الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة في الموت

طالب الشطري

2012 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تشترك اللغات الفارسية والانكليزية والالمانية والاسبانية والايطالية والدانماركية والعربية في جذر الموت وتنضم اليها كما اتصور لغات اخرى فهو، فوت، ديت ،توت، مورته، مورت، موت ، في اللسان الاوروبي يبدو ان الاسم واحد مع اختلاف في اللفظ.
عزفت البشرية عن دراسة الموت لانها كرهته فيما اقبلت على دراسة علوم الحياة لانها احبتها.
يوجد اذا علماء في الحياة ولايوجد علماء في الموت وعليه نحن نعرف الكثير عن الحياة ولانعرف شيئا عن الموت.
الموت هو الثابت الوحيد الذي ليس له استثناءات في وجود المخلوقات الحية ، وبحكم الملاحظة فان جميع الاحياء تهرب من الموت وتحاول مقاومته وتظل متمسكة بالحياة الى نهاية قدرتها على المقاومة مايعني ان النبات والحيوان يدركان الموت مثل الانسان وحتى البشر الذين يعانون من علل عقلية يتساوون مع الاصحاء في التمسك بالحياة ورفض الموت.
لايوجد مخلوق حي يتقدم نحو الموت، الصراع كما نعلم من اجل البقاء وفي الحالات الاستثنائية كالانتحار او التضحية او محاولة التخلص من الحياة بسبب المرض فان التقدم نحو الموت يحدث مع الشعور بالمرارة ولاتقدم عليه النفس الا مكرهة.
لانعرف ان كانت المخلوقات تتفاوت في درجة حب الحياة وكره الموت ام انها تتساوى وحسب اعتقادي وهو غريب نوعا ما فان اشتراك جميع المخلوقات بكونها من الماء جعلها تاخذ طبيعته فجميع البشر مثلا يشعرون باهميتهم عند انفسهم ولايوجد بشر يعتقد بوضاعته امام الاخرين مهما كان التفاوت بدرجة السلم الاجتماعي كاننا امام اوان مستطرقة.

نعلم ان الاصلاح يتوجه لتغيير محيط الانسان وليس طبيعة الانسان، صحيح ان جيراننا هيجل لايقول بوجود طبيعة بشرية ثابتة وانا اقره على ذلك لكن اقول ايضا بوجود بصمة نفسية تولد مع الانسان لايمكن لاي قوة في الارض تبديلها.
اذا كنت ملكا او رئيسا او صاحب اموال او شخص تعتقد باهميتك لاي سبب كأن تكون تملك سيارة بورشة او قلعة ورايت شخصا يتصاغر امامك في سلوكه فانه في دواخله يشعر بالمساواة معك بل انه يعتقد في قرارة نفسه انك مخلوقا تافها خدمتك الظروف وحسب.
يقف الجدي مقابل الملك وهو يفكر في ذاته.
المخلوقات ملوك في بيوتها، السؤال هو عما اذا كان البشر تراودهم افكار حول تفوقهم على الالهة.
هواجس مثل هذه ربما راودت البعض وعبروا عنها بطرق ملتوية فتحدثوا عن اخطاء جيولوجية وفسلجية من قبيل قدرة البشر على الانحناء الى الامام دون الخلف وتصميم البروستات التي تتسبب بمشاكل للرجال ومرور احد الاعصاب فوق مفصل الذراع مايسبب صدمة كهربائية خفيفة لابد ان كثيرين خبروا حدوثها عندما يسحبون ايديهم الى الخارج بحركة خاطئة فتصطدم بجسم ما.


نحن نخلط بين الموت واعراض الموت ولان الاعراض مقرفة ومعيبة من قبيل تخشب الجسد وتبدل لونه ومن ثم تحلله فقد كرهنا الموت نفسه.
ماهو الموت؟
يفترق الدين والعلم في الجواب.
الدين يرى ان الموت هو نزع الروح من الجسد فيما يرى العلم ان الموت هو الاعراض ، توقف القلب تدمير المخ تحلل الجسد، اما الروح فلا يقول بها.
هل الموت مخيف؟
مشكلتنا مع الموت تكمن في ان ادواته قليلة الرومانسية لكن اذا قارنا بين الم ومعاناة نبتة تشق الارض لتخرج واخرى تذوي بسبب عدم ملائمة الظروف بما يضعها في دائرة الموت فان الالم قد يتساوى.
هناك قانون يحكم المخلوقات اسمه الرغبة بالحياة.
من الذي بث هذا الشعور بالمخلوقات الحية؟
بالطبع هذا القانون يتم تعطيله عندما يتم تشويه الارواح بسبب الالم نتيجة عوامل خارجية.
العمر من الثوابت.
من الذي حدد عمر المخلوقات ؟
هل يمكن كسر حاجز العمر عند المخلوقات الحية؟
هل يمكن تجاوز الموت في زمن ما؟
ربما يكون القران قد ارسل اشارة حول مدة عمر البشر في الظروف الطبيعية حيث وردت لفظة الموت 145 مرة ولعل الرقم مرتبط بالحد الاعلى للعمر.
يتحدث القران عن حلم يراود البشر لو يعمر الف سنة ويوحي الى مايقرب التصريح بان هذا الحلم ممكن التحقق لكنه لن يغير شيئا من قوانين المسائلة وتحمل نتائج الاخطاء.
نجد ايضا ان القران يتحدث عن محاولة البشر الهروب خارج كوكب الارض ويقول ببساطة شديدة اينما تكونوا ياتي بكم الله جميعا.
المليون والعقليون او رجال الدين والفلاسفة حاولوا على حد سواء ايجاد تخريجات تنظم علاقة الانسان بالموت لكن ايا منهم لم يقترب من السؤال الكبير.
ماهو الموت؟
مات مليارات البشر، لانملك سوى قصصا كثيرة رثة مصممة لارضاء الاحياء اجتماعيا حول ماهية الموت وحقيقة اللحظات الاخيرة.
توجد قصص تستحق الدراسة وافترض ان هناك من يحاول جمعها وتبويبها وحتى الاتصال باصحابها.
العائدون من الموت.
هل هناك بالفعل اموات عادوا الى الحياة؟

حتى الان القصص كلها دينية.
بالحق لاتوجد تجربة يمكن الامساك بها لموتى عادوا الى الحياة.
لذلك لانعرف ماهو الموت ولانعرف مالذي يجري بعد الموت.
كل مافكر فيه البشر ادركوا بعضه.
فكر ان يطير وفكر ان يسافر في السماوات وفكر ان يرى بعضه عبر المسافات وفكر ان يتحكم بالطبيعة وفكر ان لايموت.
هل سيحطم البشر حلقة الموت ويتمكنوا من الخلود؟
هناك حقيقة لايريد العلم الاقتراب منها ربما لانها ستجبره على الالتقاء مع خصمه الدين وهي ان الشعور الداخلي الذي تسميه الاديان الروح لاتهرم مع عمليات هدم الجسد بحكم العمر.
من الطفولة والصبا والشباب والكهولة والشيخوخة والهرم يظل شعور الانسان واحدا والذي يجبره على تغيير سلوكه هو القواعد الاجتماعية وحسب.
الروح ثابت مثل الماء قد تشوبه شوائب لكنه يعود الى طبيعته الخالصة كل مرة ، العلم لايريد القول بهذا ، ينظر الى المخلوقات الحية على انها مكائن مصممة لتعمل وحدها وتتوقف وحدها.
تم تفكيك الجسد ، وصل العلم الى الخارطة الجينية وهو بصدد الامساك بطريقة عمل الجهاز الاكثر تعقيدا المخ.
يلتقي علم التشريح مع علم دراسة الذرة في الحاجة الى افتراض وجود لايمكن الوصول اليه اسمه في الثاني جسيم الرب(هيغز) اما في الاول فقد سمته الاديان بالروح.
مصادم سيرن العملاق يحاول الوصول الى روح المادة (هيغز) وهو جسيم يفترض ان يعطي المادة في الكون كتلتها.
انظر الى الكون على انه غابة متشابكة من الارواح.
نظرة مثل هذه تفسد عليك لذة الشواء وتجعلك تمشي بحذر.
اهديك جملة، اي شخص يستخدم الطبيعة كشتيمة او ينجس المخلوقات او يفاضل بينها هو شخص اما انه سبق له ان قام بالقتل او انه على استعداد نفسي كي يقتل بدون اي تردد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah