الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الثقافة أسلوب عيش وأسلوب حياة -

سعدون هليل

2012 / 5 / 28
مقابلات و حوارات


" الثقافة أسلوب عيش وأسلوب حياة "

حوار مع وكيل وزارة الثقافة : طاهر الحمود
أجرى الحوار: سعدون هليل وطه رشيد



" وزارة التخطيط رفضت ادراج اعادة تأهيل أو ترميم بناية الاتحاد على الخطة الاستثمارية "

" الكثير ممن ارتقوا منصة المربد وممن ألقوا قصائدهم لايستحقون أن يكونوا من أسماء المربد "

أن تتحدث مع مسؤول في الدولة ، يعني عليك أن تتسلح بالمعرفة خاصة إذا كان المسؤول من حجم وثقافة الاستاذ طاهر الحمود .. الذي يحمل في تجربته أعباء ثقافية كثيرة ، وسيجد القارىء ، ان الاستاذ طاهر الحمود ، ليس مجرد وكيل لوزارة الثقافة ، بل انسان شفاف يضع حلولاً لأسئلة ثقافية كثيرة ، عاشها ويعيشها الوسط الثقافي ، منذ عام 2003 الى اليوم . هيئة تحرير الطريق الثقافي وفي أجوبة السيد الوكيل ما يدلل على شفافية ووضوح نتمنى أن تعمم مقترحاته وأفكاره .
الطريق الثقافي


* بإسم هيئة تحرير طريق الشعب نرحب بالأستاذ طاهر الحمود وكيل وزارة الثقافة
وحديثنا الأول عن المثقف والدور الذي يمكن ان ينهض به الآن.؟

- اعتقد ان أمام المثقف اليوم فرصة تاريخية لكي ينهض بدوره المنتظر منه القيام به، الظروف التي تلت 2003 وحتى الآن ظروف استثنائية، هناك حالة من عدم الاستقرار في كثير من جوانب الحياة التي نعيشها، الجوانب السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية، هذا كله يؤشر على ان جذر هذه القضايا، هو جذر ثقافي، يعني أساس المشكلة في العراق ليست سياسية كما تبدو وتظهر، وليست أمنية أيضا كما يمكن ان يفهم، بل هي في الواقع مشكلة ثقافية، وكل ما نشاهده من أوضاع هو انعكاس أو تمظهرات لوضع ثقافي يحتاج إلى تغيير، من هنا يبرز دور المثقف وما يمكن ان يقوم به. اعتقد ان دور المثقف ليس بوصفه مجرد مشتغل في ميادين الفن والأدب والفكر، يعني ليس المثقف بالمعنى الاحترافي والمعنى التقني للكلمة، بل المثقف بوصفه،مغيرا بوصفه ملتزما وعضوا فاعلا في مجتمعه، هذا في الحقيقة يقودنا إلى تساؤل مهم. وربما أنا أشرت إلى هذا التساؤل في مرة من المرات قلت: من هو المثقف؟ هل كل من اشتغل في هذه الميادين يسمى مثقفا، هل الثقافة هي الشائع والمتداول منها بين الناس، أم الثقافة شيء آخر؟ اعتقد نحن مضطرون إلى ان نعود إلى المفهوم الأكثر شيوعا والأكثر عموما لمفهوم الثقافة كون الثقافة أسلوب عيش وأسلوب حياة لأي مجموعة في عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها في سلوكها الاجتماعي، في رؤيتها ونظرتها للكون والحياة ،هذا في الواقع يمثل مفهوم الثقافة وأيضا يمثل جذرا لكل تنمية، يعني إذا أردنا ان نتحدث عن تنمية مستدامة في المجالات كافة فلا بد ان نرجع إلى الثقافة بمفهومها العام ومفهومها الشامل، من هنا قد نرى من يطلق عليه مثقف. يعني قد يكون مبدعا، بين قوسين طبعا. في مجال الفن التشكيلي، في مجال الموسيقى، حتى في مجال الأدب والشعر، قد يكون مسرحياً لكنه في الحقيقة وبالمعنى الذي أشرت إليه، بالمعنى التنموي للثقافة هو ليس مثقفا، المطلوب منا في الحقيقة ومن المثقف ان ينطلق من المفهوم الذي أشرت إليه. وهذه في الحقيقة ليست مسؤولية المثقف خارج الوزارة أو خارج المؤسسة الرسمية إنما هي مسؤولية الجميع، يعني مسؤولية الدولة بكل مفرداتها وتفاصيلها والمجتمع بكل بناه، بكل تشكيلاته، وهذه قضية تحتاج إلى جهد وطني شامل حتى يمكن للمثقف ان يأخذ دوره، المثقف الآن بحاجة إلى ان يعالج مشاكل أساسية وإشكالية. بحاجة الى ان يعالج حتى المشاكل البسيطة، قد نراها بسيطة لكنها ضرورية جدا لعملية التنمية. خذ مثلا مسألة النظافة، مسألة احترام الوقت، مسألة احترام النظام، الوقوف بالطابور وغير ذلك، مسألة اللياقة الاجتماعية، والسلوك الاجتماعي المرضي، هذه الأمور لا يمكن لأي بلد يسير في طريق التنمية أن يتقدم فيها ما لم يعتبر هذه الأمور من البديهيات في تطبيقه وفي عمله، هناك قضايا إشكالية أيضا، المسألة التي أشرت إليها الاحترام واحترام الآخر، مسألة أساسية جدا، مسألة التسامح واللاعنف، مسألة المرأة ودورها وحقوقها، والتمييز ضدها، هذه إشكالية مهمة جدا، مسألة المواطنة ومفهومها ،هذه الإشكالية انا اعتقد تمثل الأساس لاي ثقافة تنموية، وبوسع المثقف الان في هذا الظرف ان ينطلق، ان يفتح هذه المفاهيم وان يشيعها بالشكل الذي يكون أساسا لتنمية سليمة في المجالات كافة التي أشرت إليها الى ان نشهد نهاية لعدم الاستقرار والاضطراب في المجالات السياسية والأمنية وغيرها.
* أشرت إلى المثقف وما هي المسؤولية التي تقع عليه، ودوره وموقفه من المرأة، من التنمية، هذه ظواهر مهمة جدا في اعتقادي، لكن يبقى السؤال بشأن علاقة المثقف بأصحاب القرار، في الوزارات، مثلا كيف ترون ذلك؟
- انا اعتقد ان العلاقة يجب ان تكون أفضل، يعني هناك نوع من القطيعة نوع من عدم التواصل على الأقل، ان لم تكن قطيعة، لأن القطيعة يمكن ان تكون موقفا مسبقا ومقصودا، لكن على الاقل هناك حالة من عدم التواصل بين الجانبين واعتقد ان الطرفين يتحملان ذلك، الوزارة تتحمل جزءا مهما من هذه المسؤولية بحكم وضعها البيروقراطي. كمؤسسة رسمية وتعلم ان المثقف له حساسيته المعهودة بعفويته وتلقائيته من هذا الجو الرسمي، الجو البروتوكولي، الجو البيروقراطي أيضا، وقد يوجد في الوزارة من لم يتفهم وضع المثقف وطبيعته، وهذه الحساسية التي أشرت إليها تتحمل الوزارة جزءاً من المسؤولية فيها وأيضا المثقف يتحمل جزءا من المسؤولية ولعل هذا النفور من المؤسسة الرسمية حالة موروثة او هي نوع من استحضار لحالة سابقة، بسبب الدور الذي قامت به المؤسسة الرسمية حيال المثقف حالة التهميش والإقصاء بل والقمع، من هنا تحول المثقف إلى اداة قمع وإلى مقموع ، وتحول إلى أداة قمع من خلال تجييشه. وتعبئته وزجه في ماكنة النظام الإعلامية والسياسية والثقافية خلاف إرادته ،هذا في الواقع منتهى الاستلاب. وقد تحول المثقف الى أداة قمع للآخرين ربما حالة النفور وحالة التقاطع او القطيعة النفسية التي عاشها المثقف خلال العقود الماضية، خاصة خلال فترة النظام السابق ربما أثرت على موقفه من الوزارة ومن المؤسسة الرسمية، انا اعتقد ان هناك مجالاً لان نعيد التواصل وإلى ان نزرع الثقة في نفس المثقف. وان نوجه الوزارة ايضا بكل كادرها وطاقمها ومفاصلها الرئيسة الى الاهتمام بالمثقف ورعايته باعتباره اداة لتحقيق التنمية الثقافية التي تتصدى لها الوزارة نفسها، بالامكان ان يشترك الجميع بمشاريع مشتركة من خلال احتضان أنشطة المثقفين وإبداعاتهم، ورعاية المبدع من خلال نشاطات مشتركة وأعمال مشتركة واعتقد اننا بدأنا نتحرك بهذا الاتجاه، في الفترة السابقة من خلال مشروعنا المهم، مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، نتمنى ان يكون مشروعا وطنيا يساهم الجميع في إنجاحه وفي إبرازه بالشكل اللائق.
* لكن هناك خشية من المثقفين العراقيين وهي خشية اعتقد إنها لم تأت من فراغ، خشية ان لا تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية الإسلامية ،سمها ما شئت، مثلما صار مع النجف.؟
- اعتقد ان وضع النجف يختلف، فقد كانت هناك جملة من الأمور بعضها تقني وبعضها غير تقني في الحقيقة كانت هي السبب في تأجيل المشروع والمشروع لم يلغ، بل اجل، وخاطبنا المنظمة الإسلامية والتربية والعلوم بشأن هذا الموضوع وتم الاتفاق معهم على تأجيل المشروع للبرنامج العشري الذي يبدأ من 2014 وينتهي 2024، لا شك ان التقاطعات التي ظهرت في وسائل الإعلام فيما يتعلق بمشروع النجف داخل الفعاليات السياسية والإدارية وغيرها كانت لها بعض الاثر او بعض التأثير في حالة الفتور التي شهدها مشروع النجف وبالتالي في تأجيله، في بغداد لا يوجد مثل هذا الأمر واعتقد اننا ماضون قدما وقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا المجال سواء في جانب الفعاليات والأنشطة الثقافية ام في جانب توفير البنية التحتية المطلوبة، أستطيع ان أشير إلى أمرين اثنين فقط، عن دار الاوبرا، فقد بدأت الشركة عملها الآن، وسيكون خلال الأيام المقبلة احتفال بوضع الحجر الأساس لهذه الأوبرا، وأيضا عندنا مسرح الرشيد، سوف نحيله إلى إحدى الشركات في الأيام المقبلة، وهذان مشروعان مهمان ولهما رمزية خاصة فالأوبرا كما تعلمون مطروح منذ الخمسينيات كفكرة ولكن لم ينفذ. الرشيد أيضا تحول إلى رمز من خلال الخراب الذي طاله في أحداث 2003 وإعادته بالتأكيد سيكون لها وقع ايجابي ووقع طيب بنفوس كل المبدعين وكل المثقفين، عندنا ايضا مدينة الطفل العراقي بدأنا العمل فيها في مدينة الزوراء، في جانب الأنشطة الثقافية اعتقد اننا قطعنا شوطا لا بأس به، بالتأكيد هناك بعض العقبات وبعض العراقيل، بعضها بيروقراطي يتعلق بموضوعة تنفيذ الميزانية وتعليمات العقود الحكومية. هذه امور قد تحد بعض الشيء. التخصيصات أيضا متوفرة لكن هناك بعض العقبات الروتينية الإدارية في هذا الموضوع لكن نحن واثقون انها ستذلل. ونعتقد ان الاحتفال بهذه المناسبة سيكون بالشكل الذي يفرح الجميع.
* هذا الحديث يجرنا الى حديث آخر، وهو علاقة الوزارة بالمحافظات والمنتديات واتحادات الأدباء. سواء في بغداد ام المحافظات الأخرى مثل البصرة، الموصل، ديالى...الخ.
- الحقيقة العلاقة طيبة جدا، كما ان جزءاً مهماً من مفهوم الوزارة هو رعاية العمل الثقافي وعدم احتكار إنتاج الثقافة، نحن الآن في وضع ديمقراطي ولا مجال فيه لأن تحتكر الثقافة. سابقا كان النظام هو المحتكر للثقافة يعني المؤسسة الرسمية.حتى من وجد هناك من يساهم في إطار التوجه الفكري والسياسي للنظام ومن اولويات عملنا كوزارة ثقافة، هو رعاية المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الثقافية، وفي طليعة هذه المؤسسات هو اتحاد الأدباء والكتاب سواء المركزي وفي المحافظات الأخرى، وهناك تنسيق مهم معهم، وأنا سأضرب لك مثلا رمزيا، هو انه خلال فعاليات بغداد عاصمة الثقافة، هناك الكثير من البنى التحتية ستنفذ، بعضها الذي أشرت إليه وبعضه لا علاقة له بوزارة الثقافة كمؤسسة او كوزارة، يعني اتحاد الأدباء لديهم بناية ادرجنا هذه البناية ضمن خطتنا الاستثمارية لتأهيل واعادة اعمار البنى الثقافية او لبناء بنى ثقافية جديدة، أدرجنا هذا ونوقش. لكن ما يؤسف له وقد يكون هذا سبق صحفي ان وزارة التخطيط- ان هذا مثل على ان كيف- التعليمات العامة، الضوابط الإدارية والبيروقراطية كيف تحد من تطلعاتنا لخدمة الثقافة العراقية، فما حصل ان وزارة التخطيط رفضت إدراج اعادة تأهيل او ترميم بناية الاتحاد على الخطة الاستثمارية، لبغداد عاصمة الثقافة العربية بدعوى انها ليست مؤسسة رسمية وليست تابعة لوزارة الثقافة أو لأي مؤسسة رسمية أخرى، بالطبع نحن لن نقف مكتوفي الايدي ولن نسكت، نحاول ان نصدر قرارا بإدراج هذا المبنى بالخطة الاستثمارية لاعادة تأهيل البنى التحتية، وهذا مثل على اهتمامنا باتحاد الأدباء، هنا شراكة كاملة بيننا وبين اتحاد الأدباء، يكفي ان أقول ان مهرجان المربد هو احد المهرجانات التي تعتبر وزارة الثقافة بأنها تهتم بشكل خاص واستثنائي بهذا المهرجان.
لما يمثله من رمزية في الذاكرة الثقافية والشعرية العراقية ولدينا تنسيق على اعلى المستويات وشكلنا هيئة عليا لادارة هذا المهرجان. وكان لنا لقاء مع الأخوة في الاتحاد العام. مع رئيس الاتحاد ومع الأستاذ إبراهيم الخياط، وعلي الفواز ومع أعضاء اتحاد أدباء البصرة. مع رئيس الاتحاد كريم جخيور، هناك أيضا تعاون مع فروع الاتحاد في المحافظات، ولم نقصر في مد يد العون المادي والمعنوي لكثير من المهرجانات التي أقيمت، لدينا تعاون مع اتحاد أدباء ميسان لدينا تعاون ودعم مع اتحاد ذي قار، كما حصل في المهرجان الذي أقيم في الفترة السابقة وهو مهرجان مصطفى جمال الدين. وان كانت منظمات عدة قد أقامت هذا المهرجان لكننا قدمنا العون والدعم لهم، لدينا تعاون أيضا مع الديوانية وحتى في الموصل، كان هناك تعاون ودعم من خلال دائرة العلاقات، كذلك في صلاح الدين صحيح ان العلاقة لم تصل حد التنسيق الكامل في كل الأنشطة، هذا يحتاج الى جهد كبير ويحتاج الى كادر اداري قد لا يتوفر وقد لا تسمح الظروف الحالية به، لا ظرفنا ولا ظرف الآخر. لكننا مستعدون ومهيؤون لأي شكل من أشكال التعاون مع هذه الاتحادات وهذه المنظمات.
* ولكنكم لستم أوصياء..؟
- بالتأكيد لا، أبدا ،زمن الوصاية ولى كما قلت، الوصاية سابقا كانت أمرا مفروغا منه أما الآن فدور وزارة الثقافة كما أشرت هو الدور الداعم والراعي، ويكفي ان اقول تأكيدا لما ذكرت من اننا لسنا أوصياء وإننا خيرنا الإخوة في اتحاد الأدباء العام واتحاد أدباء البصرة خيرناهم بان يختاروا للوزارة الدور الذي يريدونه، هل يريدون منا ان نكون مجرد داعم مادي للمهرجان او يريدون منا ان نتولى جانب التنظيم والإعداد في الجانب اللوجستي، أو يريدون منا ان نتدخل بحدود معينة؟ كنا واضحين معهم، وقلنا ان ليس لنا شرط سوى ان نرتقي بمستوى المهرجان وان يكون مهرجان المربد بنسخته المقبلة. أفضل من نسخه الماضية، هذا شرطنا الوحيد والإخوان اختاروا مجرد ان نكون داعمين للمهرجان من الناحية المالية، وهذا ما حصل فالدعم المالي لهذا العام أكثر مما كان عليه العام الماضي والأعوام المنصرمة.
* اجد ان الوسط الثقافي يتحدث ان هناك شكوى. ان وزارة الثقافة تفرض وتهيمن على المربد او المهرجانات الثقافية، وتفرض عليه شروط فحواها، وأنت أشرت إلى كثير من هذه الأمور، ما هو رأيك واين ترى يكمن ذلك؟
- بالنسبة للاخوان في المحافظات، نحن ليس لدينا أي شرط. يمكن ان يدخل في خانة الهيمنة او الوصاية على النشاطات، الشرط الوحيد الذي نطلبه هو ليس شرطا في الواقع هو تنفيذ التعليمات المالية، صحيح نحن وزارة ولكننا ايضا معنيون بتطبيق تعليمات وضوابط في مجال الصرف وفي مجال اطفاء السلف، فمن الطبيعي ان يكون للوزارة ممثل في هذه اللجان، يراقب او يتابع عملية الصرف، هذه مسألة ليست شخصية، وليست مزاجية، انما هذا ما تفرضه التعليمات، تعليمات تنفيذ الموازنة وهذا ليس تحكما من جانب الوزارة لا يوجد أي شرط ولم نشرط أي شرط ولم نفرض أي وصاية او نطلب أي طلب غير منطقي او غير معقول، حتى هذا الطلب الذي اشرت اليه بالنسبة الى مهرجان المربد وهو ان نحرص على ان نرتقي بمستوى المهرجان، تعلمون ان الكثير ممن ارتقوا منصة المربد وممن القوا قصائدهم في المربد لا يستحقون ان يكونوا من اسماء المربد ، حتى هذا ليس المقصود به فرض هيمنتنا انما هو لصالح المثقف ولصالح الوزارة ايضا، هناك نقد شديد كما تعلمون ولا بد انكم اطلعتم على ما جاء في المربد الماضي او مهرجانات المربد السابقة ايضا وحملت الوزارة المسؤولية بسبب ليس في جانب التنظيم والاعداد بل حتى في الجانب الثقافي، فالجانب الثقافي والتخصصي فوزارة الثقافة لم تتدخل به قط.
* هل حدث تقاطع في المربد الثقافي في السابق وانسحبت الوزارة؟.
- لم تنسحب وهذا ما اشرت اليه، هذا على رغبة اتحاد الادباء الذي سبق، في المربد السابع هم قالوها علنا، انه نريد لهذا المهرجان ان يقيمه اتحاد الادباء وفي بيانهم الختامي ذكر هذا الكلام، وطالبوا بالدعم. الدعم قدمناه، قدمنا لهم دعما، وقلنا لهم، ماذا تريدون؟ تريدون ان نتدخل او ننسحب، قالوا: لا دعونا نحن نتولى أمر المربد، قلنا: طيب تفضلوا واعملوا ما شئتم. الان في هذا العام ماذا تريدون، تريدون ان نتدخل تريدون ان نتولى جانب الاعداد والتنظيم ان نكون جزءا منه ام لا تريدون ان نعطيكم التخصيصات، وانتم تتصرفون كما تشاؤون؟ قالوا: اعطونا التخصيصات، طبعا نحن اشترطنا عليهم كما اشرت. ان مراعاة المستوى الفني وهذا اظنه مطلباً حقاً، يعني لا نطلبه نحن كوزارة بل حتى المثقف وانتم ايضا تطلبونه، فليس هناك هيمنة الوزارة تتحول الى شماعة بصراحة اقولها. تعني أي خطأ يحدث تتحمل الوزارة وزر هذا الخطأ حتى وان لم تكن حاضرة، في المربد الماضي لم نكن موجودين، وبصراحة هم ارادوا ذلك، هم ارادوا منا ان ننسحب، طيب تفضلوا، انسحبنا ومع ذلك الوزارة لم تنجح.
* تعقد بين فترة واخرى العديد من معارض الكتب المهمة، في القاهرة، في فرانكفورت في الامارات، حتى في معرض باريس الدولي للكتاب نرى غياباً واضحاً للوزارة في تلك المعارض.
- لا هو في الواقع يصير، يعني اضيف شيئاً الى هذا نحن ليس طموحنا ان تكون الوزارة حاضرة بصراحة، الوزارة حضرت في بعض هذه المعارض –لكن هذا الحضور لم يكن بالمستوى المطلوب. اتفق معك. الوزارة كانت حاضرة بشكل رمزي، وما عرض لا يمكن ان يعكس الصورة الحقيقية للكتاب العراقي ما نأمله هو ان تعكس المعارض التي تقام في الخارج حقيقة الكتاب العراقي ومستوى الكتاب العراقي. وان لا تشترك وزارة الثقافة فيه فقط بل تشارك فيه كل دور النشر العراقية. لان دور النشر في الحقيقة محرومة من المشاركة في المعارض خارج العراق. محرومة لأسباب ادارية يعني هناك قوانين سابقة تحضر على المؤلف او الناشر او على صاحب المكتبة ان يخرج كتبه الى الخارج الا اذا تعهد بان يعيد بدلها مثلا احباراً، اوراقاً او حتى مواد غذائية. سابقا كانوا يعاملوننا بهذا الشكل، هذا باق مع الاسف، التعليمات نفسها ما تزال باقية، والناشر تراه يدور في اروقة وزارة التجارة او غير وزارة التجارة والوزارات الاخرى حتى يمكنه ان يخرج كتبه هذا طبعا يستغرق وقتاً طويلاً وعملية شاقة. الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تدعم دور النشر هي وزارة الثقافة وهي التي بوسعها ان تخرج ما تشاء من الكتب، وهذا ما عزمنا عليه ان نشرك دور النشر لكنه حتى الان في الحقيقة هذا الاشتراك ليست بالشكل المطلوب ولا نرى ان هناك اشراكا حقيقيا ونشاطا ملحوظا لدور النشر في المعارض التي تقام خارج العراق انا اتفق معك ان مستوى الكتاب الذي يعرض في معارض الكتاب في الخارج ليس بالمستوى المطلوب واننا بحاجة الى ان نعرض الصورة الحقيقية للكتاب العراقي سواء ما تطبعه وتنتجه وزارة الثقافة أم ما تنشره دور النشر العراقية.
* عفوا هناك تكملة للسؤال في مصر شهريا يصدر مطبوع تحت عنوان "الكتاب للجميع" تشرف عليه سوزان مبارك من النظام السابق، تطبع فيه خيرة الكتب النهضوية في مصر التي طبعت في العشرينات من القرن الماضي، والثلاثينيات. العراق اليوم فيه الكثير من هذه الأسماء مثل: حسام الآلوسي، احمد سوسة، مصطفى جواد، جواد علي الطاهر، علي الوردي وغيره، نجد كتبهم تطبع في بيروت تجاريا وكذلك في إيران ووزارة الثقافة حصرا لم تطبع الكتب الثمينة. ما هو السبب في نظركم؟
- صحيح أنا اتفق معك وقد ذكرت هذا مراراً. اتفق ان الكتاب الأدبي، الشعر، الرواية، النقد يحتل المساحة الأكبر من اهتمام المطبوع في دائرة الشؤون الثقافية، وانا كثيراً ما أشرت الى أهمية ان يكون هناك اهتمام اكبر في الكتاب الذي أسميته الكتاب النهضوي او الكتاب التنموي وطلبت من الاخوة في دار الشؤون الثقافية من إدارتها، وحتى من لجنة التأليف والنشر عبر مدير الشؤون الثقافية ان يكون هناك اهتمام اكبر بالكتب التي أشرت إليها. في الفترة الأخيرة اعتقد ان هذا الأمر حصل، يعني حيثما تأتيني تقارير دار الشؤون الثقافية، ولجنة التأليف والنشر وما تمت المصادقة عليه أرى ان هناك مساحة لا بأس بها للكتاب غير الادبي، مع ذلك أؤكد اننا بحاجة الى تولي هذا النور من الكتب اهمية اكبر، في طبيعة الحال ان هناك، حينما تسأل دار الشؤون الثقافية سيقول لك لدينا سلسلة في المجال الذي ذكرته، لدينا سلاسل وطبعنا بعضها ونشرنا بعضها، لكن ربما وهذه مسألة مؤسفة جداً، مسألة توزيع الكتاب وهي إحدى المشاكل لدى دار الشؤون الثقافية، او وزارة الثقافة بشكل عام، توزيع الكتاب ليس بالشكل الذي نطمح إليه.
*حتى سوق المتنبي الذي يرتاده أكثر المثقفين والأدباء لم نجد كتاب دار الشؤون إلا فيما ندر.
- انا اتفق معكم في هذا. وهذا أمر يحتاج الى معالجة وسبق ان طرحنا هذا الموضوع على دار الشؤون الثقافية لديهم حضور ولكن كما تعلمون ان المتنبي سوق ضخم وان خيارات القارئ والمثقف العراقي ستكون عديدة وكثيرة حين يريد ان يختار, لربما الكتب الأخرى قد تغطي على إنتاج وزارة الثقافة وحضوره، لكن ليس الحضور الذي نطمح إليه، سؤال: الكتاب الآن في السوق لا ينسجم مع القدرة الشرائية للمواطن.
*سعر الكتاب في البلاد غال، نحن بلد ميزانيته مئة مليار دولار ما رأيك في الهامش المالي الذي خصص بالميزانية لوزارة الثقافة؟
- كتاب وزارة الثقافة زهيد جداً ويباع بسعر رمزي، يعني احياناً بألفين او ثلاثة الاف دينار، وهو بالتأكيد لا يغطي كلفته، ولكن هو هذا وضع وزارة الثقافة ووضع دار الشؤون الثقافية، وضعها صعب جداً من الناحية المالية لانها دائرة تمويل ذاتي ومطلوب منها ان تمول نفسها بنفسها، واذا ارادت وزارة المالية ان تساعد هذه الدائرة من خلال منح او من خلال سلف يتم تقديمها لها سنوياً ومطلوب منها ان تسدد هذه السلف، وإذا علمنا ان مايمكن ان تقوم به دار الشؤون الثقافية، ان تسدد ما بذمتها من ديون لوزارة المالية، من إنفاق على موضوعها كرواتب واجور، وغير ذلك مصدر مكائن مندثرة، مكائن منذ التسعينيات نسبة الاندثار بها 90% فكيف نطالب دار الشؤون الثقافية ان تنتج كتاباً أفضل وكتاباً أسرع وكتاباً اجمل وبسعر زهيد؟ طبعاً هذا يجرنا الى مسؤوليتنا كوزارة ومسؤولية الدولة ايضاً، لماذا الأمور على ما هي عليه؟ استطيع ان أقول ان المرحلة المقبلة ستكون افضل الآن بدأنا بتأهيل دار الحرية للطباعة وكمبنى سيكون هناك تعاقد مع شركات عالمية لصناعة مكائن الطباعة وسنعيد لدار الحرية دورها ونشاطها الذي كانت عليه.
*سمعنا ان هناك اتفاقاً قديماً، وهو ان دار الشؤون الثقافية اتفقت مع شركة ألمانية بشأن مطابع حديثة، أين وصلت النتيجة؟
-الذي حصل ان مطابع جاءت قبل 2003 بموجب مذكرة التفاهم، لكن هذه المطابع ينقصها بعض الأدوات المهمة، وبعضها قد يتجاوزها التطوّر،لم يحصل اتفاق إنما كان هناك حديث عن إمكانية الاتفاق مع شركات ألمانية، باعتبارها شركات متخصصة في هذا المجال، ولربما تكون من أكثر الشركات تخصصاً، الآن حتى هذه اللحظة لم يتم التعاقد مع أي شركة، وبالتأكيد ستطرح قضية الإحالة او قضية الإعلان عن التعاقد مع شركات لتوريد المكائن في المستقبل القريب بعد ان نؤهل مبنى دار الحرية. واعتقد ان لا يستغرق ذلك اكثر من بضعة اشهر.
* سمعنا مؤخراً ان وزارة الثقافة طلبت من المثقفين العراقيين المنتجين ان يقدمون كتبهم بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية، ما هي هذه الكتب، وما هي عناوينها؟
-ما اعلمه ان وزارة الثقافة حريصة على ان تطبع او تنشر كتباً تتعلق ببغداد ليس بالضرورة عن بغداد وحدها، لكن الجزء المهم من هذه الكتب يتعلق ببغداد تعلم ان بغداد لها تاريخ ليس مجرد مدينة انما تاريخ امة ويمكن لمن يريد ان يكتب عن بغداد ويكتب عشرات الكتب بل المئات، فهناك في النية استكتاب كتاب بشأن بغداد في جوانبها التاريخية الادبية الثقافية المختلفة هذا هو الميدان الرئيس الذي سيكلف من يطلب إليه الكتابة، طبعاً هذا لا يعني اننا نتفق مع كتاب خارج بغداد في أي مجال وتطبع على هامش الاحتفاء بالمناسبة.
*سؤال آخر بشأن الإعلان المشوه عن بغداد في الخارج، كما توجد هناك نية لفتح مراكز ثقافية عديدة، من جملتها فرنسا وغيرها ما هي الخطوات التي ستتخذها الوزارة في هذا الصدد؟
- نحن شرّعنا في ذلك، فتحنا مراكز في واشنطن وستوكهولهم وبيروت وسيتم افتتاحها في الشهر المقبل، وهي جاهزة الآن ، البنايات موجودة والكادر أيضا اختير لها، ولكن الأمور الإدارية واللوجستية تحتاج الى بضعة أسابيع ونأمل ان يجري افتتاحها دفعة واحدة بالتأكيد هذه المراكز سيكون لها دور كبير لعكس الصورة الحقيقية لما عليه الوضع في بغداد والعراق عموماً، ولكن لم تعلم ان دور المراكز مهما تكون، سيكون محدوداً، أنت تتحدث عن وسائل الاعلام، وما يمكن ان يصل إليه تأثير هذه المراكز، قد يكون في حدود الجالية العراقية الموجودة في تلك البلدان، فضلا عن جزء من رعاية الدولة التي توجد فيها هذه المراكز وبالتالي سيكون هذا مفيداً، لكنه لا يمكن ان يكون مغنياً او كافياً لتبرير الصورة النمطية التي يحاول الاعلام العربي وبعض الإعلام العالمي عكسها عن بغداد هذا في الحقيقة مسؤولية وطنية عامة ومسؤولية وسائل الاعلام العراقية بشكل عام ان تتصدى وتتصرف بمسؤولية أي كان هوى اصحابها السياسي، هناك حد لا يمكن الاقتراب منه، خط احمر يتمثل بالمصلحة الوطنية ليس من الصحيح الاضرار بها من اجل هذا الطريق السياسي او ذاك، اعتقد ان هذه مهمة الاعلام ومهمة القِوى السياسية ايضاً التي تريد وسائل الاعلام.
* هل هناك فرق بين المركز الثقافي العراقي حالياً وبين المراكز الثقافية سابقاً في النظام السابق، تعرف اما يبعث مثقفاً معه اربعة من عناصر المخابرات او ان المثقف مخابراتي، الان هناك عدد هائل من الجاليات العراقية موزعة في كل انحاء العالم والعراقيون يحسنون لغة تلك البلدان وبالتالي اعتقد ان عمل هذه المراكز سيكون اكثر فعالية واكثر فائدة في حال اذا احسن اسنخدامه.
اتفق معك في هذا، والوزارة حين تختار كادراً لهذه المراكز تختارهم بنوعين تختار مدير المراكز ومساعديه من الوزارة، وتختار ايضاً موظفين محليين من الدولة التي يوجد فيها، واعتقد ان ذلك بوسعه ان يحدث الاثر المطلوب لا شك ان وجود عراقيين مقيمين في البلدان التي تفتح فيها هذه المراكز، ووجودهم ضمن المراكز، يعد امراً مهماً للغاية سواء من حيث اللغة، ام من خلال معرفتهم بخريطة هذا المجتمع.
* ما هي الاستعدادات التي ستؤخذ بخصوص مهرجان بابل، سمعنا ان ميزانية ضخمة فتحت له، باعتباره مهرجاناً كبيرا، من اين سيتم تمويله من وزارة الثقافة ام رئاسة الوزراء، ام منظمات المجتمع المدني؟
- معلوماتي ان مهرجان بابل لا علاقة للوزارة به، وقد جرى حديث في ان يكون دور لوزارة الثقافة لكن تمويل المهرجان ليس عبر وزارة الثقافة انما من المدينة نفسها، من منظمات المجتمع المدني، وزارة الثقافة ليس لها يد طولى في هذا المهرجان ليس له علاقة او صلة في المهرجان.
*سؤال/ وهو مشاكس بعض الشيء. بعض المهرجانات الغيت بسبب ان فيها موسيقى او تمثيل بحجة التجاوز على المألوف او السائد، ما دور الوزارة في ذلك، هذه التدخلات هل تأتي من اطراف لها حضور سياسي؟
-حضور سياسي او اجتماعي او غير ذلك، هذا صحيح لكن تعلم ان وزارة الثقافة لا تستطيع ان تفرض على أي مجتمع او أي مدينة أي نوع من الانشطة الفنية، ما يتعلق بالوزارة انها تقيم أنشطتها في بغداد. فكل الانشطة المألوفة والمتعارف عليها، وزارة الثقافة تقيمها، في مجال الموسيقى والمسرح كل ما يتعلق بالفرق كجانب الازياء لكن ليس لوزارة الثقافة أي يد او سلطة على الذين يرفضون ربما انت تشير الى ما حصل في بابل وغيرها، يعني اذا كان هناك موقف مع مجلس المحافظة او جهات اخرى هذا يخص مجلس المحافظة ويخص الجهات الاخرى، اعتقد ان من الضرورة ان يكون هناك شكل من اشكال التوافق بين الفعاليات الرسمية والاجتماعية والشعبية المؤشرة في المحافظات او حتى في بغداد وان وجدت هذه الحالات وبين الجهات المقيمة لهذه الفعاليات، اعتقد ان التنسيق المسبق والتفاهم امر مطلوب وان اختيار طريق الصدام او طريق المواجهة لا يخدم العملية الثقافية لا يخدم الجانبين، هذا ما اتمناه اذا استطعنا ان نقيم شكلاً من اشكال النشاط ونراعي بعض الخواطر هذا سيغنينا في المجال الذي يسمح به، اما ان نرفض تماماً، ان تقام هذه الفعالية اولاً وجود لهذه الفعالية، ونحاول ان نستغلها سياسياً او فكرياً، اعتقد ان هذا الامر ليس مطلوباً، ولن يكون في صالح الثقافة او صالح أي سياسي.
*شكراً لك استاذ طاهر فقط اذا كانت لديك كلمة الى قرّاء جريدة "طريق الشعب".
اولاً: اتوجه بالتحية الى جريدة "طريق الشعب" والى كادرها المثابر وانا اتابع هذه الصحيفة وأقرأ ملحقها الثقافي بانتظام واتمنى لهذه الصحيفة دوام التوفيق والازدهار. وان تكون الصوت الذي عهدناه ابان فترة مقارعة النظام الدكتاتوري البائد في نهاية السبعينيات وان تأخذ هذه الصحيفة دورها في التثمين والثقافة وفي عملية بناء الديمقراطية، البناء الديمقراطي الذي نستظل به جميعاً. أي كانت امزجتها الفكرية واذواقنا السياسية وتوجهاتنا المعتقدية، هذه مسألة كبيرة، وارى ان "طريق الشعب" بوسعها ان تقدم الكثير في هذا المجال. اتمنى لها ولكم التوفيق والنجاح .. شكراً لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون