الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السخرية في الأدب العامي المصري

ثامر الحاج امين

2012 / 6 / 21
الادب والفن



السخرية فن من فنون السرد ، وقد استخدمت في الكتابة ـ بأنواعها ـ لنقد أوضاع سياسية واجتماعية مختلفة ، وكذلك استهدافها لشخصيات ومؤسسات معينة بهدف تقويم الاعوجاج وذلك من خلال توظيف روح الدعابة في الاشارة الى الأوضاع الفاسدة والممارسات الخاطئة في الحياة العامة .
وقد تكون السخرية سلاح أقوى من السب او الضرب وأكثر تأثيرا من أدوات أخرى في تغيير المسار الخاطيء وذلك عندما تتخذ من الصور البلاغية سبيلاً للوصول الى عقل المتلقي بعيدا عن الفجاجة والأغراض التدميرية .
وقد لجأ الكثيرمن الشعراء والأدباء والخطباء والفنانين الى هذا السلاح في التصدي والهجوم بأشكال غير مباشرة الى مسارات الحياة السياسية الخاطئة في بلدانهم والتي نالت القسط الاكبر من النقد بسبب الطرق غير المشروعة التي يسلكها السياسيون من أجل الوصول الى مواقع القيادة ، ولأن هذه الطرق والاساليب الرخيصة تكاد تتشابه عند اغلب هؤلاء السياسيين، لذا تجد ان مايقال في شخصية معينة يمكن ان ينسحب على شخصيات اخرى في أزمنة وأمكنة مختلفة ، ولننظر الى ماكتبه الشاعرالعامي المصري "كريم الجز" وهو يستعرض اسلوب السياسي في التقرب من المواطنين خلال فترة الانتخابات :
موسم الانتخابات
واللي اختشى مات
كلها مصالح شخصية
باختلاف الحسابات
أنا ليكو ومن عينيا
بس هاتوا الأصوات
هتعيشوا عيشة هنية
حلوة في كل الأوقات
وهذا الاسلوب في التودد حذر منه الشاعر اللبناني جوزيف حنش حيث كشف الخدعة البرلمانية والانتخابية محذرا من عواقب التلاعب بالاصوات وتنصل البرلمانيون من وعودهم :
فيقوا فيقوا ياشباب
بكرى جاي الانتخاب
شو وعدونا بالماضي
وشو كذبوا علينا النواب
وشاعر آخر يستعرض طريقة شراء الاصوات بالوعود الكاذبة التي يلجأ لها البعض في الوصول الى تحقيق مصالحه الشخصية والتنصل من تلك الوعود التي قطعها :
ملئوا الشارع والحارات
بيفط كثير واعلانات
بيقولوا النهارده الانتخابات
وعدنا برده وقال روايات
لمّا انتخبه أكسب موبيلات
ودش وفيديو وتلفزيونات
وبعد مرور خمس سنوات
ينهب العضو ملايين الالوفات
وكذلك تجد السخرية حاضرة في شعارات الانتفاضات التي قام بها جياع مصر ، فمن الشعارات التي رددها الجائعون في انتفاضة الفقراء عام 1977 في مصر :
انت تلبس آخر موضة ... واحنا نرقد سبعة في اوضة
****
تعيشي يامصر ... يا أم الكوخ والقصر
وكذلك في مخاطبتهم لممدوح سالم رئيس الوزراء المصري حينذاك :
ممدوح بيه ممدوح بيه ... ليه الجزمه بعشره جنيه
هذه نافذة صغيرة اردنا ان نطل من خلالها على فن السخرية التي تناولت الشأن السياسي وطرق الانحراف التي يلجأ اليها البعض من ابطاله وهي بلا شك طرق متعددة ومكشوفة ولكن مايستوقفنا فيها هي انها خارطة ودليل لقطاعات كبيرة من السياسيين في بلدان متعددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا