الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جدا .... غرام في الهواء الطلق

محمود جلبوط

2012 / 6 / 23
الادب والفن


جلس على صخرة لمساء مختارة بعناية عند الشاطئ ينتظرها وراح يرقب الأفق من بعيد فتطل على مدى نظره بعض رؤوس ساريات السفن التي رست في الميناء البعيد لتفريغ حمولاتها , كان يوم مشمس , إنه أحد أيام جمع شهر أيار , اعتاد فيه الناس على زحمة مواعيد المحبين الغرامية التي اعتادونها في دفء شمس ذاك النهار بعد فترة مديدة من فصل الشتاء حيث دفع كبش المغامرة وشبق الرغبة لنطح طلاب الشهوة من العشاق تتلطى عزلة المكان وتتستر في ضجيج موج البحر يلطم طول الليل والنهار صخور الشاطئ .
طال جلوسه وطال انتظارها فانتابه شعور أنها كذبت عليه وربما السبب هو أحد أخر ممن فاضت به الشهوة وهي في طريقها إليه فالتقطها .
رآها قادمة من مرتفعه تتمختر فتضرب الأرض بقدميها تعتمر شفتيها ابتسامة شبقة وتقفز من عينيها نظرة خبيثة تمشي باتجاهه بصدر مندفع إلى الأمام ونهدين مترجرجين شهيين , وما أن وصلت حيث جلس وهو يرمق جسدها الشهي ومشيتها الغنجة عاجلها : -تأخرت , وسارع واقفا بضمها إلى صدره ملتصقا بها , دفعته عنها برفق بيدها على صدره وقالت: -لماذا أنت دائما بصلتك محروقة؟ فعلت موجة من الغيظ ونفاذ صبر وجهه , فعاجلته بسؤالها قبل أن يقلب لقائهما إلى نكد :-ما الذي أغاظك؟ قالت ذلك وأمسكت يده تحاول حثه على المسير باتجاه المنحدر بشده نحو دغل من الأشجار حيث شجرة البلوط التي اعتادا تفيء ظلها , شعر برعشة الرغبة تسري عروقها فتخرج من رؤوس أصابعها مما زادته اشتعالا وشبقا , غمغم محاولا التذرع بالكلام باختلاق موضوع ما , أما هي سارعت الخطى دون أن تتابع ما يقول وغير عابئة بما يختلق من كلام أو لعلها لم تكن تسمع ما يقول منشغلة بالتفكير لاجتراح مبادرة شجاعة تطفئ ظمأها وترضي شهوته عندما يستقر بهما المطاف تحت الشجرة .
عند وصولهما تحت الشجرة خلعت حذائها , فاستعجل خلع قميصه يلقيه على الأرض لتفترشه مستلقية تكاد حلمات نهديها المشرئبة أن تنبز من القميص قدر ما ضيقت عليهما بتمطيها وهي مستلقية وسألته:
-هل أنت في عجلة من أمرك ؟ فكر بأن يمثل عليها دور المتعفف ويدعي أنه لا يرغب في فعل ما تغمز له به بسؤالها الملغوم شبقا لاحتضانها , وراح يبذل جهدا مضنيا لإخفاء رغبة جامحة لديه قد تلبسته منذ بلوغه أن يمارس الحب مع فتاته بالهواء الطلق في حضن الطبيعة وبالقرب من البحر الذي يعشق رفقته ولكنها عاجلته قبل أن يستقر على جواب بالطلب منه أن يغمض عينيه فسألها : -لماذا؟ قالت:
-سأخلع ملابسي ولا أريدك أن تراني وأنا أتعرى فلا تطيق صبرا فتلتهمني
لم يطعها بل جلس إلى جانبها يرمقها بشوق شديد وعندما انتهت افترشها فالتصقت به لتلتحفه جيدا وبعد أن أحس بهدوء ضربات قلبها سألها : -لماذا خلعت لباسك بهذه السرعة .
لم تجبه , طلبت منه أن يشعل لها سيجارة ففعل وعندما قدمها لها سحبت منها دخانا ملء رئتيها ثم نفثته . كرر عليها سؤاله , زجرته بشتيمة غنجة ثم شاغلته عن جوابها بسؤاله : - ولماذا من وجهة نظرك؟ أدركت بأنه يخمن أنها تستعجل الوصول معه إلى لذتها لكنها بهرته بجوابها عندما قالت : - لأني عندما أخلص جسدي من ملابسي أشعر بأنني حرة , وأتخلص مما علق عليها من رغبات اغتصابي التي تلقي بها نظرات الذكور التي ألتقيها خلال نشاطي اليومي في العمل وأثناء تنقلاتي في وسائط النقل والشوارع حتى الوصول إلى منزلي . وتابعت تدخين سيجارتها أما هو فقد كف عن محاولة إثارتها دون أن يبعد جسده عن جسدها , وبعد أن أطفأت سيجارتها مس بطرف أصبعه حلمتها فارتعش جسده دون أن تصل إليها فقد حافظ جسدها على هموده , فاكتفى بتقبيلها على خدها وأراد النهوض عنها فمانعت وشدته من يده أن يبقى مستلقيا عليها وعندما فعل احتضنت صدره تطوق عنقه وهمست في أذنه متوسلة : - أرجوك أن نبقى هكذا فغادرته للتو توتر الرغبة وهاجر الشبق إليها جسده مع آخر محاولة للمس الحلمة , استعاد توازنه وعادت إليه مشاعره الأنسية , وفي الأثناء هبت نسمة تحمل رائحة الحشائش التي استلقوا عليها وأمطرت الشجرة عليهم من زهورها فانغمرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه