الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل

مازن لطيف علي

2012 / 6 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون_بيروت2012_ كتاب (مسألة العراق.. المصالحة بين الماضي والمستقبل) للكاتب والصحافي العراقي مصطفى الكاظمي.
تناول فيه تجربة النضال السياسي ضد النظام الدكتاتوري في العراق بأبعادها المختلفة، وتوثيق الجرائم والتجاوزات التي حفل بها العهد السابق، فضلا عن محاولة لرسم آفاق المستقبل في ضوء التجربة القاسية التي عاشها العراق والتي دفع الكثير من العراقيين حياتهم وكرامتهم ومستقبلهم من اجل التخلص منها.
يذكر الكاظمي في كتابه ان العراق كان البداية، وهو من دشن"الربيع العربي" قبل سنوات من تفجره، بل هو الزهرة الاولى في ربيع العرب. وهو أول من حقق المصالحة بين الموروث الثقافي العربي والديمقراطية في زمن الدكتاتوريات العربية، رغم كل النواقص في ديمقراطيته الفتية. وان عام 2003 أدخل العراق، ومعه المنطقة كلها في تاريخ جديد، وإن العراق بتعبير الكاظمي فتح حسابا في مصرف الحرية، فتح ايضا حسابا للعرب جميعا في المصرف اياه، وليس صحيحا ان"ثورة الأرز" في لبنان هي التي اطلقت"الربيع العربي"، وليس صحيحا كذلك ان ثورة تونس كانت هي البداية، ذلك ان انتشال العراق من براثن الديكتاتورية والفاشية العسكرية، هو فعل تراكم نضالي عراقي قبل ان يكون نتيجة تدخل عسكري خارجي، والارادة الشعبية والسياسية العراقية هي التي صنعت هذا التغيير عبر الاستعانة بقوة غير عراقية. وما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، وما يمكن ان يحصل في بلدان عربية اخرى، على امتداد السنوات اللاحقة، ذو جذور عراقية قبل ان يكون ثورة تقنية ساعدت على تحقيقها التواصل الاجتماعي او فعلا خارجا عن ارادة الشعوب العربية.
ويذكر الكاظمي ان الديمقراطية في العراق لاتنطلق بالضرورة من القيمة السياسية والخلقية والحضارية للديمقراطية، بل من الظروف التي مر بها العراق من لحظة التأسيس الى يومنا هذا، حيث عاش أسوأ مراحله التاريخية على كل الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية. والديمقراطية كما يراها الكاظمي هي البديل الضروري عن الديكتاتورية في العراق المقبل، لاننا نريد عراقا للجميع، وليس لطائفة معينة او قومية مسماة او حزب مشخص، وعراق بهذه المواصفات لايتحقق الا اذا كان للصوت الحر الدور الرئيس في تصميم القرار السياسي الاقتصادي والقانوني.
ويصف الكاظمي دكتاتورية النظام العراقي السابق بانها اسوأ الديكتاتوريات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط، وقحة،سادية،متخلفة،غبية،متخبطة. ويحلل الكاظمي شخصية صدام الديكتاتورية منها ظاهرة الألقاب وظاهرة الملابس وظاهرة الادعاء.
في نهاية كتابه يدعوا الكاظمي الى وضع العراق في طريق الحداثة، التي يعتبرها نهج حضاري يتعارض مع نهج التقليد، وهي حصيلة تطور وتحول، عبر مجموعة من الصراعات والنتاجات الفكرية، وهي لاترتبط بمكان او زمان، بل بالعقلانية والديمقراطية، وهي قواعد اساسية في بناء مجتمع معاصر.
كتاب"مسالة العراق" قراءة للماضي والمستقبل العراقي، برؤية الكاتب العراقي المعروف مصطفى الكاظمي ذو التاريخ الطويل في مقارعة الدكتاتورية الصدامية، فقد عارض النظام، وله خبرة في مجال توثيق الشهادات وارشفة الوثائق المرتبطة بالممارسات القمعية، الف الكثير من الكتب واهمها"انشغالات إنسانية" الذي طبع في لندن وتم اختياره من قبل الاتحاد الاروبي كواحد من افضل الكتب التي الفها ادباء لاجئون.
قراءة كتاب "مسألة العراق" توضح لنا ماعاشه العراق ابان الحكم الدكتاتورتي من قمع وقسوة، وتحوله الى عراق ديمقراطي قوي، اصبح نموذجا امثلا للتطوير المرتجى في البنية العربية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نشر
جواد كاظم غلوم ( 2012 / 6 / 20 - 22:32 )
الاستاذ العزيز مازن
تحية طيبة
في نيّتي طبع مجموعتين شعريتين لي في دار /ميزوبوتاميا حبذا لو تطلعني على اسلوب نشركم ومدى مسؤليتكم على توزيعها داخل وخارج العراق والكلفة الكليةبالدينار العراقي علما بان كل مجموعة تحتوي على ثلاثين قصيدة كلها منشورة في مواقع لها ثقلها كالحوار المتمدن وايلاف وجريدة الزمان اللندنية وغيرها وحبذا ترسل لي التفاصيل برسالة الى ايميلي [email protected] والحق انه يصعب عليّ الخروج من بيتي بسبب اوضاعي الصحية المتردية ..تقديري واعتزازي

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل