الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحريه المنضبطه

آمنه سعدون البيرماني

2012 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



هناك عدم فهم كبير جدا من قبل شعوبنا العربيه على وجه الخصوص لمفهوم الحريه السياسيه ,هذا جاء من عقود طويله تحت الاحتلال وتمجيد السلطان وكانت الوسيله الوحيدة للمقاومه او التعبير للرفض الواقع السياسي هي تخريب ممتلكات الدوله كما كان يحدث في العراق مثلا زمن السلطه العثمانيه (كتاب علي الوردي اللمحات ) وتبعها الاحتلال البريطاني حيث كان احساس المواطن ابن البلد بانه لا يمتلك شيئا في وطنه لا تتحكم به السلطه الاجنبيه وايضا قبل انتشار المفاهيم ا لفكريه الحديثه بين مثقفي ذاك العصر(نفس المصدر السابق) ,كل هذا كرس مفهوم غريب للحريه وهو مرادف للغوغائيه والفوضى , بحيث اصبحت الحريه هي ان تشتم او تؤذي النظام بتخريب مؤسساته التي تمثل رمزيه السلطه وهذا حدث بشكل واضح ابان الانتفاضه الشعبانيه من تحطيم وحرق لمؤسسات الدوله والمرافق العامه ونهب محتويات دوائر الدوله الرسميه العفويه كأن هذه الاموال ملك شخصي للحاكم وليست اموال تؤخذ من ضلع الشعب ومن ثرواته التي تسكن ارضه ورغم ان اغلب اعمال التخريب حدثت على يد ازلام النظام لتشويه صورة تلك الثورة - الانتفاضه ولكن التخريب حدث ومن بعض الجهلاء ممن نفذوا المخطط بعلم او بدون علم ولكن احداث الانتفاضه على عفويتها ونبل غاياتها, اعطت للسلطه انذاك المبررات ظاهريا واعلاميا على الاقل اللازمه لقمعها , كل هذا بسبب افتقارها للتنظيم اولا والاهم هو افتقار المواطن العراقي للفكر التحرري الواعي المنضبط ويستوي في هذا المتعلم او الجاهل ,لان التعليم ليس بالضرورة ان يكون علامه على الوعي والثقافه العامه والثقافه الديموقراطيه التي يجهل اغلب العراقيين ابجديتها لعدة اسباب منها الاعلام الموحد الذي يبث كل يوم نمط واحد من الفكر يلتقي تماما مع فكر الحاكم مهما كان , وكذلك انعدام الفكر البديل وحتى طرق الاطلاع عليه كالمطبوعات المختلفه والقنوات الفضائيه المتنوعه التي تسهم بشكل او بآخر في توعيه وتعريف الفرد على الثقافات المتنوعه والانماط الفكريه المختلفه ليختار منها ما يناسب قناعاته مهما كانت درجه ثقافته,والحرب الخفيه التي شنها النظام على جمهور المثقفين المبدعين واجبارهم على ان يكونوا اداة طيعه بيد النظام ولا بديل امامهم الا الموت في السجون او الهرب خارج العراق طمعا في افق حر لا يضيق الخناق امامهم ,هذا الامر على سوءه افرز لنا نخبه فكريه تحيا وتكتب خارج الوطن ويشار لها بالبنان رغم ان مواطن الداخل يجهل وجودها تماما ,اغلب هؤلاء الكتاب كانت كتبهم وقصائدهم (احمد مطر مثلا وليس حصرا) توزع سرا وبسريه تامه كاوراق مستنسخه بين الخواص وجمهور القراء ومعروف عن العراقي انه يعشق كل ما هو ممنوع ويترك ما هو مباح لانه يحظى بمباركه النظام ! هذا ادى الى انتشار الكثير من المطبوعات الغثه ضمن السمينه و كذلك الميل الى اقتناء اي كتاب يمكن ان ينتقد النظام بغض النظر عن ضحاله المحتوى ومن الامثله انتشار الكتب الدينيه على تنوع كتابها بين العوام فقط لانها محاربه من قبل النظام . الان القيود التي حاول النظام فرضها على الفكر العراقي ادت الى نتائج عكسيه لمسنا اثارها بعد سقوط النظام كانتشار الفكر الديني المتطرف بين العوام على الاقل وبعض انصاف المثقفين,مما سهل تقبل وجود الفكر التكفيري ,وظاهرة ما يعرف بالحواسم وهي اعمال السلب والنهب التي اعقبت سقوط النظام رغم وجود القوات الامريكيه! .كل هذا نتيجه حتميه للتفسير الخاطيء للحريه كمفهوم مواطنه ,الحريه المنضبطه هي ما يمارسه المواطن في بلدان العالم المتقدم نتيجه وعي فكري وحضاري استغرق عقود طويله في ممارسه الديموقراطيه وحريه التعبير ورغم هذا نجد حصول حالات غوغائيه (على غرار ما حدث في العراق ) في اوقات الازمات كانقطاع الكهرباء في اميركا مثلا ,مع الاختلاف الكبيرفي منطق من يمارس هذه الافعال كطريقه خاطئه للاحتجاج , ومن يمارسها كفرصه للسرقه فقط لا غير( كما في الغرب )ولا فرق في النتيجه بين الاثنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس