الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول الرسالة المفتوحة للرفيق رزكار عقراوي الى حميد مجيد موسى

فالح مكطوف

2012 / 5 / 29
المجتمع المدني


وجه الرفيق رزكار عقراوي رسالة مفتوحة الى حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يهنئه من جانب على نجاح اعمال المؤتمر والذي يتوقع تغييرا كبيرا في سياسته ومن جهة اخرى يعتب على موسى اكثر مما ينتقده حول القبول بأعادة انتخابه لمركز سكرتير اللجنة المركزية.
للاسف لم يتجاوز نقد الرفيق رزكار بصفته ماركسيا حسب ما يعرف نفسه النقد الديمقراطي. اي بعبارة اخرى ان الرفيق رزكار لم ينتقد سياسات الحزب الشيوعي العراقي من موقع طبقي وهو موقع الطبقة العاملة. فالماركسية كما يعرفها الرفيق رزكار وجميع الشيوعيين هي نقد النظام الرأسمالي من زواية مصالح الطبقة العاملة. وبغير ذلك لن يكون الانسان ماركسيا اذا تجاوز ذلك او نفاه، فقد يكون شخص ما كل شيء، ديمقراطيا، ليبراليا، معجب بالتحليل الماركسي ولكن لا يستطيع ان يعرف نفسه بالماركسي.
انني لا اعتقد ابدا ان اعادة انتخاب حميد موسى بمشكلة او اعاقة امام تغيير سياسات الحزب الشيوعي العراقي، وليس صحيحا ابدا المقارنة التي احدثها الرفيق رزكار بين المالكي وبين حميد مجيد موسى. فمثلا الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند تبوء مركز رئيس الحزب الاشتراكي مدة 11 عاما واضف اليه خمس سنوت المقبلة الذي يكون فيه رئيسا للحزب ايضا، وهناك امثلة اخرى موجودة في اعرق الدول التي تعرف نفسها بالديمقراطية. وحتى المثل الذي ضربه حول مدرب الفريق والكابتن ايضا لن ينطبق على الحزب الشيوعي وحميد مجيد موسى. فمشكلة الحزب الشيوعي ليس في الاداء السياسي ولا بحميد مجيد موسى وغيره من الذين تبوءوا مركز سكرتير اللجنة المركزية. ان مشكلة الحزب الشيوعي العراقي في سياساته التي تخدم طبقة اخرى غير الطبقة العاملة في العراق.
ان اولى هذه المسائل التي يجب ان يتوقف الرفيق رزكار عندها وكل الشيوعيين الذين يقبلون بالماركسية كنظرية وأداة نضالية بيد الطبقة العاملة لتحرير نفسها والمجتمع من كل اشكال القهر والظلم هو الموقف من الاحتلال وسياساته والعملية السياسية. هل ان مؤتمر الحزب الاخير انتقد موقفه من الاحتلال والذي سماه بالتحرير؟ هل انتقد موقفه بقبول حميد مجيد موسى الدخول في مجلس حكم طائفي وتعريفه بالتصنيف الطائفي الشيعي؟ هل اتخذ موقفا حازما من الدستور الذي قسم المجتمع العراقي الى طوائف وقوميات وأضفى الشرعية عليها؟ هل انتقد موقفه وسياساته من العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية والقومية ويعلن انسحابه منها؟ هل يصدر قرارا الى اعضائه وكوادره الكف عن مجاملة قوى الاسلام السياسي وينتقد كل الممارسات والسياسات التي تنتهجها تلك القوى من زاوية ماركسية وشيوعية وطبقية مثلما كان يفعل ماركس ولينين دون اية مبررات ولف دوران على سبيل المثال (المجمتع عشائري، غير ناضج، توزان القوى، فن الممكنات، ليس هناك طبقة عاملة، الزمن تغيير..الخ) واتخاذ موقفا ماركسيا حازما منها؟ هل يقبل بدخول جبهة يسارية وعلمانية ضد الطائفية والقومية المسؤولة عن خراب العراق وتدمير جماهيره... طبيعي لا اريد ان اجري محاكمة تاريخية للحزب الشيوعي العراقي على الاقل منذ دخوله مع حزب البعث في جبهة وقدم خيرة الكوادر الشيوعية قرابين على مذبح سماه بالتقدمية مرورا بالدخول في جبهة اتعس من قبلها مع القوميين الاكراد في الثمانييات وكانت احدى محطاتها مذبحة (بشت اشان) ثم موقفه من الحصار الاقتصادي والحرب الخليج الثانية في سنوات التسعينات..الخ. ولو اجرينا مثل هذه المحاكمة التاريخية فلم يكن انذاك حميد مجيد موسى سكرتيرا للجنة المركزية.
ان كل تلك السياسات التي انتهجها الحزب الشيوعي العراق، انحصرت بالمهادنة والمساومة والذيلية. وليس الموقف الاخير بعدم الخروج في الاول من ايارا هذا العام الا لانه يحاول عن طريق المساومة مع السلطة القائمة ان يجد لنفسه الشرعية. فبمجرد ان السلطة الحالية في العراق لم تعط الرخصة للحزب الشيوعي في الخروج في مسيرات بالاول من ايار، لم يحرك ساكنا وكأن الحرية منحت على صحن البرجوازية طوال التاريخ وكان الاحتفال الاول من ايار اعطي للعمال اوتوماتكيا من قبل مصاصي عرقهم ودمائهم، وكأن عمال العراق لم يدفعوا تضحيات جسام من اجل حق التنظيم والتظاهر والاضراب منذ عقود من الزمن.واخيرا تمكن من الحصول على رخصة مذلة وهي السماح له بالتظاهر من المسرح الوطني الى ساحة كهرمانة وهي مسافة اقل من الف متر الا يتذكر قادة الحزب الشيوعي العراقي بالرغم من كل تحذيراتهم لعمال الزيوت النباتية وبالرغم من دبابات البعث التي تطوق معمل اليزيت النباتية في بغداد فلم تثني العمال عن اضرابهم في يوم 5 تشرين الثاني من عام 1968.
واليوم يحاول الحزب لاشيوعي العراقي ان يذر الرماد في عيون جماهير العراق بأن الديمقاطرية ممكنة في العراق، وبأن العملية السياسية ممكن اصلاحها، وبأن (العدالة الاجتماعية) التي يفهما المالكي بشكل واياد علاوي بشكل اخر والحزب الشيوعي العراقي بشكل متغاير، ممكنة في عراق المليشيات القومية والطائفية التي هي ادوات للبرجوازية المحلية والمدعومة بالبرجواية الاقليمة والعالمية من اجل افقار المجتمع وجماهيره.
انني كشخص شيوعي اتمنى ايضا الموفقية للحزب الشيوعي واتمنى ان يتخندق مع الشيوعيين واليساريين والتحرريين وان يكف عن المجاملة والمساومة والمهادنة. واتمنى ان لا يبعث نقدي هذا عن شن حملة تشهير التي اعتاد عليها الحزب الشيوعي في شنها على مخالفيه ومعاضيه السياسيين.
واتمنى ان يكف الرفيق رزكار عقراوي ايضا عن المجاملة والدبلوماسية، فهي لا تفيد فلو كان تفيد لكان ماركس ابدع في المجاملات ولاصبح من كبار دبلوماسيين عصره ولما عرف نقده لكل الشخصيات والاحزاب في زمنه التي كانت سياساتهم بشكل او بأخر لا تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الطبقة العاملة والمحرومين في المجتمع بالنقد الحاد ولما اصبح الشيوعيين اكثر الفرق حزما ووضوحا في المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟ • فرانس 24 / FR


.. شبكات | أبو عبيدة يحذر من مصير الأسرى في قبضة القسام.. ما مص




.. ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية


.. -الأغذية العالمي-: غزة ستتجاوز عتبة المجاعة خلال 6 أسابيع




.. التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية: العالم على حافة الهاوية