الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية صنيعة إخوانية!!

حماده زيدان

2012 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



الفتنة الطائفية، والنسيج الواحد، ومسلم.. مسيحي ايد واحدة، وغيرها من المصطلحات التي تطفو على السطح مع كل حادث طائفي في مصر، وقبل أن أكتب في الطائفية، وحقوق الأقليات جميعهم، سأحكي عليكم قصة حدثت بالفعل، في بلدتي الصغيرة بجنوب مصر وبالتحديد في مدينة (ملوي) التي تبعد عن العاصمة بأكثر من مأتي كيلو متر، والقصة تبدأ من عند (جماعة الإخوان المسلمين) وتنتهي عندهم، وإليكم قصتي في سطوري القادمة..
(كانت القصة منذ سنين مضت، وبالتحديد 2005 حيث كان النظام المباركي مازال قائماً، ومازال في قوته، وصحته، وعافيته، وكانت الجماعة في هذا الوقت "محظورة" ورغم هذا الوصف الذي أطلقه عليهم نظام مبارك، كانت الجماعة الأكثر حظاً في النتائج وربحت 88 كرسي بالتمام والكمال، ولولا تدخل نظام مبارك في المراحل الثانية والثالثة لاحتلت الجماعة كراسي المجلس وأصبحت أغلبية..!! وهذا ما عُرف، وما ظهر إعلامياً، ولكن لو نظرنا لما حدث في قلب مدينة ملوي قبل نجاح شيخ الجماعة لعرفنا أين تقع "الفتنة" ومن يديرها..
كانت الانتخابات هذا العام مشتعلة، وكان فلان الفلاني "المسلم" المرشح أمام الشيخ "فلان" المسلم أيضاً والتابع للحزب الوطني، يحاول كلاً منهما أن يلم أصوات القرى الكثيرة المحيطة والتابعة للمدينة، والشعب كعادته لا يهتم كثيراً بتلك الأمور، كان يعتبرها "تحصيل حاصل" وكان يعتبر صوته يساوي "صفر" والنتيجة المنطقية أمام الشيخ ستكون لصالح "مرشح الوطني" لأن الثاني لديه القوة، ولديه كبار عائلات القرى المحيط، ولديه في النهاية النظام الداعم له والذي رغم وعوده الكثيرة عن نزاهة الانتخابات لن يترك رجله يخسر..!! هكذا توقفت اللعبة عند هذا الحد، وخاف الشيخ كثيراً من الخسارة، ولكنه "شيخ" كيف يخاف ومعه "الإسلام" ومعه شعب من المتدينين..!! هذا ما فكر فيه الشيخ وأتباعه، وهذا ما قرر الشيخ وجماعته أن يستغلوه، وهذا ما حدث..
شائعات تملأ البلد "فلان الفلاني" مرشح الوطني المسلم، سيبني كنيسة، مرشح الوطني "المسلم" قبل يد قس، مرشح الوطني "المسلم" أمه مسيحية، الشائعات سارت في المدينة كالنار التي تأكل في الهشيم، والنار حولت قلوب مسلمي المدينة إلى ثيران هائجة ستضرب كل من يقف أمامها، وتجمع مسلمي المدينة يوم ظهور النتيجة، يهتفون "الإسلام قادم.. قادم" وأُغلقت محلات المسحيين بأمر قيل وقتها من الكنيسة، ورأيت في عيون من حولي يومها غضب ما بعده غضب، وسمعت من كثيرين..
- إذا لم ينجح الشيخ سندك محلات المسحيين ونحطمها فوق رؤوسهم.
وهكذا كادت أن تحرق المدينة بمن فيها، لولا أن أعاد الشيخ ثم ربح معركته، ليخرج بعدها مسلمي البلد في تظاهرات كبرى لتبارك وتهنئ الشيخ، وتكبر لله حمداً على نجاح الإسلام في إثبات هيبته في المدينة المسلمة، كما كانوا يرددون)!!
انتهت القصة التي حدثت بالفعل إلى هذا الحد، ونجح الشيخ، ونجح مع نجاحه مخطط "الفتنة" الإخوانجي، والذي يستغلوه بنجاح ساحق مع كل معركة يدخلون فيها، فهم ومن وجهة نظرهم معهم "الدين" والدين حق وغيره باطل، فلا توجد لديهم أدنى مشكلة أن يقيموا حرباً "طائفية" ولا داعي للانزعاج لو حدث "انقسام" وتفتيت للأراضي، هل تتذكرون تجربة حماس..؟! وصلت حماس بالديمقراطية واستمرت بالحرب ضد إخوانهم "الفلسطينيين" متناسيين قضيتهم ضد الكيان "الصهيوني" حتى تمكنوا من تقسيم الأراضي الفلسطينية وتقسيم القضية الفلسطينية عند العرب والمسلمين ما بين غزة "حماس" وأقصى "فتح"..!!.
والآن وبعد أن وصلت شقيقتها الكبرى "الجماعة" للحكم بالديمقراطية أيضاً فلم يهمهم إلا السلطة، وبعد الوصول إلي السلطة يأتي التمكين منها، والذي يقوم الآن ما بين الجماعة والعسكر، والذي سيعتمد أيضاً على التقسيم "الطائفي" فالمعارضة ستصبح كافرة، والخروج عن الحاكم هو الخروج عن "الله"، وغيرها من المصطلحات الطائفية التي ستعتمد عليها الجماعة في حربها ضد المعارضة، والتي بدأها إعلام الجماعة بالفعل، ولا أتحدث عن غلق (قنوات أو صحف) لأن هذا اعتدنا عليه من الأنظمة المستبدة السابقة، ولكن الجديد لدى الجماعة، هو الاعتماد على الفتنة الطائفية لإحباط أية تظاهرات ضدهم، ولننظر سوياً لمحاولات "شيوخ الجماعة وإعلامها لتحويل تظاهرات 24 أغسطس لتظاهرات طائفية عندما قالها صريحة أحد مشايخهم، وعلى قناة الناس بأن من سيخرج في مظاهرات 24 أغسطس "مسحيين" يقودهم حزب "القوات اللبنانية" عن طريق الدكتور "محمد أبو حامد" الذي يردد الإعلام الإخوانجي أيضاً بأنه يذهب إلى الكنائس ليقنع أقباط مصر للخروج ضد الجماعة..!! لتستمر بعدها الهجمة الطائفية من الجماعة على تظاهرات 24 أغسطس، والتي لو استمر هذا التصعيد الإخوانجي ضدها ستتحول إلى معارك طائفية تثّبت بها الجماعة حكمها، وتجعل من معارضيها "خوارج علي" أو "مسحيين كفار" وتصبح المعارضة في مصر هي معارضة ضد "الإسلام" وليس ضد نظام سياسي حاكم، لتتحول التظاهرات وببساطة إلى "حرباً طائفية" يصبح المستفيد الوحيد منها هي "الجماعة" وليخسر الوطن، وليخسر الجميع.
ملحوظة
"ليس ما كتبته تأييداً لتظاهرات 24 أغسطس لأني لن أشارك بها.. ولكنه تأييداً لحق التظاهر السلمي"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي