الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يهدمون القبور، ويطاردون المارة، ويطالون القمم، ويحاولون القبض على الدستور

مجدي مهني أمين

2012 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



لقد اأزعجنا كمصريين، بمختلف أدياننا، أن تقوم بعض التيارات السلفية بهدم مقابر الأولياء،أزعجهم أن يفرض هؤلاء معتقداتهم الخاصة بهم على الناس من خلال قيامهم بهذه الأفعال العدائية. فنجدهم في هذه اللحظة، التي يمتلكون فيها القوة، يعطون الأمر لأنفسهم ، وينفذون الأمر بأنفسهم، ويهدمون المقابر على رؤوس أصحابها، ثم يهرولون لقتل شاب واقف أو سائر مع خطيبته في السويس، ويقتلون شابين في عمر الزهور لأنهم يعزفون الموسيقى في أبو كبير بالشرقية، وينالون من عادل أمام بحجة الإساءة للإسلام ، وأخيرا يقيمون الدعوى على الكاتب الساخر أحمد رجب، ورسام الكاريكاتير مصطفى حسين، للعمل على إيقافهما لاستهزائهما بالسلفية.

بالطبع لا يمكن لأحمد رجب أو لمصطفى حسين أن يستهزئا بالسلفية، فلو افترضنا أن السلفية معتقد، فكل واحد حر فيما يعتقد، ولا يمكن لكاتب ورسام أن يسخر من معتقد، لأن هذه هي ألِف باء المجتمع الراقي، ألا يسخر أحد من معتقد أحد آخر، فالدستور يكفل حرية المعتقد، ولكن السخرية تأتي جراء الأفعال، خاصة تلك التي تكدر صفو المجتمع، أو تربط الدين بالسياسة ، أو الدين بالمظهر، أو بالتخويف أو التأثير على البسطاء، وغير البسطاء، من الناس.

النقد يأتي من استخدام العنف لفرض معتقد فئة على باقي فئات المجتمع الآمن، والناس تتساءل:

- لمَ هذا العنف؟ ولمَ هذا القتل والترويع؟ وهل يقوم به الفاعل من تلقاء نفسه، أم تنفيذا لأوامر تصل إليه؟
- هل يقوم به لوجه المعتقد، أم بمقابل يدفعه من يصدر هذه الأمر؟ وماذا يريد منا هذا الذي يصدر الأمر؟ ماذا يريد من الوطن والناس؟
- وأي وطن هذا الذي يتدين أهله طبقا لتصور خاص لفئة صغيرة لا تنادي بما تراه بالموعظة، ولكن بهكذا أفعال تصيب الناس بالخرس؟

في هذا المناخ المكفهر، الذي يظهر فيه وزير الداخلية وكأنه يبرر لقتلة شاب السويس ما فعلوه، وأن " الولاد القتلة ملتزمون دينيا، ولو كان الشاب تاسف لهم ماكان تم قتلة!!.. "، في هذا المناخ الذي يقوم فيه رئيس الجمهورية بمحاولة تثبيت اللجنة تاسيس الدستور، وهو يعلم انها لجنة منتقصة الصلاحية؛ في هذا المناخ الذي يسعى فيه مجلس الشورى ذو الأعلبية الدينية لتعيين رؤساء تحرير الصحف القومية؛ في هذا المناخ الذي يطارد فيه الإخوان المستشارة تهاني الجبالي كي يمنعوها من اعتلاء منصة المؤتمر العمالي الذي نظمه الاتحاد العام لعمال مصر بشبرا، ويقومون بإعمال بلطجة أمام مجلس الدولة أثناء نظر دعاوى بطلان الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور (أنظر الرابط الأول)؛ في هذا المناخ، نجد أنفسنا أمام سعي حثيث، كي تسقط الثوابت، بل كي تسقط المكاسب التي حصلنا عليها حتى في ظل النظام السابق.

- فما معني أن ينفرد مجلس الشوري بتوجهه الحزبي كي يتولى تعيين رؤساء التحرير؟ أليست هذه محاولة لكسر الأقلام المعارضة لهذا الحزب الحائز على الأغلبية؟
- ثم ما معنى أن ينال بعضهم من أحمد رجب ومصطفى حسين؟ أليست هذه محاولة للنيل من هرمين من أهرام الصحافة، النيل منهما لأنهما أقوى من أي رئيس تحرير قد يأتي مسايرا أو مجاملا للنظام الحاكم؟
- أو ما معنى النيل من المستشارة تهاني الجبالي، وهي أحدى علامات التحدي للنظام السابق في عز قوته وصولجانه، النيل منها؛ وهي تدافع عن هيبة القضاء كي تلصق بها تهمة أنها فلول، فتسقط أمام الرأي العام، كي يجهزوا عليها بلا رحمة؟

بلد تنتهك بقسوة، تنتهك وكأن لا صاحب لها، وكأن الناس فيها بلا عقل، وكأنهم جميعا لا حول لهم ولا قوة، ولا ينتظرون من فيض الكريم إلا بعضا من الزيت والسكر، يأخذونه من السادة الجدد مقابل الولاء والطاعة.

لقد نفضنا النظام السابق عندما واجهناه، قالها حمدين صباحي سنة 2007: هذا النظام سيسقط لو بتنا ليلة في ميدان التحرير، والحقيقة أن حمدين كان متفائلا بعض الشئ، فلقد بتنا في التحرير 18 ليلة؛ وسقط النظام، لا يمكنني أن أتنبأ بكم ليلة يجب أن نبيتها كي يسقط المستبدون الجدد، بعض أن نشروا في الشوارع اتباعهم كي ترهب الناس، ونشروا سياسييهم في الأروقة كي يتهموا الشرفاء بالعمالة، أو أنهم فلول؛ككلمة سحرية تضع الشرفاء في موقف الدفاع عن النفس بدلا من أن يكونوا في موضع المواجهة لتجاوزات هذا النظام الجديد المستبد.
لو تفرجنا كثيرا سيسقط العديد من الشرفاء ضحايا للمستبدين الجدد، ومع كل شريف يسقط أو يستسلم، يستأسد النظام الجديد المستبد، وتستقظ أجهزة الدولة واحد بعد الآخر، وتضيع مصر.

لا يمكننا أن نترك القضاة والشرفاء يحاربون بمفردهم ، فكل هؤلاء -دون دعم منا- قد يسقطون في اليأس. لا وقت للفرجة بين الخاسر والكاسب، فهذه معركتنا نحن أيضا،وعلينا ألا نترك القضاء و الشرفاء يقاتلون هذه المحركة نيابة عنا. لقد أخذ المستبدون التحرير، وعلينا أن نتبنى منطق ديجول الذي خرج من فرنسا بعد أن احتلها النازي، وقرر ان يحارب النازية من خارج فرنسا، فلو أخذوا التحرير علينا ان نواجههم من خارج التحرير، نواجههم بكل قوتنا وإيماننا ببلدنا وثورتنا، حتى لا تضيع مصر كما ضاع التحرير.


- الرابط الأول: الوفد - الإخوان أرهبوا معارضيهم وهددوا القضاة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفائدة الوحيدة (تاني مرة)
محمد بن عبد الله ( 2012 / 7 / 18 - 19:15 )
أجزم ان اخوان الظلام السفليين هم أصدق من يمثل الاسلام وأكثرهم التزاما بتعاليمه ووفاء له

واتمنى ان تفضي تضحيات جيلنا المنكوب إلى فضح مصدر الخراب وكشف القناع فيشب الجيل القادم عقلانيا حكيما فيتخلـّص العالم من هذه الكارثة

قد يحدث ذلك لتكون هذه الثمرة الوحيدة للأحداث المؤلمة الحالية

اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو