الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عادت الطبقية إلينا من جديد

محمد الفيصل

2012 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تسعى البلدان الحديثة والدول المتطورة الى التقليل من الفارق بين الطبقات الاجتماعية بشتى الوسائل ، الاقتصادية منها ام الفكرية ، وهذا يعد دليلا على رقي التفكير في هذه الدول ، لكن ما نلاحظه في العراق هو محاولة العودة الى تسميات قديمة تؤكد على التفاوت الطبقي من جهة ، وكذلك تؤدي الى تقديس الأشخاص مما يدفعهم الى الاستبداد بما يملكون من سلطة ، فالمسؤولية والسلطة هما شرف تكليفي يحوزه الشخص وليست وسيلة للتعالي او الترفع عن الآخرين لان من يستلم السلطة عليه ان يدرك انه قد نذر نفسه لخدمة الناس وليس العكس ، وحيث أن المادة (14) من الدستور تنص: ( العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي ( صحيح إن المادة تتكلم عن المساواة أمام القانون حصرا، إلا أن المساواة بين المواطنين على أساس مبدأ المواطنة من بديهيات النظام الديمقراطي الحديث، ومن هنا يكون هذا من قبيل التمايز والتفاضل المتعارض مع مبدأ المساواة.
فوجود مسميات مثل كلمة ( معالي ) او ( دولة السيد ) او ( فخامة ) نراها تؤدي الى إيجاد فصل ومساحات كبيرة لا ينبغي لها ان تكون بين الراعي ورعيته ، وبعيدة كل البعد عن التواضع الذي يجب ان يتحلى به المسؤول وهو يؤدي واجبه في خدمة المجتمع لان الرجال بأفعالها لا بمسمياتها ، وربما كان الأجدر بالمسؤولين ان يدعوا المواطن ( يعليهم ) و ( يفخمهم ) في ذاته وليس في لسانه من خلال ما يشعر به من قربهم منه وإحساسهم باحتياجاته ومشاكله ، وعلينا ان ندرك جميعا انه قد يكون بناء الدولة أمر صعب ، ولكن بناء الإنسان أكثر صعوبة لأنه الركيزة الأساسية في بناء الدولة ، فإذا أحس الإنسان بإنسانيته وحقوقه في بلده ازدادت قدرته على البذل والعطاء والإبداع في نفس الوقت ، اما اذا فقد لديه هذا الشعور فانه حينها سيصبح أشبه بالآلة التي تؤدي واجبا دون إبداع جديد ، او كصوت عقارب الساعة التي تتوالى في نظام ثابت لا يقبل التغيير .
ان من يريد الارتقاء بشخص عليه ان لا يطالبه بالصعود إليه وإنما عليه النزول الى مستواه والأخذ بيده للارتقاء سويا ، وهذا الشئ يصعب مناله مع وجود تسميات وألقاب يغدق بها المسؤول على نفسه تاركا خلفه رعيته بمساحات شاسعة لا يستطيعون إسماعه أصواتهم وهمومهم ومشاكلهم في تجسيد حقيقي للطبقية التي ولت منذ زمن بعيد ، لذا فإننا كنقيب للمحامين العراقيين نطالب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء كافة بالالتزام بروح الدستور ونصوصه وإصدار التعاميم الى كافة الوزارات والدوائر الرسمية بعدم استخدام هذه الكلمات والاكتفاء بكلمة ( السيد ) للرجال ، و( السيدة ) للنساء لان ذلك من شأنه رفع التمايز بين أفراد هذا الشعب مهما كانت درجة مسؤوليتهم في السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة