الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يستقيل المشير طنطاوي ؟!!

حسين عبد المعبود

2012 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



بعد حادث الهجوم على النقطة الحدودية القريبة من معبر كرم أبو سالم والتي راح ضحيتها حوالي 16 شهيدا و7 أو 8 مصابين يجب أن نتوقف أمام أنفسنا ولو قليلا ، فأرواح الشهداء لن تهدأ ، ودماء المصابين لن تثمل بعبارات الشجب ، والانتقام من الجناة ، ولن تجدي البيانات العسكرية التي تعشم بدخول الجنة وتتوعد بالثأر والانتقام من الجناة واعتبارهم أعداء الوطن ، ولن تفلح التصاريح والإدلاءات الرنانة وكلام العنترية ، فعنترة العبسي قد مات منذ زمن بعيد ، ولن نوفي الشهداء حقهم بجنازة عسكرية ، أو تكريم لأسمائهم واعتبارهم من شهداء ثورة 25 يناير .
وليس من المعقول أن نظل طوال الوقت نحلل ونتخيل سيناريوهات لنلقي بالتهم على الموساد الإسرائيلي ، أو حماس ، أو بعض السيناوية ، أو سوريا ، فكل السيناريوهات صحيحة ، وكل السيناريوهات خاطئة .
وأنا هنا لا أستطيع أن أدافع عن أحد ، ولا أستطيع أن أنفي التهمة عن أحد ، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أتهم طرفا محددا ، أو أجزم برؤية تحليلية تدين طرفا بعينه ، مع تفهمي الكامل أن هناك أطرافا قد سعت وشاركت في هذا الفعل المجرم ، وهناك أطرافا قد استفادت ، كما أن هناك أطرافا أخرى سوف تستغل هذا الحدث لصالحها أحسن استغلال ، ولكن لأننا مازلنا نعيش عصر مبارك بعتامته وحجبه للمعلومات ، وأن الشفافية ما هي إلا كلاما يقال ، وان الثورة قد قامت في الميادين ولكنها لم تصل بعد إلى الدواوين والمؤسسات التي مازال يترأسها الفلول وأذناب مبارك خاصة المجلس العسكري وإعلامه القميء ، فكل المعلومات خاطئة ولو نسبيا ، وبالتالي كل التحليلات وكل الرؤى خاطئة .
قد تكون إسرائيل لها دور فيما حدث لتؤسس لنفسها وضعا أخر أكثر تميزا يعطيها مشروعية التمركز الأكثر كثافة على الحدود المصرية أو التوغل داخل سيناء ولو لمسافة محدودة بحجة السيطرة على الحدود لدواعي أمنية مادامت الدولة المصرية قد فقدت السيطرة عليها ، وما دامت سيناء قد أصبحت مأوى للإرهابيين والمتشددين بدعوى أن في ذلك تهديدا لأمن إسرائيل ، وأن على مصر والمصريين أن يكفوا عن الحديث عن اتفاقية كامب ديفيد ، وعن إعادة النظر في بعض بنودها .
وقد تكون المخابرات السورية لها يد فيما حدث لتلفت الأنظار بعيدا عن إخفاقات النظام السوري الذي يتهاوى يوما بعد يوم ، وفي محاولة يائسة بائسة لجذب أنظار العالم وانشغاله بأحداث أخرى أكثر اشتعالا غير أحداث الثورة السورية التي تزلزل عرش الأسد الذي أصبح لا أمل له في البقاء مهما طالت أيام بقائه .
وقد يكون الأمر غير ذلك ويكون ما تم اتفاقا بين المتشددين من حماس والمتشددين من الإسلاميين انتقاما من إسرائيل وانتقاما من النظام المصري الذي اضطهد الإسلاميين كثيرا ، والذي تخلى عن دوره في مؤازرة أهل غزة المحاصرة منذ زمن طويل ، ولعل وعسى أن تحدث فتنة فتسوء العلاقات بين مصر وإسرائيل ، وقد يتطور الأمر لما هو أكبر من ذلك بكثير .
وقد يكون من قام بالفعل من الخارجين على القانون من أهل سيناء أو غيرهم بالتعاون مع أخرين من الفلسطينيين أو من الإسرائيليين وهذا لا يدين أهل سيناء فتاريخهم معروف ووطنيتهم لا جدال فيها ، ولا يجعلنا نسيء الظن بالفلسطينيين أو يجعلنا نتخلى عن دورنا تجاههم فسكان المجتمعات ليس كلهم ملائكة .
كل ما سبق رؤى واحتمالات لا نستطيع أن نحكم بصحة إحداها إلا بإجراء تحقيقات للتعرف على أوجه القصور والإهمال والأسباب والملابسات التي أدت إلى تمكن الجناة من القيام بفعلتهم الدنيئة والحقيرة ، وهو ما لم يحدث !! فكان عل السيد المشير وهو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يأمر بإجراء التحقيقات لتحديد المسئول عن الإهمال الذي شجع على ذلك ، لأنه ليس من المعقول أن يقوم أفراد مجموعة حدودية أو حتى قريبة من الحدود الملتهبة بالإفطار جماعة دون حراسة أو مناوبة بين الأفراد للإفطار والحراسة ، ولنواجه أنفسنا بكل أمانة ومسئولية أن ما تم هو إهمال بكل المقاييس ونتمنى أن يكون محدودا بالنقطة أو السرية ، لا شاملا الكتيبة أو التشكيل الموجود بالمنطقة .
ما نطالب به من تحقيقات ليس مزايدة على دم الشهداء أو استهانة بهم وبتضحياتهم ، ولا اتهاما لأحد ، ولا تبرئة لأحد ، ولكن للوصول إلى الحقيقة الكاشفة ، بعدها تتضح الرؤى ، وتحدد المفردات ، وتبنى المواقف الصحيحة ، وتتخذ القرارات السليمة وذلك ليس بعيبا ، ولا غريبا على الدول المتحضرة ، ولنا في إسرائيل لعبرة ، فهي تجري تحقيقا بعد النصر ، وتجري تحقيقا بعد الهزيمة وبعد كل هنة وونة .
ولأن تحقيقا لم يحدث ، ولأن السيد المشير هو المسئول الأول عن المؤسسة العسكرية فوجب عليه أن يتقدم باستقالته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام فى الهواء
كامل حرب ( 2012 / 8 / 7 - 22:53 )
من الواضح ان السيد المشير رجل من رجال العسكر المعروف عنهم العجرفه والديكتاتوريه والفساد ,المشير واللواءات ومبارك كلهم من طينه واحده ويعتبروا مصر عزبه لهم ,كل التصاريح الصادره منهم ماهى الا فرقعات فى الهواء ,مشكلتهم ايضا الفساد والسرقه وسمسره السلاح والكذب على الناس ,بالطبع نظام مبارك لايزال قائم ومن الصعب اقتلاعه بهذه السرعه والمشير ولواءاته هم فلول مبارك الزنيم وسوف يتشبسوا بمراكزهم بكل القوه لانهم يحصلوا على ثروات طائله من جراء السرقه والسمسره واللهط ,هل تعتقد انه يوجد اى اختلاف بين المشير طنطاوى والمشير عامر ,انا لااعتقد انه يوجد اى خلاف كلهم من نفس الطينه


2 - بما ان اذن
عرفه الجبلاوى ( 2012 / 8 / 8 - 23:53 )
بما ان جماعة الاخوان المتأسلمين جماعة دولية فهى مؤكد مخترقة من عدد كبير من . اجهزة المخابرات الاجنبيه. وبما ان مرسى مرشح الجماعة فى مصر فان امن مصر القومى اصبح فى خطر لان الحاكم الفعلى هو مكتب الارشاد.

اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم