الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدين هو عامل تقدم أم عامل تخلف في الحياة

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2012 / 5 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين هو نتاج بشري في الأساس بدوافع إلهية كانت أو بدوافع إنسانية. بإيضاح أخر هو احتياج الانسان إلى منظم لشئون حياته بعد أن أصابها شيء من القلق و الضعف في اسسها المدنية مما اضطره إلى البحث عن تنصيص يعيد ترتيب شؤن الحياة اليومية بديدن رتيب و إيقاع ثابت. فكان نتاجه وجود الأنبياء و الرسل المسيرين من قبل القوة السماوية كما هيه و الديانات الثلاثة أو من قبل مشرع إنساني كما هو حال الديانات البشرية الصنع كالبوذية و الهندوسية و ما شاكلها . الهدف من هذه الديانات جعل الانسان منقاد نحو قوانين محدده هدفها تنظيم الحياة اليومية وإعادة صياغة الفكر البشري بطريقة أفضل رامية إلى التقدم نحو حياة مستقرة وينجز عالم يسوده الأمن و الأمان النفسي في الدرجة الأولى . من ثم بناء دولة تأخذ على عاتقها امور رعاياها . بهذا نجد أن الدين هو المشرع الرئيسي لنظام الحكم في العصور السابقة. فلو نظرنا إلى جميع لديانات لو جدنا احتوائها على ثورة فكرية جديدة تنقل ألفرد من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى و قد لاحظنا في فترت بزوغ الإسلام إن العرب قد نقلوا نقله نوعية وكمية كبيرة. بغض النضر عن إن الاسلام يحتوي على الفكر الصحيح أم لا . لكن الاسلام قام في نقله نوعية أنا ذاك . أما اليوم أصبح الدين ناتج مخرف لا يهدف إلى أي نوع من أنواع التقدم كما كان في السابق. يعود السبب في هذا الأمر إلى نضوج العقل البشري بشكل كبير و أصبح هناك أكثر من مصدر للتشريع و اعتبر العقل هو المشرع الأول في تنظيم امور الحياة لا كما في السابق إذ الدين هو المشرع كما أسلفنا سابقا .و السبب الأخر الذي جعل من الديانات مخرفه هو رجال الدين . أنا لا أقصد رجال الدين في شكل عام لا بل أخص المتحدثين منهم أي أصحاب المنابر الهادفة إلى مصالحهم لا إلى تغير المجتمع. هناك الكثير من رجال الدين لهم فلسفة معاصرة حديثه و لها طروحات عقلانية جميلة .إلا إنهم قله و مغيبين سواء بإرادتهم أم بغيرها .. على العموم هذا ليس بحثنا. أشرنا في السابق إن الديانات تأتي بشي جديد معاصر يعيد تنظيم امور الحياة بسبب احتياج الانسان لذلك . أما اليوم نرى الثبات على القديم .حيث أصبح القديم هو الأصل لا الحديث وصير أي شيء مخالف إلى الفكر السابق أي فكر نزول الرسالة أو إنشاء الديانات يعتبر كفر أو حرام . بهذا أصبح الانسان المعاصر أمام خيارين هو إتباع العقل أو إتباع الدين ! وهذا بحد ذاته صراع كبير يحكمه الفرق الزمني للديانات و الأحداث المواكبة. اليوم إن ترك الانسان كلي شيء أو كل عنوان من عناوين الحداثة و تمسك في النهج الديني سوف يقوده الى التخلف الفكري و يرى الناس على إنهم فجرت فسقه خرجوا عن الحدود !!!وبهذا يترتب عليهم الحكم الشرعي .نستطيع أن نرى ذلك واضح في السلف أو المذهب الوهابي وكذلك في المتشددين من بقيت الديانات لا سيما الصراع الكبير بين الكاثوليك و البروتستانت . و إن ترك الدين وراء ظهره وركب الحضارة وجعل العقل هو الربان للسفينة بقي ملازم الشعور الوهمي أو عقدت الذنب الوهمية بأنه عصى الله !!!وبهذا أصبح في عذاب أشد وهو النفس اللوامة. لربما يعترض أحدهم على كلامنا و يقول إن الدين هو دستور كل زمان و مكان و إنه سماوي أي من الله و هو أعرف في امور الحياة من البشر . أو يقول أخر ما هو الدليل على إن الدين مخرف و ليس دستور كل زمان ومكان؟ هنا يكون الجواب إن الدين يحاكي عصر النزول أو عصر النشوء سواء كان من الله أم من الانسان . لسبب بسيط هو ما فائدة التنصيص و التشريع لقانون لم يكن وليد اليوم أو الأمس بل إنه سيكون فاعل بعد ألف عام .على سبيل المثال يفسر الانبياء كيفية الصلاة على سطح القمر . ما النفع من هذا إذ لم يفسر كيفية الصلاة على الأرض الأن .أي إن الديانات جاءت إلى سد احتياج معاصر ضمن حاجات الانسان و لهذا نرى المفسرين للكتب السماوية يبحثون في عصر النزول وسبب النزول . وهذا خير دليل على عدم استمرارية الحكم الديني في كل زمان و مكان . المشكلة الكبرى إن رجال الدين يأخذون سبب النزول ومكان النزول و ساعة النزول و التنصيص و أسبابه في عصره و يقومون بتطبيقه على يومنا. العالم تقدم بمقدار ألف عام !!! كيف لي أن أتبع قانون سابق لا يمكن لي أن أدركه اليوم و لا أرى منه سوى الخرافة. و بهذا أصبح الدين مخرفا. يقال في الديانات السابقة إن الأرض تجلس على ظهر حوت !!! فأن صدقت اليوم بها ,أما أن أكون مجنون أو أكون مخرف ! وكلاهما نتاجا واحدا. أو إن الملح يزرع كما ورد في العهد القديم, أو إن سبب الزلازل دخول سمكه في خشم الحوت فتعطس و تهتز الأرض . أسلفنا سابقا إن الدين جاء بسبب احتياج الانسان الى تشريع جديد يتماشى مع حياته الحديثة حيث أصبحت القوانين السابقة مجحفة بعيده عن الواقع و العقل فيرسل الله أنبياء أو رسل جدد من أجل التغير . كذلك و الديانات البشرية التي أبدلها الانسان في قوانين مدنية و راح يتبعها من أجل الخلاص . لكن ما أصاب الديانات السماوية خلال المرحلة السابقة من العهد البشري هو الجمود أي الثبات على القديم . مهما تقدم بنا العلم لابد لنا أن نبقى في ديمومة القوانين الثابتة, منها إذا مرضت الله يشفيك أو إذا افتقرت يغنيك و غيرها. هذا الجمود أصاب الديانات بضرر أكثر ما أصابها في النفع .جعلت الناس منقسمين الى موافق ومعارض لها و أصبح الجمود على النصوص هو المشرع الرئيسي الى المتشددين في الفكر الدين . فتصبح الفتوى صادرة منذ ألف عام أو أكثر و بهذا نجد المعارضين لها لعدم توافقها مع العقل البشري. فيكون الناتج هو الصراع و إن كان دموي لا يهم سفك الدماء أسهل ما يمكن أن ينطق به في العصر الحديث و يكون الانسان ضحية الثبات على الفكر القديم وصراع المحدثين من العقلاء . فلو نهج رجال الدين نهج المحدثين ,أي استخدموا العقل في الأحكام و جعلوه المشرع الجديد نضر لغياب النبي و الرسول مراعين بهي الحقوق الأخلاقية, لما كان الدين عقبه أمام الحداثة ,وما نشأت الصراعات البشرية . بهذا يمكن أن يكون الدين عامل تقدم لا عامل تخلف يحكم في منطق النار و الحديد ,عذاب الاخرة , الجنة والنار ,هذا كافر هذا مؤمن هذا من الفئة الفلانية و الطائفة الفلانية . و لأصبح الانسان هو الاعتبار الأول .لا الدين لأن الدين جاء لخدمة الإنسان ! لا الانسان في خدمة الدين. لأن الانسان أعظم أو أرقى منزلة من كل الديانات على الله . لكن مع الأسف اليوم نرى إن الدين هو أعلى منزلة من الانسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عامل تخلف بسبب المجتمع
السامرائي ( 2012 / 5 / 30 - 22:35 )
اخي الحبيب سيد علي الاعرجي
الدين يحمل رساله سماوية ممكن ان تنير البشر و ممكن ان تهلك البشرية فكما تعرف هناك دائماً ثوابت العقاب والثواب و الاديان التي اختص بها الله سبحانه اماكن الشرق الاوسط او شبة الجزيرة العربية بسبب طابعهم القبلي المتوحش والانعكاسات الصحراوية الجافة على رطوبة قلوبهم من الرحمة والمودة وحترام ارادة الاخرين ( ممكن ان يكون الدين قعر التخلف والجهل كما نشهده في بعض الدول العربية او الاجنبية و ممكن ان يكون منارة للتحرر وحقوق الانسان كما نشهده في الدول الاوربية ) لاكن الاخطر من الفكر الديني هوا العامل البشري الذي يجعل من الدين سيوف تنهمل على رقاب الضعفاء ويغمسة في صدور المساكين كي يكونو عبرة لمن اعتبر وهيمنه وشمولية على مساحة او رقعه جغرافية معينيه - كائن تكون مكاسب سياسية او مادية او روحانية او اجتماعية من خلاله - انا عن نفسي استبشر بزوال كثير من الاديان ومنها الدين الاسلامي بسبب تصرفات شيوخة و رجال دينه و أئمته والطاعه العمياء من بعظ البشر لهم - فهنيئن لهم دمارهم وهنيئن لنا زوالهم والله المستعان والحمد لله رب العالمين
اخـــــوك السامرائي


2 - أخي و عزيزي السامرائي
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 5 / 31 - 12:02 )
الدين مرآة للواقع البشري في أي مكان و زمان. هكذا هو الفكر الأساسي للديانات أجمعها . ما أصابنا اليوم الثبات على القديم . أسلفت أنت في السابق إن الدين جاء في الجزيرة العربية وحمل معه الطبيعة الصحراوية, أي إنه جاء لذلك الزمان, من أجل معالجة المشاكل الحادثة أنا ذاك.و كان نافع في ذلك الوقت .لكن لا يمكن جعله اليوم قانون و دستور كما كان في السابق . اليوم يريد رجال الدين تطبيقه بنصوصه و قوانينه السابقة وهذا هو المشكل لدينا. و أضيف شيء أخر لو جاء لنا نبي اليوم بدين جديد و وضعه على أهوائنا كما نريد و يكون مطابق لكل قوانين الأمم المتحدة. سنجد بعد ١٠٠ عام هذا الدين الجديد غير نافع لسبب التطور المرافق للحياة. و هذا نفس المعيار على الديانات السابقة . تحياتي لك و محبتي

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س