الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُذراً أيّها السياسة !!!

عبد الرزاق السويراوي

2012 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة السياسية الحالية أشبه بسفينة تمخر عباب بحر هائج وعلى سطحها الشعب العراقي وكأنه إستسلم لقدرٍ بات يراه شبه محتوم , هو, أنْ لا بصيصَ أملٍ يُرتجى من وصول هذه السفينة لبرّ الأمان سالمة معافاة بأهلها .. وليس هذا التوصيف نوعا من التشائم بقدر ما هو حقيقة ماثلة للعيان ولعلّ الأخطر ما فيه أنّ بارقة الأمل لتحسن الأوضاع في الدورات الإنتخابية المقبلة سوف يكون ضعيفا جدا لسبب واضح هو هيمنة الكتل السياسية ذاتها بزعاماتها وساستها حيث النفوذ المالي والسياسي على الشارع العراقي وعلى المرافق المهمة في الدولة , بما يؤمّن لهذه الزعامات إزاحة الأصوات التي يمكن أن تشكّل رقما جديدا وفاعلا في معادلة الحراك السياسي المقبل ومجمل العملية السياسية .. الخروج من الأزمة وحلحلتها ليس معدوما فهو في حوزة ملفات هذه الكتل السياسية ولكنها أركنت هذه الملفات وإشتغلتْ على ملفات ساخنة بديلة ترتكز على الأنانية السياسية والمصالح الشخصية الضيقة كونها تتيح لهم البقاء لفترة أطول في الجلوس على الواجهة وبيدها أزمّة الإمور . في ضوء كل هذه التداعيات الخطيرة تبرز مجموعة مهمة من التساؤلات التي ما تنفك عن الذهنية العامة وأيضا لدى منْ تؤرقهم مصلحة العراق وشعبه , هذا البلد الغني / الفقير : منها إذا كانتْ قدرة السياسيين الحاليين متواضعة ولا تؤهّلهم للسير بالبلد نحو مستقبل يليق بهذا البلد العريق فكيف السبيل لإستبدال منْ هو بهذا المستوى من محدودية الأداء السياسي الناجح ؟؟ ونحن نعلم أنْ سلطة المال بيد الكثير منهم والتي ستحسم أمر صناديق الإقتراع الإنتخابي طالما أنّ شعبنا لم يصل بعد مستوى النضج في ثقافة الإنتخاب الذي يلبي الطموح المنشود ؟؟ أمّا إذا كان معظم الساسة مؤهلين لقيادة العملية السياسية ولكن إغراءات الكرسي والمناصب تحتل الأولوية في قاموسهم السياسي , بحيث جعلتهم على ما هم عليه الآن من تناحر وتقاطع خطير , فالمصيبة بالتأكيد هي أعظم .. ولكن مع كل ذلك هناك في فن السياسة ما يأتي أحيانا بكل جديد فيغيّر من موازين القوى السياسية ليبرز شرائح جديدة ربما هي في طور التبرعم داخل هذا الأتون من الأزمات فيعدّل من مسار العمل السياسي ويتساوق مع الطموحات العامة والمكبوتة في الذهنية العراقية .. ولا ننسى هنا دور الشعب ذاته في ذلك وايضا دور النخب الحقيقية التي هي الآن شبه مهمشة لكنها لم تستسلم كليا للواقع السياسي الحالي البائس والتي هي المُعوّل عليها في المستقبل القريب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي