الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جلد الجسد إلى جلد الذات... لوفاء عبد الرزاق

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2012 / 6 / 2
الادب والفن


حاولت أن أميز بين رائحة الماء والبترول.. فلم أستطع....وحاولت جاهدا أن أجد الشراكة بين نبرتها الشعرية وبين (عريان السيد خلف) فلم أستطع!!
حينها عاد بي الزورق الحزين محتضنا كورنيش العشار...عندها جلست مع الشاي وشط العرب ومجموعة وفاء عبد الرزاق..أدخل جسدي ...أدخلكم.
يبدو أن ناقوس الألم ناح...وأذن في بواكير الشباب... (حين تاه البلبل بحمرة التفاح) ..ولكن بعد أن حدث ..ما حدث اخذ الندم ينخر في صوت الذات جالدا صورة الجسد الذي لعب دور زليخة في قصة يوسف.
ومن قراءة بعض القصائد للشاعرة وفاء عبد الرزاق كانت سيكولوجيا الألم تظهر على النحو الأتي:
أولا: في قصيدة (كم كان غيبا) تحاور الذات نفسها (في منولوج داخلي) لتنعطف بها حيل الدفاع النفسي اللاشعوري وتحديدا (أحلام اليقظة) سرقت (الذات) من غربة ذلك الجسد ووحشة تلك الصورة، بعد أن كان كهل الرتابة يبعثر بثواني الزمن العابر، وكعادة أحلام اليقظة فإنها تصل بصاحبها إلى ذروة (الغاية النفسية) ولكنها سرعان ما تهوي إلى واد الواقع إلا أنها حققت ولو بقدير يسير فسحة من خفض لتوتر ذلك الجسد المتهرئ.
ثانيا: في قصيدة أربكني جذعك، يبقى الخطاب الشعري عند وفاء عبد الرزاق (مونولوجيا) موجه إلى ذلك الجسد المرتبك ولكن ثمة رؤية تحليلية سيكولوجية قد تأخذ مدى من الصحة... مفادها أن الخطاب أنطلق من نقطة واحدة بشعاعين وتقاطعا بنقطة واحدة ... وبتعبير أخر إن خطاب الشاعرة لجسده إنما هو لحظة اعتراف مشحونة بندم لما فات من (استكبار الصبا) على كل شواهد الرجولة التي تركت أثرا بأي شكل على ذلك الجسد


خزانتي لئيمة..كلما فتحتها ..أربكني جذعك
أربكتني الناصعات في دمي..صورك
ثمة قتيل فيه
ثمة توابيت شيعت وردا
ثم تعود في حالة من استنهاض الأمل (العقيم) بنبرة إيروسية واضحة
سأهرب مدججة بسجنك
أصارع جسدي
أننصب
أنت لها
توكل
حي عليها
كن الفاتح
المتفتح
الوقاد
المستوقد
ولكن تبقى حالة اضمحلال الأمل مرة أخرى ..لتعود رثائية (الجسد – الذكر)
فارغ إناءه
يتيماك مالح ماؤهما
تشققت سراويلهما
وفي قصيدة بانتظاري مرة أخرى، لا زالت الذات الشاعرة تتخذ من (المرآة) رمزا لها لتجعل منه مسرحا لسياطها، ففي هذه القصيدة تتضح خاصية نفسية جديدة وهي (جلد الذات)
إيتها اللئيمة لؤم مثلك
ففي مطلع القصيدة تتهم المرآة بإنها اختلست نظارة ذلك الجسد وهو إسقاط نفسي على المرأة في حين أنه واقع الأمر موجه الى الجسد الحقيقي لانه يظهر في تلك المرآة ، وتستمر المحادثة مع المرآة لإعادة ما تجرأت من سلب إيروسية ذلك الجسد...لقد أيقنت الذات الشاعرة في هذه اللحظة أن المرآة لم تظهر الوجه الحسن فقط ، لكنها على حين غفلة وجهت لها شفقا يأذن بأفول شمس الصبا،وهنا يستمر الحوار في الوقوف على أبرز تضاريس ذلك الجسد الذي (تعددت ندوبه) ....هنا أيقنت أنها كم كانت متغطرسة ولئيمة وأخذتها النرجسية بالإثم..حتى
نسجت(مرآتها) العنكبوت خيوطها الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202