الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أصبح المصريون يكرهون غزة؟

محمد أبو زيد

2012 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هل أصبحت غزة فجأة عدوة لمصر؟ وهل أصبح سكانها أعداء للمصريين؟ وهل نسي المصريون فجأة المظاهرات التي خرجوا فيها من أجل فك الحصار عن غزة؟ وهل نسوا هتافاتهم ضد إسرائيل، وحلمهم بتحرير القدس، وبكاءهم من أجل محمد الدرة وشهداء القصف الإسرائيلي على غزة؟ وهل نسوا أنهم خرجوا في مظاهرات لرفض بناء الجدار العازل على الحدود، وهل نسوا أن غزة جزء من العالم العربي المحتل من الكيان الصهيوني؟ هل قرر المصريون أن ينسوا كل هذا فجأة، ويناصبوا سكان القطاع العداء؟
من يتابع الحملة الإعلامية ضد غزة، عقب فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الرئيس محمد مرسي بالرئاسة، سيشعر أن شيئا ما تغير، وأن هناك من يقود حملة إعلامية منظمة لزرع العداء بين المصريين والفلسطينيين في غزة، وكأن مصر أصبحت تفضل الجار الإسرائيلي على الجار العربي.
من يقرأ التاريخ يعرف أن العلاقة بين مصر وفلسطين تاريخية بحق، دفعت فيها مصر الكثير من الدماء، وخاضت الحروب، ففلسطين ليست مجرد جارة، بل هي جزء من الأمن القومي لمصر، يكفي أنها البوابة أمام الكيان الصهيوني، وطوال السنوات الماضية، في مرحلة ما بعد الحروب والسلام ما بين مصر وإسرائيل، ظلت فلسطين جزءا من اللعبة السياسية المصرية، وورقة سياسية في يد الإدارة المصرية، وخبرا أساسيا في النشرات الإخبارية، عندما كان المصريون يقررون كسر الحصار على غزة، أو يتسللون عبر معبر لمشاركة إخوتهم هناك، أو يهربون لهم الغذاء والدواء عبر الأنفاق.
غير أن الملاحظ أنه بعد وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم تحول التعاطف مع غزة إلى جريمة، وأصبح الجميع يتحدث عن غزة ليس باعتبارها جارة عربية مسلمة، بل باعتبارها عدوة، وأن مرسي يهتم بها على حساب مصر، وأن الإخوان المسلمين سيحولون لها الطاقة والغذاء والدواء ولن يعطوها لمصر، وكأن المصريين لم يكونوا يفعلون ذلك من قبل، ووأصبح البعض يتحدث عن مرسي باعتباره رئيسا لقطاع غزة، ومشرفا على حكومة حماس، وهو ما يستدعي التساؤل عن أسباب هذا التحول الغريب في سلوك المصريين تجاه جارتهم.
البداية كانت مع الثورة المصرية، عندما اتهم البعض حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأنها شاركت في الثورة وكانت وراء عملية فتح السجون، ولا أعرف كيف يقبل شعب أن يتهم شعبا آخر بأنه قام بثورته، ولا أعرف أيضا كيف ينسى المصريون الخطة 100، التي وضعها حبيب العادلي، والتي كان منها إحداث حالة من الانفلات الأمني وفتح السجون وإطلاق البلطجية، لوقف أي غضب شعبي، وهو ما حدث يوم جمعة الغضب.
غير أن الأمر تطور، عندما تحدث الشيخ صفوت حجازي في أحد المؤتمرات الشعبية لدعم مرسي رئيسا، عن حلم الخلافة، وأن تصبح القدس عاصمة للدول العربية المتحدة، ليتم فتح النار على غزة مجددا، وعلى الفلسطينيين الذين رأوا أن وصول مرسي للرئاسة يعني حياة أفضل لهم خاصة أن نظام مبارك كان يتواطأ مع إسرائيل لمزيد من الحصار، لكن فجأة حول بعض المناضلين القدامى إسرائيل من عدو إلى صديق، نخشى غضبها، وكأن إسرائيل ليست كيانا صهيونيا محتلا، وإنما دولة شقيقة، وكأننا لم نحلم يوما بتحرير القدس، ولم نبك على شهداء فلسطين، ولم يرفض البابا شنودة زيارة القدس لأنه أراد أن يدخلها مع "إخوانه من المسلمين"، كما قال، وكأن إسرائيل لا تحتل الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
سيتحدث البعض بالطبع عن مشروع تبادل الأراضي، وأن إسرائيل تريد توطين الفلسطينيين في غزة، وسيتحدث البعض عن أن مرسي سيجامل الغزاويين على حساب المصريين، لكن هل يعتقد هؤلاء البعض أن الجار الإسرائيلي أفضل من الجار العربي، وهل يعرف هؤلاء أن مساحة غزة لا تتجاوز أحد الأحياء المصرية، وهل يعرف هؤلاء أن المساعدات المصرية لغزة مستمرة طوال السنوات الماضية، لأن معنى قطعها، وفاة أطفال وشيوخ بسبب نقص الدواء والغذاء، والمزيد من المناوشات الفلسطينية الإسرائيلية، وهو ما سيؤثر بالتالي على الأمن القومي المصري، وهل يعرف هؤلاء أن من مصلحة مصر أن تكون حدودها هادئة، وهل يعرف هؤلاء شيئا اسمه حقوق الجار؟
بالتأكيد فلا أحد يملك أن يبيع شبرا من أرض مصر لأحد، ولن يقبل المصريون أن يتم توطين الفلسطينيين في غزة، ونعلم أن إسرائيل بدأت العمل بخطوات متدرجة لفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، ومواصلة الضغط، لدفع القطاع باتجاه مصر، لتلبية كل احتياجاته، وكان من بين أهم المؤشرات على ذلك أن إسرائيل غضت الطرف عن مئات الأنفاق التي قام الفلسطينيون بحفرها تحت خط الحدود بين القطاع ومصر، ومع قيام إسرائيل بإغلاق المعابر التجارية الست التي كانت مفتوحة بين القطاع وإسرائيل، وحصرها في معبر واحد هو معبر كرم أبو سالم الذي يقع في الحدود المصرية- الإسرائيلية مع القطاع، وتقنين عملية إمداد القطاع باحتياجاته.
أعتقد أن على مصر تحمل مسئوليتها التاريخية، والتي يبدو أنها مجبرة عليها لأن تلك حدودها، وعلى مصر الدفع في اتجاه ملف المصالحة الفلسطينية، وربما يمكن وقتها حل المشكلة الفلسطينية.. لكن لا تضيعوا ما بذلته مصر طوال سنوات في دعم القضية الفلسطينية، لأنكم فقط تعادون الإخوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلسطين سبب بلاء مصر
كامل حرب ( 2012 / 8 / 4 - 01:54 )
الى الكاتب ,سوف اكون صريح معك لاابعد الحدود ,صراحه اعتقد ان مشكله فلسطين منذ حوالى ستين عام والى الان دمرت مصر تماما وذلك بسبب غباء عبد الناصر والابله سياسيا والذى تسبب فى قتل شبابه ودمار ثروته تحت حلم القضاء على اسرائيل والقاء اسرائيل فى البحر من اجل عيون الفلسطينيه ,يااخى انتم السبب فى ماساتكم عندما بعتم اراضيكم لليهود بعد قضاء ليله حمراء مع عاهره يهوديه حتى بعتم معظم اراضيكم لليهود ,اهل نحن مسؤلون عن فسادكم وخيانتكم وغباؤكم على طول هذه السنيين السوداء ,باى حق تطلبوا مننا ان نحارب لكم ,اليست عندكم نخوه وعزه وكرامه ,انتم السبب فى مصائبكم ولاتلومون الا انفسكم ,يجب ان تحلوا مشاكلكم بانفسكم لاانكم انتم السبب فى بلاؤكم ومعاناتكم ,يكفى مصر من مصائب واهوال كنتم انت السبب فيها ,حلوا عننا


2 - أنتم سبب بلواكم
محمد بن عبد الله ( 2012 / 8 / 4 - 14:33 )
أكثر من ستين عاما تنوحون ولا تستحون

انفقت هيئة الامم المتحدة للاجئين مليارات عليكم لتغذيتكم ولتعليمكم ولتأهيلكم وكل ما تعرفون هو النكاح والتكاثر حتى اكتظت وطفحت بكم مدنكم التي تسمونها (معسكرات لاجئين) لاستدرار عطف وأموال الاوروبيين والامريكيين ؟

يا سيدي ،حتى الحيوان لا يتكاثر في القفص والأحرى بالانسان العاقل أن يحس بالمسئولية عن مصير ومستقبل أولاده وأحفاده...فهل رأينا فيكم انسان عاقل مسئول ؟

حكامكم المتعصبون لا يزالون يعادون اسرائيل وينص دستور حماس والجهاد على محو دولة اسرائيل من الخريطة...هل فكرتم مثلا في الاعتراف بهذا العدو الذي أكلتم من خيره سنينا طويلة عند تدفقكم للعمل داخل اسرائيل؟
ألم تسألوا أنفسكم لماذا طردوكم وبنوا جدارا ليحاصركم؟ أليس لأن منكم من تغفجر الحقد في قلبه وفي عقله ودفعه للانتحار بين النساء والاطفال في اسرائيل؟

أتواصلون سياسة العناد المتعصب الكاره للجميع وتنتظرون أن يدفع المصري الفقير الثمن؟

اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على