الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤيد للحرب ام مروج للسلام ؟ ( 2 - 2 )

مجدى زكريا الصايغ

2012 / 7 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


لحلول نهاية القرن العشرين.كان نحو 70 شخصا كمعدل يشوهون او يقتلون بسبب الالغام الارضية كل يوم. ومعظمهم من المدنيين لا العسكريين. وغالبا ما لا تستعمل الالغام الارضية بقصد القتل بل بقصد التشويه وبث الخوف والذعر بين الذين يشهدون ماتسببه من اذى وحشى.
تبذل فى السنين الاخيرة جهود كثيرة لنزع الالغام. لكن البعض يقولون انه مقابل كل لغم ينزع. يزرع 20 لغما اخر. وانه يوجد على الارجح 60 مليون لغم ارضى مزروع حول الارض.ومع ان الالغام الارضية لا تميز بين وطأة قدم جندى ووطأة قدم طفل يلعب فى الحقل. لم يحل ذلك دون صناعة وزرع هذه الادوات المخيفة.
عندما اخترعت الاسلحة النووية. صار ممكن لأول مرة محو مدينة كاملة من الوجود فى ثوان قليلة. دون ان تحدث مناوشة واحدة بين الجنود. تأملوا مثلا فى الدمار الرهيب الذى حل بمدينتى هيروشيما وناجازاكى سنة 1945و حين القيت قنبلة ذرية على كل منهما. فقد اصيب البعض بالعمى نتيجة الضوء الشديد السطوع. وتسمم الاخرون بالاشعاع. وقتل كثيرون بسبب النيران والحرارة. ويقدر عدد الوفيات فى هاتين المدينتين بنحو 300,000 شخص.
قد يقول قائل ان قصف هاتين المدينتين حال دون موت اناس كثيرين كانوا سيقتلون لو استمرت الحرب بالوسائل التقليدبة. لكن البعض, اذ صدمهم هذا الموت الصاعق, بدأوا يضغطون على اصحاب النفوذ كى يبذل جهد عالمى للحد من هذه الاسلحة المخيفة. فقد اعترى الخوف كثيرين حين رأوا الانسان اصبح قادرا على تدمير ذاته.
فهل ساهم تطوير الاسلحة النووية فى ترجيح كفة السلام ؟ يقول البعض نعم. ويشيرون ان هذه الاسلحة الشديدةالقوة لم تستعمل فى الحروب طوال اكثر من نصف قرن. لكن زعم نوبل اان اسلحة الدمار الشامل ستوقف الحروب ليس صحيحا. لأن الحروب مازالت تندلع بالاسلحة التقليدية. كما توجد الاف المعدات النووية الجاهزة للاستعمال فى اية لحظة. كما تقول لجنة السياسة النووية. وفى هذا العصر الذى يزداد القلق فيه من الاعمال الارهابية. يخشى كثيرون مما سيحدث اذا وقعت اسلحة نووية فى ايدى ارهابيين. حتى عندما تكون هذه الاسلحة فى عهدة القوى المختصة. يبقى هنالك احتمال حادث عرضى يغرق العالم فى كارثة حرارية نووية. فمن الواضح ان سلام الاسلحة الفتاكة ليس السلام الذى تخيله نوبل.
تستعمل فى الحرب الجرثومية بكتيريا مميتة كالجمرة الخبيثة او فيروس كالجدرى. ويعتبر الجدرى خطرا خصوصا لانه مرض معد للغاية. كما يوجد خطر الاسلحة الكيميائية. كالغاز السام الموجود بأشكال عديدة. ومع ان استعمال هذه المواد السامة محظور منذ عقود. لم يمنع ذلك البعض من استخدامها.
هل نجحت هذه الاسلحة المريعة والخطر الذى تسببه فى جعل الناس يفعلون كما توقع نوبل - ينكفئون من الخوف ويسرعون فى تسريح جيوشهم ؟ على العكس. فلم تعمل هذه الاسلحة الا على زيادة الخوف من استعمالها فى يوم من الايام. وعلى يد اشخاص هواة. وقبل اكتر من عشرين سنة. قال مدير الوكالة الامريكية للحد من الاسلحة ونزع السلاح : " يمكن ان تصنع الاسلحة الكيميائية فى مرأب اى شخص تقريبا, حتى لو درس المرء القليل من الكيمياء فى المدرسة الثانوية ".
لا يوجد شك ان القرن العشرين تميز بحروب اكثر فتكا من اية حروب شنت فى عصر اخر. ومع ابتداء القرن الواحد والعشرين, خابت اكثر الامال بتحقيق السلام - وخصوصا بعد الهجمات الارهابية التى وقعت فى مدينة نييورك والعاصمة واشنطن فى 11 ايلول سبتمبر 2001. يكتب ستيفن ليفى فى مجلة نيوزويك : "لا يكاد يوجد من يشك ان ميزان التكنولوجيا يمكن ان يميل كثيرا نحو كفة الشر ". ويضيف : " من يعرف كيف يلزم التعامل مع هذا الوضع ؟ فالمعروف عن البشر دوما انهم يصرون على فعل ما يعتبرونه تقدما وبعد ذلك يحللون مافعلوه. وعندما نرفض الاعتراف بأن كارثة لا نتوقعها يمكن ان تحدث. نهيئ عندئذ الظروف التى تؤدى الى وقوعها ".
حتى الان يعلمنا التاريخ ان اختراع المتفجرات الرهيبة والاسلحة المميتة لم يقرب هذا العالم ولو قليلا الى السلام.
لو امكن الفرد نوبل النظر الى احداث القرن العشرين. هل كان سيتفاءل بتحقيق سلام عالمى ؟ لا شك انه كان سيبتهج عندما يعرف ان كثيرين بذلوا جهودا مخلصة لوضع حد للحرب. لكن حقيقة الامور كانت ستصدمه. وقد اوجز البروفسور هيو توماس هذا الواقع بالقول : " مع انه يعتبر عموما قرن التحسن الاجتماعى وتضاعف الاهتمام الحكومى بحياة الفقراء - هيمن عليه الرشاش, الدبابة, قاذفة القنابل ب 52, والقنبلة النووية, واخيرا الصاروخ. لقد وسم بحروب اكثر دموية وتدميرا من حروب اى عصر اخر ". ويضيف توماس : " لذلك فان اعتبار او عدم اعتبارالتقدم من مميزات هذا العصر هو مسألة رأى شخصى ".
هل تبدو احتمالات تحقيق سلام عالمى اكبر اليوم بعدما دخلنا القرن الواحد والعشرين ؟ كلا فبالاشارة الى الهجمات الارهابية فى 11 ايلول 2001, تذكر مجلة نيوزويك : " فى هذا العالم حيث صار بالامكان تحويل طائرات بوينج 767 الى صواريخ موجهة. يظهر انه لا يوجد شئ يمكن ان يقال عنه مستحيل الوقوع او غير منطقى - والاسوأ من كل ذلك هو ان لا شئ كما يبدو يمكن تفادى حدوثه ".
يقول البعض انه كى يصير السلام العالمى واقعا. يجب ان يحصل امران : اولا, يلزم ان تحدث تغييرات جذرية فى موقف الناس وسلوكهم : وثانيا, يجب ان تتحد كل الدول تحت راية حكومية واحدة.
وبعد استعراض كل هذه الامور الواقعية من يستطيع ان يجلب السلام للارض بعد فشل البشر والحكومات فى هذا الامر.
ليس الا الله القادر على كل شئ والذى يستطيع كل شئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي