الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقمص وعقيدة النفس الخالدة

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفنا فى الموضوع السابق ان التقمص قام على عقيدة ان النفس خالدة التى طورها الفلاسفة اليونانيين عن الاديان الوثنية وخصوصا الدين الذى ساد بابل القديمة. وهذه العقيدة المحقرة لله لاوجود لها فى الكتاب المقدس لا فى توراة اليهود ولا انجيل المسيحيين بالرغم من تبنيها من كل الاديان .
والان هل النفس خالدة؟
من اجل الاجابة عن هذا السؤال لنلتفت الى اسمى مرجع حول هذا الموضوع - كلمة الخالق الموحى بها. ففى التكوين اول اسفار الكتاب المقدس نتعلم المعنى الصحيح لكلمة " نفس " يقول الكتاب المقدس عن خلق الانسان الاول ادم. "جبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ فى نفسه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية " تكوين 2 عدد 7. من الواضح ان النفس ليست مايملكه الانسان بل ماهيته. والكلمة العبرانية هنا المنقولة الى نفس هى نفش. وترد نحو 700 مرة فى الكتاب المقدس. ولا تشير ابدا الى جزء منفصل غير مادى من الكائن البشرى لكنها تشير دائما الى شئ ملموس ومادى. ونقول نحن انا نفسى رحت المكان الفلانى او انا بنفسى قلت كذا وكذا وهذه تعبيرات عفوية نتداولها فى حياتنا اليومية تشير اننا ونفسنا هو الشئ ذاته.
وماذا يحدث للنفس عند الموت؟ لاحظوا ماحدث لادم عند موته. قال الله له عندما اخطأ : تعود الى الارض التى اخذت منها لأنك تراب والى تراب تعود. فكروا مايعنيه ذلك. فادم لم يكن موجودا قبل ان يخلقه الله من التراب وبعد موته عاد الى حالة عدم الوجود نفسها.
وببسيط العبارة يعلم الكتاب المقدس ان الموت هو نقيض الحياة. نقرأ فى سفر الجامعة 9 عدد 5 الاحياء يعلمون انهم سيموتون اما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم اجر بعد لأن ذكرهم نسى. كل ماتجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة فى الهاوية التى انت ذاهب اليها.
وهذا يعنى ان الاموات لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا او يشعروا بأى شئ. ولم تعد لديهم اية افكار. ولا يتذكرون شيئا.
يظهر الكتاب المقدس بوضوح ان النفس عند الموت لا تنتقل الى جسد اخر بل تموت. يقول الكتاب المقدس بتشديد : " النفس التى تخطئ هى تموت ". فالاسفار المقدسة لا تؤيد اطلاقا عقيدة خلود النفس - ركيزة نظرية التقمص. فبدونها تنهار النظرية. فماذا يعلل وجود المعاناة التى نراها فى العالم؟
ان السبب الضمنى للمعاناة البشرية هو النقص الذى نرثه جميعا عن ادم الخاطئ. يقول الكتاب المقدس : بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع. رومية 5 عدد 12 ولأننا تحدرنا من ادم فنحن جميعا نمرض ونشيخ ونموت.
واضافة الى ذلك تذكر شريعة الخالق الادبية التى لا تتغير : لاتضلوا الله لا يشمخ عليه فأن الذى يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا. لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادا. غلاطية 6 العدد 7و8. لذلك فأن حياة الاختلاط الجنسى يمكن ان تؤدى الى الاجهاد العاطفى الحبل غير المرغوب فيه والامراض المتنقلة جنسيا. تقول مجلة ساينتيفك امريكان : " ان التدخين وبشكل مساو نمط الحياة وخصوصا عادات الاكل والنقص فى اداء التمارين هما الملومان الرئيسيان على النسبة الصاعقة للاصابة بالسرطان المميت التى تبلغ 30 فى المئة فى الولايات المتحدة."وبعض الكوارث التى تسبب المعاناة هى نتيجة سوء ادارة الانسان لموارد الارض.
نعم الانسان هو الملوم على شقائه. ولكن بما ان النفس ليست خالدة. فلا يمكن ان يطبق مبدأ تحصد ماتزرع للربط بين المعاناة البشرية والكرما - اعمال حياة سابقا مزعومة. يذكر الكتاب المقدس : الذى مات قد تبرأ من الخطية." لذلك فأن ثمر الخطية لا ينتقل الى حياة مابعد الموت.
والشيطان ابليس يسبب ايضا الكثير من المعاناة. وفى الواقع يسيطر الشيطان على هذا العالم. يوحنا 5 عدد 19.
فى هذا العالم تحدث بعض الامور التى لا تعرف اسبابها على الفور. فأسرع عداء يمكن ان يتعثر ويخسر السباق. والجيش الجبار يمكن يمكن ان تهزمه جيوش اضعف منه. وقد يتعذر على رجل حكيم ايجاد عمل جيد وبالتالى يعانى الجوع. والمتضلعون فى ادارة الاعمال قد لا يتمكنون بسبب الظلاوف من وضع معرفتهم موضع العمل فيفتقرون. وذوو الاطلاع الواسع يمكن ان يجلبوا على انفسهم سخط اصحاب السلطة وعدم رضاهم. ولماذا؟ يجيب الملك الحكيم سليمان : " الوقت والعرض يلاقيانهم كافة " - جامعة 9 عدد 11.
كانت المعاناة نصيب الجنس البشرى قبل وقت طويل من محاولة الحكماء الهندوسيين ان يوضحوا سبب وجودها.
ولكن اى امل يحمله الكتاب المقدس بخصوص الاموات؟
انها القيامة. يعد : " سوف تكون قيامة للاموات الابرار والاثمة." لاحظوا الابرار والاثمة. اعمال 24 عدد15ز لوقا 23 عدد 43.
ان كلمة القيامة هنا مترجمة من الكلمة اليونانية اناستاسيس التى تعنى حرفيا الوقوف ثانية. فالقيامة تشمل اعادة تنشيط حياة الشخص. وحكمة خالق السماء والارض مطلقة فتذكر حياة الاموات ليس بالامر العسير عليه. والله ايضا كثير المحبة لذلك يمكن ان يستعمل ذاكرته الكاملة ليس لمعاقبة الاموات على السيئات التى ارتكبوها بل لاحياءهم ثانية فى القيامة الارضية بالشخصية التى كانت لديهم قبل مماتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الروح والنفس
خالد علوكه ( 2012 / 6 / 26 - 16:29 )
الروح عند الانسان فقط والحيوان لاروح له بل له نفس عليه قيل الايه ( كل نفس ذائقة الموت ) ولم يقل الروح لانها خالده ويمكن انتقالها الى انسان اخر فقط وهذا سر خلودها..

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك