الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكسروا الهراوة

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2012 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كان المنظر حزينا بل كان مثيرا للغضب .. هراوات تلوّح بالهواء وتنزل كالصاعقة على رؤوس شبان وشابات جريمتهم أنهم اختلفوا مع القيادة السياسية، وقرروا الذهاب إليها لإبلاغها بموقفهم.. عناصر امن بأزياء مختلفة الألوان، ورجال امن بلا ملابس عسكرية يتصدون لمسيرة شباب فلسطين وأمل فلسطين، يمنعونهم من التقدم نحو المقاطعة، ثم يباشروا بالقمع، وتسيل دماء وتصاب الأجساد النحيلة بالرضوض، والكدمات تصبح علامات فارقة على الوجوه.

كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر بل وبتوجيه مباشر من قيادات أمنية كانت في المكان.. كل ذلك يجري تحت أعين وعدسات المصورين الصحفيين، ومراسلي وكالات الأنباء المحلية والأجنبية الذين نشروا ( وكلّ منهم له غايته ) الصورة وأوصلوها إلى كل بقاع الأرض، ليرى بها العالم نموذج آخر يتماثل بالأداء إلى حد ما مع أداء أنظمة الاستبداد التي تهاوت في الجوار-- كمصر واليمن وتونس-- ولتستغلها أطراف دولية لا تريد الخير لقضيتنا.

والمحزن حقا أن يسارع البعض لوصف أولئك الشباب المضروبين المقموعين بأنهم أصحاب أجندات أجنبية، بل ولينزل إلى ميادين التواصل الاجتماعي عدد موتور مغرض بلا أخلاق وبلا قيم ليلصق بالشباب أبشع التهم الأخلاقية.. وتبدأ حملة ظالمة لم تستهدف الشباب فقط، بل طورها البعض ليطلق مما في جوفه قذائف من قاذورات باتهام مؤسسات العمل الأهلي بأنها عميلة ومرتبطة بقادة الاحتلال وأنها تدعم وتحرك الشباب للنيل من المشروع الوطني.

وكان قرار الرئيس أبو مازن بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والاحتقان الذي أصبح ينذر بعواقب وخيمة.. كان قرارا حكيما يمكن له أن يضع حدا لتغوّل الأمن على الحريات، ويمكن أن يوصل رسالة إلى كل من مارس العنف بان سيادة القانون وان كانت مهمة فان كرامة المواطن أهم.

أحداث رام الله مخيفة بكل المقاييس، ولجنة التحقيق أمام مهمة لابد لها أن تنجح فيها.. وعلى اللجنة أن تقوم بنشر حقيقة ما جرى، وتحديد المسئوليات، وعقاب كل من ارتكب حماقة ورفع هراوة بوجه مواطن أو لكم أو ركل أو حاول خنق شاب أو شابة أو صحفي، ومعاقبة من اصدر الأوامر ومن قام بالتغطية على الفاعلين.. وعلى اللجنة أن تكشف الجهة السياسية التي اتخذت القرار بالضرب-- على اعتبار أن قوى الأمن منفذة قرارات ( أو هكذا تصف الأجهزة الأمنية نفسها )..

الاعتداء على المتظاهرين في رام الله أمر لا يجب أن يمر هكذا.. انه علامة سوء يجب أن تنتبه لها كل القيادات .. انه انتهاك لحرية الرأي والتعبير ومطلوب فورا اتخاذ إجراءات كي لا تتكرر الحادثة .. وعلى المستوى السياسي في القيادة أن ينتبه الى إن مثل هذه الأعمال المرفوضة تقوض ما تبقى من ثقة الشعب بقيادته .. وان مثل هذه الأساليب لن تستطيع وقف عجلة التحرك الشعبي الذي يشكل الرقابة الحقيقية على أداء القيادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي