بحثا عما قد يجدونه من ادراج. واذا عثروا على اية كتابات كانوا يحتفظون بها ويعيدون نسخا عنها الى السفينة. كما تشير بعض المصادر ان مدينة اثينا اعارت بطليموس الثالث النسخ الاصلية التى لاتقدر بثمن للمسرحيات الاغريقية الكلاسيكية كى يصنع نسخا عنها لمكتبته. وكان هذا الملك قد دفع مبلغا من المال يضمن انه سيعيد المسرحيات الاصلية. لكن عوض ارجاعها اعاد نسخا عنها متخليا عن المبلغ الذى دفعه.
عندما يطلع المرء على اسماء كبار المفكرين الذين عملوا فى مكتبة ومتحف الاسكندرية يخال نفسه يقرأ لائحة بأسماء مجموعة من العباقرة القدماء. فقد حقق العلماء فى الاسكندرية انجازات ضخمة فى مجالات الهندسة علم المثلثات وعلم الفلك. بالاضافة الى الى اللغة والادب والطب. وكما يقول التقليد ان فى هذه المدينة قام 72 عالما يهوديا بترجمة الاسفارالعبرانية الى اليونانية. وهكذا شهدت الاسكندرية ولادة الترجمة السبعينيه.
اختفاء المكتبة
من المؤسف ان المؤرخين لم يشعروا بالحاجة الى ذكر وصف مفصل للمؤسسات العلميه التى ضمتها الاسكندرية. والمثال الابرز لذلك هو أثينوس مؤرخ عاش فى القرن الثالث الميلادى فقد قال: لا أرى داعيا ان اتكلم عن عدد الكتب والمكتبات والاشباء التى احتواها متحف الاسكندرية. او ليست جميعها مطبوعة فى ذاكرة الناس؟. ان عبارات كهذه تخيب امل العلماء العصريين الذين يتوقون الى معرفة المزيد عن هذه المكتبة القديمة المذهلة.
يرجح ان مكتبة الاسكندرية قد اختفت من الوجود قبل غزو العرب لمصر سنة 640 ب.م. وحتى يومنا هذا لايزال العلماء غير متفقين على رأى يوضح كيف ومتى اختفت هذه المكتبة. ويقول البعض ان العديد من محتوياتها اتلف عندما احرق يوليوس قيصر قسما من المدينة سنة 47 ق.م. ولكن بغض النظر عن الاسباب التى ادت الى زوالها خسر العالم بأختفائها كما هائلا من المعارف والعلوم. فقد ضاعت الى الابد مئات اعمال الكتاب المسرحيين الاغريق بالاضافة الى الكتابات التى تروى الخمسمئة سنة الاولى من تاريخ اليونان. اذ لم ينج منها سوى بعض اعمال هيرودوتس وثوسيديديس وزينوفون.
بين الفرنين الثالث والسادس بعد الميلاد كانت مدينة الاسكندرية فى معظم الاحيان مسرحا للعديد من الاضطرابات. فغالبا ما كان الوثنيون واليهود والمسيحيون يتقاتلون حول اوجه مبهمه فى عقائدهم. حتى ان الكنيسة نفسها شجعت الرعاع فى مناسبات عديده على نهب المعابد الوثنية. مما ادى الى اتلاف الكثير من النصوص القديمة.
احياء امجاد الماضى
افتتحت مكتبة الاسكندرية الجديدة فى تشرين الاول اكتوبر سنة 2002. وهى تضم حوالى 400,000 كتاب. وقد زودت بنظام كمبيوتر متطور جدا يصلها بالعديد من المكتبات الاخرى. والمجموعة الرئيسية من المراجع فى هذه المكتبة تتناول الحضارات الشرقية التى ازدهرت فى حوض المتوسط. وبما انها تتسع لثمانية ملايين كتاب يطمح القيمون عليها ان يعيدوا الى مدينة الاسكندرية المكانة التى كانت تتمتع بها.
نخبة علماء مدينة الاسكندرية القديمة بأختصار:
ارخميدس : عالم رياضيات ومخترع
ارستارخوس الساموسى : فلكى
كاليماخوس شاعر وامين مكتبة
كلوديوس يطليموس: فلكى
اقليدس: عالم رياضيات
جالينوس: طبيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في