الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في أروقة مؤتمر العمل العربي (العفن والبيروقراطية تعشش في جميع أركانه)

فاطمة رمضان

2012 / 6 / 22
الحركة العمالية والنقابية


في الحقيقة أنني عندما رشحني الاتحاد المصري للنقابات المستقلة لحضور مؤتمر العمل العربي( انعقد المؤتمر في القاهرة، بفندق انتركونتنينتال- مدينة نصر ما بين 1-8 أبريل 2012، في دورته الـ 39) ضمن الوفد الممثل له، ترددت كثيراً في الذهاب من عدمه، وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذا المؤتمر هو من المؤتمرات الرسمية التي لن تقدم أو تؤخر كثيراً في الواقع المعاش، حيث أن مؤتمر العمل العربي والذي تقيمة منظمة العمل العربية أحد أذرع الجامعة العربية والتي لا نعرف عنها سوي أنها تشجب، وتدين فقط سواء قبل الثورة أو بعدها في حالات قتل وذبح، سواء من طرف إسرائيل ضد الفلسطينيين، أو مؤخرا ذبح النظام السوري للشعب السوري الثائر، فما عساها تفعل في قضية متشابكة أصلاً، وهي قضية العمل، خصوصاً وأنهم قائمون علي الثلاثية الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال، فما بالنا بقضية العمال وحقوق العمال، في ظل حكومات تعمل بكامل طاقتها لصالح أصحاب الأعمال ضد العمال وحقوقهم، فهل مؤتمر بهذا الشكل يستحق أن يضيع فيه ثمانية أيام كاملة، في ظل حركة عمالية متصاعدة، وعمال يضربون ويعتصمون في كل مكان؟؟
المهم في النهاية قررت الذهاب من منطلق أن هذا تكليف من الاتحاد، ولكي أري عن قرب هذه المرة كيف تعمل هذه المؤسسات التي ينفق عليها ملايين الجنيهات سنوياً وربما مليارات، موظفين، ومستشارين، ومقرات، وكتب لا تساوي في الكثير من الأحيان ثمن الحبر والورق الذي طبعت عليه، وإليكم في عدة نقاط قصيرة أهم ملاحظاتي:
1- في جلسة الافتتاح التي سيطر عليها السادة أصحاب المعالي وزراء العمل الحاضرين للمؤتمر، والأهم من هذا هو كلمة السيد وزير العمل السعودي، وليس بصفته وزير العمل السعودي فقط بل بوصفه رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، ففي وقت ثارت وتثور فيه الشعوب العربية، ضد القمع والاستبداد، وضد سياسات ما أسموه بالإصلاح الاقتصادي، والتي أدت لفصل وتشريد العمال، والطرد من الأرض للفلاحين، والطرد من السكن،....نجد في هذا الوقت بالذات أن وزير العمل في دولة تعاني فيها العمالة من شروط عمل عبودية فعلاً، هو رئيس مجلس إدارة المنظمة؟؟!!
2- بعد الثورات العربية والتي نفضت فيها الشعوب بعض العفن والفساد، نجد أن السادة القائمين علي منظمة العمل العربية، والقائمين علي المؤتمر، يعملون بنفس الطريقة القديمة وكأن شيئاً لم يحدث، فهم يناقشون نفس الموضوعات، فبخلاف الجلسات العامة والتي يسيطر عليها السادة الكبار، هناك أربع لجان تشكلت فقط، وهي: لجنة تطبيق الاتفاقيات والتوصيات- اللجنة المالية- لجنة برامج مكافحة البطالة في الوطن العربي- لجنة تكامل دور القطاعين العام والخاص في التنمية، وعليكم أن تتخيلوا أن كل الأسئلة والتي تشغل الرأي العام العربي الآن عن ما يحدث في الأقطار العربية المختلفة، وعن المذابح في سوريا، وحتي الجديد في مجال حق وحرية التنظيم والإضراب للعمال غير مدرج كموضوع رئيسي للمؤتمر، وما يترتب عليه من تغيير في بنية المنظمة إذا كانت ترغب في مواكبة التغيرات الحادثة حتي علي مجال العمل والعمال.
3- إعادة اختيار وفرض نفس الوجوه القديمة والفاسدة، فعندما يوضع ضمن قائمة المتحدثين السيد رجب معتوق، رئيس الأتحاد الليبي وحليف القذافي والهارب الآن خارج ليبيا، وتعريفه رئيس الأتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وعندما يتم فرض أحمد عبد الظاهر كنائب رئيس المؤتمر عن العمال، رئيس اللجنة الإدارية للاتحاد، الاتحاد المتهم ليس فقط في التفريط في حقوق العمال، بل وأضطهادهم وإجهاض حركتهم لعشرات السنين، بل والمتهم فيه رئيسه السابق في قتل المصريين في موقعة الجمل، والغريب أن يحدث هذا في نفس اليوم الذي تصدر فيه محكمة القضاء الإداري، حكم ببطلان انتخابات دورتي اتحاد نقابات عمال مصر لعامي 2001 و2006.
4- البيروقراطية لها الغلبة في هذا المؤتمر، فعدد الحضور في المؤتمر والمعتمدين بمعرفة دولهم 323 عضواً برئاسة الوزراء، مجمل من لهم حق التصويت 81 عضواً بواقع 40 صوت للحكومات، و 20 صوت لأصحاب الأعمال، و 21 صوتاً للعمال، الأغلبية العادية تتطلب 41 صوت، يعني أي قرار يريدون تمريره يستطيعون ببساطة عن طريق الموظفين تمريره، فهم لا يحتاجون سوي لصوت واحد علي أصوات الموظفين.
5- الإصرار علي أن كل طرف من أطراف العمل الثلاثة يمثلهم واحد فقط هو من له حق التصويت، ففي الوقت الذي انتفض فيه عمال العالم العربي، وبدأوا في تكوين منظمات نقابية بعيداً عن الاتحادات التي عشش العفن في كل جنباتها، ففي مصر، وفلسطين والمغرب، وتم تشكيل اتحادات مستقلة، وفي الطريق الأردن والجزائر......، أي أن العمال بعد أن اختاروا طريق التنظيم خارج الأتحادات التابعة للحكومات، يظل يمثلهم في مثل هذه المؤتمرات رئيس الأتحاد الذي رفضوه؟؟!!
6- داخل عمل اللجان هناك مناقشات هزلية، علي سبيل المثال في فريق العمال وفي أثناء مناقشات جرت في أول اجتماع لفريق العمال، قبل فرض أحمد عبد الظاهر، ومازن المعايطة رئيس اتحاد عمال الأردن، كانت هناك أصوات ترفض المناقشة في كيفية انتخاب رئيس للفريق، وتتحدث عن أن هذه المناقشة مضيعة للوقت، وعلينا أن ننتهي من هذا الموضوع بأن نوافق علي أي حد وخلاص، وسمعنا مقولات مثل "نحن من سنة 1977 لم نختلف، علي مسألة الرئيس وفي كل المؤتمرات نتوافق علي رئيس، والآن أنتم تأتون لشق الصف"، " كلام الشارع والاحتجاجات مختلف عن كلام المؤتمرات"، كما أنه عندما طرح في الاجتماع الرابع لفريق العمال مسألة موقف تضامني من قبل المؤتمر مع العمال المصريين اللذين يحاكمون محاكمات عسكرية، واللذين يفصلون من أعمالهم بسبب ممارسة حقهم في التنظيم بحرية وحكهم في الإضراب من أجل مطالبهم المشروعة، كان الرد دا مش موضوعنا، وإحنا في المنظمة عندما نظام، كان يجب أن تتقدموا بمثل هذا الطلب قبل شهر من انعقاد المؤتمر؟؟!!، وهناك بشكل واضح رد تكرر في الكثير من المواقف، وهو إحنا مش هنقدر نعمل حاجة، لأنه ما حدش بيسمع كلامنا!!
في النهاية أحمد الله أن العمال لا يعرفون شيئا عن مثل هذه المؤتمرات، ولا يتأثرون بها وأنا أومن بأن حركتهم العفية، عندما تتحول لأشكال تنظيمية تجعل العمال رقما في صنع السياسة العامة للدول سوف تزيح كل هذا العفن، ولن نجد مثل هذا الهراء، وسوف تحاسب من يهدرون موارد البلاد والعمال في مثل هذه المؤتمرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس