الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين النقد والحقد حقيقة

لقمان محمد

2012 / 6 / 15
القضية الكردية


مرة أخرى عفرين، مرة أخرى لجان الحماية الشعبية ومرة أخرى حربٌ اعلامية انترنتية. أحداثٌ مؤسفة جرت في بعض قرى عفرين بين اللجان الشعبية التابعة لpyd وبعض أعضاء حزب آزادي، على اثرها بدءت حملة هجومية على هذه اللجان وغزت المقالات المواقع الانترنتية. بعض المقالات كانت نقدية تفوح منها روح المسؤولية وتشير إلى الحساسية التاريخية للقضية الكردية وضرورة توحيد الصف الكردي وينتقدون بحسٍ أخوي، وهذه الأقلام تُرفع لها القبعات، أما بعض المقالات الأخرى تفوح منها رائحة الحقد وأصحابها يتحيزون الفرصة للتهجم على أعضاء وأفراد اللجان الشعبية ويرمون التهم يميناً ويساراً بحق pyd ويكنون لها الحقد ويتحركون بحسٍ عدائي تجاه هذا الحزب ومؤسساته، وهذه الأقلام لاتنفث سوى الضغينة وتزرع بذور النفاق بين الأخوة، وهؤلاء سوف يلعنهم التاريخ...
لكن مابين هذا النقد والحقد هناك حقيقة، أن من يقرأ المرحلة جيداً وصحيحاً سوف يترجم قرائته للواقع عملياً، ومن يعمل ويضحي قد يخطئ، لأن الميت فقط لايخطئ. ومن يخدم الشعب سوف يمثل الإرادة الشعبية وهذا مانراه ويلمسه المرء من حجم التظاهرات في الشارع الكردي وخاصة في منطقة عفرين...
عندما قاموا أطفال درعا بالكتابة على الحيطان عبارة " الشعب يريد إسقاط النظام " ويحطموا جدار الخوف، بالتالي كانوا يكتبون أحلامهم البريئة بغدٍ حر.هذه الأحلام التي تحولت إلى سيولٍ بشرية تسيل في شوارع سورية عامة وغرب كردستان خاصة لتجرف أمامها أركان النظام الشبيحي البعثي وكل الديكتاتوريات في المنطقة لترميهم في مزبلة التاريخ. لكن هؤلاء الأطفال لم يكونوا يعلمون بأن أحلامهم البريئة هذه ستتحول إلى سلعة تجارية تتصارع عليها القوى الأقليمية والدولية، وفي خضم هذا الصراع ستقوم هذه القوى بإنشاء شبكة علاقات مع التنظيمات والشخصيات في الداخل والخارج السوري (سواء أكان كردياً أم عربياً ) حسب أجنداتها ومصالحها. وهذا ما ظهر ويظهر بشكلٍ فاقع في ثورة الحرية والكرامة السورية وخاصة دور الدولة التركية وإيران الدولتان اللتان تحتلان أجزاءً من كردستان. وهذا الواقع يفرض على القوى الكردية في كردستان الغربية ومعهم القوى الكردستانية الأخرى أن يكون لهم أجندات ومصالح خاصة حسب مصالح الشعب الكردي في المنطقة، و التي تشهد إعادة بناء جغرافياً وأنظمةً.
والكل يرى ويعلم أن السبب الحقيقي للدور التركي في الثورة السورية هوشكل حل القضية الكردية في سورية المستقبل، فما خسرته تركية من تأثير ودور في عراق ما بعد صدام تريد أن تتلافاه في سورية مابعد الأسد، لهذا قامت باحتضان مؤتمرات تأسيس المجلس الوطني السوري وقيادات وأفراد الجيش الحر. هذا الجيش الذي يتعسكر على طرفي الحدود في منطقة إدلب وجبل الزاوية والطرف التركي هي حدود متاخمة جغرافياً لمنطقة عفرين ذات الطبيعة والجغرافية الجبلية والتي تعتبر ملائمة لحرب العصابات و تجمع القوات فيها. هذا جغرافياً وأمّا سياسياً فالكل يعلم بأن منطقة عفرين هي إحدى قلاع حركة التحرر الوطني الكردستاني و بالتالي pyd وحركة المجتمع الديمقراطي القوية بلا أدنى شك.
إذاً عفرين منطقة استراتيجية وقد أشار السيد عنايات ديكو في احدى مقالاته إلى الأهمية الأستراتيجة لهذه المنطقة، لذا وبعد زيارة صلاح بدرالدين لتركيا ومقابلته لقيادة الجيش الحر هناك ازداد وبشكل ملموس وواضح تهجمه على pyd وخاصة لجان الحماية الشعبية وذلك يظهر جلياً في أكثر مقالاته المنشورة على مواقع الانترنت وتهجم بعض الآخر من الأقلام أيضاً على هذه اللجان واستهدافها مباشرةً، ليس بفكرٍ نقدي بنّاء لتصحيح مسارها، بل بحسٍ عدائي حاقد وإلغائها.
هنا يطرح هذا السؤال نفسه بكل واقعية وجدية لماذا يرى أصحاب هذه الأقلام الحق في دخول الجيش الحر التابع للمجلس الوطني السوري ذا الأغلبية الأخوانية إلى منطقة عفرين ولا يروا هذا الحق للجان الحماية الشعبية التابعة لpyd ما هو السبب في ذلك؟!!!
لنترك الإجابة على هذا السؤال للشعب و سأتطرق إلى دور لجان الحماية الشعبية في مقالٍ آخر. مع كل أملي بأن تتوحد كل القوى و الأقلام في وجه ديكتاتورية الشبيحة الأسدية وتناضل وتكتب حسب أجندات ومصالح الشعوب في سورية حتى نتفادى المزيد من القتلى وإراقة الدم السوري الذي يتم المتاجرة به في الأسواق اإقليمية و العالمية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس


.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في




.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا