الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة والفساد

محمد الفيصل

2012 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



سؤال يتبادر إلى الأذهان ، هل المسؤولية وسيلة لخدمة الآخرين ، أم إنها وسيلة للإثراء على حساب مصالح الفقراء وهمومهم ، وكيف يستطيع المسؤولون ان يصنعوا ثروات طائلة بفترات قصيرة مرتبطة بجلوسهم على الكراسي بينما يكد المواطن عمره كله لاهثا لمجرد الحصول على قوت يومه ، أليس من المضحك ان ترى أرضا باطنها ذهب وظاهرها بيوت من قصب ، أليس من المضحك ان ترى النواب يخصصون لأنفسهم خلال ساعة واحدة ميزانية انفجارية كرواتب ومخصصات وامتيازات اخرى ، ويقضون شهورا في مناقشة زيادة ضئيلة على رواتب الكادحين من موظفين ومتقاعدين لان هذه الزيادة ستثقل كاهل ميزانية الدولة ، ومابين ليلة وضحاها يتحول المديونير الى مليونير لمجرد ارتدائه قبعة السياسة السحرية ، فنرى من لا يكاد يحسن نطق جملتين يسن القوانين والتشريعات ، والقسمة العادلة لمبدأ الحقوق والواجبات بين المواطنين والمسؤولين ، فالمسؤولين لهم كل الحقوق والمواطنين عليهم كل الواجبات ، والشئ الوحيد الذي يتشارك فيه المواطن العادي والسياسي هي رحلة البحث المضنية ، فالمواطن يبحث عن لقمة الخبز ، والسياسي يبحث عن مصارف وبنوك جديدة في أوربا ليضع فيها أرصدته المتزايدة ، هناك مقولة مأثورة ( ما رأيت مالا موفورا الا عن بخل او حرام ) فهل اموال ساستنا جاءت من البخل ، هذا امر مستبعد حتما ، اذا لم يتبق مصدر لهذه الثروات غير الحرام ، الذي هو نتيجة اكيدة للفساد ، وإبعاد أصحاب الاختصاص عن اختصاصهم ، فوزير التجارة طبيب بيطري ووزير الزراعة محامي ، وليت سياسيينا اكتفوا بهذا فحسب ، بل انهم يسعون الان لإقرار قانون الأحزاب الذي صاغته لأنفسهم أناملهم الذهبية دون اخذ مشورة المتخصصين من رجال القانون ، وقانون الأحزاب يضمن لهم البقاء في كراسيهم ما بقي الليل والنهار ، ومن شأنه ان يزيد الأغنياء غنى ويزيد الفقراء فقرا ، فهل هي عودة الى الطبقية ونظام الرق والعبودية ، ام انها جاهلية من بعد إسلام ، ان العبء اليوم يقع على عاتقنا نحن المحامين وعلى المثقفين عموما وطلبة الجامعات والنقابات والاتحادات وغيرها لتحمل مسؤولية التغير والإصلاح ونحن لدينا تجربة مع التغير والإصلاح في نقابة المحامين فقد كانت لدينا إرادة صلبه وإيمان راسخ في التغيير وقد تحقق فدستور أعرج واعور وهو سر ماساتنا فمنه المحاصصة ومنه الوقف الشيعي والسني ومنه امتلاء كروش بالسحت والحرام ومنه كل شر وبلاء ، فسحقا لعملية سياسية تظلم أبناءها وتقتلهم ، وسحقا لمن بنوا مصالحهم على أساس الفرقة والمحاصصة ، وكأن هذا الشعب لا ابا له ، فلنرفع من الان شعار التغيير والإصلاح ولا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس - وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
فلنبدأ ومن هذا الشهر الفضيل شهر الخير والمحبة بثورة التغيير والإصلاح منطلقين في ذلك من إصلاح الذات أولا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة