الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


180 درجة إلى الوراء در

محيي هادي

2012 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتحدث الاسلامويون ، بمختلف أصنافهم و أجناسهم، عن أن حل المشاكل التي تواجه المجتمعات، التي خدرت بمفاهيم الاسلام، لا يتم إلا بأسلمة هذه المجتمعات. و كأن هذه المجتمعات لم يطبق عليها الاسلام و شريعته، منذ حوالي خمسة عشر قرنا و لهذا اليوم!! قسرا أو ابتزازا، بالرشوة أو سلما.

يصرخ بـ "الاسلام هو الحل" الاخوان المسلمون، و رفعوا له رايتهم منقوشا فيها صورة لقرآن، قرآنهم، و تحته سيفاً، سيفهم. و الاخوان المسلمون قد تكونوا مدعومين من قبل المخابرات البريطانية و هم اليوم مدعومين بدولارات البترول المسروق من شعب شبه الجزيرة العربية بواسطة اللصوص من آل سعود...
و لكن....!! هل تخلت عنهم في يوما مخابرات بريطانيا العظمى؟ و هل المخابرات الأمريكية لا تقدم لهم دعما اليوم؟

إنهم يتحدثون عن العودة إلى دولة الخلافة الاسلامية و هم بهذا يذكرونا بالدولة العثمانية البغيضة التي بها قضت الشعوب العربية أحكلك قرونها. أو بالدولة الأموية و العباسية حيث اغتصبت الشعوب و سبيت و حيث كان الخليفة الأخ يقتل أخاه أو ابنه أو أباه.
و هم اليوم يقولون بأنهم يريدون إنشاء الولايات العربية المتحدة و هم بهذا يحاولون تعريب الناس من ناحية و من ناحية أخرى، سهوا أو تعمدا، يطربون على أنغام و كلمات الولايات المتحدة......الأمريكية طبعا.

إن الاخوان بكافة أنواعهم، إذ لا يستطيع المرء أن يميز بين سلفييهم و وهابيهم ومجرمهم و يتحير في معرفة من هذا و من ذلك منهم. إن الواحد منهم يتغير كالحرباء و يبدل جلده ليأخذ هذا اللون أو ذلك. المهم له هو التطبع على الجو الذي يعيش فيه.
فتراهم اليوم يتحدثون عن حقوق الانسان و عن الديمقراطية و عن قضايا أخرى جميلة سيدنسوها بالتأكيد.
إنهم لم و لن يقدموا شيئا إلى الديمقراطية و حقوق الانسان إلا الكراهية و هم يعتبرونها عملا من عمل الشيطان استوردت من بلدان الكفر
ها هو التاريخ يذكرنا بأنهم مغتصبو حقوق الانسان و مضطهدوه و هم من بياعي أبناء الشعوب المستعمرة و نخاسي العبيد. إنهم يحلمون بالرجوع إلى اغتصاب الأوطان و الشعوب تماما مثلما قال أحد القادة المسلمين الذين احتلوا الاندلس مشجعا جنوده ليعبروا إليها حيث اللؤلؤ و المرجان و حيث يعشن بنات اليونان. و هكذا نراهم ليومنا الحاضر يمجدون استعباد الماضي لشعب الاندلس، فمثلا يتبجحون لليوم بأنه قد تم سبي أربعين ألف من الاندلسيين و تم سوقهم عبيدا إلى خليفتهم الأموي في دمشق.
.
لقد داسوا بأقدامهم كل الشعوب التي استعمروها و هم يواصلون بوقاحة النطق بكلمة الديمقراطية. إنهم لم يغتالوا الشعوب الغريبة بل أنهم يغتالون بعضهم البعض.

و ليس الاخوان المسلمون هم وحدهم من يرفع شعار :الاسلام هو الحل"، بل و أيضا يساندهم و يرفعه معهم اسلامويون ينتمون إلى طوائف أخرى غير الطائفة التي ينتمي إليها الاخوان. و على الرغم من اختلاف طوائفهم فإنهم يتفقون فيما بينهم، سرا أو علانية. و في رفعهم شعار "الاسلام هو الحل" يطلبون من الإنسان أن يوجه أنظاره و أفكاره إلى الوراء، إلى الماضي السحيق، إلى السابق، و يترك المستقبل و الحاضر أيضا.
إن قسما من هؤلاء، رغم تقيئهم لكلمة الديمقراطية، فإنهم يعتقدون اعتقادا جازما بأن الحكم لا يأتي إلا من الله، إلههم، و أن الله قد عين ولاة منذ بدء الخليقة. ولاة يخلف الابن أباه. و أن الحكم يجب أن يكون في أسرة واحدة لا غيرها اختارها إلههم له. و أن هؤلاء هم القائلون بأنه، دينيا، يجب أن يُعطى خمس أتعاب المسلمين إلى هذه الاسرة المختارة إلهيا و سماويا.

كتبت بأن الاسلامويين يريدون إرجاع المجتمعات، التي يعيشون على جروح أكبادها، إلى خمسة عشر قرنا إلى الوراء. و لكنني في الحقيقة قد أخطأت في تقدير هذا الرقم إذ أنهم يريدون إرجاع المجتمعات إلى ماضٍ خرافي أبعد، إلى أيام الأنبياء اليهود المزعومين. إن كتابات الاسلامويين تعتمد و تستند على ما كُتب في التوراة و التلموذ و ما قاله رجال الدين اليهودي السابقين.
و ليس هذا فقط بل أن هؤلاء المتأسلمين يجبرون النساء على التقنع بالنقاب، و النقاب و أشباهه هو تقنع يستخدمه المتطرفون من اليهود. و كذلك فإن التلموذ اليهودي يعطي السماح باغتصاب الطفلة ذات الثلاث سنوات و يوم واحد. و على نهج التلموذ تسير الفرق المختلفة من المسلمين إذ أنهم يشجعون أتباعهم على "تزويج" بناتهم في عمر الطفولة، و قبل أن يحيضن في بيوت آبائهم. هكذا ما كتبه، مثلا، المرجع الشيعي الأعلى الخوئي. إذ أنه و حسب اعتقادي قد حاول السير على طريق النبي الذي اقترن بعائشة و هي بعمر ست سنوات و دخل عليها بعمر تسع. إن النبي قد نط على زوجنه عائشة و هي في عمر لم تكن قد حاضت فيه بعد.
و لم يكتف المتدين بتحبيذ اغتصاب الطفلات بل أنه سمح للفحل بضرب النساء مستندا إلى كلمة كاتب القرآن : "اضربوهن".

و للعلم أن الخوئي المذكور هو والد خوئي آخر اغتاله مقتدى الصدر و مجموعة من عصابته.

يقولون إنه يجب على الإنسان أن يتشبث بالجذور الماضية و يتناسون بأن الشجرة لا تثمر بجذورها، بل لكي تثمر يجب أن تكون ذات ثمار و أن ترى أوراقها النور. و الدين يمنع الشمس، شمس العلم. الدين هو الديدن، هو العادة، هو العادة المعادية للعلم، وعادة الأديان التي نعرفها هي إيقاف عجلة التقدم للإنسان.

و إذا كان رجل الدين، أو المتدين، ينظر إلى الماضي و يربط أعماله و أفكاره مستندا إلى الماضي فإنه أيضا ينظر إلى المستقبل. و لكن أي مستقبل هذا الذي ينظر إليه؟؟ إنه ينظر إلى ما بعد الموت. و يسطر كلماته و خرافاته حول اللقاء، بعد الموت، بإله و سلف "صالح" و حور و ولدان مخلدين كأنهم لؤلؤ منثور. هذه هي النظرة المستقبلية الدينية التي يهذر بها المتدينون: نظرة ما بعد الموت.

إن الشعوب التي حكمت بعقلية الدين هي شعوب قد فرّغت من عقولها و من علمها. هكذا رأينا الشعوب الاوروبية في قرون ظلامها و نرى الشعوب الاسلامية في يومنا هذا.
إن كل شيء يحدث يقول عنه المتدينون بأنه من عمل الله و إنه حكمة من حكمه و يجب على هذه الشعوب أن تصمت و تغلق أفواهها إذ أن كل شيء بيد الله، أرادوا ذلك أو لا يريدونه. و هكذا فإن الشعوب التي طغى عليها حكم الدين هي شعوب جامدة خامدة، جاهلة متحجرة. و إذا ماتحركت يوما ما فإنها ستتحرك باسم الله مستعملة السيف لقهر ذاتها و لقهر الآخرين.

فهل تريد شعوبنا الاستدارة ماتة و ثمانون درجة إلى الوراء؟

محيي هادي – أسبانيا
12/06/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المفاخذة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 6 / 13 - 20:40 )
للمسلمين ان يفتخروا بمصطلح المفاخدة التي كان لنبيهم الفضل في ممارستها على الطفلة عائشة لمدة ثلاتة سنوات وهكذا عوض ان تلعب بلعب الاطفال كانت المسكينة تلعب باير النبي صلعم ولما بلغت التاسعة من عمرها لم يعد يفاخدها بل ادخله فيها ومن حق اتباعه ان يفعلوا نفس الشئ قدوة بالرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى لكنه هوىوهوت معه امته الى الحضيض ولن تقوم لها قائمة ما دام دين الاسلام قائم

اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah