الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة الكتاب المقدس الى عقوبة الاعدام

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 6 / 19
الغاء عقوبة الاعدام


عقوبة الاعدام هى قضية جدلية يختلف فيها حتى بين الاسرة الواحدة مابين مؤيد لها ومعارض وخصوصا ان حمى معركتها بدأ يتسرب الى بلاد الشرق الاوسط. وعندما تعن الامور الى من نلجأ ؟ ليقدم لنا النصيحة السديدة والرأى الصائب فى مشاكل العالم المتشابكة التى حقا لانعرف معها هل نسير شمالا ام يمينا ليس الا للكتاب المقدس. الكتاب الاقدم على وجه الارض لنأخذ رأى الله اله الكتاب المقدس والمصدر الموثوق فيه لأعطائنا نصيحة صائبة وبصيرة نيرة لكل مايصادفنا من امور الحياة وقد اختلط الحق بالباطل والخطأ بالصواب.
" انها خطأ من الناحية الادبية والاخلاقية " " انها عادلة وبارة " هذان الرأيان المتناقضان صدرا عن رجلى دين وكلاهما مسيحيان اسميان. فقد كانا يتجادلان حول احدى المسائل التى تثير فى ايامنا نقاشا حادا - عقوبة الاعدام. ولا حظت المقالة فى الصحيفة التى اقتبست رأيهما " عندما يناقش القادة الدينيون عقوبة الاعدام يستشهد كلا الطرفين بمقاطع من الكتاب المقدس لدعم موقفيهما.
يدعى البعض ان عقوبة الاعدام تحمى الابرياء تعزز العدالة وتردع عن الجرائم الخطيرة. ويصر البعض الاخر على اعتبارها عمل غير اخلاقى - طريقة يجازى بها عن العنف بمزيد من العنف. وهى بعيدة كل البعد عن العملية النبيلة لتأهيل المجرمين التى تهدف على مساعدتهم على الصيرورة اعضاء نافعين فى المجتمع.
يحتد هذا النقاش خصوصا فى المعترك السياسى فى الولايات المتحدة. ولا يحجم رجال الدين على التورط فيه. ومع ذلك قد تتساءلون : هل لدى الكتاب المقدس مايقوله عن موضوع عقوبة الاعدام؟ فى الواقع اجل.
بعيد الطوفان فى ايام نوح اكد الله كم هى ثمينة هى الحياة اليشرية ثم ذكر : " سافك دم الانسان بالأنسان يسفك دمه" تكوين 9 -6 طبعا لم يكن ذلك اجازة مطلقة للاخذ بالثأر. على العكس عنى ذلك ان السلطات البشرية المشكلة شرعيا سيسمح لها من ذلك الحين فصاعدا بأن تنفذ حكم الاعدام فى الذين يأخذون حياة الاخرين.
وفى اسرائيل القديمة نص الناموس الذى نقله الله بواسطة موسى على تطبيق عقوبة الاعدام فى بعض الجرائم الخطيرة. لكن الناموس نص ايضا على النزاهة فى الحكم. اخذ شهادة شهود عيان. وكبح الفساد. ولزم ان يكون القضاة رجالا اتقياء. وكانوا يعتبرون مسؤولين امام الله نفسه.
وهكذا كانت هنالك اجراءات وقائية ضد اساءة تطبيق عقوبة الاعدام
واليوم لا تمثل اية حكومة على هذه للارض العدل الالهى كما كانت تمثله اسرائيل القديمة. لكن الحكومات تتصرف بطرائق عديدة كخدام او وكلاء لله من حيث انها تحفظ مقدارا من النظام والاستقرار وتوفر الخدمات العامة الضرورية.
وذكر الرسول بولس المسيحيين باطاعة هذه السلاطين الفائقة . ثم اضاف: " ان فعلت الشر فخف لأنه ( الدولة ) لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذى يفعل الشر " رومية 13 - 1 : 4.
ان السيف الذى ذكره بولس يرمز الى حق الدولة فى معاقبة المجرمين - حتى الى حد الموت. ويحترم المسيحيون هذا الحق. ولكن هل يجب ان يسعوا الى التأثير فى القرارات المتعلقة فى استعماله؟
طبعا استعملت الحكومات البشرية السيف مرارا كثيرة لتحقيق العدل. ولكن لا بد من الاعتراف بأنها مذنبة ايضا باساءة استعماله. فحكومة روما القديمة كانت مذنبة باستعمال سيف الاعدام ضد خدام الله الابرياء. وكان يوحنا المعمدان يعقوب وحتى يسوع المسيح بين ضحاياها. وفى الازمنة العصرية يحدث امر مماثل فخدام الله الابرياء اعدموا فى عدة بلدان - رميا بالرصاص امام فرقة اعدام بالمقصلة شنقا. فى غرفة الغاز- وكلها نفذتها بمقتضى القانون حكومات تحاول ان تقمع المسيحيةز لكن جميع الحكومات التى تسئ استعمال سلطتها سوف تقدم حسابا عن ذلك لله. فيا لسفك الدم المريع الذى تحمله.
يرتعد المسيحيون الحقيقيون من فكرة حمل ذنب سفك الدم امام الله. وهكذا فيما يحترمون حق الحكومات فى استعمال السيف لا يتجاهلون ابدا كيف اسئ استعماله. فقد خدم كأداة للاضطهاد واستعمل بقسوة واجحاف ضد البعض وبتساهل فى غير محلهمع اخرين. ( مثلا انتقد نظام السجون فى الولايات المتحدة بالتحيز اذ تشير الاحصائيات الى ان احتمال الحكم بالاعدام على قاتل شخص ابيض هو اكبر مما لو كانت الضحية شخصا اسود)
فكيف يتجاوب المسيحيون مع الجدال الذى يدور حول عقوبة الاعدام؟ هل ينهمكون فيه ويصرون على التغيير؟
بخلاف رجلى الدين المذكورين فى المقدمة. يحاول المسيحيون الحقيقيون ان يتذكروا دائما هذا المبدأ المهم. اوصى يسوع اتباعه ان لايكونوا جزءا من العالم.
فهل يمكن للمسيحى ان يطيع هذه الوصية ويستمر فى الاشتراك فى الجدال القائم حول عقوبة الاعدام؟ من الواضح ان الجواب هو لا. وعلى اية حال انها مسألة اجتماعية وسياسية. ففى الولايات المتحدة يستخدم عموما المرشحون لمنصب سياسى موقفهم من عقوبة الاعدام - سواء اكان مؤيدا ام معارضا لها - كركن اساسى فى برنامج حملتهم. ويناقشون هذا الموضوع باحتداد ويستغلون الانفعال الشديد الذى يثيره عادة هذا الموضوع لاستمالة الناخبين الى قضيتهم.
ربما كان على المسيحى ان يتأمل فى هذا السؤال: هل كان يسوع سيتدخل فى الخلاف حول طريقة استعمال حكومات هذا الاعمال للسيف؟ تذكروا انه عندما حاول ابناء بلده ان يورطوه فى السياسة انصرف ايضا الى الجبل وحده. يوحنا 6 -15. اذا يبدو مرجحا اكثر انه كان سيترك المسألة حيث وضعها الله - فى ايدى الحكومات.
وبشكل مماثل اليوم يتوقع من المسيحيين ان يحذروا من التورط فى مجادلات حول هذا الموضوع. انهم يعترفون بحق الحكومات فى التصرف كما تشاء. ولكن لانهم يخدمون المسيح وليسوا جزءا من العالم لا يعلنون تأييدهم لعقوبة الاعدام ولا ينادون بالغائها.
وهم يتذكرون دائما كلمات الجامعة 8 -14 " حيث تكون كلمة الملك فهناك سلطان. ومن يقول له ماذا تفعل."
نعم ان ملوك العالم او الحكام السياسيين منحوا السلطة لتنفيذ مشيئتهم. ولا يملك اى مسيحى الحق فى انتقادهم . ولكن الله يستطيع ذلك. وهذا ما سيفعله . فالكتاب المقدس يجعلنا نتطلع الى اليوم الذى فيه سيعمل الله على احلال العدل بشكل نهائى. مجازيا عن عن كل جريمة وكل اساءة لأستعمال السيف فى هذا العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى


.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم




.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre