الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدمية المقاطعة والاقصاء

جهاد الرنتيسي

2012 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يلبي البحث عن نزعات "العدمية" و"الاقصاء" في السلوك السياسي لجماعة الاخوان المسلمين بعض الحاجة لسبر اغوار المنعطف الذي تمر به المنطقة الخاضعة منذ ما يزيد عن العامين لمفاعيل التسونامي العربي .

فقد ظهر واضحا على مدى العامين الماضيين ، الى الحد الذي يصعب تجاهله ، ان هذه النزعات ، التي تنتمي الى جوهر تفكير الجماعة ، باتت عاملا مركزيا في توتير الحياة السياسية .

مركز الجماعة ، الذي تقيس عليه الاطراف ، تحاكيه ، و تستقوي به ، في بعض الاحيان ، الاكثر تعبيرا عن هذه النزعات .

ففي مصر تعيد تقلبات جماعة الاخوان الى الاذهان عنوان اطروحات العدمي اميل سوران في كتابه "المياه كلها بلون الغرق " وهي توازن علاقاتها مع المجلس العسكري وقوى المجتمع المدني للهيمنة على الحياة السياسية وتضع استقرار البلاد في كفة ووصول مرشحها للرئاسة واالسيطرة على مجلس الشعب ولجنة صياغة الدستور في الكفة الاخرى .

في معاركها السياسية ، تتعامل الجماعة وكأنها المطلق الذي يختزل الشعب والوطن ، الماضي والمستقبل ، فشلها يعني تزويرا في الانتخابات ، والتصويت لغيرها في مجتمع عرف بتعدديته وتنوعه الفكري والثقافي يتجاوز الخطايا الى الكفر ، ولا مكان في المشهد السياسي لمن شق عصا الطاعة العمياء لمرشدها العام ، وان كان يحمل فكرها .

السلوك السياسي للمركز الذي لا يراعي تفاصيل التنوع والتوازنات في المجتمع المصري ينسحب على الاطراف ليكون اكثر تعبيرا عن النزعات التي لم تفارق الجماعة منذ تاسيسها .

الحاجة الفلسطينية الملحة للمصالحة ، وخطر الانقسام الذي يهدد بشطب القضية الفلسطينية ، واخراج الفلسطينيين من الخارطة السياسية عدة عقود ، لم تثن وزير داخلية حماس فتحي حماد من تجديد اعلان فيتو حركة الاسلام السياسي الفلسطيني الاولى ، على الصلح مع من وصفهم بالعلمانيين .

ولمن لا يعرف العلمانيين في الساحة الفلسطينية الذين يقصدهم الوزيرهم القوى الحية التي خاضت النضال الوطني على مدى العقود الماضية واعادت الشعب الفلسطيني وقضيته الى الواجهة .

منطلقات وزير داخلية حماس ليست خافية فهي تعبر عن احلال ما وصفه رئيس الحكومة اسماعيل هنية في وقت سابق بالحركة الربانية محل القضية والشعب وقواه الحية وتاريخه المقاوم .

ممارسات جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وواجهتها حزب جبهة العمل الاسلامي لا تبتعد عن محاكاة الاطراف للمركز ، وان كانت هناك بعض الفروقات التي تتيحها طبيعة العلاقات في التنظيم العالمي للجماعة .

فهي تجهد لتحويل الحلفاء الى توابع ، واختطاف الحراكات ، كما فعل مركز الجماعة في مصر ، دون اي اعتبارات لدور قوى تاريخية كالشيوعيين والبعثيين ، في التاريخ السياسي الاردني ، وفهمهما لحاجات الاردنيين وحسهم القومي .

وتسعى لاعادة صياغة الحياة السياسية ، لتكون على مقاساتها ، دون مساهمة ايجابية في اليات صناعة القرار ، وتوجه اللوم للاطر اذا لم تات المخرجات كما تريد ، تكرر ذلك في مقاطعتها للانتخابات النيابية الاخيرة ، ولجنة الحوار الوطني ، والتلويح بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة .

كان بامكان الجماعة وحزبها التأثير في طبيعة المخرجات ، لو تفاعلت ايجابيا مع الاطر، بدلا من اللجوء الى الارهاب الفكري والتطهر المختلق ، وما زال بامكان الجماعة القطع مع هذه الممارسة في حال التلويح بالمقاطعة لادخال تعديلات على القانون الانتخابي ، دون مقاطعة فعلية للانتخابات ، تحرم مجلس النواب من احد الوان الطيف السياسي .

الا ان تقويم هنا واخر هناك لا يعفي مراكز البحث والاكاديميين من بذل جهد اكبر في فهم الجماعة ومساعدتها على الخروج من دائرة المساواة بين الموجود وغير الموجود ، واختيار الطرق والاساليب الملائمة للاصلاح ، والحد من المضاعفات المدمرة للقرار السياسي ، ومراعاة الاثار التراكمية للقفز في الفراغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا