الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري ... والحرب بالوكالة!

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2012 / 8 / 9
السياسة والعلاقات الدولية



في ظل التطورات الخطيرة التي وصلت اليها الازمة السورية، نرى بان الدول المشاركة في قتل الشعب السوري تكشف عن اوراق جرائمها بل وتنادي بصراحة عن دعم الارهاب التي يمارسه الاسد وعصاباته، ان الثورة السورية تعبر عن اعادة ملامح الحرب الباردة بين دول المحاور والاطراف، بل وتحول المشهد في الشرق الاوسط الى ساحة جديدة لتصفيات سياسية قديمة، ان الحرب بالوكالة غالبا ما تطلق على دولتين متحاربتين على امور تتعلق بالمصالح الحيوية او نزاعات على الاقاليم وتدعم كل دولة طرف دولي قوي لتتحول بذلك الى حرب بالوكالة بين القوى العظمى عن طريق دول الاطراف او الدول الفاشلة، ومن الامثلة على تلك الحروب الحرب الايرانية- العراقية وحرب الكوريتين ، وتعد الحرب بالوكالة من ابرز ملامح الحرب الباردة في القرن المنصرم.
ولكن السؤال المحير هنا كيف يمكننا تسمية الازمة السورية بمفهوم الحرب بالوكالة كونها عبارة عن ثورة شعبية ضد طاغية ونظام دكتاتوري لا تستند على ابسط المبادئ الدستورية والشرعية السياسية . ان المعطيات السياسية والتطورات الاقليمية المرتبطة بالازمة السورية تضع الباحث والمشاهد امام حقيقة الحرب بالوكالة ولكن بنمط القرن الجديد اي في حدود الدولة الواحدة بعدما كانت تحدث بين دولتين مستقلتين في الحقبة الماضية.
ان السياسة فيما بعد الربيع العربي قد تغييرت بصورة دراماتيكية وذلك لتغيير اللاعبين الدوليين حيث كانت السياسة الدولية مقتصرة على دول عظمى تتعامل مع دول استغنى عن كل شي مقابل بقاء الطاغية بعبارة اخرى بين دول قوية قائمة على اساس المؤسساتية ودول لا يصح ان نطلق عليها مفهوم الدولة في ظل التطور الحاصل في مهمة الدولة الحديثة، ان السياسة في الشرق الاوسط تحول من جديد الى سياسة المحاور لتكون وفق هذه المعادلة ( الدولة البسيطة+ الدولة المحورية او ما يسمى بالقوى الاقليمية+ الدول العظمى) وهذه المعادلة كانت موضوع التحليل السياسي في بداية الثورات العربية لتتحول الى حقيقة سياسية تقاس بها الاوضاع السائدة في الوقت الراهن.
تعد ايران وتركيا ضمن الدول المحورية او الاقليمية مقابل دول اخرى تقع ضمن الدول البسيطة مثل العراق، سوريا ولبنان وغيرها من الدول التي وقعت بالرغبة او الرهبة في المستنقع السوري. ما اريد ان اتوصل اليه من خلال هذا المقال تحليل الموقف الايراني من الثورة السورية، وكيف ان ايران استمرت في تبني سياسات غير متوازنة في سبيل خدمة المصالح القومية الخاصة بها، ولا تشترط دوما وفق المعادلات الدولية ان تستخدم الدولة كل الوسائل في سبيل خدمة مصالحها الاستراتيجية، هناك ربط عقائدي واستراتيجي بين النظام الشمولي في سوريا وبين ايران، وقد افرزت هذه العلاقة الاستراتيجية الكثير من العوامل منها: المذهبية، العسكرية والاستراتيجية فالمذهبية ترتبط بالتقارب الحاصل بين العلوية السورية والشعية رغم الاختلاف التاريخي والمنهجي بين المذهبين، اما العسكرية فترتبط بالدعم اللوجستي والاستخباراتي التي حصلت عليها ايران من سوريا ايام الحرب الايرانية – العراقية وذلك بسبب العلاقات المتأزمة بين دمشق وبغداد في تلك الفترة، اما العامل الاستراتيجي فتربط بالمحور التي يشكلها حزب الله اللبناني، ايران وسوريا وذلك لوجود مصالح مشتركة تتعلق بالبعد السني في المنطقة العربية.
تقوم طهران في الوقت الراهن باستخدام كل الوسائل لغرض انقاذ الاسد ونظامه الذي اقترب من لحدها وذلك بسبب التقارب الايراني – السوري وخوف ايران من العزلة الدولية في حال فقدت ايران حليفتها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، فانهيار النظام السوري يعني مزيد من العزلة على ايران في ظل الدور التركي المتنامي، وكذلك عزل حزب الله في لبنان مما تقلل من نفوذها وهو ما يعكس سلبا على طهران. فالموقف الايراني الصريح لدعم ما يسمى بالضلع الاساسي للمقاومة افرزتها الخوف الايراني من مصالحها الاستراتجية لان سوريا في ظل الاسد كانت الدولة الاكثر امنا على المصالح الاسرائيلية وبقاء مرتفعات الجولان تحت السيطرة الاسرائيلية دليل واضح على ذلك.
ولكن لماذا اوضحت ايران عن موقفها في الوقت الراهن بعد مرور اكثر من سنة على الثورة السورية، وللرد على هذا التساؤل هناك عاملين:

العامل الاول: انهيار النظام السوري

ان طهران تعي جيدا الموقف التي يعشه النظام السوري بعد الانشقاقات اليومية وفقدان النظام السوري للكثير من المناطق الحيوية لتكون بيد الجيش السوري الحر، اعتقد النظام الايراني بان الثورة السورية سوف تخمدها التعامل الوحشي والقوة العسكرية لبشار الاسد، الا ان الشعب السوري رغم انهار الدم اثبت للعالم المتردد انه شعب يريد الحياة ويستجيب لقدره، هنا تستدعي الضرورة على طهران لتكشف عن القناع وتظهر للعالم حقيقة النظام الايراني.

العامل الثاني: ازمة الرهائن الايرانيين

ان اعتقال 48 ايراني في دمشق كانت بمثابة ضربة اخرى على الاتفاق الاستراتيجي المصيري بين دمشق وطهران، وادى الى كشف التعامل الايراني مع الازمة السورية، ولكي تخرج طهران نفسها من المستنقع السوري الذي اوقع نفسه فيه بدا يصرح للعالم على انها الجزء المهم في المعادلة السورية، وانها تدعم ضلع المقاومة والمحور الممانع في الشرق الاوسط.
ان اعتبار نظام الاسد على كونها ضلع المقاومة في المنطقة دليل على جهل القادة الايرانيين بمفهوم المقاومة، وكيف يمكن ان نسمى نظاما استخدم سلاحه في وجه الشعب ولم يرد على القصف الاسرائيلي لمنشاتها النووية انها ضلع المقاومة، بل ان النظام السوري ضلع اساسي في الارهاب المنظم ضد المدنيين، وان الاوان قد حان لكي يتحرر الشعوب من هذه الانظمة الفاسدة.
ان الشعب السوري والشعب المصري هم من يحددون مفاهيم المقاومة وما الى ذلك من الممارسات في الفترة الراهنة بعيدا عن شعارات الانظمة الدكتاتورية التي لم تخدم الا كراسي سلطانهم الزائف والتاريخ سوف تثبت ذلك قريبا. ان النظام السوري لا تعي بانها تحارب من اجل حماية مصالح دول اخرى، وان المستقبل السياسي في سوريا سوف تكشف عن الكثير من الاوراق المتشابكة، وان الدول الاقليمية التي اتخذت موقف سلبي من الثورة ستتعرض لعزلة مستقبلية في الخريطة السياسية الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل ممجوج
سوري حائر ( 2012 / 8 / 10 - 06:45 )
هل تريد القول بان ايران تتدخل في الشان السوري؟
اتعجب من غالبية الذين يحاولون التحليل او القدرة على التحليل السياسي لما يجري في سورية انهم يركزون على الدورين الايراني والروسي وتدخلهم لدعم النظام, ويبتعدون عن حتى الاشارة الى اهمية التدخل الامريكي الخليجي التركي الاوربي.
حتى المعارضة السورية تهاجم روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل, الدول التي تحاول منع التدخل العسكري الخارجي في سورية وتتهم روسيا بدعم النظام في قتل الشعب ولا تتهم الخليج وتركيا وحلفاءهم بقتل هذا الشعب.
روسيا قدمت السلاح لسورية قبل كل هذه التطورات ولم يكن يوما الهدف من تقديمه ان يستخدم في الداخل, اما الاخرين فانهم قدموا السلاح ولا زالوا88 وهم يعرفون سلفا انه لن يستخدم الا في الداخل, فما قولك؟
كل مقالك ليس الا ترديد لما تبثه المعارضة المسلحة العميلة
دعك من الصمود والتصدي وكل هذا الهراء, لانه اذا كان يهم ايران فلا اعتقد انه يهم الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا وغيرهم .
هل انا شبيح ورجل امن؟
لا! انا سوري ومعارض واكثر وطنية من الكثيرين الذين لا يفرقون بين الخلاص من بشار والخلاص من سورية الجميلة


2 - إلى الحائر
نبيل السوري ( 2012 / 8 / 10 - 11:47 )
ستظل حائراً كل عمرك بهيك مخ مو عرفان ربك وين حاططك
نعم أنت شبيح
لأن كل من يبرر للطاغية هو شبيح
السلاح الروسي المدفوع ثمنه من دم الشعب كان مقرراً لقتال الأعداء وليس لاستعماله ضد الشعب الأعزل. طبعاً الشعب هو العدو بالنسبة للنظام السافل قاتل الأطفال
وإذا قررت تنط وتقل لي أن الشعب لم يعد أعزل أجيب: الفضل يا حضرة المعارض هو لخيانة قائدك القاصر الذي دفع بالناس لخيار المر الذي اضطرهم له الأمرّ منه وهو قتل المتظاهرين العزّل لمدة 5 أشهر، بشهادة الوريث القاصر الخائن نفسه
كفاك فذلكة وكفاك استخفاف بعقولنا
ليس الضروري أن تقول أنت انك لست مع النظام أوأنك معارض، أفكارك تشبيحية بما فيها الكفاية
تحية للكاتب وللأحرار فقط لا غير


3 - سوري حائر .. اتمنى ان تتحرر من حيرتك
زيرفان سليمان البرواري ( 2012 / 8 / 10 - 14:18 )
اشكرك على قراءة المقال... ولكنني اشرت الى تركيا في هذه المقالة وفي مقالات سابقة اشرت الى المحورين الايراني-الروسي -الصيني-بشار الاسد والمحورالعربي- التركي-الامريكي.. لا اردد ما يقوله المعارضة لاني لست سوريا فقط ادافع عن دماء الابرياء وادعم كفاح الشعب السوري المناضل ضد همجية الاسد، ان العالم المتردد يحمل الكثير من المعاني ولا يسعني الاشارة الى كل شي في مقال محدود... اتفق معك على ما يعاني منه الشعب من قتل نتيجة الكفاح المسلح ودخول السلاح والمال الى سوريا .. الا ان هذا الواقع فرضه بشار وشبيحته الذين ارتكبوا ابشع الجرائم .. ولم يبقى للشعب السوري الا ان يتحول الى شعب مسلح ضد دكتاتور... عزيزي الواقع شي والعاطفة شي اخر .. وما تحبة شي وما تفرضه عليك الواقع شي اخر... على امل انتصار الشعب قريبا لوقف اهدار دم الابرياء .والله المستعان


4 - الى نبيل السوري
سوري حائر ( 2012 / 8 / 11 - 13:05 )
ابسط ما في ادمغتكم المريضة هو اطلاق التهم لمجرد الخلاف في الراي.
ساقول لك ما قلته لمرضى غيرك من قبل: اعيش لاجئا في الغرب منذ اكثر من عشرين عاما واول مرة تمكنت فبها من زيارة سوري بعد مغادرة وطني تمت بعد مرور اربعة عشر عاما, بعد رحيل الاسد الاب عام 2003 وكنت ولازلت وسابقى معارضا للنظام ولامثالك الذين لايفرقون بين الشخص والموضوع, بين الحرية والعبودية لامثالك من عملاء الخليج الفرجي العفن الذي يضع راسه بين فخذيه وقضيبه فوق عنقه.
انت وامثالك لم يكونوا معارضين بقدر ماهم حاقدين لاسباب بعيدة عن مبررات الحراك السلمي في سورية, لقمة العيش والكرامة
اعتقد جازما بانك مثل الذين يقبضون ليكتيوا ايجابا عن بشار, انك وككل الزمرة التي ترى في الخليج مصدر رزق لهم ولهذا يكتبون ما يطلب منهم ليقبضوا ثمن اتعابهم دما سوريا بريئا.
قابلني اذا انت وامثالك ابقوا لنا سورية التي عرفناها طالما ضمائركم بهذا الرخص وعقليتكم شريعة خليجية بدوية همجية ترى في الاخر كافرا وفي المراة فرجا وفي الطفلة مفاخذة ,طالما ان نبيكم (بيدوفيل) بصك سماوي..


5 - السوري الحائر أسخف بكثير مما توقعت
نبيل السوري ( 2012 / 8 / 11 - 16:05 )
أنت لست حائراً فقط لكنك وقح وقليل أدب
حين تستعمل عبارات ولغة منحطة وضيعة تدل أنك لم تستفد من إقامتك في الغرب ربما لأنك تصول وتجول في أماكن مستواها من مستواك الذي ينضح بما فيه، وهو مستوى وضيع كاللغة الوضيعة المستعملة
قبل أن تتهمني بالعمالة للخليج يا فالح، وهذا هو تصرف مطابق لتصرف النظام، عد إلى تعليقاتي لترى أنني لست فقط لاديني، يعني ملحد بفهمك المتخلف، بل لا أترك مناسبة إلا وأشن هجوماً لاذعاً على الخليج وعاهاته، ورأيي أن الكثير من مصائبنا سببها البترودولار الخليجي، لكننا لسنا بصدد الخايج، بل بصدد نظام يقتل الأطفال، وسقوطه أهم شيء لنا الآن، وهو سيفتح المجال لانهيار مشيخات وعاهات الخليج

لكنك، مثل بعض المتفذلكين والمتحذلقين تظنون أنكم خلقتم وطق القالب بعدكم وتفذلكون الأمور كي يرى الناس أنكم مختلفون، وبالنتيجة أنتم تخدمون نظام لص قاتل
ما أظنك إلا أحمد بسمار/غسان صابور لأن هكذا فذلكات تصدر عنه، وإن لم تكن فأنت نسخة فاشلة تماماً منه

نعم كل من يتفذلك مثلك هو شبيح أعجبك ذلك أم لم يعجبك


6 - اخر تعليق
سوري حائر ( 2012 / 8 / 11 - 17:27 )
فعلا يا نبيل انا كل ما ذكرت
فقط لست بسمار ولا صابور وان كنت لا اقصد الانتقاص منهما لاني لااعرفهما كفاية
وفقكم ربكم وخليفتكم وخادم حرميكم لما فيه خيركم وتعاسة السوريين
تحية من شبيح واعدك ان لا القمك حجرا مرة ثانية


7 - إصرار على السخف والغباء
نبيل السوري ( 2012 / 8 / 11 - 18:54 )
السوري الخائر
أنت تعيد نفس الكلام المجتر مليون مرة
خادم حرمين مين؟ يعني إن خالفكم أي كان لا يوجد لديكم أيها المفلسون إلا نفس التهمة، ولعلمك أنت أقرب مني ألف مرة من الخليج وعاهاته
أنت لا تلقم حجاراً بل اجتراراً سخيفاً وليس لديك إلا كلام مكرور مجتر أيعا الشبيح المزمن

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط