الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسانية لا تحمل الجنسيّة !!!

نيشان آميدي

2012 / 7 / 4
كتابات ساخرة



لا يغيـّـر الله ما بقومٍ حتى يغيـّروا ما بأنفسهم . ما أود القـول هنا ! الى متى نبقى ونعيش في دوامة أنا إبن المدينة وهذا إبن القرية ؟! أو أنا مثقف وذاك متخلف أم أنا غني والآخر فقير وألخ . و ننسـى في الحصيلة إننا جميعاً أولاد التســعة ! أي جميعنا أًناس وبني البشـر . فالإنسـانية لاتحمل الجنسـية ! إن كنت فقيراً أو غنياً أو أسـوداً أو أبيضاً أو طويلاً أو قصيراً ... فأنا إنســان بالنهـاية ! لذلك يجب تغيير العقلية القديمة من خلال المناهج الدراسـية وعن طريق الخطباء في الجوامع والكنائس والمنتديات العامة والتعامل اليومي في الدوائر والمؤسـسـات الرسـمية والغير رسـمية ، وكفانا أن نشـعر بالنقص والخجل لمجرد كوننا من القرية أو من المناطق البعيدة عن المدن ! فما ذنبي إن خُلقت من عائلة قروية أو فقيرة أو غير متعلمة ؟ وكذلك ماذنبي إن خُلقت مسـلماً لمجرد من أبَوَين مسـلمين أو ذلك يزيدياً أو مسـيحياً والخ . أو خلقت من أبَوَين كرديين فأصبحت كردياً والآخر عربياً أو تركياً أو فارسـياً وووهلما جرى ! فما ذنبنا ونحن نحمل صفات وجينات الأبوَين سِـواءَ كان سـلباً أم إيجاباً !! فلم نكن من المُخيِّرين كي نتحمل النتائج ما نحن فيه ! لذلك دعونا نعيش ونتعامل مع البعض كبشـر ونتقبل بعضنا البعض ، بغض النظرعن اللون أو الطائفة أو المذهب أو العرق ونراوح في دائرة الماضي الضيًّق وننسـى الحاضر والمسـتقبل ! ونترك الدين لله والوطن للجميع . لذلك أدعوا كل المواطنين للقيام بدور المواطنة وأن يعمل ما بإسـتطاعته وأن يقوم بالواجب ثم يحصل على حقوقه دون نقصان ، وإن نجد التقصير من خلال الدولة أو السـلطة من خلال تدبير الامور من التمييز أو المحسـوبية وما شـابه ذلك ! فعلينا أن لانختارهم ثانيةً من خلال الإنتخابات القادمة وأن نجعلهم عبرة لمن لا يعتبر ودون شـوشـرة أو فتح الجبهات ! فقط بالبصمة البنفسـجية !! فمثلاً أنا شـخصياً تركت أهلي وخلاني والتحقت بالمعارضة أي ( بالثورة الكوردية ) في عام – 1981 وذهبت الى إيران ثم الى سـوريا ثم الى لبنان وبقيت في الغربة أي في الدول المجاورة للوطن لغاية 1994 وتم اقامة مراسـيم إسـتشـهادي ثلاثة مرات من قبل أهلي لعدم إسـتطاعتي الإتصال بهم لقسـوة النظام البائد حينذاك ! لحين لجوئي وهجرتي القاسـيّة الى بلاد الثلج والجليد أي .... ( النـرويج ) وبعدها علم أهلي بأني على قيد الحياة ! وباتواعلى يقينٍ بذلك من خلال إتصالاتي الدائمة بهم مباشـرةً ، لذلك أسـتطيع القول بأني (الشـهيد الخالد ) أي بالكوردي ( شــەهيدێ نەمر ) فلا أعرف هـل كان لسـوء حظي أم لحسـن حظي أم من قلة الموت أم عقوبة إلهيّـة كي أرى هذه الواقع المريض ؟ ولسـت الوحيد من بين أهلي ضمن صفوف الحركة الكوردية بل كنا أربعة من الإخوة ، ومات والدي وهو متأمل أن يرانا قبل الوداع !!! ولكن دون جدوى من ذلك وقد مات وبحسـرته أربعة علل ! فالإنسـان العادي يموت بعلة واحدة ولكن والدي مات بأربعة علل ! فهل والدي يسـتحق أن يحمل لقب الشــهيد الخالد أم اللذين ماتوا في أرقى و أغلى المســتشــفيات في العالم ؟ وحتى للموت والشـهادة لها كل هذا المجال و الفسـحة من الحظوظ والتمييّز بين الأرواح والأجناس ؟ وكثيرون في الوطن ممن قدموا أروع المواقف و الملاحم والبسـالة و البطولة وسـجل التأريخ بدمائهم الزكية ولكن ومع شـديد الأسـف هنالك مَنْ اسـتغلوا واسـتفادوا على حســاب دماء الشـهداء وأصبحوا أغنياء وأثرياء وملاكين للأراضي والجبال ونسـوا عوائل وأطفال أولئك الأبطال والشـهداء والمعوقين اللذين قدوموا الغالي والنفيس في سـبيل الوطن والمواطن ! لذلك ومن خلال ما نرى من الفسـاد والمحسـوبية والمآسـي وهدر أموال الشـعب بهذه الصورة اللاأخلاقية والبعيدة كل البعد عن القييّم والإنصاف . فألف لعنة ولعنة على كل من إسـتباح وأسـتفاد وأسـتغل وأسـتولى على حق هؤلاء االضحايا وأولادهم وأُسـر وأرامل الشــهداء . فاللعنة والخزي والعار على كل من خان الوطن ودماء الشـهداء والضحايا والمفقودين ! كائن من كان من الكبير الى الصغير ... سـواء كان مسـلماً او مسـيحياً او يزيدياً أو من يكون . فبناء المجتمع السـليم والأجيال والمسـتقبل والأوطان لا يتم إلاّ بالصدق والعدل والإخلاص والمسـاواة وبمشـاركة الجميع من كافة الاجناس والأديان والقوميات بالحقوق والواجبات !. وليس العكس كما نحن فيه الآن مع شـديد الأسـف ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا