الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضفادعي الحزينة

طالب جانال

2012 / 6 / 26
الادب والفن



1
خطوات الدودة الوحيدة
تحجرت ، على موسيقى أسلافي
بعد آخر طاعون
افترس أبقارهم الحلوبة
وعاف العجفاء
فانحدروا ، في الجهات الأربع
نائمين مع أمهات الكتب
وعلى بطونها ، يحرسهم التاريخ
الذي شخير قرونه
يصم الخطوات .
2
الطريق المنحدر مني
نحو اليراعات التي لا تومض
تحت أعمدة خرائبهم
محفوف بالضفادع الحزينة
لا فقريات أكثر تعاسة
من شحاذ يستعطي جنوداً
مهزومين في حرب طويلة
تحفرُ بين بقاياهم ، مثوى الفسفور الطائر
وتؤجج في لا غدهم ...
زواحف اليورانيوم المقدس .
3
في الصباحات السعيدة
أخرج إلى مراثيهم
حاملاً نعشي المفتوح على المستقبل
تُقَطرُ جبهتي غاز الخردل
وعلى ظهري ، تُجَلجلُ ضحكة السيانيد
فوق الصخور الزرقاء المعتقة
أراهم جالسين على الخرائط
يتجاذبون أطراف المواجع بثمار الحبة الخضراء
يقرعون أجراس المشمش بالرمان الأسود
ويخوضون الوجوه خوف المرايا
بلحية من زئبق أغر :
انتهك درفات خرافهم
وعاث بأبواب الدجاجات
حتى باضت جياداً من ذهب
في قن الملاحم والفتن .
ثم ، استهجن قوسهم
وقزحهم
و استبد بقطيع أحلامهم
تحت البند السابع للميلاد .
4
منذ عمق الوادي
جُبلتُ على مسايرة الوهم
بطحالب السفح ، وتأنيب الساعات الخاوية
أنى لي أن أحوز قهقهات
يتسلق جرْسها ناقوس خيباتي
خيبة إثر خيبة
وأنا أحمل كل هذه الفوضى
واللامعنى
في مفاصلي ، ومنحنيات أيامي
5
الجمجمة الأكثر رخاوة
من هيكل بقايا الكالسوم
كانت تطبق على كامل الفسفور الحر
في مجرى التأمل
يوم غفلتُ عما تروم اليراعات
غير الودودة ، سوى ليلة الحرب
فمضيت بغصتين من حنين
أشحط ورائي ما استكبر من عناصر
على الجدول الدوري
و ما لا يذوب في محلول الفقراء
ملوياً مصابيح الجميع نحو شهوة المستنقع
بارادة من خيوط التنكستن
وحيثما شارفت على ضياء بمذاق آسن
أدركتُ ، وأنا بكامل أناقتي
وسطوتي البوهيمية
إن ما يلزمني ، إشهار الانفصال التام
عن رواشح الاحتشام القهري
دون مباغتة أو خيانة أو غدر
من وراء ظهر بوادر الفصام .
6
سوف لن أفيض عن حاجة الأدب الجم
لو إني هذرت بعصيانات
منفلتة من المجال الجاذبي ، لبرجي الميزان
ووشوشتُ مذنباتي بحمرة التفاح
لتلج البعد الخانس في الرخام الكوني
كلما رفع نهد التبانة حلمته
تحية لشفتي المتوهجتي الأسفار
وانحدر على وقاحة الكفين .
سأحرضُ نزوتي المتجهمة
ونيازكي المراهقة ، لتخلع عنها الأشنات
وتغوص مع الطحالب في وطن الأقمار
بحثاً عن ضفدعة لا تحزن
ولا تتملاني
في أحلام يقظتها بخيال شعري
كنقيق واجب التكرار .
7
كان يتوجب علي مداومة النظر
دون الالتفات لشروط ثقب الباب
نحو بركتكمْ المستحيلة ، يا ضفادعي الحزينة
باصرار...
لا يفي بغرض الصدأ على عروة المفتاح
ولا على الرتاجات المستطيرة .
فبعد الفسفور الطائر
وقبل اليورانيوم الأخاذ
ستُخلي اللافقريات تعاسة شحاذيها
وتزم مباهج الأزهار
ستنثر الأشنات حقائبها صفيراً للمحطات
وستقوضني العناصر...
في منتصف الحزن المنحدر مني
موسيقى من ريش و رياح
تتربصني بالأسمنت في العهد القديم
وحراس أشداء مدججين بالمستقبل
ستنتابني الحروب ذات الخط الكوفي
والصبغ الحجري
وكلما تأففت أو تعلقت ببوادر نأمة
انثالت على قلبي سماء تعجُ بالخفاش
تخذلني بامهات الكتب
بأنين المواكب
بالقرع المتصاعد للمقابر
على زجاجة روحي
السارحة في أقاصي الحلم .
8

طيور من شوائب العصور
ووهم الخلاص
تلقطني من المعنى مراراً
ومراراً... تستفيض
يا أخوتي ...
بعيداً ، عن صدام الحشرات بفوضى النفوق الخلاقة
قريباً ، من احتشاء اللثغة في القلب
باللاجَرْس في أفق الوطن
أعلنُ ضفادعي الحزينة
وأعتري بغداد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا