الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة في ميزان الاعراف والتقاليد والعشائر ..

امنة محمد باقر

2012 / 6 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


" المرأة ما اكرمها الا كريم ... وما اهانها الا لئيم " ... الامام الصادق عليه السلام.

ما يهمني في موضوعة المرأة دائما هو " العزة " بمعنى ان المرأة يجب ان تكون معززة مكرمة في كافة المواقف التي تستدعي او لا تستدعي وجودها ... لهذا كان موضوع حقوق المرأة دائما من ضمن دائرة اهتمامي .. ونشرها على الانترنت وعلى رؤوس الملأ هو لغاية التوعية والتثقيف ، وانا انصح بها نفسي قبل غير.

لا ادعي ابدا ان عالمي الذي اعيش فيه هو العالم الذي يعيشه الاخرون! لكل منا رؤيته الكونية اولا ، وكوني اتصفح مئات الصفحات يوميا على الانترنت لايغير شيئا في معتقداتي وتقاليدي ...

وليس من الحكمة التمسك بكل عرف او بكل تقليد ، لطالما سخر القرآن من اولئك الذين يقلدون الاباء والاجداد على عمى ... لكن للعشائر العراقية بالتحديد قيم خاصة باحترام المرأة لاتجد نظيرها الا في الدول التي تحمي حقوق المرأة بل قد تتعداها .. ففي بلاد الاسلام مثلا تتعرض النساء لانواع مختلفة من سوء المعاملة في مجال العمل او على المستوى الاجتماعي عموما ، لا يوجد قانون مفعل واحد للتدخل في حماية شؤون النساء ، المرأة لايحميها سوى عشيرتها في بلادنا ، لأن القوانين غير مفعلة لحد الان لحماية النساء ، وقد تشمل قدرة القادة المحليين " رؤساء العشائر على سبيل المثال " في شؤون العنف المنزلي التي قد تشمل سيطرة اسرة بأكملها على امرأة غريبة ضعيفة بينهم اسمها الزوجة او " الكنة" ... الخ .. يتدخل قادة العشائر ايضا في حماية الموظفات ، المعلمات ... وللموضوع علاقة بمفهوم القيادة العمودية والقيادة الافقية ، فأن النساء وان كن يسهمن في صنع القرارات ، وقيادة مواقع مهمة في المجتمع ابتداءا بالاسرة ، لكن تسليم القيادة العمودية اي السلطة بيد الرجال يجعل من الصعب على اي امرأة ان تلعب دورا اكبر في تدبير امورها وحماية نفسها بسبب دورها في القيادة الافقية التي لا تأتي بالتعيين ولا بالمنصب بل تعتمد على المبادرة الشخصية ومهارات التواصل.

انني انتمي للطبقة الوسطى من جهة التعليم ، ولا انتمي لأحد من جهة المادة والنفوذ لأني لا اعترف اطلاقا بنظرية الطبقات الاجتماعية ، واستغني عمن شئت تكن اميره ، و ( الغنى في النفس والفقر فيها ، ان تجزت فقلما يجزيها ..) للأمام علي عليه السلام ... هذه كلها نظريات اسير عليها حياتي ...

واي امرأة في العالم تسعى الى شئ من السيطرة والنفوذ ورفع قيمة الذات ، ليس لأن المرأة قهرمانة بل لأنها ريحانة ، تتعرض للاظضهاد غالبا في عالم اليوم في شتى المواقف ، وتلاقي الشدائد والعسر والكلفة حين تشق طريقها ... في حياة ملؤها التحدي... والمثل العراقي يقول عن الرجل انه ينال كده " من حر وبرد " في حين ان المرأة اليوم تشق طريقها بذات الوسيلة ... " من حر وبرد " لا فرق.

وليست لي عداوة ضد احد من الرجال حين اشير الى مسائل محيرة في سلوك الرجال ... فالرجل هو صاحب اليد العليا في اي نزال ، او نزاع ، او حتى موقف بسيط " يريد ان يكون له الكأس المعلى " في الاعتذار في السماح ، في طلب العفو ، في طلب السلطة ، في طلب الرئاسة ، وحتى في موضوعة الكلام والنقاش .. لهذا اكره التندر الدائم حول كون المرأة كثيرة الكلام ، لأن العكس هو الصحيح ففي ابحاث علم الاجتماع اليوم ترى ان نسبة كبيرة تصل الى 90% من مقاطعات الكلام والثرثرة تبدر من الرجال ... وخاصة عندما تملك المرأة شيئا من المعرفة ، فالرجل دائما يخاف الغلبة !

ولأن موضوعي هو ليس الغالب ولا المغلوب ، فالمرأة في رأيي مغلوبة على امرها في مجتمعاتنا التي تدعي ان كل من امتلك الشارب واللحية هو كائن مطاع بمعنى الرجولة والرجال، والعنصر الثاني الذي لا يمتلكها هو كائن الخضوع والاستسلام اي المرأة والانوثة ... وما شاكلها من امور غير عقلائية لأنني وبحسابات عملية بسيطة تعود الى عملي في اكثر من مؤسسة حكومية وغير حكومية يبلغ كادرها من الرجال في حدود 100 الى 150 في كل مرة ارى ان المجتمع مخطأ بكل تأكيد ، لأنني ما رأيت رجالا بقدر ما رأيت وحوشا ... تماما كما وصفهم الدكتور علي الوردي يتشدقون بالمثل العليا وهم اخر من يطبقها ، وقد يسأل سائل : " من الممكن ان ينطبق الكلام على الاناث " .. جوابي هو : لا ...

لأن اكثر البحوث التي اجراها علي الوردي كانت تخصص قسما معينا للمرأة ، فهي يجب ان تكون صلبة يخشاها الرجال ، اي صورة المرأة المتحدية التي لا ينال منها احد ، وهذا مرجعه الى ان النساء مطالبات بحفظ قواعد واصول الشرف الذي لا يلتزم به الرجال عادة بل يتملصون منه بطرق شتى ، فالرجل الذي يريد ان يكون دون جوان في مجتمعنا يصل الى عدة نساء في وقت واحد بحجة الزواج مثلا ... وهذه من اقذر الاساليب التي يتوسل اليها الرجال في العراق للتقرب من النساء ، لأنها تنطوي على شخصية كاذبة فارغة اكثر منها اصيلة صادقة ، وهذا يتطلب مهارة اخرى يجب ان تتمتع بها النساء ، وهي اما ان تكون صيادة ماهرة ، او صلفة تكشفة الاعيبه !
صلب الموضوع ... ان العشائر في العراق غالبا ما تدعم موضوعة حقوق المرأة من ناحية توفير الحماية ، وللموضوع بالطبع استثناءات ، اقرأة فقه العشائر لتعرف كيف يجرم الاسلام بعض القوانين العشائرية التي تزوج المرأة بغير علمها او تستخدمها كـ " فصلية " الخ لكن هذه الناحية السلبية لا تدفع النواحي الايجابية الكثيرة التي يفترض ان تستغلها المرأة لصالحها ...

وتنضح الحكمة شعرا في اقوالهم ... وبهذه الابيات لاحد كبراء العشائر في مدينة العمارة اختم مقالي ... والاشارة للحليم ...

الليالي وية الردية جرش ذبن
وعلى الحرة العفيفة نغل ذبن
فحلة النحل هاكد رطب ذبن
ونثايا البرحي ما شالن وجية!

فحتى اشعارهم تفند اي ظلم صغير او كبير يحيف بالمرأة ، فالمتذوق للادب يعرف تماما مامعنى ان تجور الليالي وتجتمع مع الردى ، ثم تستهدف امرأة! هذه صورة فيها كثير من الحكمة ، والحض على الاحترام والحماية لمكانة المرأة.

فالعشيرة ، ككيان يحفظ ويحمي حقوق المرأة تحمي المرأة من ابتزاز الرجال واعتدائاتهم بلفظ او بقول .. الخ ... والرجل الذي يعتدي على امرأة ما بضرب او بغيره عقوبته شنيعة ، ولطالما قامت حروب في تأريخ العرب انفسهم حول احترام او احتقار المرأة ...

ولست من محبي الحروب ولا اريد ان تقوم حربا باسم امرأة ما ، لأنني من دعاة السلام ، ... ولكن في عشائرنا العراقية ما يستحق الاحترام ، كثير من الاحترام ، وكونك تغير مكان سكنك وتعيش في جهة من العالم تنبذ التقاليد ، تذكر بأن هنالك قوانين في العالم المتحضر كلها تقف مع المرأة.

في العمارة مثلا ... نسمع بالفريضة ، وهو رجل يزخر بالحكمة وتلجأ اليه كافة العشائر العراقية في حل مسائل شائكة جدا تتعلق بالتجاوز على الاعراف ، وفي المقابل تضم تلك العشائر نساء فصيحات طلقات الالسن ، يتمتعن بحكمة لا تقل عن كبير القوم ، ويمارسن دورا افقيا ، بمعنى ان الرجل قد يقود بحكم الاعراف والتقاليد ويتم تنصيبه ، لكن المرأة كبيرة السن او الحكيمة ، او اي امرأة بالغة عاقلة رشيدة ، غالبا ما يكون لها فصل الخطاب والطاعة اسوة بالرجال ... والحكمة التي يحملونها غالبا ماتنتج عن احتكاك بالواقع وبتجارب اجتماعية كثيرة رأوها وخبروها وفوض اليهم الناس امور حلها وعقده....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي