الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتستعجلون موت المتقاعدين

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2012 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عجبا سمعت من متقاعد أفنى أكثر من 40 عاما مناضلا وموظفا في خدمة الوطن والقضية والشعب.. قال لي أن وزارة المالية وهيئة المتقاعدين والمعاشات تقوم سنويا بإيقاف الراتب التقاعدي للمتقاعد لمرة واحدة.. وأنها تقوم بإعادة صرفه بعد أن يقوم المتقاعد بالمراجعة والمتابعة.. سألته: ولماذا يحدث ذلك فأجاب: يبدو أن الوزارة وهيئة المتقاعدين والمعاشات تقوم بهذا الإجراء للتأكد بان المتقاعد مازال على قيد الحياة..

أليس هناك يا وزارة المالية من طريقة أخرى للتأكد من أن المتقاعد مازال على قيد الحياة غير قطع راتبه لإجباره على إثبات انه لم يمت بعد..؟؟ أليس ذلك تصرفا مؤذيا نفسيا للمتقاعد..؟؟ ذلك الإنسان الذي يحاول أن يعيش ما تبقى له من عمر هانئا مرتاحا، بعد أن أمضى كل عمره في الخدمة المدنية، استهلك فيه كل طاقاته الجسدية والفكرية وأوشكت أعصابه على الانهيار.

هل تستعجلون يا وزارة المالية موت المتقاعدين لتتخلصوا من مستحقاتهم التي بالكاد تكفيهم العوز والحاجة للغير .. وبدلا من منحهم العلاوات لمواجهة غلاء المعيشة ومن مساعدتهم في إقامة مشاريع الإسكان وتشجيعهم لإقامة التعاونيات الاستهلاكية.. بدلا من ذلك تقومون بإقلاق راحتهم وتوتير أعصابهم..

في كل العالم يجد المتقاعدين الرعاية من الجهات التي خدموا في سلكها الوظيفي.. فتقام لهم الحفلات السنوية وتؤمن لهم سبل الراحة والترويح في نواد خاصة لهم يقضون فيها أوقاتهم ويلتقون ببعضهم البعض ويتواصلون مع المجتمع ولا يشعروا بالفراغ القاتل كالذي يشعر به المتقاعدون عندنا.. بل وتحافظ الجهات المشغلة على الصلة القوية والمحترمة مع المتقاعدين لتستفيد من خبراتهم وفي نفس الوقت تظهر لهم الاحترام من خلال دعوتهم للمشاركة بأنشطتها العامة وتحرص على تكريمهم أمام الناس في كل عام.

إن احترام مشاعر المتقاعدين والاهتمام بروحهم المعنوية واجب على كل الجهات التي انتفعت من جهودهم طيلة عشرات السنوات، وهو في نفس الوقت رسالة للذين مازالوا على رأس عملهم بان مؤسساتهم التي يخدمون معها ستحترم شيخوختهم، وستقدر جهودهم التي يبذلونها في الخدمة-- عندما يحالون على التقاعد.

ليس هكذا يعامل المتقاعدون يا وزارة المالية.. وليس هذا ما كان ينتظره المتقاعدون منكم.. فلا تستعجلوا موتهم للتخلص من راتبهم التقاعدي ( الذي هو حق لهم كفله لهم القانون ) وهو الراتب الذي كنتم تحرصون بانتظام على اقتطاع أجزاء منه إثناء عملهم، بوعد أن تدفعوه لهم بانتظام عندما تحيلونهم على التقاعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
ابو الحق البكري ( 2012 / 6 / 20 - 17:23 )
العراق البلد الاول في مجال لفساد والافساد ياصديقي ..انت مع من تتكلم .. انهم متنازعون على طول الخط ..هل سالت نفسك مرة واحدة لماذا
هذه هي فلسفه البرلمانيين والساسه من اجل ادامة الطائفيه وبالتالي الفوز بالمقاعد والحصول على الامتيازات ..انها حكومه اسلاميه طائفيه لن يجني العراقيين منها شيئا ..الا اذا تفكر العراقيين وتدبرو وخرجو الى الميادين ..وهذا ما اراه بعيدا ..هذه وجهة نظري ..اننا نمهد الطريق للّصوص وبالتالي نؤشر على انهم لصوص ...واه يابلد

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال