الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشعبي في الاردن رؤى وطموحات

حنان أحمد الخريسات

2012 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الحراك الشعبي في الاردن والرؤى المستقبلية
يقول الله تعالى في كتابه العزيز : " ان اريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه انيب "
يعد الحراك الاردني ظاهرة عفوية انطلقت لتمثل جميع طبقات الشعب الاردني وشرائحه على كافة المستويات السياسية والاجتماعية ، والاقتصادية ، ويشارك فيه جميع فئات ابناء الشعب دون تمييز في مستواها الثقافي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، والسياسي، او تمثيلها الحزبي .
وهو حراك يكفله الدستور الاردني بنص البند الاول من المادة 15 " تكفل الدولة حرية الرأي ولكل اردني ان يعرب بحرية عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير بشرط ان لا يتجاوز حدود القانون " .
وتنطلق فلسفة الحراك من ان المملكة الاردنية الهاشمية دولة عربية اسلامية ، يجب ان يكون بناء الدولة والمجتمع فيها على أسس حضارية معاصرة تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية من خلال تحقيق العدالة بين جميع مواطنيها ، و تؤكد فلسفة هذا الحراك على ان اموال الدولة وثراها ومواردها ومقدراتها خطوط حمراء لا يسمح بالتفريط بذرة او بفلس منها ، لأنها حقوق لجميع الاردنيين وهم سواسية في اقتسامها ولا يحق لأي انسان مهما كان ان يستحوذ بصفة شخصية على اي منها .
كما يؤكد الحراك على الاسراع في الاصلاح ومحاسبة كل مفسد وإعادة الاموال والممتلكات والشركات وكل ما سلب الى وضعه قبل عملية السلب والسرقة دون تسويف او مماطلة .
ولد الحراك الشعبي في الاردن من رحم الفقر ، والتهميش ، والبطالة ، والخواء السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، ونهب خيرات الوطن ، وبيع مقدراته وأراضيه ، مما بعث اليأس والحنق في نفوس الاردنيين ، ودفعهم الى النهوض من خلال الحركات الاصلاحية تعبيرا عن الرفض والغضب على الظلم الذي اخذ يحاربهم في لقمة عيشهم .
ويهدف هذا الحراك الى انصاف محافظات المملكة بإعطائها جميع حقوقها في جميع المجالات الصحية والتعليمية والخدمية والاجتماعية .
واجراء الاصلاحات الهيكلية ، والسياسية لتفعيل النص الدستوري القائل " ان نظام الحكم نيابي ملكي وراثي " بحيث يحتل مجلس النواب موقعا يتناسب مع هذا النص اعتمادا على ان الاسلام مصدر التشريع ، و تفعيل النص الدستوري الذي يؤكد ان الامة مصدر السلطات وهذا يقتضي تداول السلطة وضمان نزاهة العملية الانتخابية من خلال حكومة برلمانية ممثلة للشعب .
والتأكيد على مبدأ فصل السلطات الثلاث وضمان استقلالها بصورة عملية فاعلة ، وإنشاء محكمة دستورية تضع حدا لتوسع الحكومة في اصدار القوانين، وتعيد النظر في فيما اصدرته من قوانين صادرت الحقوق الدستورية اضافة الى تفعيل النص الدستوري " المواطنون امام القانون سواء في مختلف المجالات "كما يؤكد هذا الحراك على الالتزام بالنص الدستوري في تحديد دور الاجهزة الامنية ووقف تدخلها في الحياة والمؤسسات المدنية الرسمية ومنها القضاء ، والمجال الاقتصادي ، والاجتماعي ، والحريات العامة ، وحقوق الانسان .
اما فيما يتعلق بمنطلقات ومبادىء الحراك فتأتي بالمطالبة بالإصلاح لأنه ضرورة حياتية على مستوى الفرد والمجتمع ولا تدور عجلة التطور والتقدم إلا به ، والفساد اصبح هو العائق امام كل عجلة اصلاح او تقدم ، كما ان توفير الحياة الكريمة للمواطن الاردني بتأمين فرص العمل والدخل المناسب وإيجاد البيئة الاستثمارية والتنموية المناسبة من الامور الضرورية ايضا ، اضافة الى استثمار الموارد الطبيعية في الاردن وإدارتها بشكل افضل وكفاءة عالية ، كما ان الحفاظ على ثوابت الامة العقدية والحضارية والتصدي لكل مشاريع ومحاولات الغزو الفكري والثقافي وتمييع هوية الامة من القواعد التي يجب الاهتمام بها ، ويعتبر تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي لكل الدعوات الرامية الى توهين هذه الوحدة على اسس مذهبية او طائفية او جهوية او عرقية هي السبيل لحماية الوطن وصون استقلاله وتأكيد سيادته ومركزية قراره وتعزيز امته وبناء قوات مسلحة وأجهزة امنية على اساس مبادئ الامة وقيمها العليا .
يعتمد الحراك في الاردن في ايصال رسالته وكلمته من خلال عقد الاجتماعات التوعوية والتوجيهية لأبناء الشعب الاردني ذكورا وإناثا ،
والنشرات والمنشورات والبيانات ورقية كانت ام الكترونية تبعا لتطور عمل الحراك ، وتعد المسيرات السلمية الحضارية ، واللقاءات المتلفزة وغير المتلفزة في وسائل الاعلام على اختلاف اشكالها من الوسائل الهامة في ايصال رؤية الحراك وتطلعاته .
مما ذكر آنفا يتطلع الحراك الى اردن قوي على جميع المستويات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، يتمتع بوحدة وطنية منيعة خالية من الصدوع والانشقاقات ، والوهن ، والخواء السياسي ، والاقتصادي ، والاجتماعي ، اردن ناهض بسواعد ابنائه المتساوين امام القانون المحتمين بمظلة الاسلام السمحة التي تنسج خيوطها الديموقراطية الحقيقية التي تجعل من الشعب مصدرا للسلطات ليكون قويا ، واقعيا في ادارة شؤونه ومكافأة كل المخلصين والأوفياء ومحاسبة كل المفسدين على السواء .
اردن قوي معافى في جسده وعقول ابناءه ومشاعره ، الذي صنع ابناؤه سياسة تربوية منتمية الى عقيدتها وعروبتها وأصالتها ، هوية راسخة وثابتة تعتمد على اقدام قوية واثقة قادرة على الانطلاق في هذا العالم كي تجد مكانتها فيه وتكون ذات سبق في صنع الحضارة ودفع عجلة التقدم والرقي ، مع التأكيد على رفض الاردنيين رفضا قاطعا على ان يكون الاردن وطنا بديلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص