الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهم تحت الطلب

سالم الصادق

2012 / 8 / 10
كتابات ساخرة


الوضع في سوريا بالغ الصعوبة ، بالغ الأهمية ، بالغ الخطورة ، بالغ في كل شيء؛ بالغ في الظلم ، بالغ في البشاعة، بالغ الفناء ، بالغ في الحياة ، بالغ في الإرادة ،بالغ في الشجاعة .........
فمنذ أكثر من أربعة عقود جثم على صدر سوريا كابوس البعث العربي الاشتراكي ، ولم يحدث بعثاً ولا نشوراً، ادعى شعار الوحدة وحدث التفرق والانقسام بل احتفظ السوريون بسببه بالمركزالأول في فقدان أعز ماتملك الشعوب ( الحرية ) ، ادعى الاشتراكية فشارك الناس في أرزاقها ، وتشارك الرفاق بالنهب والسلب وأشركوا جميع أفراد الشعب بالفساد ، وتم ضغط عقول الناس في قوالب ثورجية وقومجية وعروبجية ويسارية وتقدمية ، وحاول الحزب القائد أن يقود الدولة إلى مصاف الدول الأولى في الكفاح ضد الامبريالية والرجعية والاستعمار ووو... ورفع شعارات حفظها المولود في بطن أمه ، ورددها المدفون في قبره ! يتناولها البسطاء بعد وقبل وأثناء الطعام شفاءً من أمراض اليمين ، وعدوى الرجعية .
وفي هذا المستنقع النضالي الذي مازال الشعب السوري ملوثاً بشعاراته ومبادئه ، تم تصنيف الناس في الدوائر ( المخابراتية ) الديمقراطية الثورية المعلبة والخالية من الدسم بعد أن أضيف إليها كثير من المواد الحافظة والنكهات المستوردة والأصباغ النضالية من دول شرقية وأمريكية جنوبية ، فتم استحضار لحية ( كاسترو ) وسكسوكة ( هوشي منه ) وقبعة ( جيفارا ) مع بعض التعديلات لتناسب أصالتنا وعروبتنا والصراع المسدود مع إسرائيل كي يحصنوا أمعاء الشعب وأذواقهم وعقولهم ضد فيروس الإمبريالية العالمية ، وهم في كل مناسبة قومية أو عالمية يسارية يجددون صلاحية هذه الشعارات لتناسب المرحلة الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية والمنعطفات التاريخية الخطيرة . فصُنف الناس حسب درجات تعاطيهم هذه الموروث الباعث على الغثيان ، فمنهم الرفيق المناضل نخب أول والمناضل نخب ثاني ... ومنهم المتخاذل الرجعي والانبطاحي والمتآمر ، فنكَُّل بمن نكَّل به وغُيَّب بعضهم بتهم نضالية فريدة لم يعرفها قانون قضائي في العالم إلا قانون القضاء الكرتوني في بلد الصمود والممانعة ( قمعستان ) ، بلد العجائب ، بلد الواق الواق و... وجُهزت لكل هؤلاء السوريين الذين ولدوا أحراراً ، أبناء آدم وحواء تُهم مناسبة للجميع ، ولادي بناتي ، نسائي ، رجالي ، صيفي ، شتوي... ومما يدعو إلى الضحك المبكي أو البكاء المضحك أن بعض هذه التهم التي تفتقواعن حشرها في قوانين العدالة القراقوشية تعوَّد السوري ( المتهم حتى تثبت إدانته ) عليها ، فقد صارت من قاموس العدالة البعثجية العروبجية ...
، ومنها : إضعاف الشعور القومي ، ووهن نفسية الأمة ، والنيل من هيبة الدولة ،
والإساءة لسمعتها وتعكير صفاء المجتمع وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ، واليوم التعاون مع الإرهابيين لمن يقدم طعاماً أو شراباً أو لباساً أو دواءً للهاربين من جحيم قصف طائرات حماة الديار(سابقاً) ومدافعهم ، والتحريض على التظاهر والعصيان وإثارة الشغب وحيازة منشورات أو تسجيلات من شأنها قلب النظم الاجتماعية والاقتصادية للدولة وحيازة أسلحة حربية وتلقي تمويلاً من الخارج والتعامل مع دولة أجنبية والسعي لاقتطاع جزء من الوطن ، والتحريض الطائفي والانتماء لجماعات محظورة ...إلى أخره من التهم التي اعتدنا على سماعها منذ أيام المقبور وصولاً إلى أيام ابنه المسعور .
وتناسباً مع العصر؛ (عصر المعلوماتية ) التي يدعيها المسعور ملعون الذكر سابقاً ، وتماشياً مع عصر الربيع العربي وتكنولوجيا المخابرت والفرادة السورية في كل ذلك ، وانطلاقاً من الحرص على تحقيق العدالة تم سوق شباب إلى المعتقلات بتهم جديدة أبدعها العقل المخابراتي ولم تسمح الظروف الاستثنائية والأحداث المتلاحقة والسريعة بصوغها في قوانين دقيقة ، ولكن يمكن إدراجها ضمن أطرهاالخاصة بها ، فهناك تهم جديدة انترنتية ( تويترية وفيسبوكية ) تضم جرائم ( اللايكات ، الكومنتات ، والشيرات ...) ، وقدتم بالفعل اعتقال كثير من الشباب على خلفية هذه الجرائم . أما جناية السكايب فهي جرائم من الدرجة الأولى مع سبق الإصرار والترصد، فليس فيها استئناف أوطعن ، وأحكامها قاطعة ، وهناك أيضاً جرائم ( الملتيميديا والفوتوشوب ) وهذه أيضاً غير قابلة للطعن أوللاستئناف لأنها تقوم على
أدوات وقرائن واضحة للجريمة ، وكذلك الجرائم الخليوية فحدث ولا حرج ( الاس ام اس والام ام اس والجي بي اس .....، وأماامتلاك أجهزة ذكية تكشف غباءهم ، فأمر يمكن إيجاد مخرج له ، فإذا كان الموبايل ثميناً يُخلى سبيل صاحبه قبل التحقيق معه ويكتفى بمصادرته مع ( كفين ورفستين وكم مسبة ) وهنا للأمانة والإنصاف تظهرمرونة القوانين السورية الجديدة وأسبابها الإنسانية المخففة. ودمتم لعدالة الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ