الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة الراشدة عثمان وعلي والفتنة الكبرى - سياسة بلوس ديني

رويدة سالم

2012 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة
قدمت في اجزاء سابقة رؤيتي فيما يتعلق بخلافة وشخصية ابو بكر وعمر بن الخطاب انطلاقا من شذرات متفرقة في النصوص الاسلامية المعتمدة عند السنة وسأتناول في هذا الجزء خلافة ودور كل من عثمان بن عفان وعلي ابن ابي طالب في التاريخ الاسلامي وفي التاريخ المغاير الذي توصلت اليه من قراءاتي لفترة حرجة في تكوين الدولة والفكر العقائدي الاسلامي والتي يعتبرها الكثيرون صدر الاسلام وأفضل فترات تاريخه على الاطلاق لأنها تمثل الفترة الراشدة التي عايش اصحابها محمدا النبي ونهلوا من معينه ودرسوا على يديه اصول دينهم.
لإن كانت خلافة ابو بكر وعمر واضحة المعالم نسبيا في المصادر الاسلامية فإن الفترة الراشدة الثانية من اغتيال عمر وتولي عثمان وما حدث اثناء فترة حكمه وبعده حتى تنازل الحسن بن عليّ على الخلافة لمعاوية وقيام الدولة الاموية تمثل مرحلة غامضة كثرت فيها الاحداث والانشقاقات في صفوف صحابة محمد من البدريين والأنصار والمهاجرين والأتباع وميلهم من جهة سياسية وعقائدية الى نقيضها كما كثرت في شرحها وتناولها ونقدها التعليلات والروايات حسب الاجندات الفكرية والسياسية لمن نقلها فتضاربت حولها الاخبار حد التناقض. هذا الخلط في الروايات سببته تداعيات سياسة عثمان ومقتله والفتنة الكبرى التي توجت تلك الاحداث لتظهر على اثرها فرق سياسية (السنة والخوارج والشيعة والرافضة) والتي وان اتخذت الرداء الديني ستارا لها مقدمة ما يدعم مواقفها من احاديث منسوبة للنبي إلا انها تنظمت وتسيست وتمذهبت وتعصبت لرؤاها وبدأ بذلك التمايز بادعاء ان كل منها هي الفرقة الناجية الوحيدة ومن سواها على ضلالة لينطلق صراع شرس كللته حروب ذهب ضحيتها ألاف من الناس بدون اي سبب ولا زال شرقنا السعيد يرزح تحت نيرها ويدفع ثمنا باهظا لها ماديا ومعنويا مذكيا تعصبا اعمى وكراهية وعداء لم يتوقفا على مدى التاريخ العربي الاسلامي بتحزب المسلمين لهذا المذهب او ذاك او هذه الفرقة او تلك وتكفيرهم لبعضهم الذي يصل حد تحليل الدم والاغتصاب رغم اصولهم العرقية الغير عربية المختلفة منصهرين في بوتقة الصراع القرشي معتنقين كعقيدة ثابتة انهم عرب الهوى والهوية عرقا وثقافة ولا يزالون يعيشون بذات الحدة على نغم الصراع الشرس بين البيت الاموي والبيت الهاشمي وما تولد عنهما من فرق..
هذا الصراع القرشي الاموي الهاشمي بدأ قبل الظهور المفترض لمحمد النبي بأجيال كثيرة سابقة استمر كامنا غالبا في حياته ليتوج حال رحيله بانقسام صحابته ثم من تبعهم من عامة الناس بين فريقين على طرفي نقيض تحكم تصادمهما العنيف المصالح السياسية اكثر من العقيدة تناولتهما في قضية تولي ابو بكر للخلافة ومن بعده عمر وما استجد في عهد كل منهما من صراع مع المناوئين لشرعية خلافتهما او للتجديد في المسائل العقيدية.
انطلاقا من كتب السير ظهرت بوادر الخلاف بين صحابة محمد خلال حياته في قضية حديث الإفك ممثلان في عليّ الذي ستتهمه عائشة أحد اهم عناصر الحزب المناوئ له في موقعة الجمل بالتستر على قتلة عثمان والذي قال:" يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ" البخاري- الشهادات2661 –) وثلة من الصحابة الموعودين بالجنة والذين ناصروه في اتهامه لعائشة (البخاري : "وقال عروة أيضا : لم يسم من أهل الإفك أيضا إلا حسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحمنة بنت جحش ، في ناس آخرين لا علم لي بهم ، غير أنهم عصبة ، كما قال الله تعالى ، وإن كبر ذلك يقال له : عبد الله بن أبي ابن سلول .") من جهة وأبو بكر وعمر وعثمان وأتباعهما بما في ذلك البيت الاموي الشامي من جهة ثانية.
تبلور هذا الصراع اكثر مع تولي ابو بكر الخلافة التي رفض القول بشرعيتها بنو هاشم من شيعة علي وبعض الانصار استنادا لحق الانصار في الحكم بما انهم دار الاسلام ومن ساهم في انتشاره ونصر رسوله ومن جانب علي قول محمد فيه "لما نزل بغدير خم، اللهم ! من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم ! وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب ! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة". وهو من الروايات المتواترة عند أبو شيبة وأحمد بن حنبل والحافظ الشيباني والحافظ الموصلي وابن جرير الطبري والدارقطني وغيرهم."
ونجد في كنز العمال اعتراف عمر نفسه بأحقية علي بالخلافة حين قال لابن عباس:"أما واللّه يا بنى عبد المطلب لقد كان على بن أبى طالب فيكم أولى بهذا الأمر منى ومن أبى بكر." وهو ما يذكره ايضا البيهقي في [ المحاسن والمساوي ] 1 ص 30 مبرزا ايمان بعض الناس بحق عليّ في الولاية " قال الشامي: يا بن عباس ؟ إن قومي جمعوا لي نفقة وأنا رسولهم إليك وأمينهم ولا يسعك أن تردني بغير حاجتي فإن القوم هالكون في أمر علي ففرج عنهم فرج الله عنك. فقال ابن عباس: يا أخا أهل الشام ؟ إن مثل علي في هذه الأمة في فضله وعلمه كمثل العبد الصالح الذي لقيه موسى عليه السلام - ثم ذكر حديث أم سلمة وفيه لعلي فضايل جمة - فقال الشامي يا بن عباس ملأت صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج الله عنك، أشهد أن عليا رضي الله عنه مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ."
وفي اعتقادي ما انكار ابو بكر لميراث فاطمة زوجة عليّ إلا بعض مظاهر هذا الصراع والخلافات على السيادة السياسة التي كللت بموته مسموما سواء من طرف يهود لم يرضهم عدله كما يحلوا لأغلب المسلمين القول مبررين كل خلاف او اغتيال سياسي بمؤامرة تحاك ضد تماسك الدولة ورجالاتها من العدو الازلي الذي يتربص بدينهم ( وسنرى انهم من يلقى عليه سبب كل اضطرابات وصراعات وحروب المسلمين اللاحقة)
او من طرف عمر كما يقول نجاح الطائي في كتاب ( اغتيال الخليفة أبي بكر) نقلا عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد- ان عبد الله بن عمر قال: إنهما اختلفا وان عمر قال: كان أبو بكر أعق، وهو أحسد قريش كلها. وانه قاله لابنه: أفي غفلة أنت من تقدم احيمق بني تيم علي وظلمه لي. وعن أبو اليقظان عن سلام بن أبي مطيع بأن أبا بكر سم فمات يوم الاثنين في آخره" ليستخلص ان من حل في منصبه بشورى صورية والمستفيد الأول من موته كان عمر بن الخطاب
او حسب المنطق انه أغتيل بعد ان قاد حربا توسعية في الحجاز خلقت له عداوات كثيرة بين اصحاب البلاد لصالح الامويين في الشام بجند ارسلوا له من الشام. هذه الحرب ذكرت فيما بعد في التراث الاسلامي على انها حروب الردة ويرويها حصرا سيف بن عمر الضبي التميمي المتشيع الذي يقول فيه حسين الراضي بطل الوضاعين وأشهر الزنادقة والكذابين في العصر الثاني الهجري.
ما يدعم رأيي هو لو اننا سلمنا برواية سيف واعتبرناها ردة عن اسلام قائم الذات، فالمصادر تذكر ان أهل الجزيرة واليمن وجميع القبائل حول المدينة وبعض من اهلها ومعهم المنافقون المتربصون بالاسلام قد تركوا الاسلام بعد موت محمد فكيف جمع ابو بكر أحد عشر لواء في يوم واحد ليحارب المرتدين ويعيدهم الى الاسلام ومن اين جاء الجند الذين حاربوا المرتدين وكيف طلب دعم اليمن في حين ان اهلها ارتدوا كلهم ومن حارب في اليمن وأعادها لحظيرة الاسلام ثم لماذا لا تذكر المصادر في قتلى اليمن سوى الاسود العنسي الذي قتل في انقلاب في القصر؟
لنخلص الى ان ابا بكر اغتيل من طرف بعض البرجوازية القرشية في المدينة التي تضررت مصالحها من جراء سياسة عمر ومن طرف من اطلق عليهم فيما بعد في المصادر الاسلامية الانصار وبقية قبائل الاعراب أصحاب الارض التي اغتصبت من اهلها لتشكل ما يسمى بالمدينة المنورة - الولاية التابعة للأمويين بعد توسعهم جنوبا - المعارضين للسلطة الاموية التي نصبت ابا بكر واليا بالقوة العسكرية كما دلت عليه حادثة السقيفة والانقسام العنيف بين مؤيد ورافض لولاية ابو بكر والتنابز الذي وقع فيها وبلغ حد التهديد بالقتل ثم اغتيال سعد بن عبادة - أحد "النقباء الاثني عشر"- والمعارض لشرعية خلافة كل من ابي بكر وعمر والذي ظل على رفضه لخلافة الرجلين حتى قتل غيلة في عهد عمر.
في هذا الباب وبالبحث في شذرات متفرقة من تاريخ علاقة الامويين بالأنصار انطلاقا من الكتب السنية الرسمية نجد ما يدعم ما يدعم ما تقدم. اولا أن الاخطل الشاعر العراقي النصراني (كهرطقة مسيحية على حساب تقسيم كنيسة القسطنطينية) عندما هجاهم وصفهم بأنهم يهود كانت هناك موافقة ضمنية على قوله من معاوية الذي لم ينزل عند طلبهم ولم يعاقبه لقوله فيهم بل ظل الاخطل شاعر القصر الاموي المبجل:
لعن الإله بني اليهود عصابة بالجزع بين جلاجل وصرار
قوم إذا هدر العصير رأيتهم حمرا عيونهم كجمـر النـار
ذهبت قريش بالمكارم والعلا واللؤم تحت عمائم الأنصـار
فذروا المعالي لستم من أهلها وخذوا مساحيكم بني النـجار
مما يعني انهم كانوا يهودا أذاهم ما وصفهم به من عيوب كاللؤم والعمل في الفلاحة وشرب الخمر حتى تحمر عيونهم لا قوله فيه انهم يهود.
ثانيا نعلم ان من بين الانصار يوجد فقط 70 من شيعة علي لنسأل ما تفسير عداء بقية الانصار لمعاوية اذا وتهربهم من ملاقاته او الاحتفاء به كما تفعل بقية الاقوام الخاضعة لخلافته بعد تفرق جمع الصحابة ومقتل عليّ لما نقرأ في معجم الطبراني الكبير [ 3861 ] ... عن أنس بن مالك ... قال قدم معاوية فأبطأت الأنصار عن تلقيه فلم يصنع بهم شيئا فقال أبو أيوب صدق الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم ستصيبكم أثرة فاصبروا حتى تلقوني قال معاوية فاصبروا إذن فقال أبو أيوب نصبر كما أمرنا والله لا نفيلكها." وابو ايوب هذا شارك في محاولة فتح القسطنطينية سنة 52 تحت لواء قائد الجيش الاموي يزيد ابن معاوية
وفي تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري - الحديث الحادي والعشرين- روى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد الرزاق أنا معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري – وهو ليس من شيعة علي- فقال معاوية تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما يمنعكم أن تلقوني قال لم يكن لنا دواب فقال معاوية فأين النواضح قال أبو قتادة عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ثم قال أبو قتادة إن رسول الله قال لنا ( إنكم ستلقون بعدي أثرة) قال معاوية فما أمركم قال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه فقال عبد الرحمن ابن حسان وهو ليس من شيعة علي ايضا حين بلغه ذلك :
ألا أبلغ معاوية بن حرب أمير الظالمين نثا كلامي
بأنا صابرون فمنظروكم إلى يوم القيامة والخصام
اضافة لقول معاوية لعلي بعد مقتل عثمان ان قريش الشام هم الحكام على الناس.

فيما لو سلمنا بما ورد في كتب التاريخ حول هذه الفترة من تاريخ الحجاز ومن الوجود الفعلي التاريخي لعليّ – نلاحظ ان جذوة الصراع على السلطة في المدينة خمدت في عهد عمر بفضل قوته السياسية التي تذكرها المصادر الاسلامية بدعم من الشام التي اتسعت رقعة المناطق الخاضعة لها ولأن القطبين المتنافسين وقع توافق بينهما حيث قام عمر بمنح عليّ (رمز المعارضة) صلاحيات الرجل الثاني في السلطة - نجد ذكر بعض التفاصيل في التاريخ الكبير للبخاري الذي يذكر أن علي نصح عمر بجعل يوم هجرة محمد وتركه لأرض الشرك تاريخا رسميا وثابتا وفي تاريخ الطبري انه نصحه في امر المسير الى نهاوند للحرب ضد الفرس وفي المنتظم (4/192) بأن عمر استخلفه على المدينة حين خرج إلى ماء صراء وعسكر فيه قبيل القادسية وحين نزل عمر بالجابية في غزوة أجنادين وأيضا حين حج بأزواج النبي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة. هذه العلاقة بين الحاكم ومستشاره الخاص تذكرها عائشة حسب ما ورد في الإمامة والرد على الرافضة للأصبهاني: ص-295- حين تقول:" وقد كان على يتابع عمر بن الخطاب، فيما يذهب إليه ويراه، مع كثرة استشارته عليًا، حتى قال على : يشاورني عمر في كذا، فرأيت كذا، ورأي هو كذا، فلم أر إلا متابعة عمر"—
ولبيان مدى قيمة عليّ وابنائه عند عمر يروي الحسين بن علي نقلا عن -الإصابة -1/133:" أن عمر قال لي ذات يوم: أي بنى لو جعلت تأتينا وتغشانا؟ فجئت يومًا وهو خال بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت فلقيني بعد، فقال: يا بنى لم أرك أتيتنا؟ قلت: جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن عمر رجع، فرجعت، فقال: أنت أحق بالإذن من عبد الله بن عمر،م إنما أنت في رءوسنا ما ترى: الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه. " كما يؤكدها ارسال عثمان لمعارضيه للشام ابو ذر الغفاري نموذجا.
وهنا نسأل أن كنا نعلم ان عمرا كان يلتقي بعماله مرة في السنة في موسم الحج وفقا لما قدمه الطبري 4/82 " حدثني عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء أنه قال: كتب عمر (رض) إلى عماله أن يوافوه بالموسم، فوافوه" فلماذا يخلوا بمعاوية وفيما يتكلمان حتى ان ابنه يمنع من حضور الاجتماع وماهي حقيقة العلاقة التي تجمعه بمعاوية وببني امية خاصة لما نعلم أن عمر لم يكن هو الذي ولى معاوية على دمشق، وإنما الذي ولاه أخوه يزيد بن أبي سفيان وذلك لما فتحت دمشق في عهد عمر "أمر عليها يزيد بن أبي سفيان ولما احتضر يزيد (مات بالطاعون سنة 18 ه‍) استعمل أخاه معاوية، فكأنه من غير أن يستشير عمر فأقره عمر على ذلك". -محمود أبو ريه: شيخ المضيرة-
و في سير الاعلام للذهبي "توفي يزيد في الطاعون سنة ثماني عشرة ولما احتضر ، استعمل أخاه معاوية على عمله ، فأقره عمر على ذلك احتراما ليزيد ، وتنفيذا لتوليته" لماذا احترم يزيدا وهو من أسلم بعد فتح مكة وممن الف الرسول قلبوهم بالمال والعطايا ولم يسمح لغير يزيد من قواده بتولية خليفة له ثم لماذا كان يعزلهم ويغيرهم في اقصى حد بعد سنتين في حين لم يطل الامر معاوية ولم يوجه له عمر ادنى نقد ان كان هو فعلا الخلفية ومعاوية مجرد وال كما تقدمه النصوص الاسلامية؟
لماذا حاسب عمر كل عماله واقتسم معهم مالهم ولم يفعل ذلك ولو لمرة واحدة مع معاوية ابن سفيان رغم انه لم يكن وال صالح وكان سكيرا مسرفا في البذخ كما يتضح ذلك في هذا النص للحاكم في مستدركه:" عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عن أبيه - أن عبادة بن الصامت أنكر على معاوية أشياء ثم قال له : لا أساكنك بأرض فرحل إلى المدينة ، فقال له عمر : ما أقدمك إلي ؟! لا يفتح الله أرضا لست فيها أنت وأمثالك ، فانصرف لا إمرة لمعاوية عليك؟
وفي سير أعلام النبلاء ج 2ص 9 -10 نقل الذهبي عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه : أن عبادة بن الصامت مرت عليه قطارة وهو بالشام تحمل الخمر فقال : ما هذه ، أزيت ؟ قيل : لا بل خمر يباع لفلان فأخذ شفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها ، وأبو هريرة إذ ذاك بالشام ، فأرسل فلان إلى أبي هريرة ، فقال : ألا تمسك عنا أخاك عبادة ، أما بالغدوات فيغدو إلى السوق يفسد على أهل الذمة متاجرهم ، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا وعيبنا." وفلان هذا هو معاوية.
ثم لماذا قتل الخلفاء الاربعة في حين لم يسجل في التاريخ الاسلامي ان الثورات الداخلية بلغت أحدا من حكام بني امية بدأ من يزيد ابن ابي سفيان ثم معاوية ثم يزيد ابن معاوية رغم فساده ومجونه ومن خلفهم على حكم المسلمين كما لم تسجل كتب التاريخ أن بقية الولاة وقواد الجيش في بقية الولايات الاسلامية قتل احدهم غدرا كما لم توجد فتن ولا عصبات نهب ولا قبائل متمردة في المستعمرات قتلت القائمين عليها او الجباة الذين ارهقوا كاهلها بالسبي والسلب والنهب؟
يبدو مما سبق ان عمر كمن سبقه وكعثمان اللاحق به في حكم الحجاز لم يكن سوى واليا للامويين ولمعاوية وان امر تولية خليفة له وان تم عبر الشورى الصورية والتي تطرح الكثير من التساؤلات حول مدى مصداقيتها وحسن نية من امر بها ومن حرك خيوطها الا انه كان مجهزا مسبقا من طرف عرب الشام الحكام الفعليين ومعروف النتائج.
الصراعات الداخلية في المدينة بين الخلفاء ومعارضيهم ظلت كامنة تبحث عن الانبثاق من جديد طيلة خلافة عمر وتوجت بمقتله ثم جاءت الخلافة العثمانية لتبرزها من جديد منذ عقد مجالس الشورى التي سلمت مقاليد الحكم لعثمان على حساب عليّ الذي قدم في خطبته ما يبرز ان الامر لم يكن سلميا كما يريد ان يوهمنا شارحي التاريخ الاسلامي ومدونوه.
لما طُلب من عمر اختيار خليفة له اقترح عليا وعثمان وطلحة وعبد الرحمان صهر عثمان والزبير وجعل ابنه عبد الله مراقبا ثم بعد وفاته اجتمع الستة وقدم كل منهم كلمته وهي في ملخصها تقدم اشفاقهم على الامة من الفرقة وموقف كل منهم من امر الخلافة ومن الاخرين المشاركين فيها.
تلخص موقف الزبير وسعد وطلحة (الذي كان غائبا وناب في الحديث عنه سعد) بالتسليم لعبد الرحمان بن عوف في حق الرأي كما أعفوا انفسهم وتنازلوا عن حق الخلافة أما عثمان وان اظهر التسليم لعبد الرحمان فهو لم يخرج نفسه من الامر في حين كانت كلمة عليّ متوجسة حذرة منذرة بما يمكن ان يؤول اليه الامر قائلا: "نحن أهــل بيت النبوة ، ومعدن الحكمة ، أمان لأهل الأرض ، ونجاة لمــــن طلب ، إن لنا حقّاً إن نُعطــــه أخذناه ، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل."
كما اشار الى ان اختيار عبد الرحمن بن عوف لعثمان لغاية في نفسه بقوله:" ليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل واللـه المستعان على ما تصفون . واللـه ما ولَّيته الأمر إلاّ ليردَّه عليك
" وهو ما حدث بالفعل ونجد التأكيد عليه في سير اعلام النبلاء ج1 ص88:" عن ابن وهب، حدثنا ابن لهيعة، عن يحيى بن سعيد، عن أبي عبيد ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه، عن جده أنّ عثمان اشتكى رُعافًا فدعا حُمْران، فقال: اكتب لعبد الرحمن العَهْدَ من بعدي، فكتبَ له، وانطلق حُمْران إلى عبد الرحمن، فقال: البُشرى! قال: وما ذاك؟ قال: إنّ عثمانَ قد كتب لك العهد من بعده. فقام بين القبر والمنبر، فدعا، فقال: اللّهم إنْ كان من تولية عثمان إياي هذا الأمر، فأمتني قبله. فلم يمكث إلّا ستة أشهر حتى قبضه الله."
لكن هذه الشورى المزعومة ان سلمنا انها حدثت فعلا لم تحترم القواعد التي وضعها عمر لأن ابن عوف لم يلتزم بتوجيهات عمر ووسع دائرة الشورى لتشمل الكثيرين من اتباع الامويين ورعاياهم الذين من الطبيعي ان ينتخبوا عثمانا الاموي على حساب عليّ الممثل الرسمي للمعارضة ولأنه لم يكن لابن عمر اي دور استشاري كما امر ابوه في الشورى ولا نفهم لماذا تم استبعاده ان لم يكن وجوده اصلا في مجلس الشورى تجميلا لها وبحثا عن مصداقية غائبة في حدث متخيل تمت كتابته بعد حوالي قرنين ونصف من تاريخ الاحداث الفعلي في فضاء جغرافي بعيد تماما من طرف رواة كالواقدي الاسلمي في بغداد (130هـ 207 هـ) وابن هشام البصري 218ه والطبري من طبرستان 224 هـ - 310هـ نقلا عن مصادر شفاهية تناقلت الاخبار عبر اجيال كثيرة.
الى جانب قرار عمر ذاته والذي نجد صداه في تاريخ اليعقوبي: 2 / 158 و 159: فقال والله يا ابن عباس "إن عليا ابن عمك لأحق الناس به، ولكن قريشا لا تحتمله، ولئن وليهم ليأخذنهم بمر الحق لا يجدون عنده رخصة; ولئن فعل لينكثن بيعته، ثم ليتحاربن. لنسأل ان كان يعلم ان عليا سيحارب"
الى جانب هذا الحديث الذي يؤكد ان عمر كان يعلم من سيكون خليفته في حكم المدينة مسبقا وقبل الشورى: "حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط ... فزادني وخط لي برجله فقلت يا أمير المؤمنين زدني فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل فقال حسبك وأختبيء عندك أن سيلي الأمر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكث خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضى فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته قالوا ولم يزل.. الطبقات الكبرى - ابن سعد 5/31
الم يكن عمر يعلم اذا ان ولاية عثمان من بعده ستكون اشد وطأة على المسلمين وستكون سببا في فرقة ابدية بين الاخوة في الدين بدء من اصحاب محمد الى بقية الاتباع في الحجاز وبقية الامصار المستعمرة ثم ألا نفهم من كلامه انه هو من اراد ان يبعده عن الخلافة لأنها ما كانت لترضي الطرف الاموي المسيطر على الساحة السياسية والمتحكم بها هذا ان لم نقبل بأن الفترة الراشدة برمتها ما هي إلا اضافة من طرف العباسيين المؤلفين الفعليين لكل التاريخ الاسلامي للانتقاص من اعدائهم الامويين عرب الشام المؤسسين الفعليين للحضارة الاسلامية حينما كان عرب العراق لا يزالون مشتيين لم ينتظموا بعد في هيئة سياسية وقيادية قادرة على حكم عموم العرب؟.

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحث رائع عزيزتى رويدة جدير بالدراسة
سامى لبيب ( 2012 / 6 / 17 - 00:33 )
دعينى أعرب عن تقديرى لما تقدميه من أبحاث عزيزتى رويدة فأنتى ناقدة وباحثة محترمة ترى الأمور برؤية موضوعية فلا تلهثين وراء فضح الأديان من خلال خرافاتها بل تتناوليها برؤيتها الحقيقية من خلال فعلها السياسى والتى جاءت أصله من أجله
عندما أقرأ مثل هذا البحث أقول هاهو الإسلام وهكذا يجب قراءته بدون تحميله فوق طاقته وما ليس فيه فنحن أمام مشروع سياسى لحمنا ودما بكل طموحاته وغاياته .. مشروع يصرخ فى وجهوهنا ليقول :فوقوا من غيبوبتكم فأنا مشروع واحلام سياسية تبحث عن التحقيق
قراءة التاريخ الإسلامى سنراه مقتصرا على المشروع السياسى الذى يأخذ كل الأبعاد فى تحقيقه من مؤامرات فجة وتحالفات وسلوكيات برجماتية تبغى تحقيق مصالح وسنجد ان الأباء الأوائل كانوا سياسيين من الدرجة الأولى ولم يقدموا لنا فقه ورؤية وفلسفة لاهوتية بل قدموا سياسات تتعامل مع الواقع بصراع ومصالح وتعرف كيف تؤكل الكتف
ركزتى على شخصيات فى بحثك لأرى أن وجود معاوية على مسرح الأحداث بما يمثله من نهج وسلوك يبين لنا بالفعل أننا لسنا أمام منهج دينى بقدر هى سياسة برجماتية فجة
تحياتى ومودتى


2 - الأستاذة رويدة سالم المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 6 / 17 - 09:48 )
من كل مقالك المحكم والدقيق لم أقف عزيزتي إلا أمام هذه العبارة البليغة التي تختصر كل تاريخنا المزيف ، العبارة هي
لكن هذه الشورى المزعومة
حتماً تضحكين ، أني من كل هذا المقال لم أجد غيرها ؟
لا طبعاً، هناك الكثير مما يمكن أن أتوقف عنده ، لكن كلما أردت التوقف وجدت أن هذه العبارة تلاحقني ، لقد أصبحت منذ فترة لا تفارقني وأنا أعيد قراءة التاريخ معك بعيون ناقدة علمية تستخرج المعلومة من بطون كتبهم كما تستخرجين الشعرة من العجينة
تاريخنا خبيصة
لكنه بين يديك يتحوّل إلى صفحة ملساء وأنت تفرزين الأخبار من شلة معقدة فتنفرد المعلومة أمام القارئ ليجد نفسه يسأل : وأين الشورى المزعومة؟
وأين ذهب الدين ؟ والإخوة ؟ وما كل هذا الاقتتال ؟ والدسائس والمؤامرات ؟والكذب ؟ الفتنة منذ اللحظة الأولى بدأت ، وكنت قادرة بسلسلتك هذه على وضعنا في البيئة الصحيحة التي كانوا فيها
جهدك جهد المعلم الخبير ، أهنئك أيتها الكاتبة الكبيرة وأنا أنتظر الحلقات القادمة وأقرأ ما تطرحينه بمتعة
كيف لا ؟ تاريخ أحلى من ألف ليلة ، تاريخ حقائق لا أوهام وخزعبلات ،
تقبلي تحياتي الصادقة وإعجابي بمقدرتك ولك الاحترام


3 - اقدرك واقدر مجهوداتك
ميس اومازيغ ( 2012 / 6 / 17 - 10:38 )
رودة سالم العزيزة تقبلي تحياتي/ دراسة نقدية تفصح عن ذكاء ثاقب لصاحبتها كما تفصح عن قدرتها على الصبر وتحمل مشاق البحث في المصادر للأستدلال بقصد الأقناع فشكرا يا فارسة التنوير واتمنى المزيد من العطاء لأن حاجتنا لأمثالك بنفس درجة حاجتنا للخروج من الكهف المظلم الذي زج بنا فيه من قبل مستخدمي الخرافة الدينية لأستغلالنا وسلبنا انسانيتنا.
ⵜⴰⵏⵎⵎⵉⵔⵜ شكرا


4 - الاستاذه رويده
عبد الحكيم عثمان ( 2012 / 6 / 17 - 14:03 )
اثمن جهدك الجبار والرائع وجرأتك بتناول مرحله شائكه من مراحل المسلمين واتوجه اليك بسؤال طالما اشكل علي ولم اجد له اجابه لماذا معاويه ربط مبايعته لعلى عليه السلام بالخلافه والسير تحت رايته اذا اقتص من قتلة عثمان
هل كان متيقنا من ان الامام علي عليه السلام لن يستطيع ذالك واذا كان متيقنا من ذالك من اين اتاه اليقين وماهي الاسباب التي حالت دون تطبيق القصاص وكلنا يعلم ان الامام على عليه السلام كان من احرص الناس على تطبيق العدل اتمنى ان اجد عندك الاجابه الشافيه وشكرا لك مع فائق التقدير والاحترام


5 - الى عبد الحكيم عثان
قحطان الشمري ( 2012 / 6 / 17 - 20:36 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لمعاوية عينا له وهو مروان بن الكم وهو المقرب اليه ولم يحجبه أحد عن الخليفة عثمان الا تسألون اين أختفى مروان بن الحكم والخليفة في امس الحاجة اليه في ساعة الشدة؟؟ ولماذا تجاهل معاوية بن ابي سفيان عن نجدته وهو يملك جيشا يفوق المحاصرين ونداء الاستغاثة من الخليفة عثمان كان يستطيع انقاذه لو اراد معاوية لماذا لم نجده؟ علما ان الخليفة قتل بعد ان مضى علب النجده اكثر من شهر؟ وحين عاتبته ابنة الخليفة على عدم نجدة ابيها فأجابها الا تحبين أن تكوني اختا للخليفة يعني خلافته؟فاسكتها...ولماذا سكت معاوية عن القصاص والتحقيق في أغتيال الخليفة عثمان..يرى كثير من الباحثين المحادين ان معاوية كان وراء اغتيال عمر بن الخطاب بالرغم من تولية الشام وهو الرأس المدبر لاغتيال كل من عثمان وعلي وما ابو لؤلؤة او المجهولالذي ذبح عثمان أو إبن ملجم المرادي ليسوا سوى دوات استخدمعهم معاوية؟؟؟استعجالا للخلافة


6 - أستاذي سامي لبيب الف تحية وتقدير
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 17 - 21:02 )
شكرا لك استاذي فلعدمك وتشجيعك يعود كل الفضل في كل كلمة اكتبها
لن انسى ابدا انك من دفعني بكل عناء لخوض هذه التجربة بحثا عن اجابات لاسئلة كانت تحيرني
انه بحث شاق استاذي لأن المعلومات محدودة واحيانا معدومة وعلينا ان نبحث عن بعض الحقيقة بين السطور القليلة المتوفرة لنا
اتمنى ان اوفق الى تقديم رائي بشكلل مقنع وموثق
لك كل الاحترام والمودة


7 - انها مصالح الحكام المهوسين بالكراسي ليندا
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 17 - 21:16 )
صديقتي العزيزة ليندا المحترمة شكرا على التقريض
عزيزتي التاريخ كتبه المنتصرون بعد ان أرسوا دعائم ملكهم ووضعوا فيه رؤاهم واجنداتهم الفكرية بما يخدم دوام سلطانهم ثم مرروهم لشعوبهم كحقائق ثابتة لا تقبل الجدال
اليوم وبعد توفر المعلومة اعتقد انه من واجبنا الانساني البحث عن بعض الحقيقة لا كلها لأن المصادر شحيحة والبحث الاركيلوجي ممنوع في سبيل دوام كراسي حماة الوهابية الذين يناقضون دينهم الذي يقول ان لا ملك في الاسلام بل خلافة تنبع من شورى بين المسلمين لكنهم يهملون كل ما يهدد ثبات سلطانهم ويزرعون فتنة قاتلة بين عموم الناس الخاضعة لهم بخلق عدوات بين اهل الدين الواحد ودعوات تكفيرية تبيح الدم والعرض
العراق وسوريا ابلغ شاهد على هذا الصراع الشرس بين مصالح الحاكم التيولوجي المطلق في الللوبي البترولي والولي الفقيه في ايران وواجبهم نحو حق شعوبهم في تقرير المصير
مادام حكمهم بمأمن فالتذهب الشعوب الى الجحيم والتغرق في الاسطورة وهل يجب ان ندخل البيت بالقدم اليمنى او اليسرى وهل على الزوجة ان تتعرى امام زوجها او تبقى بحجابها

لك خالص مودتي صديقتي الغالية


8 - ازول ميس اومازيغ و tanmmirt على ثقتك بي
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 17 - 21:39 )

استاذي الفاضل انا مثلك تماما احاول فهم تاريخنا لا كما قدموه لنا بل كما كان عليه مع علمي القطعي انه من الصعب جدا الجزم بان ما يمكن ان نصل اليه هو الحقيقة الكاملة
اعتقد ايضا ان العمل مهما كان شاقا لا يضاهي ابدا ذل ان نعيش مكبلين بما سطروه لنا اسرى الماضي نجتر انتصاراته في عصر الهزائم
خالص احترامي استاذي
tanmmirt


9 - سادتي عبد الحكيم عثمان وقحطان الشمري الافاضل
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 17 - 21:54 )
شكرا لمروركما
كما تفضل الاستاذ قحطان بالشرح معاوية هو من كان يتلاعب بخيوط كل المؤامرة السياسية
بل اعتقد ان قادة المدينة على التوالي كان هو ومن قبله يزيد بن سفيان اخوه من وضعهم ولاة على الحجاز
ثم انا لا اعتقد ان علي ابن ابي طالب وجد حقيقة تاريخيا كما قدمته لنا المصادر الاسلامية بل اعتقد انه اسم لاحد ابطال مقاومة اهل المدينة للتوسع الاستعماري الشامي منح فيما بعد، بعد حوالي 250 سنة وجودا في الميتاتريخ من طرف العباسيين الباحثين عن شرعية حكم ضد اعدائهم الامويين لابراز ان الاحق بحكم المسلمين بما انهم أهله فجعلوه يختزل الحق والعدل والامامة والدين في مقابل نفاق الامويين واغتصابهم للشرعية الدينية لدين تثبت بعد الشذرات التاريخية انه لم يتكون بعد بشكله الذي نعرفه
لكما خالص احترامي وتقديري


10 - ليس هناك خيرٌ في كل العالم حُمل على سيف
الحكيم البابلي ( 2012 / 6 / 17 - 23:58 )
العزيزة رويدة
مقال فيه أتعاب كثيرة ملحوظة تُشكرين عليها
يقول د. علي الوردي في كتابه ( وعاظ السلاطين ص 34 ) : (( إن طبيعة الحرب تحتاج في كثير من الأحيان إلى صفات بعيدة عن روح التقوى والتدين ، فهي تحتاج إلى قسوة وتعسف وإرهاب ، وهي تؤدي ايضاً إلى نهب وتغطرس وإستعباد
والمتدين إذا أصبح محارباً فلا بد أن يأتي عليه يوم يخرج فيه عن طبيعته الدينية وينجرف بتيار الترف والإستعباد والتعالي الذي تحتمه طبيعة الحرب والفتح ( وحتماً كان يقصد الغزو ) . إنها مشكلة نفسية وإجتماعية كبرى ، وقد عانى المسلمون منها عناءً كبيراً )) إنتهى
من هنا سيدتي رويدة نفهم أن محمداً وكل من كان حوله من أتباع فشلوا تماماً في فرض أنفسهم على أنهم يمثلون ديناً سماوياً من لدن الله ، وحتى لو إفترضنا وجود الله !، فكيف يُمكن لأي رجل أرضي أزهق نفساً بسيفه أن يدعي أنه قريبٌ من الله ؟ ولهذا نرى أن كل ما نادى به محمداًُ من -خير- حسب رأيه !، قد سقط حتى قبل نهاية محمد نفسه ، وكلنا يعلم أن الخير لا يأتي محمولاً على سيف أو رمح !، وأن -حبل الكذب قصير- . مع أجمل تحياتي


11 - سيدتي رويده سيدي قحطان
عبد الحكيم عثمان ( 2012 / 6 / 18 - 08:47 )
هل اجبتما عن تسائلي/معاويه كان كما ذكرتما ولكن لو نفذ الامام علي عليه السلام القصاص واقتص من قتلة عثمان هل ستكون حجه لمعاويه وهل حدثت حرب صفين وحرب الجمل/واعلم علم اليقين ان معاويه اتخذ من قصة المطالبه بدم عثمان للوصول الى الخلافه الم يكن بمقدور الامام عليه السلام تنفيذ القصاص وحسم الامر هذا هو فحوى سؤالي ولم تجيبا عليه وشكرا لكما


12 - تعقيب الى الى العزيزة رويدة
ميس اومازيغ ( 2012 / 6 / 18 - 22:19 )
العزيزة رويدة سالم تقبلي تحياتي/عزيزتي شكرا على ردك /حقا من الصعب... لكن ليس من المستحيل. اتعلمين لماذا؟ لأن الدراسة العقلانية لا يمكن الا ان تكون مقبولة متى كان المخاطب عقلانيا مؤمنا بان العقل هو الحكم. عزيزتي لقد قلت لك باننا في حاجة لأمثالك...لأنني ادركت ان امثالك هم الوحيدين القادرين على ايقاض ابناء جلدتنا الملعوب بهم وانا على يقين انكم قادرين على ذلك لأننا ابناء مازغ عقلانيين وفلسفتنا في الحياة كما تعلمين نعمل وفق مستطاعنا من اجل الأنسان نعم اخانا الأنسان ولا ندعي اننا نفعل نفاقا وتملقا بل فعلا وعمليا غير منتضرين لا جزاء ولا شكورا و ان اتينا فعلا ما تابعنا راي غيرنا فيه لمعرفة الراي الأخر حتى ان ادركنا صحة راي غيرنا تبنيناه ولا حرج انه العقل.تابعي تابعي طريق التنويرايتها الزمردة الناذرة.
ثانميرث


13 - استاذي الفاضل الحكيم البابلي
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 21 - 20:25 )
شكرا للاضافة التي تقدمت بها
الدين كتجربة روحية حاجة انسانية ملحة لكن استغلالها في العمل السياسي يفقدها كل نبل وسمو في القيم والمبادئ لتتغلب المصلحة السياسية وتصبح هي المحرك للتجربة الدينية والمقولب لها حسب مصالح السلطان واجنداته
وان سلمنا بالوجود الفترض لمحمد كنبي فان ما دون فيما بعد في العصر العباسي بعيد كل البعد عن النبوة والحياة الروحية للفكرة الدينية لأنه تسجيل واقعي للسيسة لما تتلحف بالمقدس وتستغله الى حد الانهاك

مع خالص احترامي سيدي


14 - لا قيمة للو في دراسة التاريخ استاذي عثمان
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 21 - 20:32 )
اذكر استاذي الفاضل اني لما كنت بالمعهد سالت استاذي لو ان حنبعل لم يخسر الحرب في روما فكيف كان سيكون التاريخ فأجابني ان لا مجال للو في التاريخ نحن ازاء وقائع مدونة ورغم اننا لا نعلم ان كانت دقيقة كما يجب فهي التاريخ الذي يجب ان نتعامل معه وندرسه كما هو وان نبحث في ثناياه عن الانسان وعن تطوره الفكري
لو كان عليّ قادر على تقديم قتلة عثمان للمحاكمة والاقتصاص منهم ماكان معاوية ليسمح له باستلام السلطة لأن المعركة هنا ليست بين عليّ كقائد للمعارضة او لعرب العراق بل بين سلطة عرب الشام ومستعمراتها المنتفضة ضدها في فترة تاريخية لم ينتظم فيها عرب العراق بعد في قوة سياسية ذات اسس فكرية قابلة لتجيش الناس ودفعهم للدفاع عنها

خالص احترامي سيدي الفاضل


15 - استاذي الفاضل ميس اومازيغ
رويدة سالم ( 2012 / 6 / 21 - 20:37 )
جزيل الشكر على ثقتك بي استاذي ميس اومازيغ
نحن بحاجة لاعادة قراءة التاريخ لا لمحاسبة الماضي فهي من دون اي جدوى لكن لنتصالح مع ذاتنا ونكبح جماح التعصب والشوفينية
ليءمن كل انسان بما شاء من قناعات ومن حقائق يراها ثابتة لكن على الكل ان يؤمن قبل كل شيء أن أوطاننا ملك لنا جميعا مهما اختلفنا
دمت بكل ود

اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah