الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمندائيون يحققون أحلامهم ، ولكن خارج وطنهم ألأم

علاء دهلة قمر

2012 / 6 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كان من المفترض أن أكتب هذه ألسطور قبل أيام ولكنني كنت مُتردداً خوفي أن لا اكون مُنحازاً في كتاباتي إلا أن ألأمور سارت على هذه الشاكلة دون قصدٍ ... فقد اعجبني ما ذكره سكرتير أللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ألسيد عصام شكري في ندوته التي نظمها ألحوار ألمتمدن يوم الجمعة الموافق الاول من حزيران من العام الجاري 2012 ... ولا اريد الخوض بما جاء بالحديث سوى ماقاله : ان اليسار هو قوى ألانسانية في المجتمع .. ولا يجب ان يكون في قاموسنا أي صيغة لقدسية ألافكار والمعتقدات أو ألأشخاص بل ألقدسية فقط للانسان .
هذه الكلمات الاخيرة أو هذان السطران ألاخيران من فحوى الندوة ولست بصدد التنويه عن الجانب السياسي والفكري ولكنني احسستُ بأنني مُرغماً ان يكون هذان السطران محور الموضوع الذي وددتُ كتابته هذه المرة ولذلك قُلتُ لا أريد ان اكون منحازاً ...تُرى اي شيءٍ ارقى من انسانية هذا الكائن العظيم ، الرقيق والمليء بالمشاعر وألأحاسيس ... وكم هو جميل ان يتمتع ويحس ألأنسان بانسانيته في بلده أولاً والذي تسود فيه روح المحبة وألألفة والتعايش السلمي لجميع مكوناته ... فما بالك والعراق هذه الارض التي تميزت بالتنوع العرقي والمذهبي والديني ... ولكن ومع مرارة ألألم الذي نشعر به كنا ومازلنا نعيشُ في بلدٍ ليس للانسان قيمة فيه .. وهذا ناتج عن تعاقب الحكام الفاسدين وغطرستهم والذين لايُريدون ان يتميز ألأنسان ويكون قدوة في مجاله .. أو للموروث ألأجتماعي السائد والسيء نتيجة النظرة الدينية الضيقة التي زرعها رجالات الدين المتشددين وتوارثها السيئون من عامة الناس ... فأصبح ثمن ألأنسان في ألعراق رصاصة أو ضربة سيف بأسم ألله أكبر أو مصير مجهول يقرره من يملك سلطة اعلى لمن يخالفه ألراي و و و و والقائمة تطول ان اردنا استبيانها .
لم يعد الشيء خافيا على الجميع ولا يحتاج الى تفسير بقدر المحافظة على تكتل اعضاء مجلس ألنواب أطال ألله في أعمارهم وزاد من محفزاتهم وخاصة لإولئك الذين يمثلون الاقليات لأنهم مازالوا محافظين على صمتهم على الرغم من حرارة جو العراق ... كما اننا لسنا بحاجة الى رقي ألأنسان في بلد النسيان بقدر حاجتنا الى الحرمان وقد نُجبر على التوقيع بالدم كي يبقى رئيس الوزراء في منصبه أو نوافق على زيادة مخصصات رئيس الجمهورية الذي يتردد بين المركز وألأقليم ... واعتقدُ ليس لدينا من العمر يكفي لنرى ان احدى نسوة العراق اصبحت رئيساً لجمهورية العراق أو قد يكون رئيس مجلس النواب أيزيدياً ... ومن يعرف قد يحدث ايضاً بقدرة قادر وتتفق المراجع الدينية على ان يكون وزير ألأوقاف القادم مسيحياً طبعا بعد ذوبان دواوين ألأوقاف .... عندها سوف لاتغيب شمس العراق يوماً كاملا كما هو في منتصف الصيف في دول الشمال .
وعودة للمندائيين الذين يحققون احلامهم ولكن خارج وطنهم فقد كان هذا عنواناً لمقالة كتبتها على موقع زهرة نيسان في شهر تشرين ألأول من عام 2008 حيث اقامت الجمعية المندائية في مدينة سيمريسهامن السويدية والتي تبعد 90 كم جنوب شرق مدينة مالمو ثالث اكبر مدن السويد أول معرض تعريفي بالديانة المندائية وموثقاً بالصور وألأفلام عن كل مايهم الشأن المندائي وبكل مناحي حياتهم مع متحف بسيط ضم اللباس المندائي الخاص بالطقوس الدينية (ألرستة) مع راية يوحنا المعمدان (ألدرفش) واواني فخارية ومخطوطات والسكين دولة وصولجان رجل الدين (ألمركنة) .
حضر المعرض عدداً كبيراً من المسؤلين والعاملين في الدوائر المرتبطة في بلدية المدينة اضافة الى جمع غفير من المثقفين والمهتمين بالدراسات والثقافات ألأخرى ومن اصولٍ متعددةٍ .. أما اجمل ماتميز به المعرض الذي إفتَتَحَتهُ رئيسة قسم العلاقات ألأجتماعية في البلدية وقالت : أصدقائي ألأعزاء هذا اليوم كبير ليس لكم ولي وللمدينة بل للسويد كلها .. حيث المجال مفتوح امامكم ان تقدموا تعريفا لديانتكم وثقافتكم وتُعرفوا ألأخرين بذلك ، حيث جمعتم ألأفكار وبلورتم الذكريات لكي تنقلوها من جيل لآخر وهذا هو الشيء الجميل لوجود ثقافات متعددة في السويد ولكونكم تركتم بلدكم ولكنكم إحتفظتم بتقاليد دينكم وثقافتكم ونطلب منكم المحافظة عليها .
حقا كانت كلمات جميلة ومؤثرة .. واضفت في مقالتي حينها عندما يعجز الانسان ان يقدم اعماله في بلده سيجد الباب مفتوحا له في البلد الذي يؤمن بالآخر كما هو وبحرية معتقده وثقافته ويقدم له يد العون ليبدع بما يريد تقديمه .
ألمندائيون يحققون احلامهم ولكن خارج وطنهم الام .. عند سقوط النظام السابق عام 2003 كان عمر الطفل آنذاك ست سنوات وفي الصف الاول ابتدائي باحدى مدارس بغداد .. إلا انه لم يستطع الاستمرار بالدراسة مع تلاميذ صفه لانهم ينعتونه وينادونه بكل ماورثوه من العبارات السيئة لا لشيء سوى لانه كان مندائياً ...ناهيك عن ألاسرة التعليمية التي كانت أبان عهد الطاغية ترتدي الزي الخاكي وحين ولى عصره أطلقوا لحاياهم وكل اصبح يتبع مرجعية ويقلد مرجعه والحزب الذي يتبعه ، فما كان من الطفل إلا الهروب من المدرسة والجلوس قرب النافذة المطلة على الشارع العام لمراقبة التلاميذ عند الذهاب والإياب من المدرسة .
وتمر السنون ويصبح هذا الطفل شاباً في وطن ألاغتراب ويكون شغله الشاغل هو مدرسته وحبه الذي لامثيل له لتعلم كل شيء ومافاته وحُرِمَ منه في وطنه ألأم الذي لم يتعلم فيه حتى لغته الام ... وينصب شغفه ونشاطه اللامحدود لحب العلم والمعرفة وألأهم من ذلك هو حبه للجميع من حوله صغاراً وكباراً ومن كل ألأجناس وألألوان ولم يسأله أحد من تلاميذ مدرسته عن دينه او معتقده ومن اين قدِم ... حتى جاء يوم الخامس من حزيران من هذا العام اي قبل بضعة ايام حيث إستلمت عائلة هذا الشاب رسالة تطلب وترجو منهم الحضور يوم السادس من حزيران حيث اليوم الوطني لمملكة السويد لتتفاجىء العائلة في اليوم التالي وسط الاحتفال الوطني وزحمة الحضور أن تطلب من الشاب ان يعتلي خشبة المسرح الجوال بعد احتضانه ولفه بالاعلام وبهجة الحضور ليُكَرَم بعد اختياره من قبل الجميع على انه الصديق الافضل للجميع والطالب المثالي في المدينة التي يعيش فيها ... حقاً رُبَ ضارةٍ نافعة ... فقد عوض عن كل مافقده خلال فترة طفولته وليودع والى الابد ظلم واضطهاد ابناء جلدته في وطنه ليكون التلميذ المثالي والذي يحبه كل من يلتقيه ولكن خارج وطنه ألأم .
ألمندائيون يحققون احلامهم ولكن خارج وطنهم ألأم .. فقد كان يوم السابع من حزيران من هذا العام ايضاً ... كان يوما تاريخيا في حياة ابناء الصابئة المندائية المتواجدين على ارض مملكة السويد حيث وبعد جهود مثمرة شارك فيها ابناء الديانة ومحبيهم فقد وقعت الحكومة السويدية على قرار ألأعتراف بالديانة المندائية رسمياً لتصبح الديانة الخامسة المسجلة رسميا بعد اليهودية والمسيحية والبوذية وألأسلامية . وقد جاء في برقية التهنئة لسكرتير وزير ألأديان والشئون ألأجتماعية السويدية مايلي : هنيئاً لكم أيها المندائيون ، الحكومة السويدية في اجتماعها بتاريخ السابع من حزيران عام 2012 وافقت على طلبكم كديانة رسمية تستحق الدعم والتحفيز وذلك بقرارها المرقم
S 2012 /398 / PBB
فان كانت هناك كلمة اخيرة تستحق القول هو كم تمنيت ان يحقق المندائيون او غيرهم من باقي مكونات الشعب العراقي احلامهم ولكن في وطنهم ألأم ... أما الطفل الذي تضمنته سطور هذا المقال فللحقيقة اقولها وبكل تواضع وفخر هو آخر العنقود ، أصغر أبنائي ،،،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك
ايار العراقي ( 2012 / 6 / 10 - 02:14 )
سيدي العيز اسعدني مقالك الجميل هذا واكثر ماافرحني هو تفوق ابنك الاصغر فالف مبروك
سيدي الفاضل ان اية ايدلوجية لاتحمل الشان الانساني في المقام الاول انما هي ايدلوجية محكومة بالفشل مسبقا الانسان هو القيمة الاعظم وهو محور الافكار والمشاريغ واي كلام خارج هذا التصور انما مجرد هراء
اكرر تهنئتي متمنيا لكم دوام التقدم


2 - سلاما ابن دهله و قمر
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 6 / 10 - 05:35 )
سلاما الى المنداء
ومن تعمد بالماء وانتسب
العدل في ميزانهم والضمير
والبساطة في طبعهم والذهب


3 - ألمندائيون يحققون أحلامهم ، ولكن خارج وطنهم أ
[email protected] ( 2012 / 6 / 14 - 11:19 )
هنئيا لااخر العنقود
لكل مندائي عانق تربة العراق عاش
وتكون من هذا التراب
شرب ماء دجله والفرات وتنغم بااحلى
القصائد والانام ارسل قصائدة عبر الاثير
وانتظر طويلا ليحصل المراد
في المهجر اكمل الحياة وتفوق بااغلى التسميات
ترنمت له الاماني وفتحت افاق الحياة
ارسل الحب والوفاق والامل في نفوس الاخوة والاصدقاء
ليس المهجر فقط اعترف بالمندائي بل رب الخلق والكائنات
اصطبغ بماء الفرات وشرب ماء دجلة والان في سيمر المهجرصار
تراقصت له الاحبة وتمالت مثل اغصات الاس وعطور القرنفلات
مبروك لكل شي



4 - ألمندائيون يحققون أحلامهم ، ولكن خارج وطنهم أ
[email protected] ( 2012 / 6 / 14 - 11:19 )
هنئيا لااخر العنقود
لكل مندائي عانق تربة العراق عاش
وتكون من هذا التراب
شرب ماء دجله والفرات وتنغم بااحلى
القصائد والانام ارسل قصائدة عبر الاثير
وانتظر طويلا ليحصل المراد
في المهجر اكمل الحياة وتفوق بااغلى التسميات
ترنمت له الاماني وفتحت افاق الحياة
ارسل الحب والوفاق والامل في نفوس الاخوة والاصدقاء
ليس المهجر فقط اعترف بالمندائي بل رب الخلق والكائنات
اصطبغ بماء الفرات وشرب ماء دجلة والان في سيمر المهجرصار
تراقصت له الاحبة وتمالت مثل اغصات الاس وعطور القرنفلات
مبروك لكل شي


اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح