الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل البلدان العربية بين القومية و الاسلامية

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2012 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نستطيع القول إن أوج بداية المد القومي تعود إلى حقبة عبد الناصر حيث الوحدة السورية المصرية وبعدها تعالت صيحات الشارع العربي من أجل الوحدة و التضامن بين الشعوب العربية وزامن نشوء المد القومي تيارات اخرى كان أقواها الحزب الشيوعي في العراق و الاسلاميون في مصر و سرعان ما اضمحل وجودها أمام هيمنة التيار القومي الذي أثبت وجوده على الشارع العربي وأصبح يملك أنظمة حاكمة امتدت إلى عقود خمسة او ستة بمساعدة الدول الكبرى منها الاتحاد السوفيتي و أمريكا . وراحت تحلم في إنشاء وطن واحد كما هو حلم البعثيون في العراق وسوريا سابقا في زمن حافظ أسد حيث كان هدفهم توحد البلاد وجعل من دمشق عاصمة شتوية وبغداد عاصمة صيفية . أيضا نرى الحكومات القومية في اليمن, مصر وليبيا قد استخدمت كل الوسائل المتاحة لها من البطش و الدكتاتورية. من أجل تثبيت ركائز حكمها و بسط سيطرتها على شعوبها و إنشاء حلمها في المنطقة و إن كلفها ذلك الأرواح و الملاين من الدولارات. المهم هو إرضاء النفوس السلطوية و إشباع رغباتهم في إنشاء دولة موحدة تدار من قبلهم يستطيعون من خلالها السيطرة على العالم. و سرعان متغير الأمر وتداعت الأمور منذ أن غزا صدام الكويت حتى جاء٢٠٠٣ حيث كانت أول تداعيات انهيار المد القومي و بدأ مسرح حمام الدم في العراق المقاد من قبل الجماعة الاسلامية أو ما يسميهم الشارع العربي و العالمي الارهابيون . وكان العراق ومازال تحت تهديد العديد من الجماعة المسلحة منهم المطالبة في تطبيق الشريعة الاسلامية مع مراعاة صفة الطائفة وتكفير الأخير. بعد عام ٢٠٠٣ بدأ العراقيون في محاربة المد القومي المتمثل في حزب البعث وتغير الانتماء حيث أصبح الاسلام هو الهوية و بالتحديد المذهب و من ثم تأتي العراقية في الدرجة الثانية وبعدها العربية هذا إن وجدت في الواقع . هذه الموجة من التغير لم تثبت في العراق بل امتدت إلى البلدان العربية بناء لما رسمته السياسة الأمريكية من تغير خارطة الشرق الأوسط . وجاءت الأيدي الرحيمة المحررة من المد القومي بما يسمى في الربيع العربي . الذي اسميه أنا الربيع الاورب أميركي لأن حقق أهدف الغرب أكثر من العرب .وكان من نتائج هذا التحرير هو انهيار المد القومي لدى أبناء الشعوب العربية . استطاع الغرب مع حليفهم أميركا بمساندة أبنائهم الأبرار من حكام العرب أن يرسموا لوحة واحدة في ذهن الانسان العربي عن العروبة و القومية ممزوجة في الدماء و الفقر و الظلم والبطش المستمر للنظام و أعوانه و أصبحت كلمة قومية تشير إلى كل هذه المفاهيم ولم يبقى من الانتماء سوى كلمة تلفظ من باب ألخجل لا أكثر. في ذات الوقت التي عاشته الشعوب العربية تحت حكم الأنظمة القومية المستبدة فتحت أميركا و الغرب أبوابها بشكل مذهل تجاه دول اخرى في المنطقة وساعدتها على تأسيس إمبراطورية جديدة تعلوا وترتقي بواقعها الاجتماعي و السياسي ومنها الابنة إسرائيل و العدو المجهول المفاهيم للغرب إيران و الوليد الجديد خلف العثمانيون تركيا . كل هذا كان على حساب العراق مصر سورية . و لم تترك النفط العربي مجهول المصير حيث جعلت من دول الخليج جزر أمريكية تحكم بحكام عرب إلا إن البيت الأبيض هو من يملك القرار. و اليوم بعد نهاية المد القومي ونهاية عهود الظلم والطغيان جاء المحررون بفكر جديد إلى الساحة العربية بعنوان إسلامي سوف يقوم هو الأخير في لعب دوره في المنطقة و يستمر في الحكم فترت لا تقل عن سابقه القومي تبدأ في شيء من الرفاهية الاقتصادية ومنتصفها استبداد و دكتاتورية فكرية جديده اسمها الإرهاب يمارس على الشعوب أولا ومن ثم يعود المحررون من جديد لإنقاذ العالم العربي من بطش الاسلامين لكن هذه المرة بمساعدة الصين بقيادة التنين الناشئ كقوة عضما في العالم و تكون النتائج في شكل بسيط هي نهاية الدين الاسلامي كما هيه القومية وتعزى الأسباب إلى عودة الانتهاكات القومية لكن في لباس دين و التشابه بين الاثنين القوميون يشير حكمهم إلى الدكتاتورية و الاضطهاد و الفقر العجاف و الإسلاميون يشير حكمهم إلى التعصب في الدين و التشدد في تطبيق الأحكام الإسلامية وسط انفتاح تكنلوجي كبير لا يمكن رفضه بل وجوب المواكبة وهذا مخالف إلى الكثير من الفكر الاسلامي المتعصب الذي يقوده السلفيون و الإخوان و غيرهم . أما المحصلة العربية من هذ الصراع هو تقسيم المقسم من الدول العربية وسوف يكون العراق أول هذه الدول بسبب طوائفه المتعددة ومن ثم سوريه لوجود التشابه الكبير في المجتمع ويتبعها مصر لوجود الأقباط و الجارة إسرائيل . بعد نهاية الدول العربية الكبرى ينتهي الوجود القومي و الوجود الاسلامي و ينتهي الدين كما انتهى القوميون وتتحول الكعبة إلى مركز تجاري رمزي للمسلمين كما هيه الفاتيكان . وتضع الدول صاحبة القرار حكام جدد علمانيون يقومون بوضع قانون جديد لا يمد إلى الدين بصلة يحمل فكر المواطنة فقط كما هو الحال في أوربا و من يطالب في الدين كمصدر للتشريع سوف يجابه في مد شعبي عارم محارب له. و هو رد فعل لما كان في السابق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ما اردوه العرب ﻻنفسهم
رعد جبر الشمري ( 2012 / 7 / 15 - 19:45 )
سيدي الكريم .شكرا لمقالك الرائع الذي يوضح مستقبل البلدان العربية. اود ان اقول الشعوب العربية اختارة هذا المصير الاسود .اختارت القوميون والان الاسلاميون .بعد اكثر من عقدين سنرى العالم العربي عاد الى عهد الرسول الملابس القصيرة والذقون اي يتحول العرب الى اسود في مظهرهم والى وحوش في داخلهم اتركوهم هذا اختايارهم الفاشل .واكيد بعد انتخاب رجال الدين سينتهي الدين الاسلامي بامر من الله .تحياتي لك ارجوك لا تنقطع عنا واتحفنا في كتاباتك الجميلة


2 - رعد الاسلام في يد الجهلاء
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 7 / 16 - 19:56 )

في البدء شكرا لكلماتك الرائعه سيدي . أود أن اشير إلى إن الاسلام في يد إناس جهلة لم يشهد التاريخ الاسلامي لهم مثيل من المستوى الهمجي المتلذذ في سفك الدماء ومصادرة الحريات و التعبير في القول سوى في عهد الفتوحات الاسلامية .إذا شابهتهم في الفكر كنت من الفائزين في جنات عدن و إن خالفتهم أصبحت كافر وكل ما تملك هدر ومباح لهم . هذه العقول السمجه، السفيه الساذجة و الحاملة لفكر جزيرة الهمج أي العرب سوف يجعلون من الاسلام دين للبرابرة وقطاع الطريق .وهذا ليس ذنبهم بل هو من التشريع القرأني قاتلوا المشركين حيث تقفتموهم . المهم في القريب العاجل سيزداد عدد المرائين ويكثر المصلين و تتعالى أصوات المساجد ويزداد المصلين .من جنب أخر تصادر الحريات الفردية ويزداد الخناق ويكون أصحاب ألدشاديش القصيرة والطويلة هم الحاكمون كما هي السعودية الأن يؤدي إلى ردة فعل من داخل المجتمعات العربية يقودها الشباب المسلم نفسه من أجل التغير ويمسخ بعدها الاسلام

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا