الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات مصحح مادة الفلسفة

المامون حساين

2012 / 6 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


سأصدقكم القول…فلحد الآن لا أعرف بالضبط ما الذي سأحدثكم في هده اليوميات… إنها سقطت علي من أعلى، ولا غرابة في الأمر، إنه زمن السقوط بالمظلات. الأفكار تتساقط… والأوراق تتساقط، والإنسان فينا “يسقط” نحو القعر العميق!
ولا أعرف كيف أبدأ كلامي… كل هذا الصمت من حولي، كل هذا الشتات من أوراق التصحيح.. إنشاءات شتى تتراقص أمامي في أساليبها ومواضيعها، تبدو متشابهة.. فالفداحة قاسمها المشترك !
مواضيع قرأتها فعلا وأخرى اقتربت منها عن طريق زميل عزيز… سؤال الموضوع الإنشائي الفلسفي أو سؤال الكتابة.. وكافة أسئلة القلق الوجودي في الزمان والمكان.. كلها تندغم في وعاء واحد. لتندلق من قمع (بكسر القاف وليس بفتحها) على بياض مستفز للغاية.
لهذا قررت أن أسافر معكم نحو أعماق بعض انتجاتات تلاميدتنا الأعزاء….فمن أين نبدأ ؟ وكيف نبدأ ؟
سؤال سيظل قائما، ومداعبا للتفكير والمخيال، يلازمنا طيلة هذه الأيام للتسكع في دروب أوراق التصحيح….. إنها “سيبا” الأفكار حسب أحد المترشحين، ففي سياق حديث أحد التلاميذ عن إشكالية العنف، وقصد إبراز مدى الإبداع في القاموس اللغوي أشار بالحرف إلى:
“,,,لقد جاءت المؤسسات لتجاوز السّيبا التي سادت في الشوارع..” ولتكتمل الصورة أكتر يضيف مترشح اخر”…والحب والحرية لم نكن لنلمسها لولا الملك الدي جبانا الله به…”
نحن هنا لا نلقي اللائمة على هدا الإنتاج الفكري، ولكن يبدو أن صاحبه أو صاحبته ظل مدمن على خطابات مصطفى العلوي حتى اختلطت عليه الأمور، بين خطاب “دار البريهي ” و خطاب الأنوار…وشتان بين المحالين ، حتى أن ألكثير من المترشحين أصبحوا يكتبون أسماء مثل: سبينوزا ب “سبينوزة” و “ديكارت” ب “ديكارتة” و هيكل ب “هيكلية” وهلم جرا ، هدا في الأسماء العربية فما بالك بالأسماء اللاتينية، التي بالمناسبة لم يكتب أي مترشح مقابل لها.
هدا إدا تم الاحتفاظ برائحة الاسم ، أما إدا تفتق دهن المتر شح أكتر فهو ينتج أسماء من خاليه الخاص ك: كحوحيو و فتنسلين و كاكولو…ربما كان الأمر يرتبط بأسماء علقت بالدهن نتيجة الإدمان على بعض شخصيات الرسوم المتحركة.
“…أعتذر عن هدا التحليل نظرا لتقافز المعلومات…والعطف منكم أولى…”
عندما قرأت هدا التعبير وعرضته على زميلي، لم نتمالك أنفسنا من الضحك وشر البرية ما يضحك، لكن بعد تأمل ملي أدركنا حيدا أن الخلل في اللغة والتفكير بنيوي، ولا يرتبط بمادة الفلسفة…تأملوا معي جيدا:
” والعطف منكم أولى “
إننا في زمن الصدقة والاستجداء في مختلف المجالات ، حتى تغلغلت إلى مجال الكتابة، وهدا ما أشرنا إليه في مقال سابق حول “تسول النقطة “.
“حتى أن الفيلسوف “غاندي” حارب عنف الملابس حتى أنه التقطت له صورتين وهو عاري من الملابس…” “لكن الهوية الحقيقة هي هوية من يعرف من أين تأكل الكتف”
لاحظ معي أيها القارئ كيف أدمجت مختلف التراكمات اللغوية والثقافية في المواضيع.
لنقرأ في نفس الورقة دائما وبنفس القلم، في خاتمة الموضوع ” …ومن هنا يتضح أن جميع الفلاسفة أغبياء…”
فعلا إنهم أغبياء يا عزيزي ما داموا لم يعرفوا من أين تؤكل الكتف واحترقوا من أجل الحرف والكلمة والأفكار المستنيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف يمكن ترغيب الناس في الفلسفة
محمد الشعري ( 2012 / 6 / 20 - 18:38 )
قد يصل جهل بعض الناس للفلسفة إلى حد إعتبارها لغوا أو خطرا أو تعقيدات مفتعلة. و لا لوم عليهم طالما لم يكافح المثقفون كفاحا دؤوبا في صفوف الفئات الشعبية لتعريفها بتاريخ الفلسفة و بمختلف مدارسها و تطبيقاتها. ا
ذكر المقال عينات من سوء التعبير و من قلة الثقافة لدى بعض الطلبة. قد يكون مستوى التفكير لهؤلاء كما هو مبين في هذه العينات. و لكن ماهي الأسباب؟ ثم ما العمل لتحسين الأمور؟ النقد و التشخيص ضرورة. لا شك في ذلك. غير أن العلاج هو الأهم، كما أن الوقاية هي الأفضل و الأنفع و الأصدق. ا
أعتقد أن من الواجب على العاملين بميادين التربية و التعليم عموما و خبراء البيداغوجيا خصوصا واجب كبير في هذا السياق. واجبهم هو البحث الدائم عن أساليب جديدة تمزج بين اللعب و التعلم و تشجع بالتالي على القراءة المعمقة و البحث العلمي و التفكير المنهجي و التحليل المقارن و العمل الجماعي و التعبير الفصيح و التعلم الذاتي لدى كافة الطلبة منذ أولى سنوات المدرسة. ففي هذه المنظومة البيداغوجية المتكاملة تنشأ الفلسفة العقلانية و يزدهر التفلسف الديموقراطي و يتطور الإبداع الفردي و الجماعي بمختلف أصنافه و طبق أحدث التكنولوجيات.ا


2 - مسخ الانسان
نجمة ( 2012 / 6 / 20 - 20:17 )
هدا الخلل الكبير في تكوين التلاميد وتعليمهم وهدا المسخ الواضح للافكار والقيم وبالتالي مسخ الانسان يبدو امرا ممنهجا للغاية وبعناية تسطيحية عميييقة هههه

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست