الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة المطلقة مفسدة مطلقة

مجدي مهني أمين

2012 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


نفس النظرية، اللعب على المكشوف، وقد بدأ اللعب على المكشوف بدأت مع حركة كفاية، و القضاة وغيرها من الوقفات الاحتجاجية، بلغت قمتها من حيث المكاشفة مع ثورة يناير، حيث خرج الشباب في هذا اليوم قائلين:

- إحنا نازلين نعمل ثورة.

وفعلاً عملوا ثورة، ثورة ما عملهاش كل الدعاة مَن كانوا، من ناحية، يبثون الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، ويَزِنُون، من الناحية الأخرى،كلامهم بما لا يزعج السلطان، هؤلاء من جرى تسميتهم بعد الثورة بـ"تجار الدين"، وكمان ثورة ما عملتهاش كل الحركات السرية اليسارية أو اليمنية. قوة ثورة يناير كان في البساطة والعلن، تماما مثل الدعوة ليوم 24 أغسطس، دعوة لها نفس القوة في البساطة والعلن.

بساطة الدعوة للخروج في 24 أغسطس اقتضت أن يسرع الرئيس بخلخلة المجلس العسكري، وإلغاء الإعلان الدستوري، أو بالحري أخذه لنفسه كي يذهب الثوار لهذا اليوم بلا غطاء من كيان منافس للرئاسة قد ينحاز للثوار، وكي يلتقي الثوار بالرئيس بعد أن أصبحت لديه صلاحيات واسعة، ولعلها صلاحيات يؤسس بها للحكم المطلق في دولته الجديدة، دولة ديمقراطية المرة الواحدة، أسوة بدولة حماس في قطاع غزة التي أتت للحكم بانتخابات 2006 وبقت في السلطة بدون انتخابات إلى يومنا هذا.

والواقع أن إقصاء المجلس العسكري عن السياسة كان عملا في الاتجاه الصحيح لإعادة العسكر بعد 60 عاما لثكناتهم، كما أن الرئيس عندما أخذ في يده السلطة التشريعية، أعطى زخما ووظيفة لثورة 24 أغسطس؛ فالشباب والرموز في هذا اليوم سيرسون لقاعدة "الميدان المحاور للرئيس"، وذلك كي يكون الميدان ممثلا معنويا للسلطة التشريعية حتى تتكون.

فالميدان في هذا اليوم هو من سيقول للرئيس ما يريده الثوار وما لا يريدوه ، تماما مثلما استمر مخاطبا للمجلس العسكري عندما كان ممتلكا، بعد رحيل مبارك، لكافة السلطات التشريعية والتنفيذية؛ فالميدان كان وقتها يدير حوارا مع المجلس للإسراع بمحاكمة مبارك، وإجراء الانتخابات، وتحديد موعد انتهاء المرحلة الانتقالية، وغيرها من القضايا التي أدارها الميدان مع المجلس.

هنا يعود الميدان لاستمرارية الحوار مع الرئاسة التي تمتلك الآن السلطتين التنفيذية والتشريعية، أي أنه عندما حاول الرئيس أن ينفرد بالثوار يوم 24 أغسطس، خلق فراغا سيأتي الثورا كي يملأوه حتى لا ينفرد الرئيس بالسلطتين التنفيذية والتشريعية؛فالريح قد أتت بما لا يشتهيه الرئيس.

تقوم ثورة أغسطس من أجل تأكيد الدولة المدنية التي لا تميز بين الناس على أساس الدين والجنس، وحيث الشعب مصدر السلطات، تقوم ثورة أغسطس كي تقول لا للسلطة الدينية التي تميز بين الناس على أساس الدين والجنس، وحيث تكون سلطة الرئيس مطلقة.
فلو كانت ثورة يناير قد قامت ضد الفساد، فعلى ثورة أغسطس أن تكون ثورة ضد الهيمنة، ضد الحكم المطلق؛ فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.
لقد أعطى الشعب زخما كبيرا لثورة يناير، زخما فاق قوة السلطة الغاشمة وقتها، واستمر الشباب في الميدان يديرون الحوار مع المجلس العسكري كي يسير في - أو قريبا من- اتجاه الثورة، استمر الشباب حتى إن البرلمان المنحاز الذي نادى بأن "الشرعية للبرلمان وليس للميدان"، هرول محتميا في الميدان حين خسر جولاته مع المجلس العسكري.

سيبدأ الميدان، في 24 أغسطس، الحوار مع النظام، كي يسير هذا الأخير في اتجاه الثورة نحو ديمقراطية حقيقية،الجماهير المؤمنة بحقها هي الداعم الحقيقي لأغسطس كما كانت الداعم ليناير،
وفي أحسن الافتراضات قد تتجاوب الجماهير، وتتجاوب الرئاسة وتتحقق الديمقراطية والشفافية والعدالة الاجتماعية؛
وقد لا تتجاوب الجماهير التي أرهقتها الثورات، أو تتشدد الرئاسة مع الثورة،
وقد يزداد الأمر سوءأ وتعود الثورة أدراجها، وهنا تبقى الرئاسة وتشتد فبضة الجماعة، وذلك حتى يأتي يوم تخرج الجماهير آخذة الجماعة من طريقها كي تعيدها إلى حجراتها كما أعادت الثورة العسكر ألى ثكناته بعد ستين عاما من القبضة الحديدية للحكم المطلق.

ملحوظة1: لو تخلت الرموز عن الشباب في 24 أغسطس، فإنها ستخزل الثورة، وتتحمل مسئوليتها أمام التاريخ في الانتظار الطويل حتي تخرج الجماهير لتعيد الجماعة لحجراتها.

ملحوظة2: لو تعسفت الجماعة مع الثورة فستكون قد تعسفت مع ذاتها أيضا، وعليها انتظار اليوم الذي ستعيدها فيه الجماهير إلى حجراتها. كما أعاد يناير العسكر إلى ثكناته.

ملحوظة3: خرجت الجماهير في يناير ضد الفساد، ويجب أن تخرج في أغسطس أو أي شهر آخر من أي عام آخر ضد الجكم المطلق؛
فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة؛
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا