الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضمير الخيانة

ماجد فيادي

2012 / 7 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر للكاتب والصحفي والمترجم ماجد الخطيب، الكتاب المترجم لمسرحيتين من الادب المجري، للكاتب باشكندي غيزا بعنوان الضيف والثانية للكاتب هوباي ميكلوش بعنوان سفينكس. تتناول مسرحية الضيف مفردتين متلاصقتين على مدى أحداثها، الخيانة والضمير، وكأن الكاتب يتسائل هل للخيانة ضمير ؟ فالقس الموحد فيرنس ديفد وهو بين المطرقة والسندان، بين قرار الامير بالتخلص منه وعدم قدرته على الهرب كي لا تثبت التهمة عليه، راح يقدم الاسباب لضيفه الموحد سوسينو، وهو ايضاً بين المطرقة والسندان، بين مطارداً من كل امراء أوربا بالقتل، أو أن يقوم بواجبه الذي أوفده علة وفقه الامير وكتابة التقارير التي يستند عليها لادانة القس الموحد فيرنس ديفد.
حوارات تجري بين ثلاثة أشخاص وفي غرفة كل ما فيها يقوم على ثلاث، هذا ما اصطاده الناقد ياسين النصير، في مقدمته عن المسرحية، لكي يرشدنا الى قضية الثالوث التي تدور حولها الاحداث، بين أمير يريد السيطرة على الكنيسة لكي يفرد نفوذه على الامارة، وبين قس موحد يريد توحيد الكنائس لاهداف دينية، وبين ضيف استخدم كأداة لتنفيذ مهمة الخيانة.
يحصل الضيف على مباركة القس لكي يقوم بالخيانة، وهو يتظاهر بالرفض والقبول، وتمارس عليه الضغوط لكي يوافق، أو أن يُقَدَم عربون صداقة الى أمير يبحث عنه ليوضعه بيد السياف. مواقف يعرضها الكاتب ويجعل القارئ يعيشها ويفكر بالنيابة عن الضيف، هل يمارس الخيانة بضمير يبرر كل نتائجها؟ ام يرفض ويذهب الى مصيره المحتوم؟ ماذا عن القس الذي يدفع الضيف لكتابة التقارير، ويذكره فيما لو نسى، ويعيد قراءتها معاً كي لا تحمل اخطاءً، وتلك الخادمة التي تمارس دوراً مزدوجا، مرة في فراش القس واخرى في فراش الضيف، وهي في نفس الوقت مكشوفة لكللا الطرفين في خدمتها للامير، تنقل رسائل الضيف وتراقب أدائه، ما هو مصيرها ومن الذي يقتلها،القس أم الضيف؟ وفي نهاية المسرحية ماذا يكتشف الضيف، هل كان القس يخدعه ولماذا؟
في حوار مع المترجم ماجد الخطيب سألته، لقد تناولت الخيانة في مسرحيتك عاشق الظلام، وانت تتناولها في ترجمة مسرحية الضيف، ما الذي يجعلك مهتما بها هكذا؟
يقول الخطيب ”ما تعرضنا له من خيانة المثقف العراقي خدمةً للدكتاتور أدت الى تخلف المجتمع العراقي وصعود المنافقين الى مراكز القرار على حساب أصحاب المواهب والكفاءات، واليوم الصورة ليست بالافضل فالمثقف محارب من قبل عدداً ممن ركب الموجة أو حصول إرهابيين على مناصب عليا في الشأن الثقافي، بالاضافة الى محاربة منظمة للثقافة من قبل الحكومة العراقية، الثقافة العراقية تعرضت للخيانة“ وفي سؤالي هل تجد للخيانة ضمير؟ يقول ”أن لا ضمير للخيانة“.
وفي اجابته عن دوافع الترجة يقول ”أنا أترجم ما احب، ولدي حافز شخصي لتقديم الثقافة الغربية الى المجتمع العربي“ وهل تجد في الترجمة مردود مالي ”لا توجد عروض من دور النشر للترجمة، لهذا فهو عمل طوعي نقوم به نحن المترجمون، وفي النهاية فالترجمة ليس لها مردود مالي، على العكس قد ندفع من مالنا الخاص كي تخرج أعمالنا الى النور“
في ختام الحوار تسائلت مع نفسي، هل نمارس الخيانة تجاه الثقافة، نحن متلقي الابداع، عندما ندير ظهرنا الى الانتاج الابداعي للكاتب أو المسرحي أو الرسام أو كل أنواع الفنون؟؟؟
لكم أن تجيبوا على السؤال.
جريدة التيار الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال