الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر مرة اخرى في المحك.. وهذه المرة بين منح سلطة اعتقال المدنيين للشرطة العسكرية.. وبين بطلان مجلس الشعب وعدم شرعية قانون العزل

فيفا صندي

2012 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قضت المحكمة الدستورية العليا في جلستها التي عقدت الخميس، بعدم دستورية قانون مباشرة الحقوق السياسية "العزل السياسي"، ما يعني استمرار الفريق أحمد شفيق في السباق الرئاسي، بخوض جولة الإعادة المقرر لها يومي السبت والأحد القادمين.
وقد شكل قرار عدم العزل صدمة غير مبررة لدى الشعب المصري، فهو حكم قانوني ومتوقع. فكيف يكون قانون العزل السياسي غير دستوري.. وفي نفس الوقت نستغرب من قرار المحكمة الدستورية؟..

تواجه مصر ازمات سياسية وقانونية متلاحقة خلال المرحلة الانتقالية، متمثلة مرة في نتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الاول، ورفض الاحكام الصادرة في حق مبارك والعادلي ومعاونيه، الى الازمة القائمة بعد الحكم ببطلان البرلمان، والخلاف حول لجنة صياغة الدستور، والخلاف حول منح سلطة اعتقال المدنيين للشرطة العسكرية.
المصريون مرة اخرى امام امتحان عسير، والاولى ان يفكروا الأن وليس غدا في مستقبل مصر في ظل المعطيات الجديدة.. وان يفكر الشعب كيف يتخطى هذه الازمة، وكيف يتفادى، مرة اخرى، نتائج الصندوق الصادمة سواء في الانتخابات التشريعية او الرئاسية..

مصر تحتاج الان الى عقول تفكر في كيفية الاستفادة من الواقع الحالي، مهما كان مربكا وقاسيا، من اجل بناء مستقبل سياسي بميزان قوة متعادل يضمن للقوى الثورية حضور قوي ومشاركة فعالة في ادارة امور البلاد..
مصر تحتاج الى وعي ابنائها بعمق قضيتهم وبضعف نتائج ثورتهم التي لم تفرز للأن ايجابيات تذكر.. فيكفي التغني بأمجاد الثورة العظيمة، وتخدير العقول العائمة في الوهم.. كل واحد، شعبا ونخبة وسياسيين، يجب ان يقوم بدوره ويفكر بعقلنة ونضج في افعاله وردات افعاله واختياراته وقراراته، وان يفكر دون انانية في مصلحة البلد دون حسابات سياسية ضيقة ولا مصالح شخصية رخيصة ولا اندفاعات عاطفية لا تقدم ولا تؤخر شيئا..

لم يعد الوقت يكفي للتنديد والاستنكار والمطالبة بتظاهرات مليونيه. الوقت وقت فعل وعمل ووقت صفقات سياسية تعود بالخير على مستقبل مصر.. لا يهمنا من يحكم مصر.. المهم ان يحكمها بالقانون وتحت طائلة القانون وبمحاسبة القانون.. ولكي يطبق القانون ويحترم، يجب على الاقل ان يكون الشعب على علم ووعي وفهم لهذا القانون.
وربما تأخرنا كثيرا حتى ندرك معنى ان تكون مراجعة الدستور اولوية.. لكن قرار حل مجلس الشعب بعد محصلته الهزيلة طوال الاشهر الماضية هو من اهم ما جاء به القضاء والقانون، على ان تكون الخطوة القادمة هي تأسيس الدستور وتنزيله، واعادة الانتخابات التشريعية.

وبخصوص حيثيات قرار المحكمة الدستورية العليا بحل المجلس، فقد قالت إن قرار الحل لا يؤدي إلى إسقاط ما أقره مجلس الشعب من قوانين، وما اتخذه من إجراءات خلال الفترة السابقة، وحتى تاريخ نشر الحكم في الجريدة الرسمية تظل تلك القوانين والإجراءات صحيحة ونافذة، ما لم يتقرر إيقاف إلغائها أو تعديلها من الجهة المختصة دستوريا، بما يعني أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بات هو المسؤول عن التصرف في القوانين التي أصدرها مجلس الشعب خلال فترة انعقاده.
وبذلك فأن مسيرة الانتخابات الرئاسية سوف تستمر كما كان مقررا، وبعد يومين سوف تنطلق الجولة الثانية بين المرشحين مرسي وشفيق.. وآيا كانت نتيجة الصندوق فيجب القبول بها واحترام صوت الاغلبية.

لا يجب ان ننظر فقط الى نصف الكأس الفارغة، ونغلق اذهاننا وعقولنا على افكار مستوردة وجاهزة ومطلقة في اغلب الاحيان.. لنكتشف ان لدينا كل يوم مشكلة مع السلطة سواء كانت مجلس عسكري او مجلس الشعب او نتائج الصندوق، او احكام قضاء، او رئيس قادم.. نتحدث دائما باستغراب واستياء عما يجري في البلد.. والحقيقة ان الشعب له دور كبير في كل ما يحدث.. الشعب هو من رفع راية المجلس العسكري غداة الاطاحة بمبارك.. والشعب هو من انتخب الاخوان ومنحه الاغلبية في المجلس.. والشعب هو الذي طالب بانتقال السلطة الى المدنيين بدل ان يصر اولا على مراجعة الدستور.. والشعب هو الذي افرز شفيق ومرسي في نتائج الانتخابات..

الشعب بمواطنيه البسطاء، وقواه الثورية المتفرقة، ونخبه المشبوهة.. يتخبط في مكانه، والمجلس العسكري يراقب افكاره وحركاته وتخبطاته.. وانتج عنها ردات فعل في الصميم.. والان يجب ان تختلف موازين اللعبة، وعلى الشعب هذه المرة ان يعي لخطواته القادمة وان لا يوقع نفسه في خيارات ضيقة، وينتظر ان يخلصها منه المنقذ الخفي..

وهذه هي السياسة.. دهاء ومكر وحذر وترقب وصبر ووعي ودراسة.. فهل تتوفر هذه الصفات الان في شعب مصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جزائر ثانية
ابراهيم الصيد محمد ( 2012 / 6 / 14 - 23:44 )
ماحصل فى مصر من اعادة تكرير رموز النضام السابق واطلاق سراح المتهمين بقتل المتضاهرين ومن عدم شرعية العزل الدستورى وحل مجلس الشعب هى بوادر ماحصل فى الجزائر فى التسعينات إنقلاب العسكر على سلطة الشعب وقتل الناس وسيطرة الجينرالات على كل مقاليد الدولة الان مصر ذاهبة الى حرب شبيهة بالحرب التى حصلت فى الجزائر العسكر الان يخطط لحرب قذرة فى مصر اذا فاز الاخوان فى الانتخابات سينقلب العسكر عللى الاخوان ويقمع الشعب ويفرظ حالة الطوارئ وقد فاحت رورئح الانقلاب منذ ان برئ فلول النضام السابق ودعم شفيق من قبل العسكر والقادم حرب قذرة بدعم دول خارجية تريدحكم العسكر ان كل الدلائل والاشارت باتت تظهر الآن مصر ستكون جزائر ثانية هذا مايريده العسكرودول احنبية لا تريد رئيس منتخب من الشعب


2 - المواجهه باللا عنف واختيار مرسي
اسامه ( 2012 / 6 / 15 - 01:14 )
ايا كانت الاجراءات والاحكام والتلاعب كل ذلك وارد ولكن على الاخوان استيعاب التجربه وعدم الانجرار الى العنف عليهم الصبر والاستفاده من اخطائهم وعلى كل الشباب الحر منحهم الصوت لمرسي لانه كان عشيه الثوره في صف الثوار اما شفيق فقد كان في صف مبارك من السهل مقاومه مرسي والثوره عليه واسقاطه لكن من الصعب جدا الثوره على شفيق وخاصه وقد استوعب درس مبارك ومعه الداعمين له في الداخل والخارج سيعملون بكل قوه على منع اي تظاهره اوثوره اخرى ومنح العسكر صلاحيه الظبط القضائي الا مؤشر لما بعدها


3 - تصحيح خطأ لغوى
ريم ( 2012 / 6 / 15 - 03:16 )
تقال على المحك وليست فى المحك


4 - قوى الثورة المضادة أكثر تنظيما
يوسف غنيم ( 2012 / 6 / 15 - 05:27 )
من الواضح أن الثورة المضادة إستطاعت إستيعاب حالة الغليان الشعبي في مصر من خلال الخطوات التالية :-
تنحية مبارك من قبل الجيش الذي رفض تطبيق قراراته ، في تنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية لإعطاء الجيش دور أساسي في إستيعاب المتغيرات الناشئة بمصر ، هل تعتقدين أن طنطاوي يمتلك القدرة على العمل ضد أبرز أدوات الإدارة الأمريكية في المنطقة بشكل مستقل وكيف يمكننا تفسير تمسك الجيش بالسلطة إلى الأن ,بعد ذلك بدأ العمل لتلاتيب للإنتخابات التشريعية والرئاسية إنتخابات قبل وضع الدستور ألا يدعوا ذلك إلى الغرابة أن يقوم الجيش بوضع العربة أمام الحصان ومطالبة المجتمع بالتقدم نحو الديمقراطية .
بعد نتاج الإنتخابات الرئاسية بالجولة الأولى إتضح الحجم الحقيقي للإخوان المسلمين مما مهد الطريق أمام الجيش لإعادة ترتيب الساحة السياسية من خلال المحكمة الدستورية التي ألغت نتائج إنتخابات البرلملن وألغت قانون العزل السياسي مفسحة المجال أمام شفيق للفوز بالإنتخابات بمظلة ديمقراطية بعدها سيتم إجراء إنتخابات سياسية لن يحصد الإسلاميون ذات الأغلبية بذلك يتم خلق توازن ما بين طموح الإسلاميون بالوصول إلى السلطة التشريعية و

اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم