الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التباس الهويتين الاردنية و الفلسطينية الجزء الاول - ارتسامات دولة وشعبين -

نضال الابراهيم

2012 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يمكن التوفيق بين هويتين ، الاردنية والفلسطينية اللتان فرض عليهم ، توجيه شكل صراعاتهم ، من صراع طبقي داخلي ووجودي خارجي مع الكيان الصهيوني ، وذلك في ظل الحراك السياسي الدائر في الاردن الان المطالب بالاصلاح ، والذي ترفع اغلب تياراته كاهم مكون لهذا الاصلاح ، شعار نظام الملكية الدستورية ، وبذات الوقت عدم تكريس فكرة الوطن البديل ، وعدم تهميش الشرق اردنيين ، يبدو اننا نحتاج بعض الشيئ لاعادة قرأة مجموعة من الافكار والطروحات في سياقها التاريخي والاجتماعي ، وهو ما يستوجب اعادة طرح ما اسميه اسئلة الهوية والصراع :
اولا : ما الفرق بين الهوية الحضارية والثقافية الاردنية والفلسطينة ان وجدت تاريخيا ؟
ثانيا : من هو الاردني ومن هو الفلسطيني ؟
ثالثا : هل الصراع الاجتماعي في الاردن هو بين هاتين الهويتين ام انه صراع فئوي وطبقي بين افراد مؤسسات هويتها اقتصادية وسياسية بغض النظر عن منبتها ؟
رابعا : هل هناك هوية جامعة كمانة للطرفين يمكن ان تكون الرافعة للخروج من مأزق الهوية دون تفجر اي شكل من اشكال الصراعات ذات البعد الاقليمي بين الطرفين ؟
قد تحتاج الاجابة على هذه التسأوت دراسات وابحاث علمية موسعة ولكن يمكن كبداية ان نطرح بعض المعطيات التاريخة والاجتماعية والقانونية التي قد تبلور رؤية للخروج من هذا المأزق وطرح بعض الاجابات في اجزاء لاحقة للمقالة ، وسوف اتناول الموضوع على عدة اجزاء نظرا لكونه موضوع شائك ويحتاج الى تفصيل وتأصيل .
واهم المعطيات التاريخية بنظري والتي اقدمها كعناوين عامة بهذا الجزء هي التالي :
- لا بد من استحضار " الشرعية التاريخية " لامارة شرق الاردن و المملكة الاردنية الهاشمية بعيدا عن الرواية الرسمية للتاريخ والتي تركز على مفاصل محددة لهذا التاريخ بجعل محور التاريخ الحديث لهذه الدولة هو " الاسرة الهاشمية " " ثورة العربية الكبرى " وتقديم فهم جديد لهذه الشرعية من الاساس . ومن اهم تلك المفاصل التي جرى تغيبيها قسرا في هذا التاريخ .
- عدم وجود هوية اردنية بالمعنى المتعارف عليه حاليا قبل عام 1921 حيث كانت الاردن وقبل قيام الامارة جزء من ولاية سوريا العثمانية وفيما بعد جزء من المملكة العربية السورية التي نشأت بعد الثورة العربية و هزيمة الاتراك والهوية الحضارية والقانونية لشعوب هذه المنطقة " بلاد الشام " كانت هي الهوية السورية فالكل كانو سوريين ومنطقة الاردن وفلسطين كانت ولا زالت تسمى جنوب سوريا مقابل الشمال السوري وهو الدولة السورية الحالية ولبنان .
- عند قدوم الامير عبدالله بن الحسين لم يكن ضمن مشروعه اقامة دولة اردنية كما هو شكلها الحالي ولكنه كان لا زال مسكون بفكرة اقامة الدولة العربية في المشرق العربي بعد انهيار المملكة السورية على ايدي الاستعمار الفرنسي .
- في اول خطاب للامير عبدالله بن الحسين بعد دخوله الى معان خاطب اهل شرق الاردن والوفود القادمة من مناطق مختلفة من مناطق سوريا " ايها السورين ... " لكون اهل شرق الاردنين سورين ولم يستهجنو هذا الخطاب من الامير .
- تبلور مشروع اقامة امارة شرق الاردن بين ثلاث اطراف الامير عبدالله بن الحسن واهل شرق الاردن واحرار سوريا بشكل اوسع والانتداب البريطاني الذي كان يحكم من فلسطين بذلك الوقت .
كل المصادر التاريخية تؤكد ان " سند مشروعية اقامة امارة شرق الاردن " كان قائم على فكرة " ان يكون شرق الاردن هو المنطلق والحاضنة لااعادة توحيد سوريا الطبيعية في دولة واحدة بعد ان جرى تقسيمها بناء على ثلاث اتفاقات ( وعد بلفور – سايكس بيكو – مقررات مؤتمر سان ريمو ) .
وقد قابل هذه الاتفاقات المؤتمر الشعبي ( المؤتمر السوري العام والذ كان بمثابة برلمان سوريا الطبيعية ) للمثلي كل المدن السورية في لبنان وسوريا الحالية وفلسطين والاردن
" المؤتمر السوري العام : هو تجمع سياسي أقيم في دمشق بمشاركة ممثلين عن كافة مناطق سورية الكبرى من أواخر حزيران 1919 إلى أواخر تموز 1920. كان هذا المؤتمر بمثابة برلمان سوري، وفي اجتماع له في 8 آذار 1920 أعلن هذا المؤتمر أبرز مقرراته وهو إعلان استقلال سورية باسم " المملكة السورية العربية " بحدودها الطبيعية (بما يشمل لبنان و فلسطين و الأردن والأقاليم السورية الشمالية التي أعطيت لتركيا من قبل الفرنسيين و الإنكليز في معاهدة لوزان ولواء اسكندرون) ومناداتها بالأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها. تلا محمد عزة دروزة، أحد مندوبي نابلس، هذا القرار على الجماهير المحتشدة في ساحة المرجة أمام مبنى بلدية دمشق، في 8 آذار 1920، طالاً من شرفة البلدية دعا المؤتمر خلال جلساته إلى الوحدة العربية وخصوصاً بين سوريا والعراق " .
ممثلون الاردن في المؤتمر السوري العام :
• سعيد أبو ناجي السلط
• سعيد الصليبي السلط
• عبد الرحمن ارشيدات
• سليمان السودي
• خليل التلهوني
• عيسى مدانات

جزء من بيان المؤتمر :
" فنحن أعضاء هذا المؤتمر، رأينا بصفتنا الممثلين للأمة السورية في جميع أنحاء القطر السوري تمثيلاُ صحيحاً، نتكلم بلسانها ونجهر بإرادتها، وجوب الخروج من هذا الموقف الحرج، استناداً على حقنا الطبيعي والشرعي في الحياة الحرة، وعلى دماء شهدائنا المراقة، وجهادنا المديد في هذا السبيل المقدس، وعلى الوعود والعهود والمبادئ السامية السالفة الذكر، وعلى ما شاهدناه ونشاهده كل يوم من عزم الأمة الثابتة على المطالبة بحقها ووحدتها والوصول إلى ذلك بكل الوسائل، فأعلنا بإجماع الرأي استقلال بلادنا السورية بحدودها الطبيعية، ومن ضمنها فلسطين، استقلالاً تاماً لا شائبة فيه على الأساس المدني النيابي، وحفظ حقوق الأقلية، ورفض مزاعم الصهيونيين في جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود أو محل هجرة لهم.
وقد اخترنا سمو الأمير فيصل بن الملك حسين، الذي واصل جهاده في سبيل تحرير البلاد وجعل الأمة ترى فيه رجلها العظيم، ملكاً دستورياً على سوريا بلقب صاحب الملك فيصل الأول، وأعلنّا انتهاء الحكومات الاحتلالية العسكرية الحاضرة في المناطق الثلاث، على أن يقوم مقامها حكومة ملكية نيابية مسؤولة تجاه هذا المجلس في كل ما يتعلق بأساس استقلال البلاد التام إلى أن تتمكن الحكومة من جمع مجلسها النيابي، على أن تدار مقاطعات هذه البلاد على طريقة اللامركزية الإدارية، وعلى أن تراعى أماني اللبنانيين الوطنية في إدارة مقاطعتهم لبنان ضمن حدوده المعروفة قبل الحرب بشرط أن يكون بمعزل عن كل تأثير أجنبي .
ولما كانت الثورة العربية قد قامت لتحرير الشعب العربي من حكم الترك، وكانت الأسباب المستند إليها إعلان استقلال القطر السوري هي ذات الأسباب التي يستند إليها استقلال القطر العراقي، وبما أن بين القطرين صلات وروابط لغوية وتاريخية واقتصادية وطبيعية وجنسية تجعل كلاً من القطرين لا يستغني عن الآخر، فنحن نطالب استقلال القطر العراقي استقلالاً تاماً، على أن يكون بين القطرين اتحاد سياسي واقتصادي .
هذا وإننا باسم الأمة السورية، التي أنابتنا عنها، نحتفظ بصداقة الحلفاء الكرام، محترمين مصالحهم ومصالح جميع الدول كل الاحترام. وإن لنا الثقة التامة بأن يلتقي الحلفاء الكرام وسائر الدول المدنية عملنا هذا المستند إلى الحق الشرعي والطبيعي في الحياة بما نتحققه فيهم من نبالة القصد وشرف الغاية، فيعترفوا بهذا الاستقلال ويجلو الحلفاء جنودهم عن المنطقتين الغربية والجنوبية، ليقوم الجند الوطني والإدارة الوطنية بحفظ النظام والإدارة فيهما، مع المحافظة على الصداقة المتبادلة حتى تتمكن الأمة السورية العربية من الوصول إلى غاية الرقي، وتكون عضواً عاملاً في العالم المدني " .
- في مقابل مشروع توحيد سوريا الطبيعية والسورين كان المشروع الاستعماري قد تقدم وانجز جزء من مخطاطاته بتقسيم سوريا الطبيعية الى اربع كيانات سياسية هي العراق وسوريا الحالية و لبنان (وفلسطين – الاردن )
- الاردن قبل اقامة الامارة كان جغرافيا وتاريخيا جزء من فلسطين التي كانت بذلك الوقت متطورة مدنيا وتشكل مدنها مراكز حضرية مقابل ذلك كانت الحواضر الاردنية لا زالت لم تتشكل كمدن حديثة ويغلب الطابع الزراعي و البدوي على نمط المعاش لسكانها .
- منطقة شرق الاردن وسندا لوعد بلفور وما لاحقه من اتفافات سرية وعلنية اخذت بعين الاعتبار ان يتم تكريسه ( لاستيعاب الهجرات البشرية لااهل فلسطين بعد اقامة الكيان الصهيوني ) لذلك فان " فكرة الوطن البديل " ليست حديثة الولادة بل هي سابقة لنشأة امارة شرق الاردن .
- رافق نشأة كيان شرق الاردن ان كان على سدة الحكم به مع الامير عبدالله نخب سياسية ينتمون الى مناطق مختلفة من سوريا الطبيعية ومنها ان اول رئيس وزراء للاامارة كان سوري اي ينتمي الى سوريا الشمالية وليس من شرق الاردن وفلسطين ولم يثر ذلك اية اشكالات اقليمة او جهوية الى بديات حتى بدئت تترسخ مفاهيم الدولة المستقلة لاامارة شرق الاردن وبدء بروز هوية جهوية لااهل شرق الاردن من خلال احزاب وجماعات مختلفة حتى برز في تلك المرحلة شعار" الاردن للاردنين " لكون النخب الحاكمة اغلبها كانت تنتمي الى مناطق من خارج شرق الاردن كما تشكل بالعام 1921 .
- لم يكن وقتها قد وجد او تفجر اي شكل من اشكال الصراع الاجتماعي والسياسي بين الشرق اردنيين والفلسطينين حيث لا زالت اواصر الهوية السورية فاعلة في الربط بينهم ولم تكن الدولة قد ترسخت بعد او تشكلت طبقات اجتماعية حقيقية لها مصالح تستدعي الدفاع عنها من كلا الفئتين اهل شرق النهر واهل غرب النهر .
- حتى كان قيام دولة الكيان الصهيوني وما رافقه من الهجرة الاولى للفلسطينين للاردن واعلان المملكة الاردنية الهاشمية بعد وحدة الضفتين حيث اصبح سكان الباقي من فلسطين الضفة الغربية والاردن على المستوى القانوني ( الجنسية ) اردنين .
- ولكن اردنة اهل الضفة الغربية لم يكن يعني الغاء الهوية الفلسطينية التي كانت تموج بين نزعتين متفاعلتين :
الاولى : الاقليمية وهي الانتماء للاقليم الفلسطيني من سوريا وهو انتماء طبيعي للجماعات البشرية للجهة والمدن والثقافات المحلية التي تربطهم برابط خاص وفرعي عن الثقافة الاعم والاشمل (السورية – العربية ) لذلك فهيا لم تكن عنصرية او اقليمية موجهة ضد شعب عربي اخر ان كان اهل الاردن او غيرهم .
الثانية : الهوية النضالية ضد الكيان الصهيوني الغاصب وهي هوية لها طبيعتها ومشروعيتها الخاصة والتي زادت من حدة انتماء وتمسك الفلسطينين بهويتهم حتىى الذين اكتسبو او منحو جنسيات عربية او اجنية " والادنية خاصة " بفعل الاتصال الجغرافي والتواصل المستمر من اهاليهم في الضفة الغربية .
- بعد تشكل الهوية الثانية واتخاذها بعد تنظيمي وعسكري من خلال وجود المنظمات الفلسطينية التي نشأة تحت شعار تحرير فلسطين وقد كان تواجدها العسكري على اراضي الاردن وكان لا بد من بعض الخلافات والمصدمات ما بين مفاهيم " الدولة " الاردنية ومفاهيم " الثورة " الفلسطينية لاادراة الصراع مع الكيان الصهيوني وهو ما ادى الى نتجية حتمية بتفجر الصراع العسكري بين الطرفيبن في العام 1970 والذي اطلق عليه " ايلول الاسود " وقد كان بداية تشكل من الانعزالية والكره المضمر بين الطرفين بعد خروج المنظمات الفلسطينية من الاردن الى لبنان والتي لا زالت اثاره حاضرة في الذهنية الشعبية للطرفين .
- وفي ذات السياق وخلال تلك المرحلة ابتداء من خمسينات القرن الماضي على وجه التقريب بدء تشكل اصفاف اجتماعي – سياسي بالاردن بين الشرق اردنين والاردنين من اصل فلسطيني ببدء خروج الشرق اردنين من النمط الاجتماعي الاقتصادي الزراعي والرعوي بالتوجه الى التعليم والوظائف العامة وبشكل متدرج حتى اصبح الجهازين الاداري والعسكري شرق اردنيين بشكل شبه كامل مقابل ذلك فان القطاعين المتاحين للاردنين من اصل فلسطيني كانى التعليم بمختلف مستوياته وهم اسبق به بسسب التطور الاجتماعي الاسبق لهم من الشرق اردنين وما نتج عنه من تشكل فئة اجتماعية جديدة منهم تتميز في كل المهن الحرة من طب ومحاماة وهندسة وتدريس وغيرها من المهن الفنية ولكن الامر التحول الاكثر اهمية كان في الحقل التجاري والاقتصادي حيث كان الجزء الاكبر منهم يزاول النشاط التجاري وما رافقه من بناء مؤسسات اقتصادية خاصة اصبح السيطرة الغالبة بها لهم .
- خلقت الصورة السابقة للمجتمع الاردني اشبه ما يكون بالاصفاف " الطبقي " وهو مختلف بعض الشيء عن المفهوم الطبقي للمدارس الاشتراكية بمفهومها للطبقة بكون الطابع الاقليمي هو الوجه الابرز له والذي زاد من حدة الاختلاف وعدم الاندماج بين فئات الشعبين النضويين تحت مضلة الدولة الاردنية والجنسية الواحدة .
- بذات الوقت التي كانت العوامل السابقة تفعل فعلها في ارتسامات الدولة والشعبين خلق الوضع الاقليمي والدولي شرعية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد والشرعة للشعب الفلسطيني مما ادى الى ردة فعل اردنية رسمية وشعبية زادت من الانقسام والاصطفاف مره اخرى وكان ابرز رد للاردن الرسمي هو فك ارتباط بين المملكة الاردنية والضفة الغربية مما خلق هوة اجتماعية جديدة بين الطرفين وما رافقاها من اشكالات سياسية وقانونية لا زالت فاعلة لم يتم حسمها بشكل نهائي وبشكل مقصود من الدولة الاردنية والقيادة الفلسطينية .
مراجع
- الثورة العربية الكبرى –امين محمد سعيد .
- ويكيبيديا ، الموسوعة الح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقدة دفينة
المشوه ( 2012 / 7 / 23 - 00:35 )
صايرين تقلدوا اليهود


اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE