الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تركيا.. والهاجس الكوردي الجديد!!
زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)
2012 / 7 / 26
السياسة والعلاقات الدولية
إن الربيع العربي كما هو معروف عنه قد غيرت الكثير من المعطيات السياسية في الشرق الاوسط، بل وغيرت الاجندة السياسية للكثير من الدول في المنطقة، وبطبيعة الحال ان التغيير السياسي في المنطقة العربية قد اثرت بصفة مباشرة على اوضاع الاقليات التي تعيش في ظل الدول الدكتاتورية لعشرات السنين وتعاني الامرين من ناحية تعاني الاقليات من حالة الطغيان السياسي كبقية المواطنين في ظل الانظمة الاستبدادية ومن ناحية اخرى تعاني من حالة التهميش السياسي وحرمان المشاركة السياسية والمشاركة في صنع القرارات السياسية، بل ومن البطش والتكنيل على ايدى الطغاة الذين سيطروا على تلك الاقليات بالنار والحديد.
ان التغيير السياسي في المنطقة سوف تؤثر على وضع الاقليات والحالة السياسية لهم، وبطبيعة الحال سوف تكون للكورد الحصة الامثل في ظل التغيير في المشهد السوري، وان نيل الشعب السوري لحقوقه والتحرر من الاستبداد سوف تفرز حالة التحرر للكورد في سوريا بعد عقود من الحرب المنطم على الاقلية الكوردية في تلك الدولة، بل وعدم الاعتراف بمواطنية الكورد في سوريا.
تعد الكورد من اكبر القوميات التي لا يمتلكون دولتهم المستقلة في الشرق الاوسط، وكما قال البعض لا اصدقاء للكورد غير الجبال، ان التغيير في موازين القوى والتغيير في المعادلة الدولية غالبا ما تنتج دول جديدة من خلال تحرر الاقليات ونيل حقوقهم السياسية جراء التغيير السياسي في المشهد الدولي وهذا ما حدث ايام انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
السؤال هنا هل ستحصل الكورد على الاستقلال في سوريا؟ وهل يمتلكون الكورد لاستراتيجية واضحة لفترة ما بعد انهيار النطام الدكتاتوري في دمشق؟ وكيف ستكون دور تركيا في هذا المضمار؟
ان استقلال الجزء الغربي من كوردستان تعتمد على عدة عوامل بعضها محلية تتعلق بموقف المجلس السوري والجيش السوري الحر، وان التواصل الكوردي مع الطرف الثوري السوري ستكون المفتاح في نيل الكورد لحقوقهم السياسية او الاستقلال، ولكن من خلال دراسة الطرف العربي اي الثوار سواء كانوا في الجناح السياسي المتمثل بالمجلس السوري او العسكري المتمثل بالجيش السوري الحر يتبين لنا بان الطرفين غير مستعدين لقبول فكرة الاستقلال الكامل للكورد، لكن لا يختلفون في مسالة نيل الكورد لحقوقهم في ظل وحدة الاراضي السورية، وذلك لاهمية الاراضي الكوردية في الدولة السورية. اي يمكن ان يحصل الكورد على نوع من الفيدرالية.
اما العامل الدولي فان الاستقلال تعد مسالة معقدة وغير واقعية وذلك بسبب تدخل الكثير من الاوراق في المشهد السياسي السوري وان القرار السوري في الفترة القادمة سستأثر بالدول التي دعمت الثورة السورية خاصة الدول العربية وتركيا فضلا عن بعض الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية، لذا ان الكورد قد يحصلون على نوع من الفيدرالية او حق المشاركة في الدولة السورية الجديدة اذا ما قامت نظام ديمقراطي قائم على اساس المواطنة.
اما الحديث عن استراتيجية كوردية في الفترة الراهنة لمرحلة ما بعد سقوط بشار الاسد فالامر مرهون بالمرجعيات السياسية الموجودة في غرب كوردستان، ومن خلال دراسة المشهد الكوردي هناك يتبين لنا بان الكورد في غرب كوردستان مقسمين على مرجعيتين:اولهما قريب من الاطار الفكري للحزب العمال الكوردستاني والتوجهات الثورية التي يتبناها تلك الحزب، وهذه المرجعية تعود الى العلاقة السابقة بين النظام البعثي وحزب العمال الكوردستاني، وبطبيعة الحال تحاول العمال الكوردستاني من استغلال الظروف السياسية السائدة في سوريا للحصول على عمق استراتيجي لهم والمشاركة الفعالة في رسم الخريطة السياسية للكورد في المرحلة القادمة، وهذا ما خلق هاجسا امنيا لانقرة بل وتشعر تركيا بان امنها ومصلحتها القومية بات في خطر حقيقي، وذلك لان التواجد العسكري والسياسي لحزب العمال الكوردستاني في غرب كوردستان في مناخ من الفوضى السياسية سوف تفرض على تركيا جبهة جديدة هي بغنى عنها.
والمرجعية الثانية قريبة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وترى هذه المرجعية بان حقوق الكورد في سوريا ممكن ان تؤخذ بطريقة تدريجية على غرار اقليم كوردستان العراق، اي ان الطرف الثاني متأثر بالسياسات التي يتبناها الديمقراطي الكوردستاني، وفي نفس الوقت تحاول كورد العراق ان يكون لهم موطأ قدم في غرب كوردستان وذلك لحماية مصالحهم الاستراتيجية كون الوضع السياسي لا يبشر بالخير في ظل التطورات والمعطيات السياسية المتسارعة في المشهد السوري. اذن وجود اكثر من مرجعية في وقت الازمة لن تفرز استراتيجية عقلانية وعلى الكورد في غرب كوردستان الاستفادة من تاريخ الكورد في الاجزاء الاربعة والاستفادة من التجربة الكوردية المعاصرة في العراق.
اما بخصوص الدور التركي فان انقرة كانت ولا زالت على اتصال مباشر بالملف السوري وتبنت تركيا الموقف الايجابي من الثورة السورية وحاولت الضغط على دمشق من خلال استخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي، ومن ثم تطور الموقف الى إسقاط المروحية التركية الامر الذي فرضت على انقرة التدخل المباشر في الثورة السورية من خلال المحاولة مع حلف الشمال الاطلسي وجعله يتدخل في المشهد السوري، وبعد امتناع الاخيرة بدات تدعم المعارضة بصورة مباشرة وهو ما ادت الى ضعف النظام السوري.
ترى تركيا في الاستقلال الكوردي خط احمر على المصالح العليا للدولة التركية، وتحاول منع الكورد من الحصول على استقلال في غرب كوردستان وذلك لمعرفة انقرة بان استقلال الكورد في غرب كوردستان تعد بادرة باتجاه استقلال كوردستان الكبرى الامر الذي لاتستطيع انقرة تحمله الان وفي المستقبل.
تحاول انقرة التدخل في غرب كوردستان من خلال اضعاف دور العمال الكوردستاني في تلك المنطقة، وتاتي الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية التركي الى اقليم كوردستان ضمن المحاولات التي يبذلها انقرة في صد التوسع السياسي للعمال الكوردستاني، وبطبيعة الحال سوف تطلب تركيا من سلطات الاقليم استخدام نفوذه في سوريا وذلك لمواجهة الخطر التي تشكلة العمال في غرب كوردستان.
واخيرا لابد من القول بان المعطيات السياسية قد احدثت ضغطا شديدا على صناع القرار في انقرة واربيل ويتطلب من الاقليم تبني سياسة عقلانية قائمة على اساس المصلحة العليا لكوردستان واجتناب التدخل في ملفات اكثر من حجمها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر