الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جداريه فائق حسن بين الاهمال والتصدع

قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)

2012 / 7 / 24
الادب والفن


جداريه فائق حسن بين الاهمال والتصدع
قاسم محمد مجيد الساعدي



ليس رغبة في الكتابة عن موروث خاص لكن استحضار ألاف الصور التي تهبط مثل الثلج بخمول عن جداريه بدت الان اكثر حزنا و اكثر شيخوخة !!
ولان التاريخ يختزن كل شيء بلا تمييز يظل الحديث عن جداريه فائق حسن – (حمامه السلام ) مدعاة لكثير من الاسئله التي ظلت بلا جواب حامله بين طياتها شناعة عصر ظل مزمنا بأمراضه وعلله
فائق حسن الفنان العراقي بامتياز والمولود في السنه التي بدأت بها الحرب وسميت بالعالمية الاولى تأثر كثيرا بالاتجاهات الاوربيه في فن الرسم والنحت ونقل هذا التأثير على تلامذته وجيل من الفنانين بعدهم
وضع في جداريته ألاف من قطع الموزائيك محتفيا بطريقه الفنان الواعي المدرك طبيعة التحول السياسي مترجما رؤياه لعالم أمن يسوده السلام والحرية والأمل والتلاحم بين قوى الشعب
لكن الصور التي بدت مهمة وطافت امامي باهته تظهر بجلاء حاد ان لا واقع بدون تفسير ومن خلاله يظهر كم كانت كبير هذه الفجوة بين عالم فائق حسن وعالم الواقع المتشابك الذي تحكمه قواعد بعيدة عن منطق العقل والحكمة
فمن تلك المسيرات الصاخبة التي ترفع علم الجمهورية العراقية وصور الزعيم قاسم وتهتف بقوه للسلام وللعهد الجديد ومن جموع النشطاء السياسيين وهم يلوحون باعتزاز للنصب و للحمامات البيض وللشعب بعماله ونسائه وفلاحيه ومن مسيرات المقاومه الشعبيه التي دأب الشيوعيون على تسيرها وتحتشد بمئات النساء الجميلات وهن يحملن بنادق الكلاشنكوف مارات امام هذه الجدارية باتجاه نصب الحرية الخالد
بين هذا وذالك يمر هذا المشهد المأساوي بقوه يقول الكاتب محمد الجزائري (بعد خمس سنوات لا اكثر من ذلك التأريخ صعد بضعة (مسلحين) برشاشات بورسعيد علي سلالم من خشب ليمسحوا حمامات السلام من جداريه فائق حسن .. فلم تمسح! فجاءوا بعلب البوية وبفرشاة عريضة وراحوا يصبغون الحمامات بالأسود ) وحينها تخلى العشاق والحالمون والشعراء عن الجلوس تحت هذا النصب
وبدا مسار عهد جديد في نهاية عقد الستينات رغم غلبة الصوت الواحد فيه كان الاهتمام واضحا بالثقافة والفنون لكن ظروف ومتطلبات الحرب في الثمانيات بدت الجداريه وباقي الفنون امر ليس شاغلا للناس
وبعد الاحتلال بدت ساحة الطيران التي يقع فيها النصب أكثر فوضى ومكانا للموت العبثي وصارت تجمعات عمال المسطر هدفا سهلا يتفنن فيه الارهابيون بطرق الموت
جداريه فائق حسن لاتشكو الاهمال بل ايضا التصدع والتشقق
ويبدو السؤال اكثر واقعية الآن من يعيد لفائق حسن حلمه ويطلق حمامات السلام من سجنها من ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع