الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقهى الحلم العربي

سالم الصادق

2012 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



في مقهى متواضع في إحدى دول الطوق جلس بالقرب مني رجل في الستينيات ، وبدا متحمساً في متابعة التلفزيون المعلق في صدر المقهى .
دفعني الفضول وأنا بانتطار أصدقائي الذين تاخروا عن الموعد شبه اليومي ، فبادرته بالسؤال عما يعرض على الشاشة أمامنا: بعد التحية طبعاً ، ما رأيك بخطاب السيد، فقال : تعودنا على هذه الجعجعة ، فحاولت إلصاق علامات الدهشة على وجهي يدفعني الفضول لاكتشاف ماوراء هذه الجعجعة ، كيف ياعم تسمي ذلك جعجعة ؟! أليس هذا من يقاوم الاحتلال ، وحرر جنوب لبنان ؟ فرد باستهجان : أية مقاومة وأي تحرير ! ، ألم تكن هناك مقاومة قبله ؟ : بلى لمجموعات وأحزاب عديدة . فأعجبه كلامي ، وتابع : إسرائيل تريد حصر هذه المقاومة بجهة واحدة محددة الانتماء ليسهل التعامل مع من يرعاها في بازارات السياسة العالمية ، فازددت حماسة لمعرفة ما يخزِّن في جوفه من كلام : في سنة ألفين .. وهنا عدَّل جلسته وبدا أكثر جدية في الحديث : من يحرر ويقاوم يقف مع الظلم ؟ : طبعاً لا . : فلماذا يفعل هذا السيد ذلك ؟ ألم يقف مع الظلم في سوريا ؟ . لم ينتظر مني جواباً وأكمل .: هذا الرجل وحزبه له أهداف سياسية داخل لبنان وخارجه ، وكذبة المقاومة انطلت على الناس لبعض الوقت وانفضحت في الثورة السورية اليوم . : ولكن يا عم حرر جنوب لبنان ! ممن ؟ : من إسرائيل طبعاً . : هه جنوب لبنان يحتله جيش مرتزقة موالٍ لإسرائيل ، وقد صار عبئاً عليها مادياً وأمنياً ، لذلك انسحبت . : ولكن ... ! . : لا ولكن ، ولا إنما ، ولاربما ... هذه هي القصة باختصار. : لا ... غير مقتنع . : صدقني كما أقول لك . هذا الحزب يخدم إسرائيل . : كيف ؟ ألم يحاربها في العام ألفين وستة ؟ : هه ياحرام أنتم - المثقفين -... كم أنتم مخدوعون ! من أجل خطف جنديين ؟ هذا لا قيمة له بالحروب . فقاطعته : معنوياً . وهنا ارتاح لكلامي . وكرر : معنويا .. معنوياً . صحيح . ودمر نصف لبنان . وهذا رسخ أقدامه في الأرض أكثر، وأعطاه انتشاراً واسعاً وشعبية عظيمة . لكن ذلك كله انهار بعد موقفه مع جزار سوريا . فقلت باستغراب إنه يشكل خطراً على إسرائيل ! : صحيح إسرائيل تريد ذلك . : كيف ؟ وبدوت أمامه كتلميذ ساذج : إسرائيل لا تستمر بالبقاء من دون صراع وحروب .... لأن سلاماً حقيقياً يذيبها في المحيط المجاور . وهنا لاحظ دهشتي : صدقني لو لم يوجد مثل هذا الحزب لأوجدوا غيره . : ياعم ، : بلاعم... بلا خال ، هناك مزارع شبعا لماذا لم يحررها ؟ : هذه وضعها مختلف عليه حسب وثائق الأمم المتحدة . وهنا قهقه بصوت مرتفع : يعني فلسطين والقدس والجولان ليس عليها خلاف ؟ واستمربالضحك ، فلم أجد جواباً على سؤاله الاستنكاري وطريقته المتهكمة ، وقسماته الساخرة : (روحوا تعلموا السياسة بعدين ناقشوا) :( ياعمو ) ما يحيط بإسرائيل عامل دوام وقوة لها ، وكل ماتسمع غير ذلك فبركات ، الأنظمة حولها حماية لها ، اذكرلي مرة واحدة أطلقت فيها طلقة على الجولان المحتل ، بينما الصواريخ تنهمر على مدنيين وأطفال ونساء طالبوا بما ترفعه السلطة من شعارات ، هذه الجيوش جيوش أنظمة وحكومات فقط ، لا للوطن ولا ... وسكت متألماً مع زفرة أحسست أنها مكتومة في صدره منذ زمن . : ياعم المقاومة موجودة وباقية ، فلم يلتفت إلي وأشار بيده مستنكراً : تتحرر فلسطين حين تتحرر الشعوب من حكامها، لاحظ ما يحدث من محاولات للتآمر على حركات شعوب الربيع العربي من أجل ماذا؟ من أجل إعادة إنتاج أنظمة مستنسخة عما قبلها ، وأرجو ألا ينجحوا . وهنا وجدت أن الاستمرار في الحديث قد يفقدني ثقتي بالحلم العربي ، وخشيت أن يتهمني بأجندة ما خارجية أو داخلية ... فودعته وانصرفت من غير ان أعرف عمله أو حتى اسمه ، وأنا أهذي بكلمات ( جيوش أنظمة ، دوام الصراع مع إسرائيل ، السلام يذيب إسرائيل ، الجولان ، مزارع شبعا، الأمم المتحدة . أنظمة مستنسخة... )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة