الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاله بعنوان (هل النفط في العراق نعمه ام نقمه)

آمنه سعدون البيرماني

2012 / 6 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


هل النفط في العراق نعمه ام نقمه؟
يعتبر البعض ان اكتشاف النفط في العراق بكميات هائله في عهد الدوله العثمانيه من قبل الخبراء الانكليزوما تلى ذلك بدايه درب المتاعب للعراق ,حيث وضع البلد على خارطه الصراعات الدوليه بكل قوة ,ويعزو البعض مرور العراق منذ ذاك الحين بأزمات متواليه سياسيه واقتصاديه الى اكتشاف الغرب ان العراق يعتبر من اكبر وافضل مصادر النفط عالميا وما يمتلكه العراق من مقومات بشريه واقتصاديه وحتى جغرافيه ما يجعله عملاق نفطي مؤثر على المدى البعيد ,لذا ومنذ العهد العثماني وما اعقبه من الاحتلال البريطاني للعراق كانت هناك محاولات جادة من مراكز القوى العالميه للسيطرة بشكل محكم على النفط العراقي, وربما سبب هذا اكثر الثورات التي مر بها العراق كثورة 58 التي كانت مدعومه من المخابرات الامريكيه انذاك للسيطرة على سوق النفط العراقيه وخاصه ان النظام الملكي كان معروفا بالولاءالى بريطانيا فالصراع العالمي للتحكم بسوق النفط كان اليد الخفيه المحركه للاحداث في العراق من تعاقب الثورات حتى ثورة البعث في 68, وما اعقب ذلك من انقلاب البعث على الشركات النفطيه العامله في العراق انذاك واصدار قرار تاميم النفط العراقي في 72 , ان وسيله صدام لابتزاز المجتمع العالمي ليكون سيد المنطقه بلا منازع نتيجه تحكمه بأهم مصادر النفط العالمي وأتخاذ هذا كسلاح ليرهب به الغرب ودول المنطقه على حد سواء! كل هذا ادى الى اقرار العقوبات الاقتصاديه المريرة التي عانى منها الشعب العراقي دون حكومته التي كانت تهرب النفط لصالحها عن طريق ما يعرف بكوبونات النفط والتحايل على قرار النفط مقابل الغذاء بكل الطرق الممكنه, لننتهي الى قرار امريكا بالتعاون مع بريطانيا باتخاذ قرار الحرب لاحداث التغيير في العراق وازاحه الخادم المرتد (صدام)! ,في محاضرة للكاتب والباحث في الشأن النفطي العراقي
Greg Muttitt ومؤلف كتاب Greg Muttitt - Fuel on the Fire: Oil and Politics in Occupied Iraq
أشار وبوضوح الى ان النفط لم يكن السبب الوحيد ولكن الجوهري للاحتلال الامريكي للعراق في 2003 رغم كل المحاولات والتبريرات التي جائت بها الدول العظمى وعلى راسها امريكا وبريطانيا لاثبات عكس ذلك. فالنفط العراقي لعب دورا استراتيجيا في العراق لعدة اسباب ,اعمق بكثير من الفكرة الساذجه السائده بين عامه الناس ان الامريكان يقومون بسرقه النفط العراقي كما صورتهم الفضائيات او الصحف كالمحتل الاسباني الذي اكتشف العالم الجديد وهو يملاء سفنه بالثروات والذهب المسلوب ! كما اشار الباحث, ولكن الهدف اعمق من ذلك ,ان السيطرة على عقود النفط العراقي على المدى المتوسط والبعيد ايضا يعتبر دافعا مهما من قبل شركات (اكسون موبيل وشيل العالميتين) ولكن الهدف الاعم من هذا هو ايجاد بديل نفطي سهل التحكم به للتحكم بتقلب الاسعار العالميه والتي تسيطر عليها (اوبك) ورفع الانتاج العالمي لينتاسب مع سوق الاستهلاك العالميه التي شهدت تزايدا ملحوظا نتيجه انضمام الصين والهند الى الدول المتناميه اقتصاديا في العقدين الاخيرين مما ادى الى ازدياد الطلب العالمي للنفط قياسا الى المنتج منه فعليا ,واذا كان الاحتياطي العالمي في 1999 يساوي تقريبا 5 مليون برميل يوميا (حسب الباحث) فأن الاحتياطي انخفض الى 2 مليون برميل يوميل رغم ان الاستهلاك العالمي في ازدياد. وكون هذا الاحتياطي تتحكم به دول مثيرة للجدل( كأيران ) او طامحه للسلطه عن طريق التحكم بالمنطقه ككل مثل (السعوديه وقطر) واذا عرفنا ان 60% من الانتاج العالمي منحصر في منطقه الخليج العربي ضمن هذه الدول الخمس ومنها العراق فأن المخطط الاستراتيجي الامريكي يرى من مصلحه امريكا وهي المستهلك الاول للنفط عالميا,ان يكون العراق خيارها الافضل لوجود الحاجه الى التنميه والتطوير فيه من كل القطاعات مما يعكس الحاجه الى تبادل الخبرات الغربيه كوسيله للضغط وايضا لوجود خلافات سياسيه سببت صراع واضح فيه على السلطه حيث يتسابق كل طرف بشكل محموم لارضاء الشركات الكبرى عبر المغريات الكثيرة والوعود ,ومن اثار هذا الصراع الواضحه هو الخلاف على عقود النفط في كردستان حاليا وما جر هذا من صراع وازمه بين المركز والاقليم وصل الى حد المطالبه بسحب الثقه عن رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) مما ادى الى انعكاسات خطيرة على الشارع العراقي تمثلت بارتفاع سعر صرف العمله الصعبه وكساد واضح قارب ان يشل الكثير من مفاصل الحياة , انا متاكدة لو سُئل رجل الشارع العادي عن رايه لقال :نحن بلا النفط احسن حالا , على الاقل كنا ابتعدنا عن دائرة الصراع ,النفط لم يخدم يوما المواطن العراقي بل كان دائما عبء يثقل كاهله بالازمات والحروب المتتاليه برغم ان الكثيرين استبشروا خيرا بعد التغيير الا اننا لم نلمس من هذا الخير الا فتات تمثلت بزيادة رواتب الموظفين لترتفع الاسعار بعدها وبقيه شرائح المجتمع لازالت تعاني, بقي جيب المواطن فارغا وبيته بلا كهرباء بسبب التهجير , ولم يتمكن من تعويضه بدار اخرى ( ومنهم كاتبه هذه السطور)بسبب ارتفاع سعر العقار في المناطق المستقرة قياسا الى المناطق الساخنه, والتذبذب الشديد في الوضع الاقتصادي ,و بقيت شوارعه تطفح بمياه المجاري كل شتاء ومستشفياته بلا خدمات! و ...و والاسم (مواطن من بلد البترول)
المصادر: http://www2.lse.ac.uk/newsAndMedia/videoAndAudio/channels/publicLecturesAndEvents/player.aspx?id=1460
Greg Muttitt - Fuel on the Fire: Oil and Politics in Occupied Iraq








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال