الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتسموا فهذا نافع لكم

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 7 / 8
المساعدة و المقترحات


عندما تكون صادقة , تزيل جفاء الريبة واكداس التحامل الدفينة عبر السنين , وتفتح ابواب الأفئدة المتقسية بالتشكك وعدم الثقة , وتبعث الطمأنينة والبهجة فى نفوس العديدين. انها تقول : " لا تقلق , فأنا متفهم ". وتناشد : " أأمل ان نصبح اصدقاء ". فما هى هذه الوسيلة الفعالة؟ انها الابتسامة. ويمكن ان تكون ابتسامتك انت.
ماهى الابتسامة؟ تعرفها القواميس عادة بأنها تعبير فى الوجه تنفرج فيه الشفتان قليلا تعبيرا عن المتعة , الرضى , او البهجة. وهنا يكمن سر الابتسامة الحارة. فالأبتسامة اسلوب غير كلامى للتعبير عن المشاعر للاخرين او اظهار العواطف لهم. طبعا قد تعبر الابتسامة ايضا عن السخرية او الازدراء , لكن ذلك موضوع اخر.
هل تؤثر الابتسانة حقا فى النفوس؟ حسنا , هل تذكرون حين بعثت فيكم ابتسامة شخص شعورا بالطمأنينة او الارتياح؟ وكيف انكم شعرتم بالتوتر , حتى بالنبذ عند غيابها؟ نعم تحدث الابتسامة تغييرا هاما فى المواقف. فهى تؤثر فى المبتسم والمبتسم له على السواء.
لا تزال الابتسامة تنتج هذا التأثير الايجابى حتى اليوم. فالابتسامة الحارة قد تساعد على ازالة التوتر المتراكم. انها تنفس عن الشخص ملطفة مشاعره المشحونة بالضغوط العاطفية والاجتماعية. فعندما نشعر بالتوتر او التثبط , يمكن ان تساعدنا الابتسامة على التخفيف من التوتر والتغلب على تثبطنا. مثلا , غالبا ما كانت فتاة تلاحظ ان الاخرين يحدقون اليها. فافترضت انهم ينتقدونها اذ كانوا يحولون نظرهم عنها بسرعة عندما تلحظهم. فشعرت الفتاة بالوحدة والتعاسة. ذات يوم اقترحت احدى صديقاتها ان تبتسم للناس عندما يقع بصرها عليهم. فجربت الفتاة هذا الاقتراح مدة اسبوعين. ولدهشتها بادلها الجميع الابتسامة وزال التوتر. تقول : " اصبحت الحياة ممتعة حقا " نعم , تجعلنا الابتسامة نشعر بالأرتياح اكثر مع الاخرين وتساعدنا على الصيرورة ودودين اكثر.
يمكن للابتسامة ان تؤثر فى الشخص عاطفيا. فهى تساعد على تحسين مزاج المرء. وهى نافعة للصحة الجسدية ايضا. يذكر احد الاقوال : " الضحك خير دواء ". وفى الواقع تقول المراجع الطبية ان موقف الشخص العقلى يؤثر كثيرا فى صحته الجسدية. وتظهر دراسات عديدة ان الاجهاد المستمر والانفعالات السلبية المتواصلة ومايشابهها تضعف جهازنا المناعى . ومن جهة اخرى يجعلنا الابتسام نشعر بالفرح. حتى ان الضحك يقوى جهازنا المناعى.
والابتسامة تترك اثرا فى نفوس الاخرين. تخيلوا انكم تتلقون نصيحة او مشورة. فكيف تفضلون ان تكون تعابير وجه المشير؟ يمكن ان تنقل التعابير الباردة او المتجهمة مشاعر الغضب , الانزعاج , النبذ. حتى العداء. من جهة اخرى. الا تجعلكم ابتسامة حارة على وجه المشيرمرتاحين اكثر وبالتالى متجاوبين اكثر مع النصيحة؟ طبعا , تساعد الابتسامة على التقليل من سوء الفهم فى حالات التوتر.
طبعا ليس معظمنا كالممثلين المحترفين القادرين ان يبتسموا بسرعة فى اى وقت كان. ولا نرغب ان نكون هكذا. فنحن نريد ان تكون ابتسامتنا طبيعية وصادقة. علقت معلمة مدرسة فى مادة العلاقات العامة : " من المهم ان تسترخوا وتيتسموا من صميم قلبكم. والا قد تبدو ابتسامتكم متكلفة ". فكيف يمكننا ان نبتسم بصدق من القلب؟ ان سر الابتسامة الصادقة يكمن فى افكارنا وعواطفنا. نعم , لا شك ان سرائر قلوبنا ستنكشف عاجلا او اجلا , ليس فقط بكلماتنا واعمالنا , بل ايضا بأسارير وجهنا. لذلك نحتاج الى المداومة الى التأمل فى الافكار الايجابية. فنظرتنا الى الاخرين تؤثر جدا فى تعابير وجهنا. لذلك فلنركز على المزايا الفضلى فى الناس حولنا. وسيسهل علينا كثيرا الابتسام لهم. وستكون ابتسامتنا صادقة اذ تطفح من قلب تملؤه الطيبة , الرحمة , واللطف. وعندئذ ستشع عيوننا بالبهجة. وسيعلم الاخرون ان ابتسامتنا صادرة من القلب.
ولكن يجب الاعتراف انه يصعب على بعض الناس الابتسام بسبب خلفيتهم او بيئتهم. حتى اذا كانت نيتهم حسنة تجاه جيرانهم. فهم غير معتادين على الابتسام للأخرين. على سبيل المثال يتوقع من الرجال اليابانيين عادة ان يحافظوا على رزانة تامة ويلزموا الصمت فى كل الاوقات. لذلك فان العديدين منهم غير معتادين على الابتسام للذين يعتبرون غرباء. وقد يصح الامر نفسه فى الثقافات الاخرى. وقد يكون بعض الافراد خجولين بطبيعتهم فلا يسهل عليهم الابتسام للاخرين. لذلك. لا يلزم ان نحكم على الاخرين بسبب ابتسامتهم العريضة والدائمة. فالناس مختلفون. وكذلك ميزاتهم واساليب اتصالهم بالاخرين.
ولكن اذا كنتم تستصعبون الابتسام للاخرين , فلم لا تحاولون التغلب على هذه الصعوبة؟
وفى كل مرة تبتسموا يصبح الابتسام اسهل بكثير.
كلمة تحذير
من المحزن انه ليس كل ابتسامة نراها هى صادقة. فقد تشرق من وجوه النصابين والمخادعين والباعة العديمى الضمير والمتحرشين بالاطفال وغيرهم ابتسامات جذابة جدا. فهم بعرفون ان الابتسامة تذيب الجليد وتجرد الاخرين من حذرهم. وقد ترتسم على وجوه الناس ذوى الاخلاق المريبة او الدوافع النجسة ابتسامات مغوية. لكنها ابتساماتهم فارغة وهى خادعة. وفى حين اننا لا نرتاب بافراط بالاخرين علينا ان نكون حذرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س